شجون الزهراء
19-08-2014, 03:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أين تقف المرأة اليوم من هذه السيدة الجليلة؟ أين تقف بناتنا ونساؤنا وأخواتنا وبنات مجتمعنا منها؟ وعلى أي خطوط الاتصال؟ فأين النساء من زينب في مقام العلم والمعرفة؟ هل اتخذن منها قدوة؟ وفي مقام الهدي والتربية، هل تنهض البنت التي يُفترض أن تكون زينبية في قولها وفعلها في موقف محسوب في جانب الهدي والتربية، أو أنها انشغلت بما لا يستوجب أن تنشغل به، بحيث لا يُعدُّ مزاحماً ومهماً بالدرجة التي تقتضيه في تربية عيالها وحفظ زوجها والبيت الذي تتحرك فيه؟
وفي مقامات البذل والتضحية، ما الذي تضحي به المرأة من أجل زوجها وأبنائها وأسرتها؟
يتصور البعض أن التضحية بالمال فقط، ثم ينتهي دورها، ولكن هذا جزء وطرف من أطراف التضحية، فإذا تزاحم أمران، أحدهما يهمها، والآخر يهم الزوج، فما الذي تقدمه؟ هنا يتضح المقام. وكذا الحال مع الأبناء.
وفي مقامات العفة والنجابة، كيف كانت المرأة بالأمس، وكيف أصبحت اليوم؟ والأسوأ من ذلك أن يعين الزوج زوجته أو بنته على التمرد على مقاييس القيم في الحجاب والعفة، وهذا مما ينبغي أن نبكي على أنفسنا فيه طويلاً
.مخاطر معاصرة:
إن فتاة اليوم، عليها من المسؤوليات أكبر مما كان على الأمهات في السابق، لأن ما يعترض الطريق أكبر مما كان بالأمس.
ولا بد هنا من إدراج بعض الأمور:
1 ـ روح الانفتاح القسري والقهري التي باتت تفرض نفسها على آحاد المجتمع، لا سيما العنصر النسوي، ومن ذلك الدراسات المختلطة، التي لها آدابها وأحكامها وقيمها ومبادئها، لكننا زججنا ببناتنا في هذا الجوّ. فهل البنت محصنة أو مدركة أو تعي ما تقوم به؟ نعم، يفترض أن تشق طريقها، وتأخذ نصيبها وافياً موفىً من التعليم، وقد يلزم من ذلك المخالطة، ولكن عليها أن تُهيِّئ العدة كاملة لتخرج من الامتحان ناجحةً رافعة رأسها ورأس أسرتها ورأس المجتمع من حولها، فمن المسؤول عن ذلك؟ إنه أنا وأنت وهو وهم وهنّ، كلنا مسؤولون، فليس من حق أحد أن يتفرج، إنما عليه أن يُعدَّ البنت إذا ما أراد لها أن تشق طريقها في ميدان الحياة العملية إعداداً طيباً، فتخرج بقيم الدين وثوابته، وتتحرك بالقيم الصحيحة من موروث المجتمع.
فميادين العمل اليوم واسعة، والدراسات المختلطة موجودة، سواء كانت في المساحات القريبة أم البعيدة، والبعثات إلى الخارج اليوم على مصراعيها، وهي نعمة
ـ حسب ما أقرأها ـ لكنها نعمة كسائر النعم، إن كفرنا بها ارتدت على رؤوسنا، وإن شكرناها شكراً عملياً جنينا الثمار منها، فبها تقوى الأُسَر، ويرشد المجتمع، ويُبنى الوطن، أما إذا أفرغناها من هذا الجانب، وتخلَّينا عن المسؤوليات والأدوار المناطة بنا، فخصائص المجتمع الغربي تختلف تماماً عن خصائصنا، فهنا دين وأعراف، وهناك لا دين ولا أعراف، إنما هي قوانين وضعية سنها الإنسان في مصلحته هو، أما هنا فقانونٌ سنته السماء من أجل الإنسان.
2 ـ الغزو الثقافي الكبير، الذي ينخر بنا من جميع الجوانب، فما الذي أعددنا لهذا؟ لدينا من يخرج بثقافة محدودة بسيطة إلى مجتمع فيه من صراع الثقافة الشيء الكثير، ربما سقط وهوى فيه الإنسان المثقف، ورجل الدين، فما بالك ببنت خرجت من خدرها، من الثالث الثانوي، لا تدرك من الدنيا شيئاً، ثم تخرج خارج البلاد؟
قرأت في إحدى الصحف أن أكبر نسبة من الإلحاد في الغرب، هي في صفوف الطلبة المغتربين من البلاد الإسلامية، فالطالب هناك يُبهَر بما يرى، من مجتمع منظم مرتب مثقف، لا يعتدي فيه أحد على الممتلكات العامة، ويحافظ الجميع على نظافة البلاد، ويحترم المواعيد، ويلتزم بها، في الوقت الذي يرى في بلاده الكثير من المقاييس المعكوسة، من استباحة للممتلكات العامة وغيرها. فنحن نرى أن الحدائق العامة تتعرض لما تتعرض إليه من سوء الاستفادة والتخريب. وعندما تجلس في مظلة لا يروقك منظرها. وهذا ما لا يراه الطالب في الغرب.
وخلاصة الأمر علينا أن نسأل أنفسنا: أين يقف الأبوان من البنت؟ وأين تقف البنت من نفسها؟
أسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
أين تقف المرأة اليوم من هذه السيدة الجليلة؟ أين تقف بناتنا ونساؤنا وأخواتنا وبنات مجتمعنا منها؟ وعلى أي خطوط الاتصال؟ فأين النساء من زينب في مقام العلم والمعرفة؟ هل اتخذن منها قدوة؟ وفي مقام الهدي والتربية، هل تنهض البنت التي يُفترض أن تكون زينبية في قولها وفعلها في موقف محسوب في جانب الهدي والتربية، أو أنها انشغلت بما لا يستوجب أن تنشغل به، بحيث لا يُعدُّ مزاحماً ومهماً بالدرجة التي تقتضيه في تربية عيالها وحفظ زوجها والبيت الذي تتحرك فيه؟
وفي مقامات البذل والتضحية، ما الذي تضحي به المرأة من أجل زوجها وأبنائها وأسرتها؟
يتصور البعض أن التضحية بالمال فقط، ثم ينتهي دورها، ولكن هذا جزء وطرف من أطراف التضحية، فإذا تزاحم أمران، أحدهما يهمها، والآخر يهم الزوج، فما الذي تقدمه؟ هنا يتضح المقام. وكذا الحال مع الأبناء.
وفي مقامات العفة والنجابة، كيف كانت المرأة بالأمس، وكيف أصبحت اليوم؟ والأسوأ من ذلك أن يعين الزوج زوجته أو بنته على التمرد على مقاييس القيم في الحجاب والعفة، وهذا مما ينبغي أن نبكي على أنفسنا فيه طويلاً
.مخاطر معاصرة:
إن فتاة اليوم، عليها من المسؤوليات أكبر مما كان على الأمهات في السابق، لأن ما يعترض الطريق أكبر مما كان بالأمس.
ولا بد هنا من إدراج بعض الأمور:
1 ـ روح الانفتاح القسري والقهري التي باتت تفرض نفسها على آحاد المجتمع، لا سيما العنصر النسوي، ومن ذلك الدراسات المختلطة، التي لها آدابها وأحكامها وقيمها ومبادئها، لكننا زججنا ببناتنا في هذا الجوّ. فهل البنت محصنة أو مدركة أو تعي ما تقوم به؟ نعم، يفترض أن تشق طريقها، وتأخذ نصيبها وافياً موفىً من التعليم، وقد يلزم من ذلك المخالطة، ولكن عليها أن تُهيِّئ العدة كاملة لتخرج من الامتحان ناجحةً رافعة رأسها ورأس أسرتها ورأس المجتمع من حولها، فمن المسؤول عن ذلك؟ إنه أنا وأنت وهو وهم وهنّ، كلنا مسؤولون، فليس من حق أحد أن يتفرج، إنما عليه أن يُعدَّ البنت إذا ما أراد لها أن تشق طريقها في ميدان الحياة العملية إعداداً طيباً، فتخرج بقيم الدين وثوابته، وتتحرك بالقيم الصحيحة من موروث المجتمع.
فميادين العمل اليوم واسعة، والدراسات المختلطة موجودة، سواء كانت في المساحات القريبة أم البعيدة، والبعثات إلى الخارج اليوم على مصراعيها، وهي نعمة
ـ حسب ما أقرأها ـ لكنها نعمة كسائر النعم، إن كفرنا بها ارتدت على رؤوسنا، وإن شكرناها شكراً عملياً جنينا الثمار منها، فبها تقوى الأُسَر، ويرشد المجتمع، ويُبنى الوطن، أما إذا أفرغناها من هذا الجانب، وتخلَّينا عن المسؤوليات والأدوار المناطة بنا، فخصائص المجتمع الغربي تختلف تماماً عن خصائصنا، فهنا دين وأعراف، وهناك لا دين ولا أعراف، إنما هي قوانين وضعية سنها الإنسان في مصلحته هو، أما هنا فقانونٌ سنته السماء من أجل الإنسان.
2 ـ الغزو الثقافي الكبير، الذي ينخر بنا من جميع الجوانب، فما الذي أعددنا لهذا؟ لدينا من يخرج بثقافة محدودة بسيطة إلى مجتمع فيه من صراع الثقافة الشيء الكثير، ربما سقط وهوى فيه الإنسان المثقف، ورجل الدين، فما بالك ببنت خرجت من خدرها، من الثالث الثانوي، لا تدرك من الدنيا شيئاً، ثم تخرج خارج البلاد؟
قرأت في إحدى الصحف أن أكبر نسبة من الإلحاد في الغرب، هي في صفوف الطلبة المغتربين من البلاد الإسلامية، فالطالب هناك يُبهَر بما يرى، من مجتمع منظم مرتب مثقف، لا يعتدي فيه أحد على الممتلكات العامة، ويحافظ الجميع على نظافة البلاد، ويحترم المواعيد، ويلتزم بها، في الوقت الذي يرى في بلاده الكثير من المقاييس المعكوسة، من استباحة للممتلكات العامة وغيرها. فنحن نرى أن الحدائق العامة تتعرض لما تتعرض إليه من سوء الاستفادة والتخريب. وعندما تجلس في مظلة لا يروقك منظرها. وهذا ما لا يراه الطالب في الغرب.
وخلاصة الأمر علينا أن نسأل أنفسنا: أين يقف الأبوان من البنت؟ وأين تقف البنت من نفسها؟
أسأل الله تعالى لنا ولكم التوفيق، والحمد لله رب العالمين.