الباحث الطائي
21-08-2014, 11:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
هذا الطرح يتناول قضية ابليس الملعون وعلاقته بالقضية المهدوية
وسنتناول فيه حيثيتين مهمتين
الحيثية الاولى : هي ما جاء بخصوصه في القران الكريم
((قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ))
ورد في الروايات عن المعصومين ع ما يفيد بتأويل/ تفسير قوله تعالى( يوم الوقت المعلوم) ، بانه يوم قيام القائم من ال البيت ع وهو الامام المهدي ع.
وكما في بعض الروايات التالية ادناه.
((قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ))
ابو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: اخبرني ابو الحسن علي قال: حدثني (ثنا) ابو جعفر قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي قال: حدثنا جعفر بن محمد ين مسعود عن ابيه عن علي بن الحسن بن فضال قال: حدثني (ثنا) العباس بن عامر عن وهب بن جميع مولى اسحاق بن عمار قال: سالت ابا عبدالله عليه السلام عن ابليس قوله: ((رب فانظرني الى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم(3)اتحسب انه يوم بيعث الله تعالى الناس؟ (لا) ولكن الله عز وجل انظره الى يوم يبعث الله عزوجل قائمنا فاذا بعث الله عزوجل قائمنا فياخذ يناصيته ويضرب عنقه فذلك يوم الوقت المعلوم.(4)
ورواه العياشي: باسناده عن وهب بن جميع مولى اسحق بن عمار قال: سالت ابا عبدالله عليه السلام عن (قول) ابليس وذكر الحديث.(5)
(وفيه رواية: يقتله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والروايات مذكورة في كتاب البرهان في تفسير هذه الاية).(6)
(1)*الحجر – الاية 36 – 38.
(2)*المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(3)*ليس في المصدر.
(4)*دلائل الامامة – ص 240.
(5)*تفسير العياشي – ج 2 ص 242.
(6)*ما بين القوسين من كلام المؤلف ره
***********************
وكذالك الروايات التالية التي تفيد نفس المطلب :
* عن وهب بن جميع مول إسحاق بن عمار سألت*الامام علي زين العابدين وفي مصادر أخرى*جعفر الصادق عليهما السلام*-*عن إنظار الله تعالى إبليس وقتا معلوما ذكره في كتابه "*فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم" ، قال:**عليه السلام*(*الوقت المعلوم يوم قيام القائم، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه فيقول:*يا ويلاه من هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى أجله ) .*معجم أحاديث الامام*المهدي ج5: ص 197**و 198 الحديث 1620 و 1621*(15*مصدر).
* مرسلا عن سلمان الفارسي : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله:(...*المهدي القائم بأمر الله...إي والله وليحضرن إبليس له وجنوده، وكل من محض الأيمان محضا، ومحض الكفر محضا، حتى يؤخذ له بالقصاص والأوتار ولا يظلم ربك أحدا، وذلك تأويل هذه الآية:****ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون. *** قال فقمت من بين يديه، وما أبالي لقيت الموت أولقيني(القصص-*5) معجم أحاديث الامام المهدي ج5: ص 221**الحديث 1644 (13 مصدر).
* عن الإمام الرضا عليه السلام قال*(*...*يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت*...*يطهر الله به الأرض من كل جور، ويقدسها من كل ظلم*وهو*الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا.**وهو الذي تطوي له الأرض، ولا يكون له ظل.**وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول:**ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فإن الحق معه وفيه، وهو قول الله عز وجل**: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين*).*معجم أحاديث الامام*المهدي ج5: ص 377**الحديث 1814 (1 مصدر)
* وبسنده عن الحسين بن خالد، قـال: قـال علـي بـن موسـى الرضـا (ع) : ( لا ديـن لمـن لا ورع لـه ، ولا إيمـان لمـن لا تقية له، و(إن أكرمكم عنـد الله أتقـاكم)*الحجرات 13*فقيـل: إلـى متـى يـا ابـن رسـول الله؟ قـال:*( إلـى يــوم الوقــت المعلــوم)الحجر 38*وهـو يـوم خـروج قائمنـا،*فمـن تـرك التقيـة قبـل خـروج قائمنـا فلـيس منا ....)*فرائد السمط / الشــيخ إبــراهيم محمــد الجــويني: ج2 ص313 ط بيروت.
*******************
المحصلة : هناك روايات تبين ان المقصود من اليوم المعلوم والذي فيه تنتهي مهلة ابليس ، هو يوم قيام القائم
والظاهر هو ليس متعلقه بأبليس فقط ، بل كل الانس والجن ، لان هناك ما يفيد ان الناس ايضا ستنتهي فترة امهالهم الطويلة ( الغيبة الكبرى) ، بيوم قيام القائم ع ، وكما يستفاد من الاية وتاويلها ادناه:
بسم الله الرحمن الرحيم
((هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ))
ابن بابوية :*قال حدثني أبي رضي الله عنه , قال حدثنا سعد بن عبد الله , قال: حدثنا محمد ب الحسين ابن ابي الخطاب , عن الحسن بن محبوب ,عن علي رئاب عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال : في قول الله عز وجل ((يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)).
قال : الايات (هم) الائمة , و الاية المنتظرة القائم عليه السلام , فيومئذ لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن امنت من قبل قيامه بالسيف , و ان آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام*
عنه : قال حدثنا المظفر بن جعفر *بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن جعفر بن مسعود وحيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي رحمه الله، جميعاً، عن محمد بن بن مسعود العياشي قال حدثني علي بن محمد بن شجاع عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي بصير قال: قال: جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في قول الله عز وجل: ((يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً)) يعني خروج القائم عليه السلام المنتظر منا ثم قال: يا ابا بصير: طوبى لشيعة قآئمنا المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره(اولئك) اولياء الله لا خوف عليهم ولا*هم يحزنون.
* اقــــول ، علما ان ابليس الملعون في الاية القرآنية كان قد طلب المهلة من الله تعالى الى يوم يبعثون ،
ويوم البعث بعد نفخة الصور التي يصعق فيها من في السماوات والارض ،
ولم يستجاب له ذالك ، بل أُمهِل الى يوم الوقت المعلوم ، وهذا يعني انه أُمهِل الى ما قبل يوم النفخ بالصور/ يوم القيامة.
ولا يوجد لدينا في تراثنا الاسلامي والروائي يوم مميز قبل يوم القيامة إلا يوم قيام قائم ال محمد ع ، ولعله يسمى احيانا بالاصطلاح " القيامة الصغرى "
***************************************
الحيثية الثانية : بخصوص صيحة ابليس الثانية
نعلم من الروايات ان هناك صيحة لابليس تاتي بعد صيحة جبرائيل الاعجازية المعلنة لظهور الامام الحجة ع في شهر رمضان - ولقد فهم اغلب الباحثين هذا الامر بما هو ظاهره وصريحه من الروايات بان ابليس الملعون سوف يتولى امر القيام بالصيحة الثانية التي فيها قصد الاظلال .
ولكن ذهب بعض الكاتبين الى تاويل هذه الصيحة الابليسية الى ما يمكن اعتباره قد تكون من صناعة بشرية لشياطين الانس او بالتعاضد مع ابليس وصناعتها كما هو محتمل من تقدم العلوم والتكنلوجيا التي شهدتها البشرية وفي تطور مستمر .
وللجواب والتوضيح
اضع اولا بعض روايات الصيحة الجبرائيلية في رمضان مع ما يتبعها من صيحة ابليس لاحقا كرد فعل عليها وكما يلي :
1- ( في البحار(42) عن النعماني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، قال: لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل )
2- ( في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم. ثم قال (عليه السلام): الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين، وقال (عليه السلام): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين، ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس، ويفتنهم )
3- ( عن عبد الله بن سنان قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا، ويقولون لنا إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر وكان (عليه السلام) متكئا فغضب وجلس ثم قال: لاترووه عني، وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك أشهد إني قد سمعت ابي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: *(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)*.(50) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى، حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما، فاطلبوا بدمه. قال (عليه السلام) فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض: والمرض والله عداوتنا فعند ذلك يتبرؤون منا، ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل *(وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر )
4- ( عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: «هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 – 274).)
وعليه يتبين من الروايات بعض من الامور المهمة
1- أنّ افتراض صدور الصيحة الثانية المُظِـلة من الاقمار الصناعية مثلا او غيرها في عالم اليوم هو امر ممكن احتماله علميا ، ولكن الرواية صريحة بظاهرها أنّ ابليس بالذات ( وليس الشياطين او الجن حتى يمكن احتمال تردده بين شياطين الانس والجن) سيتولى هذا الامر . لذالك الدليل العلمي الظاهر بلا حاجة الى استظهار والواضح الدقيق بلا حاجة الى تأويل أن ابليس الملعون سيقوم بفعل هذا الامر وهو الصيحة الثانية. ولكن مع هذا لا نستبعد الاحتمال الممكن بان يقوم شياطين البشر بصنع واحدة ، غير الصيحة الابليسية الثانية المعروفة في الروايات وهذا سيكون امر اخر خارج عن طرح وفهم الروايات.
اضف الى ذالك ان اصل مصدر الصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور حسب فهم علماء وباحثين القضية المهدوية هو ياتي من عالم الملكوت ويؤثر في عالم الملك بغتتاً بعد ان كان غيبا وهذا ما لا يناله ابليس علما حتى يستطيع ان يزامنه آنيا ليتداخل صوته وصيحته الضالة مع الصيحة الجبرائيلية الحق !
هذا ولعله هناك امور اخرى تناسب خصوصية الصيحة الجبرائيلية ، وهي طبيعتها الاعجازية والتي كما ورد فيها ان كل ذي روح من الموجودات يسمعها وكلا بلغته التي يفهمها وانها تشمل كل اهل الارض على الاقل. وهذا لعله على الارجح غير متوفر في صيحة ابليس الا بحدود امكانيته التكوينية الخاصة به والحدود المسموح له بها.
الخلاصة :
اولا : هناك صيحة جبرائيلية معلنة للظهور في ليلة/ صبيحة ال 23 شهر رمضان هي الصيحة الاولى الصادقة الهادية الواجب اتباعها . ( وهنا يجب الانتباه الى مسألة فرق الوقت بين سكان الارض من ليل ونهار)
ثانيا : هناك صيحة لابليس الملعون لاحقا في اخر الليل/ اول النهار من نفس ليلة/ يوم الصيحة الجبرائيلية وهي الصيحة الثانية المُظِلة الواجب تجنبها. ( مع الانتباه لوجود فاصلة زمانية بينها وبين الصيحة الاولى فضلا عن ماهيتها التي تختلف عن الماهية الاعجازية للصيحة الجبرائيلية الاولى)
* ملاحظة : هناك احتمال ممكن علميا ان يستطيع شياطين البشر المظلين في زمن ومكان ما عمل صوت صناعي يحاكي صوت السماء باستخدام التقنيات العلمية لاغراض تظليلية وهذا بدوره غير معلوم كيفيته وخصائصه المختلفة وإن امكن احتماله. ولكن لا يفسر روايات الصيحة الابليسية الثانية ويستبدلها بها ، بل هو احتمال ممكن خارج فهم الروايات على الارجح علميا.
والله اعلم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
هذا الطرح يتناول قضية ابليس الملعون وعلاقته بالقضية المهدوية
وسنتناول فيه حيثيتين مهمتين
الحيثية الاولى : هي ما جاء بخصوصه في القران الكريم
((قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ))
ورد في الروايات عن المعصومين ع ما يفيد بتأويل/ تفسير قوله تعالى( يوم الوقت المعلوم) ، بانه يوم قيام القائم من ال البيت ع وهو الامام المهدي ع.
وكما في بعض الروايات التالية ادناه.
((قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ))
ابو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: اخبرني ابو الحسن علي قال: حدثني (ثنا) ابو جعفر قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي قال: حدثنا جعفر بن محمد ين مسعود عن ابيه عن علي بن الحسن بن فضال قال: حدثني (ثنا) العباس بن عامر عن وهب بن جميع مولى اسحاق بن عمار قال: سالت ابا عبدالله عليه السلام عن ابليس قوله: ((رب فانظرني الى يوم يبعثون قال فانك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم(3)اتحسب انه يوم بيعث الله تعالى الناس؟ (لا) ولكن الله عز وجل انظره الى يوم يبعث الله عزوجل قائمنا فاذا بعث الله عزوجل قائمنا فياخذ يناصيته ويضرب عنقه فذلك يوم الوقت المعلوم.(4)
ورواه العياشي: باسناده عن وهب بن جميع مولى اسحق بن عمار قال: سالت ابا عبدالله عليه السلام عن (قول) ابليس وذكر الحديث.(5)
(وفيه رواية: يقتله رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والروايات مذكورة في كتاب البرهان في تفسير هذه الاية).(6)
(1)*الحجر – الاية 36 – 38.
(2)*المحجة فيما نزل في القائم الحجة عليه السلام للمحدث الجليل والعالم النبيل السيد هاشم البحراني رحمه الله.
(3)*ليس في المصدر.
(4)*دلائل الامامة – ص 240.
(5)*تفسير العياشي – ج 2 ص 242.
(6)*ما بين القوسين من كلام المؤلف ره
***********************
وكذالك الروايات التالية التي تفيد نفس المطلب :
* عن وهب بن جميع مول إسحاق بن عمار سألت*الامام علي زين العابدين وفي مصادر أخرى*جعفر الصادق عليهما السلام*-*عن إنظار الله تعالى إبليس وقتا معلوما ذكره في كتابه "*فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم" ، قال:**عليه السلام*(*الوقت المعلوم يوم قيام القائم، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه فيقول:*يا ويلاه من هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى أجله ) .*معجم أحاديث الامام*المهدي ج5: ص 197**و 198 الحديث 1620 و 1621*(15*مصدر).
* مرسلا عن سلمان الفارسي : قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله:(...*المهدي القائم بأمر الله...إي والله وليحضرن إبليس له وجنوده، وكل من محض الأيمان محضا، ومحض الكفر محضا، حتى يؤخذ له بالقصاص والأوتار ولا يظلم ربك أحدا، وذلك تأويل هذه الآية:****ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون. *** قال فقمت من بين يديه، وما أبالي لقيت الموت أولقيني(القصص-*5) معجم أحاديث الامام المهدي ج5: ص 221**الحديث 1644 (13 مصدر).
* عن الإمام الرضا عليه السلام قال*(*...*يوم الوقت المعلوم، وهو يوم خروج قائمنا أهل البيت*...*يطهر الله به الأرض من كل جور، ويقدسها من كل ظلم*وهو*الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا.**وهو الذي تطوي له الأرض، ولا يكون له ظل.**وهو الذي ينادي مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض بالدعاء إليه يقول:**ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله فاتبعوه، فإن الحق معه وفيه، وهو قول الله عز وجل**: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين*).*معجم أحاديث الامام*المهدي ج5: ص 377**الحديث 1814 (1 مصدر)
* وبسنده عن الحسين بن خالد، قـال: قـال علـي بـن موسـى الرضـا (ع) : ( لا ديـن لمـن لا ورع لـه ، ولا إيمـان لمـن لا تقية له، و(إن أكرمكم عنـد الله أتقـاكم)*الحجرات 13*فقيـل: إلـى متـى يـا ابـن رسـول الله؟ قـال:*( إلـى يــوم الوقــت المعلــوم)الحجر 38*وهـو يـوم خـروج قائمنـا،*فمـن تـرك التقيـة قبـل خـروج قائمنـا فلـيس منا ....)*فرائد السمط / الشــيخ إبــراهيم محمــد الجــويني: ج2 ص313 ط بيروت.
*******************
المحصلة : هناك روايات تبين ان المقصود من اليوم المعلوم والذي فيه تنتهي مهلة ابليس ، هو يوم قيام القائم
والظاهر هو ليس متعلقه بأبليس فقط ، بل كل الانس والجن ، لان هناك ما يفيد ان الناس ايضا ستنتهي فترة امهالهم الطويلة ( الغيبة الكبرى) ، بيوم قيام القائم ع ، وكما يستفاد من الاية وتاويلها ادناه:
بسم الله الرحمن الرحيم
((هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ))
ابن بابوية :*قال حدثني أبي رضي الله عنه , قال حدثنا سعد بن عبد الله , قال: حدثنا محمد ب الحسين ابن ابي الخطاب , عن الحسن بن محبوب ,عن علي رئاب عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال : في قول الله عز وجل ((يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ)).
قال : الايات (هم) الائمة , و الاية المنتظرة القائم عليه السلام , فيومئذ لا ينفع نفساً ايمانها لم تكن امنت من قبل قيامه بالسيف , و ان آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام*
عنه : قال حدثنا المظفر بن جعفر *بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن جعفر بن مسعود وحيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي رحمه الله، جميعاً، عن محمد بن بن مسعود العياشي قال حدثني علي بن محمد بن شجاع عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن علي بن ابي حمزة، عن ابي بصير قال: قال: جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في قول الله عز وجل: ((يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً)) يعني خروج القائم عليه السلام المنتظر منا ثم قال: يا ابا بصير: طوبى لشيعة قآئمنا المنتظرين لظهوره في غيبته والمطيعين له في ظهوره(اولئك) اولياء الله لا خوف عليهم ولا*هم يحزنون.
* اقــــول ، علما ان ابليس الملعون في الاية القرآنية كان قد طلب المهلة من الله تعالى الى يوم يبعثون ،
ويوم البعث بعد نفخة الصور التي يصعق فيها من في السماوات والارض ،
ولم يستجاب له ذالك ، بل أُمهِل الى يوم الوقت المعلوم ، وهذا يعني انه أُمهِل الى ما قبل يوم النفخ بالصور/ يوم القيامة.
ولا يوجد لدينا في تراثنا الاسلامي والروائي يوم مميز قبل يوم القيامة إلا يوم قيام قائم ال محمد ع ، ولعله يسمى احيانا بالاصطلاح " القيامة الصغرى "
***************************************
الحيثية الثانية : بخصوص صيحة ابليس الثانية
نعلم من الروايات ان هناك صيحة لابليس تاتي بعد صيحة جبرائيل الاعجازية المعلنة لظهور الامام الحجة ع في شهر رمضان - ولقد فهم اغلب الباحثين هذا الامر بما هو ظاهره وصريحه من الروايات بان ابليس الملعون سوف يتولى امر القيام بالصيحة الثانية التي فيها قصد الاظلال .
ولكن ذهب بعض الكاتبين الى تاويل هذه الصيحة الابليسية الى ما يمكن اعتباره قد تكون من صناعة بشرية لشياطين الانس او بالتعاضد مع ابليس وصناعتها كما هو محتمل من تقدم العلوم والتكنلوجيا التي شهدتها البشرية وفي تطور مستمر .
وللجواب والتوضيح
اضع اولا بعض روايات الصيحة الجبرائيلية في رمضان مع ما يتبعها من صيحة ابليس لاحقا كرد فعل عليها وكما يلي :
1- ( في البحار(42) عن النعماني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، قال: لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل )
2- ( في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم. ثم قال (عليه السلام): الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين، وقال (عليه السلام): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين، ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس، ويفتنهم )
3- ( عن عبد الله بن سنان قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا، ويقولون لنا إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر وكان (عليه السلام) متكئا فغضب وجلس ثم قال: لاترووه عني، وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك أشهد إني قد سمعت ابي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: *(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)*.(50) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى، حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما، فاطلبوا بدمه. قال (عليه السلام) فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض: والمرض والله عداوتنا فعند ذلك يتبرؤون منا، ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) قول الله عز وجل *(وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر )
4- ( عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله صلوات الله وسلامه عليه يقول: «هما صيحتان صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: واحدة من السماء، وواحدة من إبليس فقلت: وكيف تعرف هذه من هذه؟ فقال: يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون» (كتاب الغيبة لمحمد بن إبراهيم النعماني: ص273 – 274).)
وعليه يتبين من الروايات بعض من الامور المهمة
1- أنّ افتراض صدور الصيحة الثانية المُظِـلة من الاقمار الصناعية مثلا او غيرها في عالم اليوم هو امر ممكن احتماله علميا ، ولكن الرواية صريحة بظاهرها أنّ ابليس بالذات ( وليس الشياطين او الجن حتى يمكن احتمال تردده بين شياطين الانس والجن) سيتولى هذا الامر . لذالك الدليل العلمي الظاهر بلا حاجة الى استظهار والواضح الدقيق بلا حاجة الى تأويل أن ابليس الملعون سيقوم بفعل هذا الامر وهو الصيحة الثانية. ولكن مع هذا لا نستبعد الاحتمال الممكن بان يقوم شياطين البشر بصنع واحدة ، غير الصيحة الابليسية الثانية المعروفة في الروايات وهذا سيكون امر اخر خارج عن طرح وفهم الروايات.
اضف الى ذالك ان اصل مصدر الصيحة الجبرائيلية المعلنة للظهور حسب فهم علماء وباحثين القضية المهدوية هو ياتي من عالم الملكوت ويؤثر في عالم الملك بغتتاً بعد ان كان غيبا وهذا ما لا يناله ابليس علما حتى يستطيع ان يزامنه آنيا ليتداخل صوته وصيحته الضالة مع الصيحة الجبرائيلية الحق !
هذا ولعله هناك امور اخرى تناسب خصوصية الصيحة الجبرائيلية ، وهي طبيعتها الاعجازية والتي كما ورد فيها ان كل ذي روح من الموجودات يسمعها وكلا بلغته التي يفهمها وانها تشمل كل اهل الارض على الاقل. وهذا لعله على الارجح غير متوفر في صيحة ابليس الا بحدود امكانيته التكوينية الخاصة به والحدود المسموح له بها.
الخلاصة :
اولا : هناك صيحة جبرائيلية معلنة للظهور في ليلة/ صبيحة ال 23 شهر رمضان هي الصيحة الاولى الصادقة الهادية الواجب اتباعها . ( وهنا يجب الانتباه الى مسألة فرق الوقت بين سكان الارض من ليل ونهار)
ثانيا : هناك صيحة لابليس الملعون لاحقا في اخر الليل/ اول النهار من نفس ليلة/ يوم الصيحة الجبرائيلية وهي الصيحة الثانية المُظِلة الواجب تجنبها. ( مع الانتباه لوجود فاصلة زمانية بينها وبين الصيحة الاولى فضلا عن ماهيتها التي تختلف عن الماهية الاعجازية للصيحة الجبرائيلية الاولى)
* ملاحظة : هناك احتمال ممكن علميا ان يستطيع شياطين البشر المظلين في زمن ومكان ما عمل صوت صناعي يحاكي صوت السماء باستخدام التقنيات العلمية لاغراض تظليلية وهذا بدوره غير معلوم كيفيته وخصائصه المختلفة وإن امكن احتماله. ولكن لا يفسر روايات الصيحة الابليسية الثانية ويستبدلها بها ، بل هو احتمال ممكن خارج فهم الروايات على الارجح علميا.
والله اعلم
الباحث الطائي