المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحاديث تتضمن فضل إنشاد الشعر في أهل البيت ( ع )


شجون الزهراء
23-08-2014, 09:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ وسلم على محمد وآل محمد وعجل فرجهم


إنشاد الشعر في أهل البيت عليهم السلام



كما نعلم إن الأدب الشيعي الحسيني هو من قوام وأساس التعبير الصادق الذي يُظهر لنا
المأساة والفرحة بأجلى أبعادهما وصورهما وأصدق معانيهما الواقعية . ومن مزايا هذا
الأدب الراقي انه يعتبر من أسمى وأعظم مصاديق حب محمد وآل محمد صلوات الله
وسلامه عليهم. وبواسطته ينال شعراء أهل البيت ( عليهم السلام ) المقام الرفيع في
الدنيا والآخرة وسأذكر بعض الأحاديث التي تخص الإنشاد في النبي المصطفى محمد وآل بيته
سلام الله عليهم أجمعين . منها :


" رثائهم والبكاء عليهم "


عن الصادق (ع) قال : " شيعتنا منا وقد خُلقوا من فاضل طينتنا .
وعُجنوا بنور ولايتنا . ورضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة يصيبهم ما أصابنا ويبكيهم ما أبكانا ويحزنهم حزننا ويسّرهم سرورنا ونحن أيضا نتألم بتألمهم . ونطلع على أحوالهم . فهم معنا لا يفارقونا ونحن لا نفارقهم " .
ثم قال (ع) " الهم أن شيعتنا منا فمن ذكر مصابنا وبكى لأجلنا استحى الله تعالى أن يعذبه بالنار "

وبواسطة الإنشاد الشجي في أهل البيت عليهم السلام يمكنك إبكاء الناس فتنال الرحمة والشفة ففي الرواية النبوية . قال صلى الله عليه واله وسلم : " ألا وصلى الله على الباكين على الحسين رحمة وشفقة "

روى من أن جعفر بن عفان لما دخل على الإمام الصادق عليه السلام قرّبه وأدناه . ثم قال : يا جعفر قال : لبيك جعلني الله فداك .
قال : بلغني انك تقول في الحسين عليه السلام وتجيد فقال له : نعم جعلني الله فداك . قال (ع) , قل . فأنشده حتى بكى صلوات الله عليه .
ومن حوله . وحتى سالت الدموع على وجهه ولحيته .ثم قال : يا جعفر . والله لقد شهدت ملائكة الله المقربون هاهنا ليسمعوا قولك في الحسين عليه السلام.
ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر . ولقد اوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعتك هذه الجنة بأسرها . وغفر الله لك
ثم قال : يا جعفر . ألا أزيدك ؟ قال : نعم يا سيدي .
قال : ما من احد قال في الحسينعليه السلام فبكى أو أبكى إلا واوجب الله تعالى له الجنة وغفر له .

دوران الدمع في الحدقة بلا خروج . وهذه هي التي توجب الرحمة من الله تعالى .
كما في الرواية عن الصادق (ع) " في الباكي انه يرحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه "

سيلانه على الوجه والصدر واللحية . وهذا هو جانب من بكاء الصادق (ع) حين سماعه الرثاء. فقال بعده عليه السلام : لقد بكت الملائكة كما بكينا أو أكثر . ولقد اوجب الله لك الجنة بأسرها .

عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبيعمير عن بكر بن محمد عن فضيل بن يسار عن أبي عبد الله (ع) قال من ذكرنا عنده ففاضت عيناه و لو مثل جناح الذباب غفر الله ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر .


" نصرهم "


قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة".

وقال عليه السلام: " إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو شردوا ".المصدر : من لا يحضره الفقيه

وعن أمير المؤمنين (ع) " أن الله تبارك وتعالى اختارنا . واختار لنا شيعة ينصروننا . ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا .ويبذلون أنفسهم وأموالهم فينا . أولئك منا والينا " .
و عن محمد بن علي الصيرفي عن عيسى بن عبد الله العلوي عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله (ص) من اصطنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة .


ذكرهم و إحياء أمرهم
الشعر مصدق من مصاديق إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام:عن الإمام الرضا عليه السلام : من جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب .

عن القاسم بن يحيى عن جده عن ابن مسلم عن أبي عبد الله (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع)ذكرنا أهل البيت شفاء من الوعك والأسقام وسواس الريب و حبنا رضى الرب تبارك و تعالى .

قال إمامنا الصادق عليه السلام للفضيل بن ياسر : أتجلسون وتتحدثون ؟ قال : نعم جعلت فداك قال عليه السلام : (( إن تلك المجالس أحبها فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيى أمرنا , يا فضيل من ذكرنا أو ذُكِرنا عنده فخرج من عينيه مثل جناح الذباب غفر الله لهل ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر ))

قال الإمام الصادق عليه السلام: (( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ))


" إدخال السرور عليهم "

أبي (رهـ ) قال حدثني سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب عن ابن سنان عن رجل عن أبي عبد الله (ع) قال أوحى الله عز و جل إلى داود (ع) أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي قال فقال داود (ع) يا رب و ما تلك الحسنة قال يدخل على عبدي المؤمن سرورا و لو بتمرة فقال داود (ع) يا رب حق لمن عرفك أن لا يقطع رجاءه منك .

إذا كان الله سبحانه وتعالى يجزي إدخال السرور على المؤمنين بالجنة فكيف بإدخال السرور على من خلق الله الأكوان لأجلهم ( كما جاء في حديث الكساء ) وكلنا نعلم أن إنشاد الشعر فيهم فيه رضاهم وسرورهم وأيضا ً مواساة لهم في محنهم سلام الله عليهم

كما في الحديث عن إمامنا الصادق عليه السلام : (( وما من عين أحب إلى الله ولا عبرة ٍ من عين بكت ودمعت عليه - أي على الحسين عليه السلام - وما من باك ٍ يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه ووصل رسول اللهصلى الله عليه وأله وسلموأدّى حقّنا )) .

" مدحهم "

ـ ما روي عن عبيد بن زرارة عن أبيه قال : دخل الكميت بن زيد على أبي جعفر (عليه السلام) وأنا عنده ، فأنشده : « من لقلب مُتيّم مستهام » ، فلما فرغ قال (عليه السلام) للكميت : لا تزال مؤيداً بروح القُدُس ما دمت تقول فينا (1).
2 ـ ما روي عن علي بن سالم عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ما قال فينا قائلٌ بيتاً من شعر حتى يؤيّد بروح القُدُس (2).

3 ـ ما روي عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : من قال فينا بيت شعر ، بنى الله تعالى له بيتاً في الجنة (3)

4 ـ وروي أن جعفر بن عفان دخل على الإمام الصادق (عليه السلام) فقال له : أنك تقول الشعر في الحسين (عليه السلام) وتجيده قال : نعم ، فاستنشده فلما قرأ عليه بكى حتى جرت دموعه على خديه ولحيته وقال له : لقد شهدت ملائكة الله المقرّبون قولك في الحسين (عليه السلام) وإنهم بكوا كما بكينا ولقد أوجب الله لك الجنة ثم قال (عليه السلام) : من قال في الحسين شعراً فبكى وأبكى غفر الله له ووجبت له الجنة (4).

5 ـ ما روي عن الحسن بن الجهم قال : سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : ما قال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به ، إلاّ بنى الله له مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرّات يزوره فيها كل ملك مقرّب وكل نبي مرسل (5). و قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شبر من الجنة خير من الدنيا و ما فيها .

و عن كتابكنز جامع الفوائد و تأويل الآيات الظاهرة:
مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَجْبٍ الْأَنْبَارِيِّعَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَهَرٍ عَنْ حَكِيمِ بْنِجُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلامإِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌفَإِنَّهُ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّةً فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ الْقُرْآنِوَ مَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَيْنِ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِوَ مَنْ قَرَأَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَكَأَنَّمَا قَرَأَ الْقُرْآنَكُلَّهُ وَ كَذَلِكَ أَنْتَ مَنْأَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ كَانَ لَهُ ثُلُثُ ثَوَابِ الْعِبَادِوَمَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ كَانَ لَهُ ثُلُثَا ثَوَابِ الْعِبَادِ وَ مَنْ أَحَبَّكَ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ وَ يَدِهِ كَانَ لَهُ ثَوَابُ الْعِبَادِ أَجْمَعُ.

(1) اختيار معرفة الرجال للطوسي : ج2 ، ص 467 / 366 ، وعنه بحار الأنوار : ج47 ، ص324 ، ح20.
(2) عيون أخبار الرضا(عليه السلام) للصدوق :ج2 ص15 ،ح2 ،وعنه بحار الأنوار : ج26 ، ص231 ،ح4.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للصدوق : ج2 ص15 ، ح1 ، بحار الأنوار : ج26 ص231 ح3.
(4) اختيار معرفة الرجال للطوسي :ج2 ، ص574 / 508 ، بحار الأنوار : ج44 ،ص282 ،ح16.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للصدوق : ج2 ، ص15 ، ح3 ، بحار الأنوار :ج26 ، ص231 ،ح5.




" الخلود في دار الفناء والفوز في دار البقاء "


هناك الكثير من الشعراء الذين ذكرهم ما زال مستمر على مر العصور وذالك بسبب حبهم الخالص النابع من صميم القلب لمحمد وآل محمد ( عليهم السلام ) مثل : الفرزدق ( ض ) ولد سنة 38 هـ / أبو نواس (ض) ولد سنة 146 هـ .... الخ . هائولاء تخلد ذكراهم لإنشادهم في أهل البيت عليهم السلام .


وأما في دار البقاء فقد استمعنا وقرئنا عن فوائد خدمة الحسين عليه السلام بواسطة الإنشاد ( النعي & كتابة الشعر ) في عالم ما بعد الموت لا سيما عند الحساب

قالوا بخدمتك الجنانُ تليني ... وهواك من نار السعيري يقيني
وأقولُ لو ألقى الحسين بمحشري ... فكفى به فوزاً بيوم الديني
فهل القصور وإن تعذر وصفها ... عن نظرة في وجهه تغنيني
مالي بـــِألاء الجنـان أعدها ... وجنــانُ حبــكَ ســيدي تكفيني
....
إن كُنتَ ترجو ثوابً فيهِ تُسعد .. فكتب لآل البيت شعرا ً ممجد
تحضى بمنزلــةٍ عليهــا تُغبــط .. ويشعُ وجهكَ كضـياءِ فـرقــدْ





وأتمنى لكم التوفيق في الدنيا والآخرة