شجون الزهراء
03-09-2014, 12:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
القصد من الامتحان الإلهي هو تربية الإنسان وتفجير طاقته الكامنة وإخراجها إلى حيز الفعل فالاختبار الإلهي يشبه عمل الزارع الخبير الذي يبذر البذور في الأرض الصالحة كي تستفيد من مواهب الطبيعة وتبدأ بالنمو، ثم تصارع هذه البذور كل صعاب ومشاكل الحياة وتقاوم مختلف الحوادث كالرياح والبرد الشديد والحر اللافح لتخرج نبته مزهرة أو شجرة مثمرة.
وهذا سر الاختبارات الإلهية فهو نظام تكامل وتربية لكل الموجودات الحية حتى الأنبياء مشمولون بقانون الاختبار الإلهي يقول تعالى: " أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ"
ويقول أمير المؤمنين علي(عليه السلام) في بيان سبب الاختبارات الإلهيّة: «… وَإنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلَكِنْ لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ الَّتي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوابُ وَالْعِقَابُ» .
• لماذا الابتلاء ؟
كلُّ أفعال الله عزَّ وجلَّ فيها حكمة، والابتلاء للعباد بما هو سُنّة من سنن الله لابُدّ له من حكمة.
والحكمة المذكورة في القرآن للفتنة والابتلاء تتمثّل في قوله تعالى"فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" ولا شكَّ في أن الله عالم بالشيء قبل أن يكون، ولا يحجب علمَه مكان ولا زمان، ولا أيّ تستّر يكون، ولكن حتى يصدق العلم بتحقق الشيء خارجاً فِعلاً لابد من تحقق ذلك الشيء، وقد أراد الله سبحانه بأن يكون موضوع الجزاء ظاهراً مكشوفاً لصاحبه وللآخرين قَطعاً للحجّة، وإظهاراً للعدل للمخلوقين.
وللابتلاء بالشّدائد حِكَمٌ أخرى في حياة النّاس منها:
1. يُذكّر النفس بأنها لا تملك من أمر خيرها وشرّها شيئاً، ويثير الإحساس الصادق الحيّ بالحاجة إلى الله سبحانه مع تضيّق الأمور.
2. مع ما يُعرِّفه الابتلاء للنّفس من مخفيّها، ومكنونها، وحقيقة وزنها، يكشف للناس من بعضهم لبعض الكثير مما يتستّرون به في الظروف غير العاصفة؛ وهم محتاجون لهذه المعرفة ليبنوا عليها التعامل الاجتماعي الصحيح.
3. يُكسب المجتمعات خبرة بالحياة وتقلّباتها، ونُضجاً في النظرة للأمور لتنبني المواقف الصحيحة في مختلف المجالات في ضوئها.
4. يُهدِّئ من غرور النّفس ويكسر من كبريائها في ظروف السّعة والرّخاء التي تَعقُب المحن.
5. يصنع النفوسَ القابلة، ويشتدّ بمحنته عودها، ويرتفع بمستوى تحمُّلها. أمَّا غير القابلة، والتي لم تتربَّ على منهج ربِّها فإنَّها تنتهي إلى الذّوبان.
6. مَنْ لَمْ يعرف ألم الفقر لا يعرف لذّة الغنى، ومن لم يعِش الخوف لا يُقدِّر نِعمةَ الأمن، ومن لم يعرض له المرض لا يُدرك قيمة الصحة. وأيام التعب تُعطي لأيام الرَّاحة طعمها.
في هذا الامتحان فائز وخاسر، فالبعض يتراجع من أول وهلة وقد يفقد دينه أو يبيعه من أجل أن لا يصيبه مكروه والبعض الأخر يقف كالطود الأشم أمام كل الصعاب بل تزيده الابتلاءات والمحن صلابة وقوة فيخرج منها منتصرا فائزا. وقد ذكر القرآن ذلك فقال تعالى:"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فما هو السبيل لإحراز النجاح والتوفيق في هذا الامتحان؟
1. أهم عامل للانتصار أشارت إليه الآية بعبارة: " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " ، فالآية تبشر بالنجاح أولئك الصابرين المقاومين، ومؤكد أن الصبر رمز الانتصار.
2. الالتفات إلى أن نكبات الحياة ومشاكلها مهما كانت شديدة وقاسية فهي مؤقتة وعابرة وهذا الإدراك يجعل كل المشاكل والصعاب عرضاً عابراً وسحابة صيف وهذا المعنى تضمنته عبارة (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.)
3. الاستمداد من قوة الأمان والألطاف الإلهية عامل مهم في اجتياز الامتحان دون اضطراب وقلق وفقدان للتوازن. فالسائرون على طريق الله يتقدمون بخطوات ثابتة وقلوب مطمئنة لوضوح النهج والهدف لديهم. وترافقهم الهداية الإلهية في اختيار الطريق الصحيح يقول سبحانه:" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "
4. التدقيق في تاريخ الأسلاف، وإمعان النظر في مواقفهم من الاختبارات الإلهية عاملٌ مؤثر في إعداد الإنسان لاجتياز الامتحان الإلهي بنجاح.
لو عرف الإنسان بأن ما أصيب به ليس حالة شاذة، وإنما هو قانون عام وشامل لكل الأفراد والجماعات، لهان الخطب عليه، ولتفهم الحالة بوعي، ولاجتاز المرحلة بمقاومة وثبات. ولذلك يثبت الله سبحانه على قلب نبيه والمؤمنين باستعراض تاريخ الماضين وما واجهه الأنبياء، والفئات المؤمنة من محن ومصائب خلال مراحل دعوتهم.
5. الالتفات إلى حقيقة علم الله سبحانه بكل مجريات الأمور عاملٌ آخر في التثبيت وزيادة المقامة.
فتأثير استشعار رؤية الله لما يجري على الإنسان وهو ساحة الجهاد والمحنة، ما أعظم القوة التي يمنحها هذه الاستشعار لمواصلة طريق الجهاد وتحمل مساقّ المحنة!.
فالإمام الحسين (ع) بعد تفاقم الخطب والمحن أمامه في كربلاء واستشهاد أصحابه وأهل بيته يقول: بكل رضا وثبات " هون علي ما نزل بي أنه بعين الله"
فالإنسان المؤمن يستطيع تحويل كل ابتلاء ومصيبة ومحنة إلى حالة من الانتصار والغلبة سواء على النفس أو الأعداء.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
القصد من الامتحان الإلهي هو تربية الإنسان وتفجير طاقته الكامنة وإخراجها إلى حيز الفعل فالاختبار الإلهي يشبه عمل الزارع الخبير الذي يبذر البذور في الأرض الصالحة كي تستفيد من مواهب الطبيعة وتبدأ بالنمو، ثم تصارع هذه البذور كل صعاب ومشاكل الحياة وتقاوم مختلف الحوادث كالرياح والبرد الشديد والحر اللافح لتخرج نبته مزهرة أو شجرة مثمرة.
وهذا سر الاختبارات الإلهية فهو نظام تكامل وتربية لكل الموجودات الحية حتى الأنبياء مشمولون بقانون الاختبار الإلهي يقول تعالى: " أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ"
ويقول أمير المؤمنين علي(عليه السلام) في بيان سبب الاختبارات الإلهيّة: «… وَإنْ كَانَ سُبْحَانَهُ أعْلَمَ بِهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، وَلَكِنْ لِتَظْهَرَ الأَفْعَالُ الَّتي بِهَا يُسْتَحَقُّ الثَّوابُ وَالْعِقَابُ» .
• لماذا الابتلاء ؟
كلُّ أفعال الله عزَّ وجلَّ فيها حكمة، والابتلاء للعباد بما هو سُنّة من سنن الله لابُدّ له من حكمة.
والحكمة المذكورة في القرآن للفتنة والابتلاء تتمثّل في قوله تعالى"فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ" ولا شكَّ في أن الله عالم بالشيء قبل أن يكون، ولا يحجب علمَه مكان ولا زمان، ولا أيّ تستّر يكون، ولكن حتى يصدق العلم بتحقق الشيء خارجاً فِعلاً لابد من تحقق ذلك الشيء، وقد أراد الله سبحانه بأن يكون موضوع الجزاء ظاهراً مكشوفاً لصاحبه وللآخرين قَطعاً للحجّة، وإظهاراً للعدل للمخلوقين.
وللابتلاء بالشّدائد حِكَمٌ أخرى في حياة النّاس منها:
1. يُذكّر النفس بأنها لا تملك من أمر خيرها وشرّها شيئاً، ويثير الإحساس الصادق الحيّ بالحاجة إلى الله سبحانه مع تضيّق الأمور.
2. مع ما يُعرِّفه الابتلاء للنّفس من مخفيّها، ومكنونها، وحقيقة وزنها، يكشف للناس من بعضهم لبعض الكثير مما يتستّرون به في الظروف غير العاصفة؛ وهم محتاجون لهذه المعرفة ليبنوا عليها التعامل الاجتماعي الصحيح.
3. يُكسب المجتمعات خبرة بالحياة وتقلّباتها، ونُضجاً في النظرة للأمور لتنبني المواقف الصحيحة في مختلف المجالات في ضوئها.
4. يُهدِّئ من غرور النّفس ويكسر من كبريائها في ظروف السّعة والرّخاء التي تَعقُب المحن.
5. يصنع النفوسَ القابلة، ويشتدّ بمحنته عودها، ويرتفع بمستوى تحمُّلها. أمَّا غير القابلة، والتي لم تتربَّ على منهج ربِّها فإنَّها تنتهي إلى الذّوبان.
6. مَنْ لَمْ يعرف ألم الفقر لا يعرف لذّة الغنى، ومن لم يعِش الخوف لا يُقدِّر نِعمةَ الأمن، ومن لم يعرض له المرض لا يُدرك قيمة الصحة. وأيام التعب تُعطي لأيام الرَّاحة طعمها.
في هذا الامتحان فائز وخاسر، فالبعض يتراجع من أول وهلة وقد يفقد دينه أو يبيعه من أجل أن لا يصيبه مكروه والبعض الأخر يقف كالطود الأشم أمام كل الصعاب بل تزيده الابتلاءات والمحن صلابة وقوة فيخرج منها منتصرا فائزا. وقد ذكر القرآن ذلك فقال تعالى:"الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فما هو السبيل لإحراز النجاح والتوفيق في هذا الامتحان؟
1. أهم عامل للانتصار أشارت إليه الآية بعبارة: " وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ " ، فالآية تبشر بالنجاح أولئك الصابرين المقاومين، ومؤكد أن الصبر رمز الانتصار.
2. الالتفات إلى أن نكبات الحياة ومشاكلها مهما كانت شديدة وقاسية فهي مؤقتة وعابرة وهذا الإدراك يجعل كل المشاكل والصعاب عرضاً عابراً وسحابة صيف وهذا المعنى تضمنته عبارة (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.)
3. الاستمداد من قوة الأمان والألطاف الإلهية عامل مهم في اجتياز الامتحان دون اضطراب وقلق وفقدان للتوازن. فالسائرون على طريق الله يتقدمون بخطوات ثابتة وقلوب مطمئنة لوضوح النهج والهدف لديهم. وترافقهم الهداية الإلهية في اختيار الطريق الصحيح يقول سبحانه:" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "
4. التدقيق في تاريخ الأسلاف، وإمعان النظر في مواقفهم من الاختبارات الإلهية عاملٌ مؤثر في إعداد الإنسان لاجتياز الامتحان الإلهي بنجاح.
لو عرف الإنسان بأن ما أصيب به ليس حالة شاذة، وإنما هو قانون عام وشامل لكل الأفراد والجماعات، لهان الخطب عليه، ولتفهم الحالة بوعي، ولاجتاز المرحلة بمقاومة وثبات. ولذلك يثبت الله سبحانه على قلب نبيه والمؤمنين باستعراض تاريخ الماضين وما واجهه الأنبياء، والفئات المؤمنة من محن ومصائب خلال مراحل دعوتهم.
5. الالتفات إلى حقيقة علم الله سبحانه بكل مجريات الأمور عاملٌ آخر في التثبيت وزيادة المقامة.
فتأثير استشعار رؤية الله لما يجري على الإنسان وهو ساحة الجهاد والمحنة، ما أعظم القوة التي يمنحها هذه الاستشعار لمواصلة طريق الجهاد وتحمل مساقّ المحنة!.
فالإمام الحسين (ع) بعد تفاقم الخطب والمحن أمامه في كربلاء واستشهاد أصحابه وأهل بيته يقول: بكل رضا وثبات " هون علي ما نزل بي أنه بعين الله"
فالإنسان المؤمن يستطيع تحويل كل ابتلاء ومصيبة ومحنة إلى حالة من الانتصار والغلبة سواء على النفس أو الأعداء.