المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سبب آخر من اجله حرّمت الكنيسة إنجيل برنابا


مصطفى الهادي
06-09-2014, 04:39 PM
سبب آخر من اجله حرّمت الكنيسة إنجيل برنابا .
من هو بولص المسلمين؟
مصطفى الهادي.

أمور كثيرة ذكرها برنابا في إنجيله خلت منها الاناجيل الاخرى كانت هي السبب في ان يتم وضع إنجيله على رأس قائمة الاناجيل المحرمة.
في رأيي ان ما ذكره برنابا من... بشارته بنبي يأتي بعد السيد المسيح ينطلق من منطقة تيمان عربي يركب الجمل وكذلك فرضه للختان كحكمٍ شرعي امر به الله ومارسه السيد المسيح نفسه ثم ذكر الاحداث الكبرى للمسيح والقائم حيث اسهب في ذلك واعطى اوصاف وعلامات اضافة إلى امور كثيرة لم تعجب الكنيسة المسيحية الباكرة ولم تزعجها ، ولكن لعل الشيء الذي ازعجهم هو ان برنابا اعلن الحرب على (بولص) شاول الطرسوسي مؤسس المسيحية المعاصرة ومبتدع الثالوث والقائل بربوبية المسيح وتأكيد برنابا على الختان كسنة إلهية مُلزمة وهو الامر الذي اخاف اليهود ، لانهم خططوا لهدم المسيحية واوعزوا إلى بولص بان يخترق دين المسيح ويُبلبل هذه العقيدة الجديدة ويحرّم الختان حتى يتم التمييز بين اليهود وبين اتباع السيد المسيح فيتم اصطيادهم بسهولة لكونهم غير مختونين. وبالمناسبة فإن هتلر استخدم هذه الوسيلة في معرفة اليهود من خلال ختانهم فكانت عملية اصطيادهم سهلة.
ولما كان برنابا معتمد السيد المسيح والوصية كانت له فقد شكل انجيله خطرا كبيرا على مخططات اليهود.

لو كانت مقدمة برنابا التي كتبها لإنجليه لا تمس رمزا يهوديا لهان الامر ولرأينا اليوم انجيله الانجيل الخامس ، ولكن ان تمس رمزا يهوديا وماردا من مردتها وشيطانا من شياطينها اندس بدعم من طبقة السنهدريم وكهنة الهيكل لتحريف تعاليم يسوع المسيح فهذه خطوط حمراء لا يُمكن السكوت عنها ومن هنا نرى ان اليهود المتنصرين كانوا على رأس الحملة التي منعت انجيل برنابا من التداول ووضعته في قاموس الاناجيل المحرمة ويُلاحقونه إلى هذا اليوم .
لم يكن برنابا في مقدمته الوحيد الذي ذكر خطورة بولص على المسيحية ، بل ان في الاناجيل الحالية اشارات إلى ذلك ومنها ما ورد في سفر أعمال الرسل 15: 39 (( فحصل بينهما مشاجرة حتى فارق أحدهما الآخر. وبرنابا أخذ مرقس وسافر في البحر إلى قبرس)). ومشاجرة بولص معروفة وقد اذكر اسبابها في مقدمة انجيله.

ولعل ما اشار إليه القرآن من قيام اليهود بتحريف الكتب وتأكيده على ذلك خير دليل على ان برنابا كان صائبا في تحذيره .

فماذا كتب برنابا في مقدمة إنجيله ؟

يقول برنابا: (( برنابا رسول يسوع الناصري المسمى المسيح يتمنى لجميع سكان الأرض سلاماً وعزاء .
أيها الأعزاء إن الله العظيم العجيب قد افتقدنا في هذه الأيام الأخيرة بنبيه يسوع المسيح برحمة عظيمة للتعليم والآيات التي اتخذها الشيطان ذريعة لتضليل كثيرين بدعوى التقوى ، مبشرين بتعليم شديد الكفر ، داعين المسيح ابن الله ، ورافضين الختان الذي أمر به الله دائما ، مجوزين كل لحم نجس (الخنزير)، الذين ضل في عدادهم أيضا ((بولس)) الذي لا أتكلم عنه إلا مع الأسى ، وهو السبب الذي لأجله أسطر ذلك الحق الذي رأيته وسمعته أثناء معاشرتي ليسوع لكي تخلصوا ولا يضلكم الشيطان فتهلكوا في دينونة الله ، وعليه فاحذروا كل أحد يبشركم بتعليم جديد مضاد لما أكتبه لتخلصوا خلاصا أبديا .
وليكن الله العظيم معكم وليحرسكـم من الشيطان ومن كل شـر آمين)).

إذن يتبين من هذه المقدمة الصغيرة التي افتتح بها برنابا انجيله بأن السبب في كتابة هذا الانجيل هو (بولص) الذي بدا بتغيير معالم الديانة المسيحية وتحريف كتاب يسوع وابتداع عقيدة ان يسوع هو الرب الله او هو ابن الله وتحريمه للختان ، وتحليله أكل لحم الخنزير وشرب الخمر ، ومن هنا فقد وصف برنابا بولص بانه الشيطان وحذر اتباع المسيح من اتباع تعاليمه المضادة لتعاليم يسوع.

ولكن المسيحية برمتها انحرفت وراء بولص إما خوفا من بطش اليهود او طمعا في مالهم ومناصبهم ،هذا اذا عرفنا ان اليهود كانوا مسيطرين حتى على القيصر وولاته كما رأينا كيف كان تأثيرهم على القيصر في اجباره على محاكمة السيد المسيح ونتيجة لذلك لم يبقى على خط المسيح سوى القليل النادر الذي انقرض مع الايام.

وحتى برنابا لم يسلم منهم فقد حمل إنجيله وانزوى في جزيرة قبرص مسقط رأسه حيث مات ودُفن هناك وبقى إنجيله سرا إلى أن عثر عليه بعض رعاة الاغنام فشاع امره.
وهكذا خلا الجو لبولص المارق وهيمنت تعاليمه على تعاليم السيد المسيح واتاهم بإنجيلا خاصا به تقبله المسيحيون وجعلوه انجيلا خامسا لا بل هو الافضل بينها.

وحتى الديانة الاسلامية كادت ان تتعرض لما تعرضت له ديانة المسيح عليه السلام وذلك لتدخل بعض الصحابة المقربين من النبي بالتعاون مع اليهود فكان عمر ممن يوحى له وممن يجري الوحي على لسانه وممن يرى الوحي في منامه ووافقه ربه في كثير من المواطن ، ووافقه ربه ايضا في كثير من الامور كما يزعمون، واشاعوا انه لو تأخر الوحي لبعث الله عمر وهي مقدمات مهيئة لأن يكون عمر بن الخطاب نظيرا لبولص
ومن هنا نرى عمر قد قرّب اليهود وأدناهم وعلى رأسهم (كعب الاحبار) ولذلك نرى كعب الاحبار كثيرا ما يقول ان اسم عمر مذكور في التوراة في محاولة لخلط الأوراق ،

لأن القرآن في سورة الاعراف أكد ان النبي محمد (ص) (الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل )، ولكن الله تعهد بحفظ هذا الدين وسخر له حماة معصومين احاطوه بالحراسة والرعاية ابتداء من علي ابن أبي طالب وانتهاءا بالمهدي وهم الذين انبأ النبي (ص) بأن لهم اتصال بالسماء بحبل الله وانهم لن يفترقوا عن القرآن حتى يلقونه (يردا عليه الحوض).

فكما ان برنابا جاء قومه بإنجيله بعد ذهاب عيسى فرفضوه وابعدوه ، فإن علي بن ابي طالب (ع) بعد وفاة النبي (ص) جاء لهم بالقرآن الذي كتبه فرفضوه ولكن الفرق ان برنابا انزوى مع انجيله في جزيرة قبرص، بينما علي ابن ابي طالب واولاده كانوا حرّاس اوفياء وامناء على كتاب الله ودينه وكانت في ذلك بشارة لعلي بأنه سيقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبي (ص) على تنزيله.