شجون الزهراء
26-09-2014, 11:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: ﴿قال فبعزّتك لأغوينهم أجمعين. إلاّ عبادك منهم المخلَصين﴾[1].
هناك فرق بين المخلِص والمخلَص؛ فالمخلِص مَن كانت أعماله خالصةً لله، أي يقوم بها لله فقط، ولا يقوم بها لغيره لا بالانفراد أي لغير الله فقط، ولا بالشركة أي لغير الله ولله معاً. وقد وردت في هذا المعنى آيات عديدة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: ﴿وما أُمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾[2].
أمّا المخلَص - بصيغة المفعول - فهو من طبعه الله بطابع الإخلاص أي ختمه ومهره بختم الإخلاص، فاستخلصه وجعله خالصاً وأيد إخلاصه. ووردت في هذا المعنى أيضاً آيات عديدة، منها الآية التي صدّرنا بها البحث.
وفي هذه الآية يُقسِم الشيطان بعزة الله تعالى بعد أن طرده الله من الجنة لمّا رفض السجود لآدم (عليه السلام) أنّه سيقوم بإغواء بني آدم كلهم ولكنه استثنى منهم عباد الله المخلَصين. فإنّ مَن استخلصهم الله تعالى ووقّع على إخلاصهم، لا يقدر إبليس على إغوائهم، ولم يستثنِ غيرهم حتى المخلِصين - بكسر اللام -.
المخلِص والمخلَص في القرآن
هناك ظاهرتان ملحوظتان في القرآن الكريم بالنسبة إلى كلمتي «مخلِص» و«مخلَص»؛
الظاهرة الأولى: إنّه حيثما ذُكر قَسَم الشيطان لله تعالى بإضلال بني آدم وإغوائهم - ولقد ورد في آيات عديدة وبألفاظ مختلفة - فإنّه لم يستثنِ المخلِصين ولا مرة واحدة، بل كان الاستثناء للمخلَصين دائماً.
الظاهرة الثانية: كلّما كان المورد يرتبط بالإنسان وأعماله فإنّ القرآن يذكر كلمة «مخلِص»، وكلما كان الموضوع يتعلق بالله وشأنه هو فإنّه يستعمل كلمة «مخلَص». فلو أنّ عبدا قُبل إخلاصه عند الله سُمّي مخلَصاً، أمّا عندما يريد القرآن أن يذكر أحكاماً ترتبط بالإنسان فإنه يورد كلمة مخلِص، والآيتان المذكورتان آنفاً خير مثال ودليل على ذلك.
فليس من شأن الإنسان أن يكون مخلَصاً - فالمخلَص مَن أخلصه الله - وإنّما من شأنه أن يكون مخلِصاً لله تعالى في أعماله وعباداته ونواياه.
وهذا هو الفرق بين المخلِص والمخلَص في القرآن. فالذي يبلغ به الله تعالى الدرجة الرفيعة هو المخلَص. أما المخلِص فعليه أن يعمّق إخلاصه حتى يجعله الله مخلَصاً
----------------------
[1] سورة ص: 82 - 83.
[2] سورة البينة: 5.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى: ﴿قال فبعزّتك لأغوينهم أجمعين. إلاّ عبادك منهم المخلَصين﴾[1].
هناك فرق بين المخلِص والمخلَص؛ فالمخلِص مَن كانت أعماله خالصةً لله، أي يقوم بها لله فقط، ولا يقوم بها لغيره لا بالانفراد أي لغير الله فقط، ولا بالشركة أي لغير الله ولله معاً. وقد وردت في هذا المعنى آيات عديدة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: ﴿وما أُمروا إلاّ ليعبدوا الله مخلصين له الدين﴾[2].
أمّا المخلَص - بصيغة المفعول - فهو من طبعه الله بطابع الإخلاص أي ختمه ومهره بختم الإخلاص، فاستخلصه وجعله خالصاً وأيد إخلاصه. ووردت في هذا المعنى أيضاً آيات عديدة، منها الآية التي صدّرنا بها البحث.
وفي هذه الآية يُقسِم الشيطان بعزة الله تعالى بعد أن طرده الله من الجنة لمّا رفض السجود لآدم (عليه السلام) أنّه سيقوم بإغواء بني آدم كلهم ولكنه استثنى منهم عباد الله المخلَصين. فإنّ مَن استخلصهم الله تعالى ووقّع على إخلاصهم، لا يقدر إبليس على إغوائهم، ولم يستثنِ غيرهم حتى المخلِصين - بكسر اللام -.
المخلِص والمخلَص في القرآن
هناك ظاهرتان ملحوظتان في القرآن الكريم بالنسبة إلى كلمتي «مخلِص» و«مخلَص»؛
الظاهرة الأولى: إنّه حيثما ذُكر قَسَم الشيطان لله تعالى بإضلال بني آدم وإغوائهم - ولقد ورد في آيات عديدة وبألفاظ مختلفة - فإنّه لم يستثنِ المخلِصين ولا مرة واحدة، بل كان الاستثناء للمخلَصين دائماً.
الظاهرة الثانية: كلّما كان المورد يرتبط بالإنسان وأعماله فإنّ القرآن يذكر كلمة «مخلِص»، وكلما كان الموضوع يتعلق بالله وشأنه هو فإنّه يستعمل كلمة «مخلَص». فلو أنّ عبدا قُبل إخلاصه عند الله سُمّي مخلَصاً، أمّا عندما يريد القرآن أن يذكر أحكاماً ترتبط بالإنسان فإنه يورد كلمة مخلِص، والآيتان المذكورتان آنفاً خير مثال ودليل على ذلك.
فليس من شأن الإنسان أن يكون مخلَصاً - فالمخلَص مَن أخلصه الله - وإنّما من شأنه أن يكون مخلِصاً لله تعالى في أعماله وعباداته ونواياه.
وهذا هو الفرق بين المخلِص والمخلَص في القرآن. فالذي يبلغ به الله تعالى الدرجة الرفيعة هو المخلَص. أما المخلِص فعليه أن يعمّق إخلاصه حتى يجعله الله مخلَصاً
----------------------
[1] سورة ص: 82 - 83.
[2] سورة البينة: 5.