شجون الزهراء
28-09-2014, 04:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن الحج إلى مكّة المكرّمة وإقامة المراسم المفروضة هو من العبادات التي أكّدها الإسلام وجعلها من فروعه الأساسية، وأضاف إليها كعبادة لازماً يتعلق بالتخلّف عناه، فجعل الذي يرفض هذه العبادة ويعاند القيام بهذا الواجب مع وجود الاستطاعة بحكم الكافر، لذا وردت الروايات أنه من مات ولم يحج مات يهودياً أو نصرانياً.
والحج واجب مرة واحدة في العمر مع الاستطاعة إليه، ولهذا الموسم نتائج روحية ونفسية كبيرة على الإنسان المسلم الذي يعود منه كما ولدته أمه، مغفور الذنب مبرور العمل، ويستثنى من الذنب ما كان من حقوق الآدميين.
ولهذا الحج أبعاده السياسية والإجتماعية على المسلمين الذين تجتمع أعداد كبيرة منهم في مكان واحد ليمارسوا طقوساً وشعائر موحّدة، وليلبسوا زيّاً موحداً، وليتوجّهوا إلى الله من ذلك المكان الذي جعله الله آمناً لعباده، فلا بد من أن يكون لهذا الإجتماع أثره في الوحدة بين المسلمين، وكذلك أثر في إعلان البراءة من المشركين، وذلك من موقع القوة، حيث هناك مئات الآلاف من المسلمين الذين يلبّون الطاعة لله ويعلنون البراءة من أعدائه، وعلى رأسهم المشركون.
الإمام المهدي (عج) ومكّة
إن مكّة المكرّمة كانت بحسب بعض النصوص التاريخية المكان الذي نزل فيه آدم(ع)، وتعرّف في محيطه إلى حوّاء(ع)، ومن هناك انطلقت مسيرة الإنسان على الأرض. وأيضاً سوف تكون مكة في آخر الزمان بحسب الروايات ذلك المكان الذي تنطلق منه نهاية هذه المسيرة مع الإمام المهدي(عج)، الذي يكون مكان خروجه إلى العلن وظهوره إلى الناس ليعلن دولته من المكان نفسه الذي نزل فيه آدم(ع).
من مكة المكرمة التي حجّ إليها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وأقاما البيت والشعائر وأعلنا الإسلام الأولي الحنيف، سيكون إعلان الإسلام المحمدي من جديد على يدي الإمام المهدي(عج)، وظهوره على الدين كلّه ولو كره المشركون والكافرون.
إن مكّة المكرمة التي كانت عاصمة الإسلام مع محمد بن عبد الله(ص)، وكانت مكان الولادة للمسلم الأوّل بعد الرسول(ص) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، وكانت مكان انطلاقة الإمام الحسين(ع) في نهضته باتجاه العراق، إنها نفسها المكان الذي سيخرج منه الإمام المهدي(عج) ليعيد للإسلام نصاعته وللإيمان بهاءه، ولكي يتأثر لمظلومية الرسول وأمير المؤمنين والإمام الحسين عليهم السلام.
...والمدينة المنورة
إن لطيبة مقاماً خاصّاً عند الإمام المهدي(عج)، فهناك كان موطن أجداده، وهناك قبر الرسول(ص) وهناك قبر الزهراء(ع)، وهناك قبور الأئمة الحسن وعلي بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام، وإلى هناك كانت هجرة الرسول(ص) والمسلمين الأوائل، وهناك كان التأسيس لأول دولة في الإسلام، ولأول مجتمع إسلامي، وهناك كانت الحروب والغزوات التي واجه فيها الإسلام الكفّار والمنافقين واليهود.
ولأجل ذلك فإن أكثر مكان يمكن أن يرى فيه السلام في الأحوال العادية هو في المدينة المنوّرة، لذا كان أول مكان يُسأل الإمام(ع) عن وجوده فيه هو المدينة في دعاء الندبة ",أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى",.
كما أن المدينة سوف تشهد ظهور الإمام الأول غير العلني، وذلك قبل قتل النفس الزكية، والمدينة ستكون المكان الذي سيعود إليه الإمام(ع) بعد إعلان خروجه في مكة، وبعد أن يجتمع إليه الأنصار، فإنه سيعود بهم إلى المدينة لتبدأ الرحلة لهذا الإمام العظيم من خلال مهمة الثأر من الظالمين، ويبدأ تحرير العالم انطلاقاً من هناك.
الحج الأصغر
الحج هو العبادة المفروضة بشعائرها ومراسمها، وهي عبادة لها ظاهر وباطن، وهي عبادة فيها هجرة إلى الله ونبذ للدنيا وتخلّ عن زخارفها، وفيها رجم للشيطان الظاهر ولشيطان النفس، وفيها قرب وتزلّف إلى الله عزّ وجلّ من خلال الوجود في بيته والحلول في ضيافته والتوسّل بأنبيائه وأوليائه، لا سيّما الرسول محمد(ص) وأهل بيته(ع). وهذا الموسم الذي يقوم به المسلمون والمؤمنون كل عام وبلحاظ أن الإمام عليه السلام يلتزم بإقامة هذه العبادة ولعلّ ذلك كله لأنه:
- إمام الزمان(عج) والذين يكونون في مكة هم من أهل زمانه وكثيرون منهم هم من محبّبيه ومواليه.
- حفيد الرسول والزهراء والحسن والأئمة عليهم السلام، ومؤكد أنه يشتاق إلى زيارتهم.
- ولي الله الأعظم الذي يشتاق إلى بيت ربّه، كما يتوق إلى ذلك البيت الذي له تاريخ مع الأنبياء والصالحين الذين زاروه وعبدوا الله فيه.
حنينه إلى ذلك المكان الذي سيخرج منه معلناً دولته ونهضته، كما يحن إلى أوليائه ومحبّيه وينتظرهم ويترقّب استعدادهم، كما هم في حالة انتظار له عليه السلام.
من هنا وردت الروايات التي تنص على وجود الإمام(ع) في كل موسم حج، وأنه يقوم بالشعائر نفسها في كل عام.
الحج الأكبر
ورد في بعض النصوص كما في القرآن الكريم تعبير الحج الأكبر، وهذا التعبير يرمز إلى اصطلاحين: الأول عام وهو الحج الذي يناسب مناسبة عيد الأضحى يوم جمعة، وهذا الأمر يحصل كل عدّة سنوات، والثاني خاص وهو موسم الحج الذي يسبق ظهور الإمام(عج)، وهو الحج الذي يحصل فيه قتل النفس الزكية على ما هو مروي، ومن خلاله يُعلن عن ظهور الإمام المهدي(عج).
والحج الأكبر بالمعنى الخاص يشمل عدة أحداث سوف تحدث فيه:
- قتل النفس الزكية كما مرّ.
- الظهور العلني الأول للإمام المهدي(عج).
- حضور طلائع الأنصار في مكة في ذلك العام.
إن حضور الأنصار في مكة يحصل من ثلاث طرق:
- البعض يكونون في مكة يؤدون فريضة الحج الواجبة أو المستحبة.
- البعض يأتون إلى مكة بعد علمهم أن الإمام سيخرج وذلك قبل عدة أيام من ذلك.
- البعض لا يعلمون إلا ليلة الخروج عندما يفتقدون في فرشهم، وقيل إن ",هؤلاء تطوى لهم الأرض فيحضرون إلى مكة في ليلة واحدة",.
ولا بد من الإشارة في النهاية إلى علاقة خاصة للإمام المهدي(عج) مع عيديّ الأضحى والغدير اللذين يصادفان في شهر ذي الحجة، شهر الحج، فهو إمام الزمان الذي يستحب وصله والدعاء له وزيارته والتوسّل به في يوم عيد الأضحى. كما أنه إمام الزمان الولي الأعظم المفترض الطاعة الذي يمثّل بقيّة الله وبقية أهل بيت نبيّه، والذي تمثّل ولايته استمراراً للحدث الإلهي العظيم الذي حصل في غدير خم في موسم الحج الأخير للرسول الأكرم(ص)، فلا بد من التقرّب إلى الإمام في هذين العيدين وطلب رضاه ورأفته ومودّته وحنوّه وتسديده والقرب منه.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن الحج إلى مكّة المكرّمة وإقامة المراسم المفروضة هو من العبادات التي أكّدها الإسلام وجعلها من فروعه الأساسية، وأضاف إليها كعبادة لازماً يتعلق بالتخلّف عناه، فجعل الذي يرفض هذه العبادة ويعاند القيام بهذا الواجب مع وجود الاستطاعة بحكم الكافر، لذا وردت الروايات أنه من مات ولم يحج مات يهودياً أو نصرانياً.
والحج واجب مرة واحدة في العمر مع الاستطاعة إليه، ولهذا الموسم نتائج روحية ونفسية كبيرة على الإنسان المسلم الذي يعود منه كما ولدته أمه، مغفور الذنب مبرور العمل، ويستثنى من الذنب ما كان من حقوق الآدميين.
ولهذا الحج أبعاده السياسية والإجتماعية على المسلمين الذين تجتمع أعداد كبيرة منهم في مكان واحد ليمارسوا طقوساً وشعائر موحّدة، وليلبسوا زيّاً موحداً، وليتوجّهوا إلى الله من ذلك المكان الذي جعله الله آمناً لعباده، فلا بد من أن يكون لهذا الإجتماع أثره في الوحدة بين المسلمين، وكذلك أثر في إعلان البراءة من المشركين، وذلك من موقع القوة، حيث هناك مئات الآلاف من المسلمين الذين يلبّون الطاعة لله ويعلنون البراءة من أعدائه، وعلى رأسهم المشركون.
الإمام المهدي (عج) ومكّة
إن مكّة المكرّمة كانت بحسب بعض النصوص التاريخية المكان الذي نزل فيه آدم(ع)، وتعرّف في محيطه إلى حوّاء(ع)، ومن هناك انطلقت مسيرة الإنسان على الأرض. وأيضاً سوف تكون مكة في آخر الزمان بحسب الروايات ذلك المكان الذي تنطلق منه نهاية هذه المسيرة مع الإمام المهدي(عج)، الذي يكون مكان خروجه إلى العلن وظهوره إلى الناس ليعلن دولته من المكان نفسه الذي نزل فيه آدم(ع).
من مكة المكرمة التي حجّ إليها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وأقاما البيت والشعائر وأعلنا الإسلام الأولي الحنيف، سيكون إعلان الإسلام المحمدي من جديد على يدي الإمام المهدي(عج)، وظهوره على الدين كلّه ولو كره المشركون والكافرون.
إن مكّة المكرمة التي كانت عاصمة الإسلام مع محمد بن عبد الله(ص)، وكانت مكان الولادة للمسلم الأوّل بعد الرسول(ص) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، وكانت مكان انطلاقة الإمام الحسين(ع) في نهضته باتجاه العراق، إنها نفسها المكان الذي سيخرج منه الإمام المهدي(عج) ليعيد للإسلام نصاعته وللإيمان بهاءه، ولكي يتأثر لمظلومية الرسول وأمير المؤمنين والإمام الحسين عليهم السلام.
...والمدينة المنورة
إن لطيبة مقاماً خاصّاً عند الإمام المهدي(عج)، فهناك كان موطن أجداده، وهناك قبر الرسول(ص) وهناك قبر الزهراء(ع)، وهناك قبور الأئمة الحسن وعلي بن الحسين والباقر والصادق عليهم السلام، وإلى هناك كانت هجرة الرسول(ص) والمسلمين الأوائل، وهناك كان التأسيس لأول دولة في الإسلام، ولأول مجتمع إسلامي، وهناك كانت الحروب والغزوات التي واجه فيها الإسلام الكفّار والمنافقين واليهود.
ولأجل ذلك فإن أكثر مكان يمكن أن يرى فيه السلام في الأحوال العادية هو في المدينة المنوّرة، لذا كان أول مكان يُسأل الإمام(ع) عن وجوده فيه هو المدينة في دعاء الندبة ",أبرضوى أم غيرها أم ذي طوى",.
كما أن المدينة سوف تشهد ظهور الإمام الأول غير العلني، وذلك قبل قتل النفس الزكية، والمدينة ستكون المكان الذي سيعود إليه الإمام(ع) بعد إعلان خروجه في مكة، وبعد أن يجتمع إليه الأنصار، فإنه سيعود بهم إلى المدينة لتبدأ الرحلة لهذا الإمام العظيم من خلال مهمة الثأر من الظالمين، ويبدأ تحرير العالم انطلاقاً من هناك.
الحج الأصغر
الحج هو العبادة المفروضة بشعائرها ومراسمها، وهي عبادة لها ظاهر وباطن، وهي عبادة فيها هجرة إلى الله ونبذ للدنيا وتخلّ عن زخارفها، وفيها رجم للشيطان الظاهر ولشيطان النفس، وفيها قرب وتزلّف إلى الله عزّ وجلّ من خلال الوجود في بيته والحلول في ضيافته والتوسّل بأنبيائه وأوليائه، لا سيّما الرسول محمد(ص) وأهل بيته(ع). وهذا الموسم الذي يقوم به المسلمون والمؤمنون كل عام وبلحاظ أن الإمام عليه السلام يلتزم بإقامة هذه العبادة ولعلّ ذلك كله لأنه:
- إمام الزمان(عج) والذين يكونون في مكة هم من أهل زمانه وكثيرون منهم هم من محبّبيه ومواليه.
- حفيد الرسول والزهراء والحسن والأئمة عليهم السلام، ومؤكد أنه يشتاق إلى زيارتهم.
- ولي الله الأعظم الذي يشتاق إلى بيت ربّه، كما يتوق إلى ذلك البيت الذي له تاريخ مع الأنبياء والصالحين الذين زاروه وعبدوا الله فيه.
حنينه إلى ذلك المكان الذي سيخرج منه معلناً دولته ونهضته، كما يحن إلى أوليائه ومحبّيه وينتظرهم ويترقّب استعدادهم، كما هم في حالة انتظار له عليه السلام.
من هنا وردت الروايات التي تنص على وجود الإمام(ع) في كل موسم حج، وأنه يقوم بالشعائر نفسها في كل عام.
الحج الأكبر
ورد في بعض النصوص كما في القرآن الكريم تعبير الحج الأكبر، وهذا التعبير يرمز إلى اصطلاحين: الأول عام وهو الحج الذي يناسب مناسبة عيد الأضحى يوم جمعة، وهذا الأمر يحصل كل عدّة سنوات، والثاني خاص وهو موسم الحج الذي يسبق ظهور الإمام(عج)، وهو الحج الذي يحصل فيه قتل النفس الزكية على ما هو مروي، ومن خلاله يُعلن عن ظهور الإمام المهدي(عج).
والحج الأكبر بالمعنى الخاص يشمل عدة أحداث سوف تحدث فيه:
- قتل النفس الزكية كما مرّ.
- الظهور العلني الأول للإمام المهدي(عج).
- حضور طلائع الأنصار في مكة في ذلك العام.
إن حضور الأنصار في مكة يحصل من ثلاث طرق:
- البعض يكونون في مكة يؤدون فريضة الحج الواجبة أو المستحبة.
- البعض يأتون إلى مكة بعد علمهم أن الإمام سيخرج وذلك قبل عدة أيام من ذلك.
- البعض لا يعلمون إلا ليلة الخروج عندما يفتقدون في فرشهم، وقيل إن ",هؤلاء تطوى لهم الأرض فيحضرون إلى مكة في ليلة واحدة",.
ولا بد من الإشارة في النهاية إلى علاقة خاصة للإمام المهدي(عج) مع عيديّ الأضحى والغدير اللذين يصادفان في شهر ذي الحجة، شهر الحج، فهو إمام الزمان الذي يستحب وصله والدعاء له وزيارته والتوسّل به في يوم عيد الأضحى. كما أنه إمام الزمان الولي الأعظم المفترض الطاعة الذي يمثّل بقيّة الله وبقية أهل بيت نبيّه، والذي تمثّل ولايته استمراراً للحدث الإلهي العظيم الذي حصل في غدير خم في موسم الحج الأخير للرسول الأكرم(ص)، فلا بد من التقرّب إلى الإمام في هذين العيدين وطلب رضاه ورأفته ومودّته وحنوّه وتسديده والقرب منه.