المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفات أصحاب الإمام المهدي عليه السلام:


وحيد الجياشي
03-10-2014, 12:07 AM
http://im66.gulfup.com/ljhfVA.gif


صفات أصحاب الإمام المهدي عليه السلام:
ويمكن أن يُعرَف شيء عن كمالات الإمام المهدي عليه السلام عن طريق معرفة أصحابه, فقد ورد أنَّ «قلوبهم أشدّ من زبر الحديد لا يشوبها شكٌّ في ذات الله»، أي إنَّهم بلغوا الذروة في التوحيد ويوحّدونه توحيداً كاملاً، وبما أنَّ كمال توحيده الإخلاص له، إذن فعندهم تمام الإخلاص لله تعالىٰ، ولذا وصفتهم الروايات بأنَّهم: «يتمسَّحون بسـرج الإمام عليه السلام يطلبون بذلك البركة، ويحفّون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد منهم، رجال لا ينامون الليل، لهم دويٌّ في صلاتهم كدويِّ النحل، يبيتون قياماً علىٰ أطرافهم، ويصبحون علىٰ خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار...»، «لا يستوحشون من أحد ولا يفرحون بأحد»، وصف دقيق لا يفرحون بمن أتاهم ولا يستوحشون بمن تركهم، لأنَّ عزَّتهم لله تعالىٰ وإمامه، فهم ليسوا كسائر الناس إذا دخل عليهم أحد فرحوا وإذا تركهم استوحشوا، فقد بلغت بهم درجة الأُنس بالله إلىٰ حدِّ الارتواء.
ويُعطىٰ كلّ شخص منهم سيف مكتوب علىٰ كلّ سيف كلمة يفتح ألف كلمة, وهذا ليس فيه مبالغة فإنَّ في زماننا يوجد ما يشابهه لا ما يماثله، فيستطيع الإنسان أن يرتبط بواسطة جهاز صغير بآلاف الكلمات فيها علوم الدنيا، فالإمام عليه السلام يزوِّد أصحابه بأسرار تشتمل علىٰ كلّ ما يحتاجون إليه في طريق الفتح ونشـر كلمة الله تعالىٰ من الفقه والعقائد والسياسة والإدارة وأسرار الطبيعة وغير ذلك من العلوم.
إذن ليس في هذه الرواية أيُّ غرابة ولا ما يوجد الاستيحاش، فقد جاء في رواية أُخرىٰ: «... ويبعث _ أي المهدي عليه السلام _ جنداً إلىٰ القسطنطينية، فإذا بلغوا الخليج كتبوا علىٰ أقدامهم شيئاً ومشوا علىٰ الماء، فإذا نظر إليهم الروم يمشون علىٰ الماء قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون علىٰ الماء، فكيف هو؟! فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة، فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون».
إذن إذا كان أصحابه عليه السلام لهم هذه القدرة، فكيف بقدرته عليه السلام، فقد ورد أنَّه عليه السلام يرقىٰ في الأسباب، والألف واللام إذا دخلت علىٰ الجمع فإنَّها تدلُّ علىٰ العموم، يعني يسهِّل الله له كلّ أسباب السماوات والأرض، ومعناه أنَّه سينفتح علىٰ كلّ المجرّات.
فقد اكتشف العلم الحديث عدَّة مجرّات، ولكن لم يستطع الإنسان الصعود إلَّا إلىٰ القمر، والإمام عليه السلام سيُخضِع اللهُ له كلّ الأسباب أسباب السماوات والأرض ويرقىٰ فيها، ومن الممكن أن ينفتح علىٰ كلّ المجرّات بحيث يمكن السفر إليها.
جاء في الرواية عن أبان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «العلم سبعة وعشـرون جزءاً فجميع ما جاءت به الرسل جزءان، فلم يعرف الناس حتَّىٰ اليوم غير الجزءين، فإذا قام القائم أخرج الخمسة والعشـرين جزءاً فبثَّها في الناس، وضمَّ إليها الجزءين، حتَّىٰ يبثّها سبعة وعشـرين جزءاً».
إذن ستحصل هناك طفرة وإعجاز عند الإمام المهدي عليه السلام، ومعجزته أنَّه سيأتي بأُمور خارقة للعادة أفضل من أرقىٰ شـيء موجود في زماننا هذا.

وحيد الجياشي
03-10-2014, 12:40 AM
http://im66.gulfup.com/ljhfVA.gif


مراحل النصر الإلهي:
إنَّ الله تعالىٰ جعل هذا النصـر الذي وعده للمؤمنين يمرّ بمرحلتين، وهما: الاستضعاف ثمّ النصـر والتفوّق، بمعنىٰ أنَّ المؤمنين يمرّون بمرحلة الاستضعاف, فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال لبني هاشم: «أنتم المستضعفون بعدي»، وتستمرُّ هذه المرحلة إلىٰ ما قبل قيام الإمام المهدي عليه السلام, فعلىٰ المؤمنين أن يصبروا ولا يستعجلوا رحمة الله تعالىٰ، فهناك تخطيط إلهي و هو أن يمرَّ المؤمنون أوَّلاً بمرحلة الاستضعاف، ثمّ من بعدها تأتي مرحلة الانتصار، وقد سمّاها الإمام الصادق عليه السلام (الإدالة)، أي إنَّ الله تعالىٰ يديل للمؤمنين بمعنىٰ ينصـرهم, وينبغي للمؤمن أن يتفهَّم هذه المرحلة لكي لا يضيق صدره ويعترض علىٰ الله تعالى, فقد صبر الإمام الحسين عليه السلام بعد وفاة الإمام الحسن عليه السلام عشـر سنوات حتَّىٰ قام بنهضته المباركة لأنَّ هناك خطَّة إلهية يجب اتّباعها.
فعلىٰ المؤمن أن يتفهَّم ويصبر ولا يستبطأ رزق ربّه في كلّ شـيء، فلا يستبطأ رزقه تعالىٰ في الأولاد مثلاً فقد يمتحنه الله تعالىٰ عدَّة سنين ثمّ يرزقه بأولاد، وكذلك قد يُسجن الإنسان عدَّة سنوات امتحاناً من الله تعالىٰ، فهذا نبيّ الله يوسف عليه السلام قد سُجِنَ عدَّة سنوات مع أنَّ الله تعالىٰ اختاره نبيّاً.
وورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنَّ قوله تعالىٰ: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَىٰ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) جارية في الأئمّة عليهم السلام إلىٰ يوم القيامة، ولكن هل يصبر المؤمن أو يستعجل؟ وينبغي للمؤمن أن يعلم أنَّ الله تعالىٰ لا يعجل لعجلة عباده، فالله تعالى لا يتابع العباد في استعجالهم لأنَّه الحليم الكريم ذو الأناة, وهذه المرحلة التي يمنُّ الله تعالىٰ بها علىٰ المؤمنين المستضعفين بالنصـر هي في عالم الظهور وعالم الرجعة.
إذن اتَّضح أنَّ استعجال المؤمن لا يغيِّر الخُطَّة الإلهية، لأنَّنا اليوم نعيش في حالة الاستضعاف، فينبغي للمؤمن أن يتفهَّم هذه المرحلة بشكل دقيق وصحيح وليس معنىٰ ذلك أنَّه لا يعمل شيئاً, بل بمعنىٰ أنَّه لا يتمنّىٰ أن ترتفع حالة الاستضعاف الآن، فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّه قال لعلي عليه السلام: «يا علي، إنَّ إزالة الجبال الرواسي أهون من إزالة ملك مؤجَّل لم تنقضِ أيّامه»، ولهذا فلا يستعجل الإنسان الفرج كما قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: «هلك المحاضير»، قلت: جُعلت فداك، وما المحاضير؟ قال: «المستعجلون»، فعلى الإنسان أن يتعايش مع هذه المرحلة ويصبر ويعمل بتكليفه الشرعي،وربَّما جُعِلَ له فيها فرج جزئي.