المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأخوة والصداقة


وحيد الجياشي
03-10-2014, 01:38 AM
http://im66.gulfup.com/ljhfVA.gif


الأخوة والصداقة
لقد خلق الله تبارك وتعالى الإنسان مدني بالفطرة فهو يميل إلى تكوين العلاقات والأواصر والروابط بينه وبين أخوانه ليكون موافقا للفطرة التي جبل عليها وبالتالي يكوّن مجتمعا مدنيا مبنيا على المساعدة والآخاء والمحبة والصداقة.
وقد حثت روايات أهل البيت عليهم السلام على اختيار الأصدقاء والترغيب فيهم لأن المرء على دين خليله، وقد قال تعالى في كتابه الكريم:
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً *يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً*لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً) (الفرقان:27-29)
ولشدة تأثير الصديق والخليل نجد روايات أهل البيت عليهم السلام حثت وأكدت على اكتساب الأصدقاء ولكن ليس كل صديق بل أصدقاء الخير، فإن الإنسان ينشأ وتنشأ معه غريزة التأسي وحب المحاكاة، وهو يعلل بها كثيراً من أفعاله، ويبنى عليها كثيراً من عاداته.
الإنسان الجريمة لأن نظيره قد أرتكب مثلها أو أشد منها. ويعمل الإحسان لأن أمثاله يعملون ذلك. حتى الطفل فإنه يصدر كثيراً من إعماله لمجرد الاقتداء وحب المحاكاة وكم لهذه الغريزة من مظهر، وكم لها من نتيجة حسنة أو قبيحة، وبديهي أن هذه الغريزة إذا قارنت الحب والصداقة كانت أشد تأثيراً في الإنسان.
وقد أثبتت التجربة ان المجاورة والاتصال يؤثران حتى في الجمادات.
كالــريح آخــذة مما تمر به ***** نتناً من النتن أو طيباً من الطبيب
فحتى تعدا ذلك إلى الشعر فنجد ان العرف العام قد أكد على هذه المسألة فنجد الشاعر يقول :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ***** فكــل قــرين بالمقارن يقتدي
فمن الجدير بالإنسان ان يختار موضعاً لصداقته، لأنه يختار مادة لأخلاقه ويضع رسماً لمستقبلة وحدّاً لسعادته.
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
(عليك بإخوان الصدق، فأكثر اكتسابهم، فإنهم عدة عند الرخاء، وجُنة عند البلاء).[1]
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:
(المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).[2]
[1] البحار كتاب العشرة ص51.
[2] البحار كتاب العشرة ص56.

وحيد الجياشي
03-10-2014, 11:02 PM
http://im66.gulfup.com/ljhfVA.gif


تحقير المؤمن، وخاصة الفقير، والاستخفاف به
قال الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): (لا تحقروا مؤمناً فقيراً فإنه من حقر مؤمناً واستخف به حقره الله تعالى ولم يزل ماقتاً له حتى يرجع عن تحقيره أو يتوب). وقال (عليه السلام): (من استذل مؤمناً وحقره لقلة ذات يده ولفقره شهره الله إلى يوم القيامة على رؤوس الخلائق).