شجون الزهراء
20-10-2014, 08:56 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن إحياء ذكرى عاشوراء لا يُعتبر تحدّياً ولا استفزازاً لأحد، لا من السنّة ولا من أيّ طائفة أو مذهب آخر.. كما أنّ السنّة، كالشيعة، لا علاقة لهم بيزيد بن معاوية، لا من قريب ولا من بعيد.. وعلماؤهم يجهرون ويصرّحون بذلك في أكثر من مناسبة.
يحاول كثيرون اليوم كلّ جهدهم من أجل إشعال نيران الفتن المذهبيّة والطائفيّة.
هم في هذا السبيل لا يتركون خطوةً إلّا ويقومون بها، ولا مناسبةً إلّا ويقومون باستغلالها، بل حتى إن لم يجدوا حادثةً يستغلّونهم تراهم ينبشون التاريخ أو الجغرافيا زاويةً زاوية بحثاً عمّا يضعونه فوق الجراح بعد نكئها، وفوق الفتيل حتى يشتعل، وفوق النيران حتى يزداد أوارها، وفوق الاختلافات حتى تتعمّق وتتّسع هوّتها، وفوق الأحقاد حتى ينفجر بركانها...
هم ـ بكلّ بساطة ـ السعاة إلى نشر ثقافة الحقد والكره والكراهية والشرذمة والتشتّت والتمزّق والفرقة والتباعد بدلاً من التحابّ والتآخي والتقارب والتوادّ والتراحم والاتّحاد والانسجام و..
هم يسعون إلى تعميق الشرخ وتوسعة الفروقات، بدلاً من العمل على تقليصها وتذويبها، أو على الأقلّ: حصرها في بيئةٍ تعدّديّةٍ سليمة معافاة.. هم هواة الاصطياد في المياه العكرة..
هم ـ بكلّ بساطةٍ أيضاً ـ العاملون لأجل مصالح الكيان الصهيونيّ الغاصب، والإدارة الأمريكيّة الحاضنة له، وإن أصرّوا على تكذيب ذلك!!
ومن هذه المناسبات التي يحاولون اليوم استغلالها في مشروعهم الفتنويّ الصهيونيّ الأسود: مناسبة عاشوراء الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب، سبط رسول الله (ص)، وريحانته، وابن بنته، وسيّد شباب أهل الجنّة، كما في الحديث النبويّ المتواتر، والذي روته المدارس الإسلاميّة كافّةً..
هذه الشخصيّة الإسلاميّة الجامعة، التي يتباهى بعظمتها ومناقبيّتها وفضلها وجهادها وشهادتها المسلمون، كلّ المسلمين، على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم وتوجّهاتهم وانتماءاتهم ومدارسهم.. يحاول هؤلاء المتعصّبون المغرضون اليوم أن يحدّوا من أنوارها المشعّة في كلّ الآفاق والأرجاء، وأن يحصروها في نطاقٍ طائفيٍّ أو مذهبيّ ضيّق، لا يتجاوز فرقةً معيّنةً من فرق المسلمين.. كما يحاولون أن يحوّلوا ذكرى مناسبة شهادته المباركة (العاشر من محرّم عام 60 للهجرة) مناسبةً خاصّةً بهذه الفرقة من فرق المسلمين أو بتلك، وليست مناسبةً عامّةً... والغرض ـ بطبيعة الحال ـ شيء واحد، وهو حرمان أوسع شريحةٍ من المسلمين من الاستفادة من أهداف ثورة الحسين، ومفرداتها، وأدبيّاتها، وشعاراتها، وصورها المضيئة والمشرقة.
علماً أنّ شيئاً ممّا جرى من أحداثٍ في تلك الثورة الدامية، على أرض كربلاء، لم يكن خاصّاً بأحدٍ من المسلمين، بل لم يكن خاصّاً بالمسلمين أصلاً... فلقد قامت تلك الثورة على مبدأ رفض الظلم، وهو مبدأ إنسانيّ عامّ، وعلى مبدأ نصرة المظلوم، وهو مبدأ إنسانيّ عامّ، وعلى مبدأ نصرة الحقّ، وهو أيضاً مبدأ إنسانيّ عامّ، وعلى مبادئ التضحية والشجاعة والعزّة وإباء الضيم ورفض الذلّة، وهي كلّها مبادئ إنسانيّة عامّة، لا تختصّ بجماعةٍ دون جماعة، ولا بأتباع دينٍ دون آخر، ولا مذهب دون آخر، ولا طائفةٍ دون أُخرى.
وفي الردّ على هؤلاء، نقول لكلّ مسلم، بل لكلّ إنسانٍ حرٍّ وشريف: فقط تخيّل أنّ عائلتك تعرّضت لاعتداء من قبل مجموعةٍ كبيرة من الأجانب، فقتلت الرجال كلّها، وذبحت الرضّع، وقطّعت الجثث، وأوطأوها حوافر الخيول، ومثّلت بالأجساد، واستلبت ما كان عليها من ثياب، ثمّ حزّت الرؤوس، ورفعتها على رؤوس الأسنّة والرماح، ثمّ تجوّلت بها من مدينةٍ إلى مدينة، معرّضةً إيّاها للإهانة والإساءة، وسبت وأسرها معها النساء والأطفال على ظهور النياق الضالعة، وبطريقةٍ مهينةٍ جدّاً، وجرت بهنّ وراء الرؤوس، فماتت بعض البنات في الطريق، وسُلبت منهنّ أساورهنّ وأقراطهنّ وحليّهنّ، وشرّدوا في كلّ مكان، وواجهوا أقبح أشكال الإهانة والشماتة.. فقط لو تخيّل كلّ واحد منّا ذلك يجري على نفس، وهو القليل القليل ممّا جرى في كربلاء، فكيف ستكون انطباعاته ومشاعره؟!
والآن، تخيّلوا فقط أنّ هذه الأمور كلّها جرت على أهل بيت النبيّ محمّد (ص) وقرابته وأهل القربى منه؟! الذين وردت آيات القرآن الكريم بلزوم حبّهم ومودّتهم، قال تعالى: [قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى].
وعلى المقلب الآخر نقول: إنّ أكبر إهانة وإساءة للإسلام، للسنّة والشيعة على حدٍّ سواء، أن يتوهّم أحدنا أن يزيد بن معاوية قاتل الحسين (ع) كان سنّيّاً، كلّا.. بل هو كافر بكلّ المقاييس.. يزيد الذي تمثّل بعد جناية عاشوراء بقول ابن الزبعرى:
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
وهي عبارات تدلّ على الكفر الصريح.
وفي الختام، أعتقد أنّ التقارب حول قضيّة عاشوراء يمكن له أن يتحقّق بين المسلمين، سنّةً وشيعة، لو علم الشيعة أنّ يزيداً لا يمثّل أهل السنّة، وعلم السنّة أنّ البراءة ممّن قتل الحسين أمر شرعيّ وأخلاقيّ وإنسانيّ، وهو يستهدف البراءة من الكفر، لا البراءة من المذهب الآخر، السنّيّ، أو غيره.
إن إحياء ذكرى عاشوراء لا يُعتبر تحدّياً ولا استفزازاً لأحد، لا من السنّة ولا من أيّ طائفة أو مذهب آخر.. كما أنّ السنّة، كالشيعة، لا علاقة لهم بيزيد بن معاوية، لا من قريب ولا من بعيد.. وعلماؤهم يجهرون ويصرّحون بذلك في أكثر من مناسبة.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
إن إحياء ذكرى عاشوراء لا يُعتبر تحدّياً ولا استفزازاً لأحد، لا من السنّة ولا من أيّ طائفة أو مذهب آخر.. كما أنّ السنّة، كالشيعة، لا علاقة لهم بيزيد بن معاوية، لا من قريب ولا من بعيد.. وعلماؤهم يجهرون ويصرّحون بذلك في أكثر من مناسبة.
يحاول كثيرون اليوم كلّ جهدهم من أجل إشعال نيران الفتن المذهبيّة والطائفيّة.
هم في هذا السبيل لا يتركون خطوةً إلّا ويقومون بها، ولا مناسبةً إلّا ويقومون باستغلالها، بل حتى إن لم يجدوا حادثةً يستغلّونهم تراهم ينبشون التاريخ أو الجغرافيا زاويةً زاوية بحثاً عمّا يضعونه فوق الجراح بعد نكئها، وفوق الفتيل حتى يشتعل، وفوق النيران حتى يزداد أوارها، وفوق الاختلافات حتى تتعمّق وتتّسع هوّتها، وفوق الأحقاد حتى ينفجر بركانها...
هم ـ بكلّ بساطة ـ السعاة إلى نشر ثقافة الحقد والكره والكراهية والشرذمة والتشتّت والتمزّق والفرقة والتباعد بدلاً من التحابّ والتآخي والتقارب والتوادّ والتراحم والاتّحاد والانسجام و..
هم يسعون إلى تعميق الشرخ وتوسعة الفروقات، بدلاً من العمل على تقليصها وتذويبها، أو على الأقلّ: حصرها في بيئةٍ تعدّديّةٍ سليمة معافاة.. هم هواة الاصطياد في المياه العكرة..
هم ـ بكلّ بساطةٍ أيضاً ـ العاملون لأجل مصالح الكيان الصهيونيّ الغاصب، والإدارة الأمريكيّة الحاضنة له، وإن أصرّوا على تكذيب ذلك!!
ومن هذه المناسبات التي يحاولون اليوم استغلالها في مشروعهم الفتنويّ الصهيونيّ الأسود: مناسبة عاشوراء الإمام الحسين بن عليّ بن أبي طالب، سبط رسول الله (ص)، وريحانته، وابن بنته، وسيّد شباب أهل الجنّة، كما في الحديث النبويّ المتواتر، والذي روته المدارس الإسلاميّة كافّةً..
هذه الشخصيّة الإسلاميّة الجامعة، التي يتباهى بعظمتها ومناقبيّتها وفضلها وجهادها وشهادتها المسلمون، كلّ المسلمين، على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم وتوجّهاتهم وانتماءاتهم ومدارسهم.. يحاول هؤلاء المتعصّبون المغرضون اليوم أن يحدّوا من أنوارها المشعّة في كلّ الآفاق والأرجاء، وأن يحصروها في نطاقٍ طائفيٍّ أو مذهبيّ ضيّق، لا يتجاوز فرقةً معيّنةً من فرق المسلمين.. كما يحاولون أن يحوّلوا ذكرى مناسبة شهادته المباركة (العاشر من محرّم عام 60 للهجرة) مناسبةً خاصّةً بهذه الفرقة من فرق المسلمين أو بتلك، وليست مناسبةً عامّةً... والغرض ـ بطبيعة الحال ـ شيء واحد، وهو حرمان أوسع شريحةٍ من المسلمين من الاستفادة من أهداف ثورة الحسين، ومفرداتها، وأدبيّاتها، وشعاراتها، وصورها المضيئة والمشرقة.
علماً أنّ شيئاً ممّا جرى من أحداثٍ في تلك الثورة الدامية، على أرض كربلاء، لم يكن خاصّاً بأحدٍ من المسلمين، بل لم يكن خاصّاً بالمسلمين أصلاً... فلقد قامت تلك الثورة على مبدأ رفض الظلم، وهو مبدأ إنسانيّ عامّ، وعلى مبدأ نصرة المظلوم، وهو مبدأ إنسانيّ عامّ، وعلى مبدأ نصرة الحقّ، وهو أيضاً مبدأ إنسانيّ عامّ، وعلى مبادئ التضحية والشجاعة والعزّة وإباء الضيم ورفض الذلّة، وهي كلّها مبادئ إنسانيّة عامّة، لا تختصّ بجماعةٍ دون جماعة، ولا بأتباع دينٍ دون آخر، ولا مذهب دون آخر، ولا طائفةٍ دون أُخرى.
وفي الردّ على هؤلاء، نقول لكلّ مسلم، بل لكلّ إنسانٍ حرٍّ وشريف: فقط تخيّل أنّ عائلتك تعرّضت لاعتداء من قبل مجموعةٍ كبيرة من الأجانب، فقتلت الرجال كلّها، وذبحت الرضّع، وقطّعت الجثث، وأوطأوها حوافر الخيول، ومثّلت بالأجساد، واستلبت ما كان عليها من ثياب، ثمّ حزّت الرؤوس، ورفعتها على رؤوس الأسنّة والرماح، ثمّ تجوّلت بها من مدينةٍ إلى مدينة، معرّضةً إيّاها للإهانة والإساءة، وسبت وأسرها معها النساء والأطفال على ظهور النياق الضالعة، وبطريقةٍ مهينةٍ جدّاً، وجرت بهنّ وراء الرؤوس، فماتت بعض البنات في الطريق، وسُلبت منهنّ أساورهنّ وأقراطهنّ وحليّهنّ، وشرّدوا في كلّ مكان، وواجهوا أقبح أشكال الإهانة والشماتة.. فقط لو تخيّل كلّ واحد منّا ذلك يجري على نفس، وهو القليل القليل ممّا جرى في كربلاء، فكيف ستكون انطباعاته ومشاعره؟!
والآن، تخيّلوا فقط أنّ هذه الأمور كلّها جرت على أهل بيت النبيّ محمّد (ص) وقرابته وأهل القربى منه؟! الذين وردت آيات القرآن الكريم بلزوم حبّهم ومودّتهم، قال تعالى: [قل لا أسألكم عليه أجراً إلّا المودّة في القربى].
وعلى المقلب الآخر نقول: إنّ أكبر إهانة وإساءة للإسلام، للسنّة والشيعة على حدٍّ سواء، أن يتوهّم أحدنا أن يزيد بن معاوية قاتل الحسين (ع) كان سنّيّاً، كلّا.. بل هو كافر بكلّ المقاييس.. يزيد الذي تمثّل بعد جناية عاشوراء بقول ابن الزبعرى:
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل
وهي عبارات تدلّ على الكفر الصريح.
وفي الختام، أعتقد أنّ التقارب حول قضيّة عاشوراء يمكن له أن يتحقّق بين المسلمين، سنّةً وشيعة، لو علم الشيعة أنّ يزيداً لا يمثّل أهل السنّة، وعلم السنّة أنّ البراءة ممّن قتل الحسين أمر شرعيّ وأخلاقيّ وإنسانيّ، وهو يستهدف البراءة من الكفر، لا البراءة من المذهب الآخر، السنّيّ، أو غيره.
إن إحياء ذكرى عاشوراء لا يُعتبر تحدّياً ولا استفزازاً لأحد، لا من السنّة ولا من أيّ طائفة أو مذهب آخر.. كما أنّ السنّة، كالشيعة، لا علاقة لهم بيزيد بن معاوية، لا من قريب ولا من بعيد.. وعلماؤهم يجهرون ويصرّحون بذلك في أكثر من مناسبة.