شجون الزهراء
22-10-2014, 01:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يبدو من بعض النصوص عند الطبري والشيخ المفيد أن الحسين أعد خيمة لتوضع فيها جثث الشهداء. ومن المؤکد أن جثث شهداء بني هاشم کانت توضع في مکان معين وهو خيمة معينة. ولا نستطيع أن نؤکد إن کانت جثث الشهداء من غير الهاشميين کانت توضع في نفس الخيمة أو في مکان آخر، أو أنها کانت تبقى في ساحة المعرکة.
ونقدّر أنها کانت تنقل من ساحة المعرکة کما تقضي به التقاليد والأعراف. ولأن القتال کان مبارزة، وکان متقطعاً تتخلله فترات هدوء بين مبارزة ومبارزة، وکانت ساحة المعرکة محدودة نسبياً بسبب قلة عدد أفراد القوة الثائرة، مما يعطل القدرة على المناورة في مساحة واسعة. ولکننا لا نستطيع أن نؤکد ما إذا کانت تنقل إلى المکان الذي توضع فيه جثث شهداء الهاشميين، أو أنها کانت توضع في مکان آخر.
يبدو من بعض النصوص عند الطبري والشيخ المفيد أن الحسين أعد خيمة لتوضع فيها جثث الشهداء. ومن المؤکد أن جثث شهداء بني هاشم کانت توضع في مکان معين وهو خيمة معينة. ولا نستطيع أن نؤکد إن کانت جثث الشهداء من غير الهاشميين کانت توضع في نفس الخيمة أو في مکان آخر، أو أنها کانت تبقى في ساحة المعرکة.
ونقدّر أنها کانت تنقل من ساحة المعرکة کما تقضي به التقاليد والأعراف. ولأن القتال کان مبارزة، وکان متقطعاً تتخلله فترات هدوء بين مبارزة ومبارزة، وکانت ساحة المعرکة محدودة نسبياً بسبب قلة عدد أفراد القوة الثائرة، مما يعطل القدرة على المناورة في مساحة واسعة. ولکننا لا نستطيع أن نؤکد ما إذا کانت تنقل إلى المکان الذي توضع فيه جثث شهداء الهاشميين، أو أنها کانت توضع في مکان آخر.
ولعل الذي حدث إنها کانت توضع في مکان آخر، فربما کان الإمام الحسين قدر - وهو يعلم نتيجة المعرکة - أن الرؤوس ستقطع، وأن هذا سيؤدي إلى صعوبات في تمييز، هوية الشهداء من أصحابه وأهل بيته، فجعل مکانين أحدها لحفظ جثث الشهداء الهاشميين، والآخر لحفظ جثث الشهداء غير الهاشميين.
ولعل ثمة أمراً آخر يشجع على ترجيح هذا الرأي، وهو أن الشهداء الهاشميين کانوا مع أسرهم أو بعض أسرهم، بحيث لا نعرف شهيداً منهم لم يکن له بين النساء الهاشميات أم أو أخت أو زوجة أو بنت، أو هن مجتمعات؛ وهذا يؤدي إلى مراعاة الإعتبارات العاطفية والأسرية في هذه الحالة، وهي تقضي بأن يحمل الشهيد، ليتمکن النسوة، في غمرة المعرکة، من مشاهدة جسده، والبکاء عليه، وهذا الإعتبار يدعو إلى إفراد الشهداء الهاشميين في مکان خاص. أما الشهداء غير الهاشميين فإن العدد الأکبر منهم لم يصحبوا معهم نساءهم.
والنصوص في ما ذکره الطبري عند ذکره استشهاد علي بن الحسين الأکبر، وهو:
(.. وأقبل الحسين إلى أبنه، وأقبل فتيانه إليه، فقال: أحملوا أخاکم، فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي کانوا يقاتلون أمامه (1).
وما ذکره في الحديث عن استشهاد القاسم بن الإمام الحسن بن علي، وهو.
(.. ثم احتمله (الحسين عليه السلام) فکأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان في الأرض، وقد وضع الامام حسين عليه السلام صدره على صدره، قال (الراوي حميد بن مسلم) فقلت في نفسي: ما يصنع به! فجاء به حتي ألقاه مع ابنه علي بن الحسين وقتلى قد قتلت حوله من أهل بيته..) - (2).
وأورد الشيخ المفيد نصين مماثلين لما عند الطبري (3).
ويؤيد هذا الرأي النص التالي الذي ذکره الشيخ المفيد في حديثه عن کيفية دفن الشهداء:
(.. وحفروا - بنو أسد - للشهداء من أهل بيته وأصحابه - الذين صرعوا حوله - ممايلي رجلي الحسين (عليه السلام) وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً). (4)
فإن کلمة (جمعوهم) توحي بأنهم (الهاشميين وغير الهاشميين) کانوا متفرقين. وهذا القول يعزز الرأي بأن بني هاشم کانوا في موضع منفرد. ولکن کلمة (حوله) في هذا النص ربما توحي بأن جثث الشهداء من غير الهاشميين کانت متفرقة لم تجمع في مکان واحد، أو في مجموعات، وهو أمر بعيد جداً لما ذکرناه آنفاً. وسنرى أن کلام المفيد مضطرب في هذا الشأن.
دفن الشهداء وقبورهم:
قال المسعوديhttp://www.alrsle.com/vb/images/smilies/frown.gif.. ودفن أهل الغاضرية - وهم قوم من بني عامر، من بني أسد الحسين وأصحابه بعد قتلهم بيوم). (5)
وهذا يعني أن الدفن کان بعد ظهر اليوم الحادي عشر من محرم، فإن نص الشيخ المفيد الآتي يدل على أن بني اسد دفنوا الشهداء بعد رحيل عمر بن سعد، وقد رحل عمر بن سعد بعد زوال اليوم الحادي عشر.
وقال الشيخ المفيد :
(ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد کانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسين (عليه السلام) وأصحابه، فصلوا عليهم ودفنوا الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن، ودفنوا ابنه عليّ بن الحسين الأصغر عند رجله. وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه - الذين صرعوا حوله - ممايلي رجلي الحسين (عليه السلام) وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً. ودفنوا العباس بن علي عليهما السلام في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن). (6).
وقال الشيخ المفيد في موضع آخر :
(.. وهم (شهداء بني هاشم) کلهم مدفونون مما يلي رجلي الامام الحسين (عليه السلام) في مشهده، حفر لهم حفيرة وألقوا فيها جميعا وسوّي عليهم التراب، إلا العباس بن علي (عليهما السلام) فإنه دفن في موضع مقتله على المسناة بطريق الغاضرية، وقبره ظاهر، وليس لقبور أخوته وأهله الذين سميناهم أثر، وإنما يزورهم الزائر من عند قبر الامام الحسين (عليه السلام) ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم، وعلى الامام علي بن الحسين (عليهما السلام) في جملتهم، ويقال إنه أقربهم دفناً إلى الامام الحسين (عليه السلام). (7).
(فأما أصحاب الامام الحسين (عليه وعليهم السلام) رحمة الله عليهم الذين قتلوا معه، فإنهم دفنوا حوله، ولسنا نحصّل لهم أجداثاً على التحقيق والتفصيل، إلا أنا لا نشک أن الحائر محيط بهم. رضي الله عنهم وأرضاهم، وأسکنهم جنات النعيم).
وهنا ملاحظتان.
الملاحظة الأولى:
إن هذا النص يخالف سابقة من حيث إن النص الأول صريح في أن جميع الشهداء - من هاشميين وغير هاشميين - دفنوا وحدهم في قبر واحد، وغير الهاشميين من الشهداء دفنوا - کما يوحي به النص - في قبور جماعية متعددة حول الحسين (عليه السلام).
الملاحظة الثانية:
أنه يوجد قبر أن أحدهما قبر منسوب إلى حبيب بن مظاهر الأسدي وهو موجود في داخل الحائر من جهة رأس الحسين (عليه السلام)، والآخر قبر الحر بن يزيد الرياحي على مسافة عدة کيلومترات من مشهد الحسين حيث قبره وقبور الشهداء.
وهذا يخالف کلا النصين الآنفين عن الشيخ المفيد، فإنهما صريحان في أن جميع الشهداء دفنوا في قبر جماعي واحد مع الهاشميين، أو في قبور جماعية متعددة. ولم نرفي المؤرخين المعتمدين من ذکر شيئاً يعتد به في هذا الشأن.
وقال السيد محسن الأمين رحمة الله :
(ويقال أن بني أسد دفنوا حبيب بن مظاهر في قبر وحده عند رأس الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن، اعتناءً به لأنه أسدي. وأن بني تميم حملوا الحر بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسين (عليه السلام) ودفنوه هناک حيث قبره الآن اعتناءً به أيضاً، ولم يذکر ذلک المفيد، ولکن اشتهار ذلک وعمل الناس عليه ليس بدون مستند). (8)
_______________________________
1- الطبري: ج5/ص447
2- الطبري: ج5/ص447 - ص 448
3- الإرشاد: ص239 - ص240
4- الإرشاد: ص243
5- مروج الذهب:ج 3/ص72
6- الإرشاد، ص: 243
7- الإرشاد، ص: 249
8- أعيان الشيعة - الجزء الرابع - القسم الأول /ص142
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يبدو من بعض النصوص عند الطبري والشيخ المفيد أن الحسين أعد خيمة لتوضع فيها جثث الشهداء. ومن المؤکد أن جثث شهداء بني هاشم کانت توضع في مکان معين وهو خيمة معينة. ولا نستطيع أن نؤکد إن کانت جثث الشهداء من غير الهاشميين کانت توضع في نفس الخيمة أو في مکان آخر، أو أنها کانت تبقى في ساحة المعرکة.
ونقدّر أنها کانت تنقل من ساحة المعرکة کما تقضي به التقاليد والأعراف. ولأن القتال کان مبارزة، وکان متقطعاً تتخلله فترات هدوء بين مبارزة ومبارزة، وکانت ساحة المعرکة محدودة نسبياً بسبب قلة عدد أفراد القوة الثائرة، مما يعطل القدرة على المناورة في مساحة واسعة. ولکننا لا نستطيع أن نؤکد ما إذا کانت تنقل إلى المکان الذي توضع فيه جثث شهداء الهاشميين، أو أنها کانت توضع في مکان آخر.
يبدو من بعض النصوص عند الطبري والشيخ المفيد أن الحسين أعد خيمة لتوضع فيها جثث الشهداء. ومن المؤکد أن جثث شهداء بني هاشم کانت توضع في مکان معين وهو خيمة معينة. ولا نستطيع أن نؤکد إن کانت جثث الشهداء من غير الهاشميين کانت توضع في نفس الخيمة أو في مکان آخر، أو أنها کانت تبقى في ساحة المعرکة.
ونقدّر أنها کانت تنقل من ساحة المعرکة کما تقضي به التقاليد والأعراف. ولأن القتال کان مبارزة، وکان متقطعاً تتخلله فترات هدوء بين مبارزة ومبارزة، وکانت ساحة المعرکة محدودة نسبياً بسبب قلة عدد أفراد القوة الثائرة، مما يعطل القدرة على المناورة في مساحة واسعة. ولکننا لا نستطيع أن نؤکد ما إذا کانت تنقل إلى المکان الذي توضع فيه جثث شهداء الهاشميين، أو أنها کانت توضع في مکان آخر.
ولعل الذي حدث إنها کانت توضع في مکان آخر، فربما کان الإمام الحسين قدر - وهو يعلم نتيجة المعرکة - أن الرؤوس ستقطع، وأن هذا سيؤدي إلى صعوبات في تمييز، هوية الشهداء من أصحابه وأهل بيته، فجعل مکانين أحدها لحفظ جثث الشهداء الهاشميين، والآخر لحفظ جثث الشهداء غير الهاشميين.
ولعل ثمة أمراً آخر يشجع على ترجيح هذا الرأي، وهو أن الشهداء الهاشميين کانوا مع أسرهم أو بعض أسرهم، بحيث لا نعرف شهيداً منهم لم يکن له بين النساء الهاشميات أم أو أخت أو زوجة أو بنت، أو هن مجتمعات؛ وهذا يؤدي إلى مراعاة الإعتبارات العاطفية والأسرية في هذه الحالة، وهي تقضي بأن يحمل الشهيد، ليتمکن النسوة، في غمرة المعرکة، من مشاهدة جسده، والبکاء عليه، وهذا الإعتبار يدعو إلى إفراد الشهداء الهاشميين في مکان خاص. أما الشهداء غير الهاشميين فإن العدد الأکبر منهم لم يصحبوا معهم نساءهم.
والنصوص في ما ذکره الطبري عند ذکره استشهاد علي بن الحسين الأکبر، وهو:
(.. وأقبل الحسين إلى أبنه، وأقبل فتيانه إليه، فقال: أحملوا أخاکم، فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي کانوا يقاتلون أمامه (1).
وما ذکره في الحديث عن استشهاد القاسم بن الإمام الحسن بن علي، وهو.
(.. ثم احتمله (الحسين عليه السلام) فکأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان في الأرض، وقد وضع الامام حسين عليه السلام صدره على صدره، قال (الراوي حميد بن مسلم) فقلت في نفسي: ما يصنع به! فجاء به حتي ألقاه مع ابنه علي بن الحسين وقتلى قد قتلت حوله من أهل بيته..) - (2).
وأورد الشيخ المفيد نصين مماثلين لما عند الطبري (3).
ويؤيد هذا الرأي النص التالي الذي ذکره الشيخ المفيد في حديثه عن کيفية دفن الشهداء:
(.. وحفروا - بنو أسد - للشهداء من أهل بيته وأصحابه - الذين صرعوا حوله - ممايلي رجلي الحسين (عليه السلام) وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً). (4)
فإن کلمة (جمعوهم) توحي بأنهم (الهاشميين وغير الهاشميين) کانوا متفرقين. وهذا القول يعزز الرأي بأن بني هاشم کانوا في موضع منفرد. ولکن کلمة (حوله) في هذا النص ربما توحي بأن جثث الشهداء من غير الهاشميين کانت متفرقة لم تجمع في مکان واحد، أو في مجموعات، وهو أمر بعيد جداً لما ذکرناه آنفاً. وسنرى أن کلام المفيد مضطرب في هذا الشأن.
دفن الشهداء وقبورهم:
قال المسعوديhttp://www.alrsle.com/vb/images/smilies/frown.gif.. ودفن أهل الغاضرية - وهم قوم من بني عامر، من بني أسد الحسين وأصحابه بعد قتلهم بيوم). (5)
وهذا يعني أن الدفن کان بعد ظهر اليوم الحادي عشر من محرم، فإن نص الشيخ المفيد الآتي يدل على أن بني اسد دفنوا الشهداء بعد رحيل عمر بن سعد، وقد رحل عمر بن سعد بعد زوال اليوم الحادي عشر.
وقال الشيخ المفيد :
(ولما رحل ابن سعد خرج قوم من بني أسد کانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسين (عليه السلام) وأصحابه، فصلوا عليهم ودفنوا الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن، ودفنوا ابنه عليّ بن الحسين الأصغر عند رجله. وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه - الذين صرعوا حوله - ممايلي رجلي الحسين (عليه السلام) وجمعوهم فدفنوهم جميعاً معاً. ودفنوا العباس بن علي عليهما السلام في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية حيث قبره الآن). (6).
وقال الشيخ المفيد في موضع آخر :
(.. وهم (شهداء بني هاشم) کلهم مدفونون مما يلي رجلي الامام الحسين (عليه السلام) في مشهده، حفر لهم حفيرة وألقوا فيها جميعا وسوّي عليهم التراب، إلا العباس بن علي (عليهما السلام) فإنه دفن في موضع مقتله على المسناة بطريق الغاضرية، وقبره ظاهر، وليس لقبور أخوته وأهله الذين سميناهم أثر، وإنما يزورهم الزائر من عند قبر الامام الحسين (عليه السلام) ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم، وعلى الامام علي بن الحسين (عليهما السلام) في جملتهم، ويقال إنه أقربهم دفناً إلى الامام الحسين (عليه السلام). (7).
(فأما أصحاب الامام الحسين (عليه وعليهم السلام) رحمة الله عليهم الذين قتلوا معه، فإنهم دفنوا حوله، ولسنا نحصّل لهم أجداثاً على التحقيق والتفصيل، إلا أنا لا نشک أن الحائر محيط بهم. رضي الله عنهم وأرضاهم، وأسکنهم جنات النعيم).
وهنا ملاحظتان.
الملاحظة الأولى:
إن هذا النص يخالف سابقة من حيث إن النص الأول صريح في أن جميع الشهداء - من هاشميين وغير هاشميين - دفنوا وحدهم في قبر واحد، وغير الهاشميين من الشهداء دفنوا - کما يوحي به النص - في قبور جماعية متعددة حول الحسين (عليه السلام).
الملاحظة الثانية:
أنه يوجد قبر أن أحدهما قبر منسوب إلى حبيب بن مظاهر الأسدي وهو موجود في داخل الحائر من جهة رأس الحسين (عليه السلام)، والآخر قبر الحر بن يزيد الرياحي على مسافة عدة کيلومترات من مشهد الحسين حيث قبره وقبور الشهداء.
وهذا يخالف کلا النصين الآنفين عن الشيخ المفيد، فإنهما صريحان في أن جميع الشهداء دفنوا في قبر جماعي واحد مع الهاشميين، أو في قبور جماعية متعددة. ولم نرفي المؤرخين المعتمدين من ذکر شيئاً يعتد به في هذا الشأن.
وقال السيد محسن الأمين رحمة الله :
(ويقال أن بني أسد دفنوا حبيب بن مظاهر في قبر وحده عند رأس الحسين (عليه السلام) حيث قبره الآن، اعتناءً به لأنه أسدي. وأن بني تميم حملوا الحر بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسين (عليه السلام) ودفنوه هناک حيث قبره الآن اعتناءً به أيضاً، ولم يذکر ذلک المفيد، ولکن اشتهار ذلک وعمل الناس عليه ليس بدون مستند). (8)
_______________________________
1- الطبري: ج5/ص447
2- الطبري: ج5/ص447 - ص 448
3- الإرشاد: ص239 - ص240
4- الإرشاد: ص243
5- مروج الذهب:ج 3/ص72
6- الإرشاد، ص: 243
7- الإرشاد، ص: 249
8- أعيان الشيعة - الجزء الرابع - القسم الأول /ص142