الباحث الطائي
31-10-2014, 09:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
لا أدري إن أطلق هذا العنوان / الصفة على الامام ابي الفضل العباس من قبل أو انا اول من أطلقه
ولكن الحق والحقيقة ، وكما أن الامام الحسين ع هو سيد الشهداء ، فإنه الامام العباس سيد المواسين أو من اعاظم ساداتها
فماذا نقصد وماذا نريد ، وكيف استحق ابي الفضل العباس هذا الشرف والمقام والصفة .
أقول : اكتب هذه الكلمات في لخصوص اليوم السابع من محرم الحرام ، وهو متعارف عنه على أنه يوم العباس عليه السلام .
وحتى نصل إلى مبتغى الطرح المبارك بأهله المباركين الأخيار . نحتاج إلى مقدمات متعلقها مراتب الأخلاق في حيثية العطاء .
وهي الكرم ( او الجود ، او السخاء ، او البذل ) و الإيثار والمواساة .
معنى الكَرَم لغةً:*
الكَرَم: ضدُّ اللُّؤْم، كرُم كرامة وكَرَمًا وكَرَمة، فهو كريم وكريمة، وكرماء وكرام وكرائم، وكرم فلان: أعطى بسهولة وجاد، وكرم الشيء عزَّ ونفس**.
معنى الكَرَم اصطلاحًا:*
قال الجرجاني: (الكَرَم: هو الإعطاء بسهولة)**.
وقال المناويُّ: (الكرم: إفادة ما ينبغي لا لغرض)**.
وقال القاضي عياض: (وأما الجود والكرم والسخاء والسماحة، ومعانيها متقاربة، وقد فرق بعضهم بينها بفروق، فجعلوا الكرم: الإنفاق بطيب نفس فيما يعظم خطره ونفعه، وسموه أيضا جرأة، وهو ضد النذالة)**.
معنى السَّخاء لغةً:*
السَّخاوة والسَّخاء: الجُود، والكرم. والسَّخي: الجَوَاد، وفي الفعل ثلاث لغات سخا من باب علا، وسخي من باب تعب، وسَخُو من باب قرُب**.*
معنى السَّخاء اصطلاحًا:*
قال المناويُّ: (السَّخاء: الجُود، أو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، أو بذل التَّأمُّل قبل إلحاف السَّائل)**.
وقال الرَّاغب: (السَّخاء: هيئة للإنسان داعية إلى بذل المقتنيات، حصل معه البَذْل أو لم يحصل، وذلك خُلُق)**.
وقال القاضي عياض: (السَّخاء: سهولة الإنفاق، وتجنُّب اكتساب ما لا يُحْمَد )
معنى الجُود لغةً:*
الجُود: المطر الغزير، وجاد الرَّجل بماله يجُود جُودًا بالضَّم، فهو جَوَادٌ**. وقيل: الجَوَاد: هو الذي يعطي بلا مسألة؛ صيانة للآخذ مِن ذلِّ السُّؤال**. ويُفَسَّر الجُود أيضًا بالسَّخاء**.
معنى الجُود اصطلاحًا:*
قال الجرجاني: (الجُود: صفة، هي مبدأ إفادة ما ينبغي لا بعوض)**.
(وقال الكِرْماني: الجُود: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي)**.
وقيل هو: (صفةٌ تحمل صاحبها على بذل ما ينبغي مِن الخير لغير عوض )
معنى البَذْل لغةً:*
بَذَلَ الشَّيء: أعطاه وجاد به. والبَذْل نقيض المنع، وكلُّ مَن طابت نفسه لشيءٍ فهو باذلٌ. ورجلٌ بذَّال، وبَذُول: إذا كَثُر بذله للمال. يقال: بَذَلَ له شيئًا، أي: أعطاه إيَّاه**.
معنى البَذْل اصطلاحًا:*
قال المناويُّ: (البَذْل: الإعطاء عن طيب نفس )
----------
اقول : الكرم أو الجود أو السخاء أو البذل ، عناوين صفات أخلاقية قريبة المعنى مشتركة المغزى
وهذه الصفات تنطبق وتستخدم في الماديات / المحسوسات ، وكذالك في الأمور المعنوية .
ويربطها مغزى أساسي تدور حولها تميزها عن غيرها ، وهو أن الكرم (أو العناوين الأخرى القريبة ) تطلق على من بذل شيء (صغيرا أو كبيرا) لغيره عن طيب نفس
أي بعبارة أخرى أن الكريم هو من يعطي بعض ما عنده لغيره ( إعطائه عن طيب نفس والمستفيد هو محتاج أو منتفع )
************************************
* نأتي الآن إلى صفة ومرتبة من الأخلاق أعلى من الكرم ، وهي ( الإيثار )
معنى الإيثار لغة واصطلاحاً
معنى الإيثار لغة:
الإيثار لغة مصدر من آثر يؤثر إيثاراً بمعنى التقديم والاختيار والاختصاص, ومن ذلك قولهم: استأثر بالشيء: استبد به وخص به نفسه, واستأثر الله بفلان إذا مات ورجي له الغفران, وآثر على نفسه بالمد من الإيثار وهو الاختيار, ومنه الأثرة بمعنى التقدم والاختصاص, ويستعار ( الأثر ) للفضل والإيثار للتفضيل, وآثرت فلانا عليك بالمد فأنا أوثره.*
معنى الإيثار اصطلاحاً:
(الإيثار أن يقدم غيره على نفسه في النفع له والدفع عنه وهو النهاية في الأخوة) .
وقال ابن مسكويه: (الإيثار: هو فضيلة للنفس بها يكف الإنسان عن بعض حاجاته التي تخصه حتى يبذله لمن يستحقه)
--------------------
اقول : الإيثار باختصار ، هو يشابه الكرم والجود والسخاء والبذل من حيث أصل عنوان العطاء عن طيب نفس الذي هو أساسه ، ولكن صاحب الإيثار له مرتبة أعلى بكثير من الكرم ، لان المؤثر على نفسه هو معطي الشيء ( متكرما به ) رغم حاجته إليه ولا يملك عوضه ليستفيد غيره ممن يحتاج إليه .
فالإيثار: أن يقدم الإنسان غيره على نفسه.
ولقد مدح القرآن الكريم هذه الصفة بقوله تعالى : *وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ... (نزلت في علي وفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام )
***************************
نأتي الآن إلى مرتبة من الكرم والأخلاق أعلى من الإيثار وهي المواساة .
والمواساة : أن يواسي غيره بنفسه .
والمواساة باب واسع المعنى والمراتب ، فلقد علمنا من الإيثار وفي أحد وأعلى مراتبه أن المعطي المتكرم يبذل الشيء لغيره وهو محتاجه أيضا ( يفضل/ يقدم غيره على نفسه ، كالام أو الأب يمنع اللقمة من فمه وهو جوعان ليشبع صغاره ) .
ولكن في باب المواساة وفي أعلى مراتبها ، نجد المواسي يبذل ، يعطي ، يصنع الشيء لغيره أو من أجل غيره ( رغم شديد حاجته ) حتى لو كان الطرف الآخر غير محتاج إليه أو قادر على نيل عطاء المعطي . وذالك مواساة من المواسي لحال أخيه حبا وصدقا وإخلاص وتضحيتا
ومشاركتا لحال الآخر .
ننقل هذا المعنى الخلقي لسيدنا الامام ابي الفضل العباس ع وما فعله مع أخيه الامام الحسين ع
*وشهد له بهذه المواساة إمامان معصومان فيقول الحجة عجل الله فرجه في زيارة الناحية: ((السلام على أبي الفضل العباس المواسي أخاه بنفسه الآخذ لغدة من أمسه الوافي له الساعي إليه بمائه المقطوعة يداه لعن الله قاتله يزيد بن الرقاد الجهني وحكيم بن الطفيل السنبسي )).
ويقول الصادق (ع) في الزيارة المتلوة عند ضريحه الأقدس: ((اشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك فنعم الأخ المواسي)).
ماذا فعل العباس ع
وصل إلى ماء المشرعة ، وهو في حال شديد العطش ، وخلفه ترك أمامه وأهله واصحابهم عطاشى .
تلمس الماء ، وجده باردا ، فإشتاقت لعله نفسه العطشانة لشربة ماء لترتوي ، فتذكر أخيه وأمامه الحسين ع وبقيت من في المعسكر ، رمى الماء من يديه ولم يشرب رغم حاجته الشديدة له ، واحتياجه لكي يتقوى به على الاعداء حتى يصل به إلى المعسكر
لقد كانت شربة ماء ولو صغيرة كافية له ولا تؤثر على الحسين ع ولا تنقص من القربة شيء ، ولكن فضل أن لا يشرب قبل أخيه والصغار والنساء ، وآثر على نفسه ، وواساهم بأن يبقى على نفس عطشه رغم قربه من الماء واستطاعته لأن يشرب ، فأي عظيم خلق ومكارم أخلاق هذه ، هل سمع أحد بمثلها ،
لذالك بحق وحقيقة اقول ، أن العباس بن علي ع أخو الامام الحسين هو سيد المواسين
واسى أمامه ومواساته كانت عن بصيرة هي أنفذ البصائر يومئذ بشهادة الإمام الصادق (ع) (كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الإيمان)
ثم ينقلنا مشهد كربلاء الكبرى مع الإمام العباس ع في صورة رائعة أخرى من المواساة
وبعد أن غدر به جيش العدو وقطعت يمينه وشمال وضرب بالسهام في عينه ووجهه الشريف وصدره ، وثقبت القربة ( كيس الماء ) بسهم ، وضرب بعقود حديد على هامته فسقط أرضا على وجهه الشريف لا يدين له يتلقى الأرض ولا عين ترى لأصابتها واصحابها بالدم ،
صاح ومدى أخيه الحسين ع ، وما هي إلا برهة زمن فكان أخوه الامام الحسين عنده
وضع الامام الحسين ع رأس أخيه العباس في حجره يواسيه ويتزود منه في آخر لحظاته ، فإذا بالعباس يبعد رأسه من حجر أخيه الحسين ع ويضعه على التراب !
فيعيد الامام الحسين رأسه إلى حجره ، ويعيد العباس نفس فعله 3 مرات !
فقال الامام الحسين ع. مستفسرا من أخيه عن سبب ذالك
انظر أيها الموالي ماذا يقول سيدنا العباس ع
يقول لأخيه الحسين ، انت الان تواسيني وتضع راسي في حجرك ، وبعد ساعة ستكون وحدك ولا تجد من يواسيك ويضع رأسك في حجره .
الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر
تعجز الكلمات والمعاني عن توصيف ذالك ويكفي المتأمل عظيم الموقف الذي رسمه ابي الفضل العباس في كتاب الأخلاق الذي تنهل منه عظماء السالكين .
السلام على العباس سيد المواسين
السلام على العباس يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
والسلام عليكم
ونسألكم الدعاء
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
لا أدري إن أطلق هذا العنوان / الصفة على الامام ابي الفضل العباس من قبل أو انا اول من أطلقه
ولكن الحق والحقيقة ، وكما أن الامام الحسين ع هو سيد الشهداء ، فإنه الامام العباس سيد المواسين أو من اعاظم ساداتها
فماذا نقصد وماذا نريد ، وكيف استحق ابي الفضل العباس هذا الشرف والمقام والصفة .
أقول : اكتب هذه الكلمات في لخصوص اليوم السابع من محرم الحرام ، وهو متعارف عنه على أنه يوم العباس عليه السلام .
وحتى نصل إلى مبتغى الطرح المبارك بأهله المباركين الأخيار . نحتاج إلى مقدمات متعلقها مراتب الأخلاق في حيثية العطاء .
وهي الكرم ( او الجود ، او السخاء ، او البذل ) و الإيثار والمواساة .
معنى الكَرَم لغةً:*
الكَرَم: ضدُّ اللُّؤْم، كرُم كرامة وكَرَمًا وكَرَمة، فهو كريم وكريمة، وكرماء وكرام وكرائم، وكرم فلان: أعطى بسهولة وجاد، وكرم الشيء عزَّ ونفس**.
معنى الكَرَم اصطلاحًا:*
قال الجرجاني: (الكَرَم: هو الإعطاء بسهولة)**.
وقال المناويُّ: (الكرم: إفادة ما ينبغي لا لغرض)**.
وقال القاضي عياض: (وأما الجود والكرم والسخاء والسماحة، ومعانيها متقاربة، وقد فرق بعضهم بينها بفروق، فجعلوا الكرم: الإنفاق بطيب نفس فيما يعظم خطره ونفعه، وسموه أيضا جرأة، وهو ضد النذالة)**.
معنى السَّخاء لغةً:*
السَّخاوة والسَّخاء: الجُود، والكرم. والسَّخي: الجَوَاد، وفي الفعل ثلاث لغات سخا من باب علا، وسخي من باب تعب، وسَخُو من باب قرُب**.*
معنى السَّخاء اصطلاحًا:*
قال المناويُّ: (السَّخاء: الجُود، أو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، أو بذل التَّأمُّل قبل إلحاف السَّائل)**.
وقال الرَّاغب: (السَّخاء: هيئة للإنسان داعية إلى بذل المقتنيات، حصل معه البَذْل أو لم يحصل، وذلك خُلُق)**.
وقال القاضي عياض: (السَّخاء: سهولة الإنفاق، وتجنُّب اكتساب ما لا يُحْمَد )
معنى الجُود لغةً:*
الجُود: المطر الغزير، وجاد الرَّجل بماله يجُود جُودًا بالضَّم، فهو جَوَادٌ**. وقيل: الجَوَاد: هو الذي يعطي بلا مسألة؛ صيانة للآخذ مِن ذلِّ السُّؤال**. ويُفَسَّر الجُود أيضًا بالسَّخاء**.
معنى الجُود اصطلاحًا:*
قال الجرجاني: (الجُود: صفة، هي مبدأ إفادة ما ينبغي لا بعوض)**.
(وقال الكِرْماني: الجُود: إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي)**.
وقيل هو: (صفةٌ تحمل صاحبها على بذل ما ينبغي مِن الخير لغير عوض )
معنى البَذْل لغةً:*
بَذَلَ الشَّيء: أعطاه وجاد به. والبَذْل نقيض المنع، وكلُّ مَن طابت نفسه لشيءٍ فهو باذلٌ. ورجلٌ بذَّال، وبَذُول: إذا كَثُر بذله للمال. يقال: بَذَلَ له شيئًا، أي: أعطاه إيَّاه**.
معنى البَذْل اصطلاحًا:*
قال المناويُّ: (البَذْل: الإعطاء عن طيب نفس )
----------
اقول : الكرم أو الجود أو السخاء أو البذل ، عناوين صفات أخلاقية قريبة المعنى مشتركة المغزى
وهذه الصفات تنطبق وتستخدم في الماديات / المحسوسات ، وكذالك في الأمور المعنوية .
ويربطها مغزى أساسي تدور حولها تميزها عن غيرها ، وهو أن الكرم (أو العناوين الأخرى القريبة ) تطلق على من بذل شيء (صغيرا أو كبيرا) لغيره عن طيب نفس
أي بعبارة أخرى أن الكريم هو من يعطي بعض ما عنده لغيره ( إعطائه عن طيب نفس والمستفيد هو محتاج أو منتفع )
************************************
* نأتي الآن إلى صفة ومرتبة من الأخلاق أعلى من الكرم ، وهي ( الإيثار )
معنى الإيثار لغة واصطلاحاً
معنى الإيثار لغة:
الإيثار لغة مصدر من آثر يؤثر إيثاراً بمعنى التقديم والاختيار والاختصاص, ومن ذلك قولهم: استأثر بالشيء: استبد به وخص به نفسه, واستأثر الله بفلان إذا مات ورجي له الغفران, وآثر على نفسه بالمد من الإيثار وهو الاختيار, ومنه الأثرة بمعنى التقدم والاختصاص, ويستعار ( الأثر ) للفضل والإيثار للتفضيل, وآثرت فلانا عليك بالمد فأنا أوثره.*
معنى الإيثار اصطلاحاً:
(الإيثار أن يقدم غيره على نفسه في النفع له والدفع عنه وهو النهاية في الأخوة) .
وقال ابن مسكويه: (الإيثار: هو فضيلة للنفس بها يكف الإنسان عن بعض حاجاته التي تخصه حتى يبذله لمن يستحقه)
--------------------
اقول : الإيثار باختصار ، هو يشابه الكرم والجود والسخاء والبذل من حيث أصل عنوان العطاء عن طيب نفس الذي هو أساسه ، ولكن صاحب الإيثار له مرتبة أعلى بكثير من الكرم ، لان المؤثر على نفسه هو معطي الشيء ( متكرما به ) رغم حاجته إليه ولا يملك عوضه ليستفيد غيره ممن يحتاج إليه .
فالإيثار: أن يقدم الإنسان غيره على نفسه.
ولقد مدح القرآن الكريم هذه الصفة بقوله تعالى : *وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ... (نزلت في علي وفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام )
***************************
نأتي الآن إلى مرتبة من الكرم والأخلاق أعلى من الإيثار وهي المواساة .
والمواساة : أن يواسي غيره بنفسه .
والمواساة باب واسع المعنى والمراتب ، فلقد علمنا من الإيثار وفي أحد وأعلى مراتبه أن المعطي المتكرم يبذل الشيء لغيره وهو محتاجه أيضا ( يفضل/ يقدم غيره على نفسه ، كالام أو الأب يمنع اللقمة من فمه وهو جوعان ليشبع صغاره ) .
ولكن في باب المواساة وفي أعلى مراتبها ، نجد المواسي يبذل ، يعطي ، يصنع الشيء لغيره أو من أجل غيره ( رغم شديد حاجته ) حتى لو كان الطرف الآخر غير محتاج إليه أو قادر على نيل عطاء المعطي . وذالك مواساة من المواسي لحال أخيه حبا وصدقا وإخلاص وتضحيتا
ومشاركتا لحال الآخر .
ننقل هذا المعنى الخلقي لسيدنا الامام ابي الفضل العباس ع وما فعله مع أخيه الامام الحسين ع
*وشهد له بهذه المواساة إمامان معصومان فيقول الحجة عجل الله فرجه في زيارة الناحية: ((السلام على أبي الفضل العباس المواسي أخاه بنفسه الآخذ لغدة من أمسه الوافي له الساعي إليه بمائه المقطوعة يداه لعن الله قاتله يزيد بن الرقاد الجهني وحكيم بن الطفيل السنبسي )).
ويقول الصادق (ع) في الزيارة المتلوة عند ضريحه الأقدس: ((اشهد لقد نصحت لله ولرسوله ولأخيك فنعم الأخ المواسي)).
ماذا فعل العباس ع
وصل إلى ماء المشرعة ، وهو في حال شديد العطش ، وخلفه ترك أمامه وأهله واصحابهم عطاشى .
تلمس الماء ، وجده باردا ، فإشتاقت لعله نفسه العطشانة لشربة ماء لترتوي ، فتذكر أخيه وأمامه الحسين ع وبقيت من في المعسكر ، رمى الماء من يديه ولم يشرب رغم حاجته الشديدة له ، واحتياجه لكي يتقوى به على الاعداء حتى يصل به إلى المعسكر
لقد كانت شربة ماء ولو صغيرة كافية له ولا تؤثر على الحسين ع ولا تنقص من القربة شيء ، ولكن فضل أن لا يشرب قبل أخيه والصغار والنساء ، وآثر على نفسه ، وواساهم بأن يبقى على نفس عطشه رغم قربه من الماء واستطاعته لأن يشرب ، فأي عظيم خلق ومكارم أخلاق هذه ، هل سمع أحد بمثلها ،
لذالك بحق وحقيقة اقول ، أن العباس بن علي ع أخو الامام الحسين هو سيد المواسين
واسى أمامه ومواساته كانت عن بصيرة هي أنفذ البصائر يومئذ بشهادة الإمام الصادق (ع) (كان عمنا العباس نافذ البصيرة صلب الإيمان)
ثم ينقلنا مشهد كربلاء الكبرى مع الإمام العباس ع في صورة رائعة أخرى من المواساة
وبعد أن غدر به جيش العدو وقطعت يمينه وشمال وضرب بالسهام في عينه ووجهه الشريف وصدره ، وثقبت القربة ( كيس الماء ) بسهم ، وضرب بعقود حديد على هامته فسقط أرضا على وجهه الشريف لا يدين له يتلقى الأرض ولا عين ترى لأصابتها واصحابها بالدم ،
صاح ومدى أخيه الحسين ع ، وما هي إلا برهة زمن فكان أخوه الامام الحسين عنده
وضع الامام الحسين ع رأس أخيه العباس في حجره يواسيه ويتزود منه في آخر لحظاته ، فإذا بالعباس يبعد رأسه من حجر أخيه الحسين ع ويضعه على التراب !
فيعيد الامام الحسين رأسه إلى حجره ، ويعيد العباس نفس فعله 3 مرات !
فقال الامام الحسين ع. مستفسرا من أخيه عن سبب ذالك
انظر أيها الموالي ماذا يقول سيدنا العباس ع
يقول لأخيه الحسين ، انت الان تواسيني وتضع راسي في حجرك ، وبعد ساعة ستكون وحدك ولا تجد من يواسيك ويضع رأسك في حجره .
الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر
تعجز الكلمات والمعاني عن توصيف ذالك ويكفي المتأمل عظيم الموقف الذي رسمه ابي الفضل العباس في كتاب الأخلاق الذي تنهل منه عظماء السالكين .
السلام على العباس سيد المواسين
السلام على العباس يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا
والسلام عليكم
ونسألكم الدعاء