شجون الزهراء
09-11-2014, 04:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
عباد الله:
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ غڑ وَذَظ°لِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) (البينة)
ويقول جل جلاله: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف: 110].
أيها المسلمون:
في هاتين الآيتين بيان لركني قبول العمل، وأن الله جل جلاله لا يقبل عمل أي عامل إلا أن يكون هذا العمل خالصًا لله، يبتغي به عامله وجه الله والدار الآخرة، فإن يكن العمل رياءَ الناس ومحبة مديح الناس، وثناء الناس عليه، ولم يكن المقصود منه التقرب إلى الله، كان عملاً باطلاً.
وأمر آخر، والركن الثاني: كون هذا العمل على وفق ما دل عليه كتاب الله وسنة محمد ، فكل عمل على خلاف كتاب الله وخلاف سنة رسول الله فإن الله لا يقبله من عامله، ولو أراد به التقرب إلى الله، قال تعالى:وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَىظ° نَارًا حَامِيَةً (4) [الغاشية: 2 ـ 4]، عملٌ خالصٌ لكنه على خلاف شرع الله، قال تعالى:
((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف: 103، 104]، وقال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا [الفرقان: 23]
ما هو منشأ صلاح النية وعدمه؟
والجواب : ان المنشأ هو الاخلاص لله تعالى فمع عدم الاخلاص لانية صالحة ولا قيمة للعمل ، ولكي يكون الانسان مخلصاً بل مخاصاًلابد له من المعرفة والعلم وإلا فلا يمكن للانسان ان يعمل عملاً صالحاً خالصاً لوجه الله تعالى بلا معرفة وتوحيد .
هذا وإذا رجعنا إلى كلمات اهل بيت العصمة والطهارة فإنا نجد ان الاعمال بالنيات وإنما لكل امرىءٍ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله وابتغاء ما عنده تعالى فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى امر دنيوي يصيبه او امرأه ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ولم يكن له إلا ما نوى.
ومن هنا قيل ان النية هي روح العمل، وهي اصل حاكم ، عن الامام الصادق (عليه السلام): ((ما ضعف بدن عما قويت عليه النية)).
وفي دعاء كميل: قوي على خدمتك جوارحي واشداد على العزيمة جوانحي
أيها المسلمون:
إن النية تصحب المسلم في كل أحواله، في عباداته، وفي معاملاته، وفي علاقته بأهله، وفي علاقته بالآخرين، إنها النية الدالة على ما يكون بالخلق من محبة الله وإخلاص العمل له.
أيها المسلمون:
إن الله جل وعلا يعلم سرنا وعلانيتنا، ولا يخفى عليه شيء من أحوالنا،قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران: 29].
والله تعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أموالنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فنظر الله إنما هو لقلوبنا بما يكون فيها من إخلاص، وإلى أعمالنا هل وافقت شرع الله أو لا؟
إنه في بيعه وشرائه، النية الصادقة تحضره، لا يُظهر للناس شيئًا، صُوَرًا ظاهرها الصحة، والباطن خلاف ذلك، نيته صالحة في تعامله.
إنه يتعامل مع أهله مع زوجته وأولاده، وينفق عليهم نفقة يبتغي بها وجه الله مؤديًا للواجب، مع النية الصالحة.
المسلم حتى في إفشاء وردّ السلام، وحتى في تشميت العاطس، وحتى في لين الجانب، وحتى في العفو عمن ظلمه، وحتى في الإحسان لمن أساء إليه، كل هذه الأمور يفعلها طاعة لله، ونية صالحة يبتغي بها وجه الله، لا يعمل الأشياء مجرد عادة، ولا مجاملة، ولكن النية الصالحة في قلبه تتحرك في كل ما فيه طاعة لله وقربة يتقرب بها إلى الله. إن أعمال المسلم كلها طاعة لله في كل أحواله، وذاك فضل الله على المسلم، أن هذه الأعمال الصالحة بالنية الحسنة يرفعه الله بها درجة، ويحقق له بها الخير.
وأسأل الله لي ولكم الإخلاص له في القول والعمل.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
عباد الله:
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ غڑ وَذَظ°لِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ (5) (البينة)
ويقول جل جلاله: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا [الكهف: 110].
أيها المسلمون:
في هاتين الآيتين بيان لركني قبول العمل، وأن الله جل جلاله لا يقبل عمل أي عامل إلا أن يكون هذا العمل خالصًا لله، يبتغي به عامله وجه الله والدار الآخرة، فإن يكن العمل رياءَ الناس ومحبة مديح الناس، وثناء الناس عليه، ولم يكن المقصود منه التقرب إلى الله، كان عملاً باطلاً.
وأمر آخر، والركن الثاني: كون هذا العمل على وفق ما دل عليه كتاب الله وسنة محمد ، فكل عمل على خلاف كتاب الله وخلاف سنة رسول الله فإن الله لا يقبله من عامله، ولو أراد به التقرب إلى الله، قال تعالى:وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ (2) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ (3) تَصْلَىظ° نَارًا حَامِيَةً (4) [الغاشية: 2 ـ 4]، عملٌ خالصٌ لكنه على خلاف شرع الله، قال تعالى:
((قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف: 103، 104]، وقال تعالى: وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا [الفرقان: 23]
ما هو منشأ صلاح النية وعدمه؟
والجواب : ان المنشأ هو الاخلاص لله تعالى فمع عدم الاخلاص لانية صالحة ولا قيمة للعمل ، ولكي يكون الانسان مخلصاً بل مخاصاًلابد له من المعرفة والعلم وإلا فلا يمكن للانسان ان يعمل عملاً صالحاً خالصاً لوجه الله تعالى بلا معرفة وتوحيد .
هذا وإذا رجعنا إلى كلمات اهل بيت العصمة والطهارة فإنا نجد ان الاعمال بالنيات وإنما لكل امرىءٍ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله وابتغاء ما عنده تعالى فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى امر دنيوي يصيبه او امرأه ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه ولم يكن له إلا ما نوى.
ومن هنا قيل ان النية هي روح العمل، وهي اصل حاكم ، عن الامام الصادق (عليه السلام): ((ما ضعف بدن عما قويت عليه النية)).
وفي دعاء كميل: قوي على خدمتك جوارحي واشداد على العزيمة جوانحي
أيها المسلمون:
إن النية تصحب المسلم في كل أحواله، في عباداته، وفي معاملاته، وفي علاقته بأهله، وفي علاقته بالآخرين، إنها النية الدالة على ما يكون بالخلق من محبة الله وإخلاص العمل له.
أيها المسلمون:
إن الله جل وعلا يعلم سرنا وعلانيتنا، ولا يخفى عليه شيء من أحوالنا،قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [آل عمران: 29].
والله تعالى لا ينظر إلى صورنا ولا إلى أموالنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا، فنظر الله إنما هو لقلوبنا بما يكون فيها من إخلاص، وإلى أعمالنا هل وافقت شرع الله أو لا؟
إنه في بيعه وشرائه، النية الصادقة تحضره، لا يُظهر للناس شيئًا، صُوَرًا ظاهرها الصحة، والباطن خلاف ذلك، نيته صالحة في تعامله.
إنه يتعامل مع أهله مع زوجته وأولاده، وينفق عليهم نفقة يبتغي بها وجه الله مؤديًا للواجب، مع النية الصالحة.
المسلم حتى في إفشاء وردّ السلام، وحتى في تشميت العاطس، وحتى في لين الجانب، وحتى في العفو عمن ظلمه، وحتى في الإحسان لمن أساء إليه، كل هذه الأمور يفعلها طاعة لله، ونية صالحة يبتغي بها وجه الله، لا يعمل الأشياء مجرد عادة، ولا مجاملة، ولكن النية الصالحة في قلبه تتحرك في كل ما فيه طاعة لله وقربة يتقرب بها إلى الله. إن أعمال المسلم كلها طاعة لله في كل أحواله، وذاك فضل الله على المسلم، أن هذه الأعمال الصالحة بالنية الحسنة يرفعه الله بها درجة، ويحقق له بها الخير.
وأسأل الله لي ولكم الإخلاص له في القول والعمل.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم