المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تَغييب العقيدة المهدوية عند أهل السنّة والغرب ثقافة وتنظيرا


مرتضى علي الحلي
16-11-2014, 09:17 AM
تَغييبُ العقيدة المهدوية عند أهل السنّة والغرب ثقافة وتنظيرا
__________________________________________________ _______

تَعقيبٌ على مقال نشره الباحث العراقي الأستاذ حسن النجفي (وفقه الله)


بعنوان (المهدوية في الثقافة العالمية )
__________________________________________________ ________





:1: إنَّ جمهور العامة إنقسم على نفسه من أول الأمر في عقيدة المهدي إلى قسمين


قسمٌ آمن بولادته وأسمه ونسبه وقسمٌ إعتقد أنه سيولد في آخر الزمان وإختلفَ في نسبه وأصله وشابه القسم الثاني الزيدية من الشيعة .


وهذا الإختلاف قد أثّر كثيراً على رؤى العامة ومفكريها في التعاطي مع عقيدة المهدي إيماناً وتثقيفا .


:2: أعتقدُ أنَّ مؤرخي الغرب ومثقفيهم يدركون جيدا خاصة من أختص منهم بدراسة الشرق تأريخا وعقيدة وإجتماعا حقيقة عقيدة المهدي عند المسلمين عامة (شيعة وسنة)


ولكنهم لأغراض سياسية أو منهجية وعلمية قد فسروا عقيدة المهدي بالتفسير الإجتماعي أو العاطفي والنفسي أو حتى المثيولوجي (الأسطوري)


وكشاهد على ذلك ما ذكره جولد تسيهر في كتابه


(العقيدة والشريعة في الإسلام )ص93/ط القاهرة .


يقول المستشرق اليهودي المَجري (جولد تسيهر)(1850-1921م)


(إنّ عقيدة المهدي وماتنطوي عليه من آمال وأمان تظهر في بيئات التقى والورع عند المسلمين كزفرة من زفرات الأسف والإنتظار يصعدونها


وهم في غمرات حالات سياسية واجتماعية لاتنقطع ثورة ضمائرهم حيالها)


فجولد تسيهر يعترف صراحة بعقيدة المهدي كفكرة واقعية وإن حاول


وضعها في منطقة التفسير السياسي والإجتماعي لكنها مُسلّمة كظاهرة دينية وإجتماعية عند المستشرقين .


:3: يجب دراسة عقيدة المهدي دراسة تعددية خاصة بما يتوائم مع علوم العصر والحداثة .


لذا قدّمتُُ بحثاً في مقاربة معرفية بين المهدوية والأنثروبولوجيا الثقافية


وهي محاولة للتقريب المنهجي والموضوعي والمقاصدي بين ما تحمله العقيدة
المهدوية من مقولات العدل والحق والعقلانية وعلوم الإنسان الحديثة لنصل إلى ملتقيات أنثربولوجية إنسانية وحتى دينية تصب في مصلحة الجميع .


عسى أن يجد طريقه للطبع والنشر عند أهل الخير والصلاح .


:4: إنَّ مكمن الخلل في ضعف أو قلة التنظير للعقيدة المهدوية وأهدافها ومشروعيتها يرجع إلى إنعدام العلوم الحديثة التي يقبلها الغرب أو التي يشتغل عليها معرفيا وثقافيا


كعلم الإبستيمولوجيا وعلم الميثودو لوجيا (علم المنهج) وحتى علم السيمانتك
(علم الدلالة) والألسنيات


كون اللغة التعبيرية أو الصياغية هي أساس التواصل والتوصيل بين المفكر والمتلقي


لذا نحن بأمس الحاجة الواقعية لتفعيل المناهج الحديثة في مؤسساتنا العلمية والدينية لتحقيق الأغراض بسرعة وبنتيجة مقبولة .


__________________


مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف