الباحث الطائي
17-11-2014, 06:34 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم .
اقتبس التالي ادناه من موقع سماحة الشيخ الكوراني :
【 الروم ودورهم في عصر الظهور 】
المقصود بالروم في الأحاديث الواردة عن آخر الزمان وظهور المهدي عليه السلام : الشعوب الأوربية وامتدادهم في القرون الأخيرة في أمريكا . فهؤلاء هم أبناء الروم ، وورثة أمبراطوريتهم التاريخية .
قد يقال: إن الروم الذين أنزل الله تعالى فيهم سورة من كتابه العزيز وسماها باسمهم ، والذين حاربهم النبي صلى الله عليه وآله والمسلمون من بعده، هم غير هؤلاء . فأولئك هم البيزنطيون الذين كانت عاصمتهم مدينة روما في إيطاليا ، ثم صارت مدينة القسطنطينية ، حتى فتحها المسلمون أخيراً قبل نحو500 سنة ، وسموها ( إسلام بول ) ويلفظها الناس استنبول .
والجواب: صحيح أن الروم عند نزول السورة الكريمة باسمهم ، وعند صدور الأحاديث الشريفة عنهم ، كانوا هم أصحاب الإمبراطورية الرومية أو البيزنطية المعروفة . ولكن الغربيين الفعليين ليسوا غيرهم ، بل هم امتدادهم السياسي والحضاري بل أولئك جزء منهم، فإن الشعوب الفرنسية والبريطانية والألمانية وغيرها ، كانت أجزاء حقيقية من الإمبراطورية الرومية في ثقافتها وسياستها ودينها ، وتسميتها بالمستعمرات الرومانية آنذاك لايلغي هذه الحقيقة . بل إن أباطرة الروم البيزنطيين أنفسهم الذين كانت عاصمتهم في روما وقسطنطينية على مدى الألفي سنة، لم يكونوا كلهم من أصل إيطالي ولا من عرق واحد ، بل من أصول وأعراق أوربية متعددة ، وربما كان فيهم يونانيون أيضاً ، بعد أن أصبحت اليونان جزءً من الإمبراطورية الرومانية .
ولعل هذا هو السبب في أنه عندما ضعفت الإمبراطورية الرومية التقليدية ، وأصبحت محصورة في القسطنطينية وماحولها ومحاصرة ببحر الشعوب الإسلامية ، قام الأوربيون بادعاء وراثتها ، وتسمى عدد من ملوكهم في ألمانيا وغيرها بالقياصرة .
إن هذا النوع من التحول في الإمبراطوريات والدول أمر طبيعي ، حيث ينتقل الحكم فيها من بلد إلى بلد ومن شعب إلى شعب ، ولا ينافي ذلك بقاء اسمها الأساسي وصفاتها الأساسية .
وعلى هذا ، فالأحاديث الشريفة التي تخبر عن مستقبل الروم أو بني الأصفر كما كان يسميهم العرب ، لا تقصد الروم البيزنطيين الإيطاليين فحسب دون الشعوب والقبائل الفرنجية التابعة لهم .
وهذا هو السبب في أن المسلمين ، كما في كتب التاريخ ، يعبرون عنهم بالروم الفرنجة أحياناً ، ولكنهم في نفس الوقت يطلقون عليهم جميعاً اسم الروم ، ويجمعونها فيقولون: (الأروام)
مضافاً إلى ذلك ، فإن المفهوم من سورة الروم الشريفة ، والحديث فيها عن شركهم بالله تعالى وعن أحزابهم وأشياعهم في الآيات31-32، وفي سورة الكهف الآيات12 ، و21 ، وغيرها ، أن المقصود بهم الأمم والأحزاب المدعية اتباع المسيح عليه السلام . ومن الواضح أن زعامة الشعوب المسيحية كانت بيد الروم الإيطاليين والقسطنطينيين ، ثم ورثها منهم الغربيون .
وقد ورد ذكر الروم في أحاديث كثيرة من أحاديث عصر الظهور :
منها أحاديث فتنتهم وسيطرتهم على بلاد المسلمين التي تقدم ذكرها . ومنها أحاديث تحرك أساطيلهم إلى بلاد العرب قبيل ظهور المهدي عليه السلام .
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إذا رأيت الفتنة في بلاد الشام فالموت حتى يتحرك بنو الأصفر فيسيرون إلى بلاد العرب ، فتكون بينهم الوقائع). (الملاحم والفتن ص 107) .
وفتنة الشام تطلق في أحاديث الظهور على مرحلة الصراعات التي تكون في بلاد الشام بعد فتنة السيطرة الأجنبية على الأمة الإسلامية..
وهذا يعني أن الغربيين- بني الأصفر- يجدون أنفسهم مضطرين للتدخل العسكري المباشر ، بعد أن يعجزوا عن السيطرة على منطقة ماحول فلسطين بسبب مقاومة أهلها وتياراتها السياسية المتصارعة . وأن تدخلهم العسكري سوف يواجه مقاومة من مسلمي البلاد العربية .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ( وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر: يا أهل الهدى اجتمعوا . وينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق: يا أهل الباطل اجتمعوا . وتقبل الروم إلى ساحل البحر عند كهف الفتية ، فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم ، منهم رجل يقال له مليخا وآخر خملاها ، وهما الشاهدان المسلَِمان للقائم) . ( البحار:52/275) .
ولعل هذا التحرك العسكري يكون استمراراً للتحرك السابق أو هو نفسه . ويدل الحديث على أنه يكون قريباً من ظهور المهدي عليه السلام ، لأن النداء في شهر رمضان يتبعه تسلسل الأحداث إلى محرم ، حيث يكون ظهور المهدي عليه السلام في ليلة العاشر ويوم العاشر منه .
---------- انتهى ---------
اقول : اود ان اطرح توضيح لعله مهم جدا بخصوص تتبع العلامات ، وفي ظل فرضية عصر الظهور المفترضة الان
يعلم الاخوان هنا وفي محل اخر ، عندنا وعند غيرنا من باحثين ومتابعين علامات الظهور عموما ، وما يجري من احداث في الواقع المشهود في منطقة الظهور خصوصا
اننا خلال السنين الاخيرة وخاصتا ومنذ ان تفعّلت الفتنة في سوريا ( الشام ) مع ما يرافقها من حوادث اخرى في انحاء مختلفة من البلدان الاسلامية وكذالك عالميا ، اصبحنا نتابع الاحداث السياسية بمعيّة علامات الظهور ، التي افترضها كثير من الباحثين
ولعل المؤشرات العامة منذ ذالك الوقت وحتى الان هي لحد الان في صالح دعم فرضية عصر الظهور ولكن بلا قطع فنرجوا الانتباه .
المهم الجديد الذي نود اضافته في تتبع العلامات ما لفت انتباهي من الرواية التي ذكرها الشيخ الكوراني بخصوص احداث الشام وبني الاصفر ، وكما يلي :
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إذا رأيت الفتنة في بلاد الشام فالموت حتى يتحرك بنو الأصفر فيسيرون إلى بلاد العرب ، فتكون بينهم الوقائع).
اقول : فتنة بلاد الشام المذكورة في الرواية كما اراها وكذالك بينها الشيخ الكوراني ، متعلقها فتنة بلاد الشام في عصر الظهور ، اي قبيل الظهور مباشرتا ، او هي الفتنة التي تحصل قبيل الظهور وتمتد حتى تحققه ومنها ينتج خروج السفياني الملعون . ومن ثم الظهور فالخروج المقدس .
يصف الامام ع حال الفتنة ويقول انها متى ما رأيتها فالموت حتى يتحرك بنو الاصفر .
وهنا يعني ان هناك وعلى اثر فتنة الشام سيكون موت ، وهذا بسبب فتنة الشام والصراع بين الاطراف المختلفة هناك .
ويستمر الموت / القتل حتى تحقق علامة / حدث وهو تحرك بنو الاصفر . ( ولقد وضح الشيخ الكوراني جيدا معنى القصد في بني الاصفر ومصداقهم ، وهم الدول الغربية في عصرنا الحاضر .
بعد تحرك بني الاصفر تقول الرواية : ( فيسيرون إلى بلاد العرب ، فتكون بينهم الوقائع ) !!!
اقول : اي ان فتنة الشام قبيل الظهور سوف تسبب الموت واستمرار الصراع والقتل فيها الى ان يتحرك بنو الاصفر ( الغرب )
( فيسيرون الى بلاد العرب )
وبلاد العرب لم تحدد بالخصوص ايّ منها بالذات ، ولكن عمومها هي البلاد العربية المعروفة الان ، وخاصة منطقة الظهور محل الفتن ( اي الشام ، والعراق والحجاز وما حولها )
وقول الامام ع ( فتكون بينهم الوقائع )
هنا لعله احداث صراعات عسكرية بين القوى الغربية التي دخلت المنطقة والقوى المعارضة على الارض في تلك البلدان ومن يدعمها .
** الان بعد هذا التوضيح والتفسير ، ننقل استنتاجات فهمه الى الواقع المشهود في ظل فرضية عصر الظهور المفعلة الان ونرى احتمالية انطباق او تشابه الحدث مع الرواية .
- فتنة الشام في فرضيتنا العلاماتية قد حصلت ومنذ عام 2011 .
- القتل المصاحب لفتنة الشام كما يصفه الامام ع في الرواية حصل ويحصل بين الاطراف المتصارعة في الشام خصوصا محل الرواية .
- النقطة الثالثة او العلامة الثالثة وهي الاهم في الرواية والطرح هنا ، هي دخول بني الاصفر ( الغرب ) للبلاد العربية وحصول الوقائع بينهم
وفعلا الان لدينا تحالف دولي بقيادة امريكا والغرب ، تم تكوينه على اثر خطر الارهاب الداعشي في العراق ، وبدأ دخول بني الاصفر للبلاد العربية كتحالف دولية متعدد الاطراف
وبدأ لدينا تفعّل عنوان " حصول الوقائع " بين قوات التحالف مع القوى المتصارعة الموجودة على الارض كداعش والحركات الاخرى في الشام ، ولا نعلم لحد الان حدود سعة هذا التدخل الجديد ، والاطراف الاخرى المحتملة في الاشتراك فيه .
اي وبعبارة اخرى لدينا الان محتمل علاماتي مهم قبيل الظهور في ظل فرضيتنا لعل الكثير لم ينتبه اليه ويستحصله من الروايات محل التفحص والمتابعة .
ولقد كان اكثر ما شغل الناس مؤخرا من حدث سياسي في المنطقة وما تم ربطه او محاولة ربطه ، هو سقوط الموصل بيد القوى التكفيرية ( داعش ) ، ومن ثم الحدث المهم المتعلق بفتوى الجهاد الكفائي التي اعلنها السيد السيستاني حفظه الله ، ومن ثم وعلى اثر احداث داعش وما يشكله من خطر الارهاب الاقليمي والعالمي حسب دعوى القوى الكبرى الغربية التي جعلت منه السبب لتكوين التحالف الدولي الذي به الان هي دلت المتطقة العربية من جديد !!!
ولقد كان الكثير من الناس المتابعين للعلامات يتسٱئلون هل لاحداث داعش الاخيرة علاقة بالعلامات او السفياني ، ولكن يظهر انها وبعد فهم وتحليل الرواية مع ربطها بالواقع المشهود ، هو انها ( احتمالا مهما ) مقدمات لحدث علاماتي مهم بينه الامام ، وهو دخول بني الاصفر للبلاد العربية بعد فتنة الشام . فانتبه
وطبعا لم تذكر الرواية سبب دخولهم ولكن المنطق يفترض / يستلزم سببا وجيها لمثل نوع هذا الدخول العسكري ولا بد انه يكون مهم وكافي لخلق المبرر الذي يتطلبه دخولهم .
ونحن نعلم من احدث فتنة داعش الاخيرة منذ سقوط الموصل ولحد الان ، انها اشبه بعملية مصطنعة من جهة ومدبر امرها مع جهات متعددة في الداخل والخارج مع دعمها باعلام مركز موجه لخدمة الغاية المرجوة منها ، ولغاية مبطنة اكبر مما ظهرت في وقتها ، الا وهي قضية مشروع الشرق الاوسط الجديد وتقسيم البلاد العربية / الاسلامية الى دول واقاليم على اساس ديني وطائفي وقومي . لاستراتيجيات ومصالح صهيوامريكية منها ما لها علاقة بمصالحهم العامة ، ومنها ما لها علاقة بالتنبؤ بارهاصات عصر الظهور نفسه او الاثنين معا .
ملاحظة :
علما ان كلمة " حتى " في الرواية اعلاه يظهر لي منها ان متعلقها وهو الموت / القتل الناتج عن فتنة الشام كما يصفه الامام ع يستمر الى علامة دخول بني الاصفر ( الغرب ) ، وهذا لا يعني بالضرورة والمنطق توقف القتل / الموت الحاصل عن فتنة الشام بعد ( حتى) ولكن الارجح عندي هو دخول الاحداث / الفتنة في الشام على متغير علاماتي جديد يبدأ بدخول الغرب نفسه وبدأ الصراع والاهداف والاطراف تاخذ عناوين جديدة / متطورة على اثر التدخل المباشر للغرب في بلاد العرب .
اي لعلنا الان على ابواب احداث عسكرية وسياسية مهمة جديدة ، وخاصة من الان محتملا بعد انتهاء اجتماع الدول العظمى العشرين في استراليا وقد فشل الغرب مع روسيا في الوصول الى حل لقضية الخلاف حول اوكرانيا والصراع المنبثق بخصوص احداث سوريا الذي هو اصل محل الخلاف الكبير المستمر هناك .
فارجوا الانتباه لهذه العلامة ، على فرض صحت الرواية او على الاقل على فرض امكانية صحتها من خلال احتمال تحققها في الواقع المشهود .
بقي مسالة ، وهي هل هناك احتمال ان يكون القصد من الرواية في دخول بنو الاصفر لبلاد العرب وما نشهده الان من التدخل والخول الغربي في العراق وسوريا ، قد يكون المقصد منه غير هذه المناطق والبلاد او غيره بالتوقيت الزماني مثلا خلال فترة فتنة الشام .
الجواب ، لا يوجد تحديد قطعي في الرواية للبلاد العربية التي سيدخلها الغرب ، ولكن ذكرها مع احداث الشام وما نعلم من اهمية المنطقة في احداث عصر الظهور ، يجعلها الاكثر انطباقا او ترجيحا على غيرها .
وكذالك مسالة التوقيت الزماني ، فهي لم يحدد بالخصوص ولكن بالعموم بعد فترة من فتنة الشام وحتى دخول بني الاصفر ، وما جرى الان من التحرك الغربي ودخوله بلاد العرب ( العراق وسوريا ) هو اول مصاديقه وقد يكون هو المقصود ،
والله اعلم
والسلام عليكم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم .
اقتبس التالي ادناه من موقع سماحة الشيخ الكوراني :
【 الروم ودورهم في عصر الظهور 】
المقصود بالروم في الأحاديث الواردة عن آخر الزمان وظهور المهدي عليه السلام : الشعوب الأوربية وامتدادهم في القرون الأخيرة في أمريكا . فهؤلاء هم أبناء الروم ، وورثة أمبراطوريتهم التاريخية .
قد يقال: إن الروم الذين أنزل الله تعالى فيهم سورة من كتابه العزيز وسماها باسمهم ، والذين حاربهم النبي صلى الله عليه وآله والمسلمون من بعده، هم غير هؤلاء . فأولئك هم البيزنطيون الذين كانت عاصمتهم مدينة روما في إيطاليا ، ثم صارت مدينة القسطنطينية ، حتى فتحها المسلمون أخيراً قبل نحو500 سنة ، وسموها ( إسلام بول ) ويلفظها الناس استنبول .
والجواب: صحيح أن الروم عند نزول السورة الكريمة باسمهم ، وعند صدور الأحاديث الشريفة عنهم ، كانوا هم أصحاب الإمبراطورية الرومية أو البيزنطية المعروفة . ولكن الغربيين الفعليين ليسوا غيرهم ، بل هم امتدادهم السياسي والحضاري بل أولئك جزء منهم، فإن الشعوب الفرنسية والبريطانية والألمانية وغيرها ، كانت أجزاء حقيقية من الإمبراطورية الرومية في ثقافتها وسياستها ودينها ، وتسميتها بالمستعمرات الرومانية آنذاك لايلغي هذه الحقيقة . بل إن أباطرة الروم البيزنطيين أنفسهم الذين كانت عاصمتهم في روما وقسطنطينية على مدى الألفي سنة، لم يكونوا كلهم من أصل إيطالي ولا من عرق واحد ، بل من أصول وأعراق أوربية متعددة ، وربما كان فيهم يونانيون أيضاً ، بعد أن أصبحت اليونان جزءً من الإمبراطورية الرومانية .
ولعل هذا هو السبب في أنه عندما ضعفت الإمبراطورية الرومية التقليدية ، وأصبحت محصورة في القسطنطينية وماحولها ومحاصرة ببحر الشعوب الإسلامية ، قام الأوربيون بادعاء وراثتها ، وتسمى عدد من ملوكهم في ألمانيا وغيرها بالقياصرة .
إن هذا النوع من التحول في الإمبراطوريات والدول أمر طبيعي ، حيث ينتقل الحكم فيها من بلد إلى بلد ومن شعب إلى شعب ، ولا ينافي ذلك بقاء اسمها الأساسي وصفاتها الأساسية .
وعلى هذا ، فالأحاديث الشريفة التي تخبر عن مستقبل الروم أو بني الأصفر كما كان يسميهم العرب ، لا تقصد الروم البيزنطيين الإيطاليين فحسب دون الشعوب والقبائل الفرنجية التابعة لهم .
وهذا هو السبب في أن المسلمين ، كما في كتب التاريخ ، يعبرون عنهم بالروم الفرنجة أحياناً ، ولكنهم في نفس الوقت يطلقون عليهم جميعاً اسم الروم ، ويجمعونها فيقولون: (الأروام)
مضافاً إلى ذلك ، فإن المفهوم من سورة الروم الشريفة ، والحديث فيها عن شركهم بالله تعالى وعن أحزابهم وأشياعهم في الآيات31-32، وفي سورة الكهف الآيات12 ، و21 ، وغيرها ، أن المقصود بهم الأمم والأحزاب المدعية اتباع المسيح عليه السلام . ومن الواضح أن زعامة الشعوب المسيحية كانت بيد الروم الإيطاليين والقسطنطينيين ، ثم ورثها منهم الغربيون .
وقد ورد ذكر الروم في أحاديث كثيرة من أحاديث عصر الظهور :
منها أحاديث فتنتهم وسيطرتهم على بلاد المسلمين التي تقدم ذكرها . ومنها أحاديث تحرك أساطيلهم إلى بلاد العرب قبيل ظهور المهدي عليه السلام .
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إذا رأيت الفتنة في بلاد الشام فالموت حتى يتحرك بنو الأصفر فيسيرون إلى بلاد العرب ، فتكون بينهم الوقائع). (الملاحم والفتن ص 107) .
وفتنة الشام تطلق في أحاديث الظهور على مرحلة الصراعات التي تكون في بلاد الشام بعد فتنة السيطرة الأجنبية على الأمة الإسلامية..
وهذا يعني أن الغربيين- بني الأصفر- يجدون أنفسهم مضطرين للتدخل العسكري المباشر ، بعد أن يعجزوا عن السيطرة على منطقة ماحول فلسطين بسبب مقاومة أهلها وتياراتها السياسية المتصارعة . وأن تدخلهم العسكري سوف يواجه مقاومة من مسلمي البلاد العربية .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ( وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر: يا أهل الهدى اجتمعوا . وينادي مناد من قبل المغرب بعد ما يغيب الشفق: يا أهل الباطل اجتمعوا . وتقبل الروم إلى ساحل البحر عند كهف الفتية ، فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم ، منهم رجل يقال له مليخا وآخر خملاها ، وهما الشاهدان المسلَِمان للقائم) . ( البحار:52/275) .
ولعل هذا التحرك العسكري يكون استمراراً للتحرك السابق أو هو نفسه . ويدل الحديث على أنه يكون قريباً من ظهور المهدي عليه السلام ، لأن النداء في شهر رمضان يتبعه تسلسل الأحداث إلى محرم ، حيث يكون ظهور المهدي عليه السلام في ليلة العاشر ويوم العاشر منه .
---------- انتهى ---------
اقول : اود ان اطرح توضيح لعله مهم جدا بخصوص تتبع العلامات ، وفي ظل فرضية عصر الظهور المفترضة الان
يعلم الاخوان هنا وفي محل اخر ، عندنا وعند غيرنا من باحثين ومتابعين علامات الظهور عموما ، وما يجري من احداث في الواقع المشهود في منطقة الظهور خصوصا
اننا خلال السنين الاخيرة وخاصتا ومنذ ان تفعّلت الفتنة في سوريا ( الشام ) مع ما يرافقها من حوادث اخرى في انحاء مختلفة من البلدان الاسلامية وكذالك عالميا ، اصبحنا نتابع الاحداث السياسية بمعيّة علامات الظهور ، التي افترضها كثير من الباحثين
ولعل المؤشرات العامة منذ ذالك الوقت وحتى الان هي لحد الان في صالح دعم فرضية عصر الظهور ولكن بلا قطع فنرجوا الانتباه .
المهم الجديد الذي نود اضافته في تتبع العلامات ما لفت انتباهي من الرواية التي ذكرها الشيخ الكوراني بخصوص احداث الشام وبني الاصفر ، وكما يلي :
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (إذا رأيت الفتنة في بلاد الشام فالموت حتى يتحرك بنو الأصفر فيسيرون إلى بلاد العرب ، فتكون بينهم الوقائع).
اقول : فتنة بلاد الشام المذكورة في الرواية كما اراها وكذالك بينها الشيخ الكوراني ، متعلقها فتنة بلاد الشام في عصر الظهور ، اي قبيل الظهور مباشرتا ، او هي الفتنة التي تحصل قبيل الظهور وتمتد حتى تحققه ومنها ينتج خروج السفياني الملعون . ومن ثم الظهور فالخروج المقدس .
يصف الامام ع حال الفتنة ويقول انها متى ما رأيتها فالموت حتى يتحرك بنو الاصفر .
وهنا يعني ان هناك وعلى اثر فتنة الشام سيكون موت ، وهذا بسبب فتنة الشام والصراع بين الاطراف المختلفة هناك .
ويستمر الموت / القتل حتى تحقق علامة / حدث وهو تحرك بنو الاصفر . ( ولقد وضح الشيخ الكوراني جيدا معنى القصد في بني الاصفر ومصداقهم ، وهم الدول الغربية في عصرنا الحاضر .
بعد تحرك بني الاصفر تقول الرواية : ( فيسيرون إلى بلاد العرب ، فتكون بينهم الوقائع ) !!!
اقول : اي ان فتنة الشام قبيل الظهور سوف تسبب الموت واستمرار الصراع والقتل فيها الى ان يتحرك بنو الاصفر ( الغرب )
( فيسيرون الى بلاد العرب )
وبلاد العرب لم تحدد بالخصوص ايّ منها بالذات ، ولكن عمومها هي البلاد العربية المعروفة الان ، وخاصة منطقة الظهور محل الفتن ( اي الشام ، والعراق والحجاز وما حولها )
وقول الامام ع ( فتكون بينهم الوقائع )
هنا لعله احداث صراعات عسكرية بين القوى الغربية التي دخلت المنطقة والقوى المعارضة على الارض في تلك البلدان ومن يدعمها .
** الان بعد هذا التوضيح والتفسير ، ننقل استنتاجات فهمه الى الواقع المشهود في ظل فرضية عصر الظهور المفعلة الان ونرى احتمالية انطباق او تشابه الحدث مع الرواية .
- فتنة الشام في فرضيتنا العلاماتية قد حصلت ومنذ عام 2011 .
- القتل المصاحب لفتنة الشام كما يصفه الامام ع في الرواية حصل ويحصل بين الاطراف المتصارعة في الشام خصوصا محل الرواية .
- النقطة الثالثة او العلامة الثالثة وهي الاهم في الرواية والطرح هنا ، هي دخول بني الاصفر ( الغرب ) للبلاد العربية وحصول الوقائع بينهم
وفعلا الان لدينا تحالف دولي بقيادة امريكا والغرب ، تم تكوينه على اثر خطر الارهاب الداعشي في العراق ، وبدأ دخول بني الاصفر للبلاد العربية كتحالف دولية متعدد الاطراف
وبدأ لدينا تفعّل عنوان " حصول الوقائع " بين قوات التحالف مع القوى المتصارعة الموجودة على الارض كداعش والحركات الاخرى في الشام ، ولا نعلم لحد الان حدود سعة هذا التدخل الجديد ، والاطراف الاخرى المحتملة في الاشتراك فيه .
اي وبعبارة اخرى لدينا الان محتمل علاماتي مهم قبيل الظهور في ظل فرضيتنا لعل الكثير لم ينتبه اليه ويستحصله من الروايات محل التفحص والمتابعة .
ولقد كان اكثر ما شغل الناس مؤخرا من حدث سياسي في المنطقة وما تم ربطه او محاولة ربطه ، هو سقوط الموصل بيد القوى التكفيرية ( داعش ) ، ومن ثم الحدث المهم المتعلق بفتوى الجهاد الكفائي التي اعلنها السيد السيستاني حفظه الله ، ومن ثم وعلى اثر احداث داعش وما يشكله من خطر الارهاب الاقليمي والعالمي حسب دعوى القوى الكبرى الغربية التي جعلت منه السبب لتكوين التحالف الدولي الذي به الان هي دلت المتطقة العربية من جديد !!!
ولقد كان الكثير من الناس المتابعين للعلامات يتسٱئلون هل لاحداث داعش الاخيرة علاقة بالعلامات او السفياني ، ولكن يظهر انها وبعد فهم وتحليل الرواية مع ربطها بالواقع المشهود ، هو انها ( احتمالا مهما ) مقدمات لحدث علاماتي مهم بينه الامام ، وهو دخول بني الاصفر للبلاد العربية بعد فتنة الشام . فانتبه
وطبعا لم تذكر الرواية سبب دخولهم ولكن المنطق يفترض / يستلزم سببا وجيها لمثل نوع هذا الدخول العسكري ولا بد انه يكون مهم وكافي لخلق المبرر الذي يتطلبه دخولهم .
ونحن نعلم من احدث فتنة داعش الاخيرة منذ سقوط الموصل ولحد الان ، انها اشبه بعملية مصطنعة من جهة ومدبر امرها مع جهات متعددة في الداخل والخارج مع دعمها باعلام مركز موجه لخدمة الغاية المرجوة منها ، ولغاية مبطنة اكبر مما ظهرت في وقتها ، الا وهي قضية مشروع الشرق الاوسط الجديد وتقسيم البلاد العربية / الاسلامية الى دول واقاليم على اساس ديني وطائفي وقومي . لاستراتيجيات ومصالح صهيوامريكية منها ما لها علاقة بمصالحهم العامة ، ومنها ما لها علاقة بالتنبؤ بارهاصات عصر الظهور نفسه او الاثنين معا .
ملاحظة :
علما ان كلمة " حتى " في الرواية اعلاه يظهر لي منها ان متعلقها وهو الموت / القتل الناتج عن فتنة الشام كما يصفه الامام ع يستمر الى علامة دخول بني الاصفر ( الغرب ) ، وهذا لا يعني بالضرورة والمنطق توقف القتل / الموت الحاصل عن فتنة الشام بعد ( حتى) ولكن الارجح عندي هو دخول الاحداث / الفتنة في الشام على متغير علاماتي جديد يبدأ بدخول الغرب نفسه وبدأ الصراع والاهداف والاطراف تاخذ عناوين جديدة / متطورة على اثر التدخل المباشر للغرب في بلاد العرب .
اي لعلنا الان على ابواب احداث عسكرية وسياسية مهمة جديدة ، وخاصة من الان محتملا بعد انتهاء اجتماع الدول العظمى العشرين في استراليا وقد فشل الغرب مع روسيا في الوصول الى حل لقضية الخلاف حول اوكرانيا والصراع المنبثق بخصوص احداث سوريا الذي هو اصل محل الخلاف الكبير المستمر هناك .
فارجوا الانتباه لهذه العلامة ، على فرض صحت الرواية او على الاقل على فرض امكانية صحتها من خلال احتمال تحققها في الواقع المشهود .
بقي مسالة ، وهي هل هناك احتمال ان يكون القصد من الرواية في دخول بنو الاصفر لبلاد العرب وما نشهده الان من التدخل والخول الغربي في العراق وسوريا ، قد يكون المقصد منه غير هذه المناطق والبلاد او غيره بالتوقيت الزماني مثلا خلال فترة فتنة الشام .
الجواب ، لا يوجد تحديد قطعي في الرواية للبلاد العربية التي سيدخلها الغرب ، ولكن ذكرها مع احداث الشام وما نعلم من اهمية المنطقة في احداث عصر الظهور ، يجعلها الاكثر انطباقا او ترجيحا على غيرها .
وكذالك مسالة التوقيت الزماني ، فهي لم يحدد بالخصوص ولكن بالعموم بعد فترة من فتنة الشام وحتى دخول بني الاصفر ، وما جرى الان من التحرك الغربي ودخوله بلاد العرب ( العراق وسوريا ) هو اول مصاديقه وقد يكون هو المقصود ،
والله اعلم
والسلام عليكم
الباحث الطائي