المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موقف الإمام السجاد عليه السلام من الصحابة


شجون الزهراء
18-11-2014, 02:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

موقف الإمام السجاد عليه السلام من الصحابة

الاسم : علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام .

ولادته : سنة 38هـ
وفاته محرم 94هـ وهو ابن 55 سنة

أما رأيه في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله فاسمع ما يقوله في الصحيفة السجادية . حيث يخصهم بالصلاة عليهم وبالدعاء والتبجيل فهو يسلم ويصلي عليهم بشكل عام في ضمن أتباع الرسل جميعاً ومصدقيهم فقد جاء في الدعاء الرابع من الصحيفة السجادية ما يلي :

وَكَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الصَّلاةِ عَلَى أَتْبَاعِ الرُّسُلِ وَمُصَدِّقِيهِمْ:

(1) اللَّهُمَّ وَأَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَمُصَدِّقُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ بِالْغَيْبِ عِنْدَ مُعَارَضَةِ الْمُعَانِدِينَ لَهُمْ بِالتَّكْذِيبِ وَالاشْتِيَاقِ إِلَى الْمُرْسَلِينَ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ‏.

(2) فِي كُلِّ دَهْرٍ وَزَمَانٍ أَرْسَلْتَ فِيهِ رَسُولا وَأَقَمْتَ لِأَهْلِهِ دَلِيلا مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ - مِنْ أَئِمَّةِ الْهُدَى، وَقَادَةِ أَهْلِ التُّقَى، عَلَى جَمِيعِهِمُ السَّلامُ، فَاذْكُرْهُمْ مِنْكَ بِمَغْفِرَةٍ وَرِضْوَانٍ.[3]

ثم يواصل الإمام زين العابدين عليه السلام دعاءه لصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله بعد أن سلم وصلى عليهم بالعموم ضمن عموم أتباع الرسل فهو يخصهم بالدعاء والتبجيل والتكريم والاعتراف لهم بالجميل الذي قدموه للإسلام والمسلمين فيقول عليه السلام :

(3) اللَّهُمَّ وَأَصْحَابُ مُحَمَّدٍ خَاصَّةً الَّذِينَ أَحْسَنُوا الصَّحَابَةَ وَالَّذِينَ أَبْلَوُا الْبَلاءَ الْحَسَنَ فِي نَصْرِهِ، وَكَانَفُوهُ، وَأَسْرَعُوا إِلَى وِفَادَتِهِ، وَسَابَقُوا إِلَى دَعْوَتِهِ، وَاسْتَجَابُوا لَهُ حَيْثُ أَسْمَعَهُمْ حُجَّةَ رِسَالاتِهِ.

(4) وَفَارَقُوا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلادَ فِي إِظْهَارِ كَلِمَتِهِ، وَقَاتَلُوا الْآبَاءَ وَالْأَبْنَاءَ فِي تَثْبِيتِ نُبُوَّتِهِ، وَانْتَصَرُوا بِهِ.

(5) وَمَنْ كَانُوا مُنْطَوِينَ عَلَى مَحَبَّتِهِ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ فِي مَوَدَّتِهِ.

(6) وَالَّذِينَ هَجَرَتْهُمُ الْعَشَائِرُ إِذْ تَعَلَّقُوا بِعُرْوَتِهِ، وَانْتَفَتْ مِنْهُمُ الْقَرَابَاتُ إِذْ سَكَنُوا فِي ظِلِّ قَرَابَتِهِ.

(7) فَلا تَنْسَ لَهُمُ اللَّهُمَّ مَا تَرَكُوا لَكَ وَفِيكَ، وَأَرْضِهِمْ مِنْ رِضْوَانِكَ، وَبِمَا حَاشُوا الْخَلْقَ عَلَيْكَ، وَكَانُوا مَعَ رَسُولِكَ دُعَاةً لَكَ إِلَيْكَ.

(8) وَاشْكُرْهُمْ عَلَى هَجْرِهِمْ فِيكَ دِيَارَ قَوْمِهِمْ، وَخُرُوجِهِمْ مِنْ سَعَةِ الْمَعَاشِ إِلَى ضِيقِهِ، وَمَنْ كَثَّرْتَ فِي إِعْزَازِ دِينِكَ مِنْ مَظْلُومِهِمْ.[4]

ثم لم يكتف بالدعاء للصحابة خاصة بل خص التابعين وتابعي التابعين أيضاً فقال عليه السلام :

(9) اللَّهُمَّ وَأَوْصِلْ إِلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ، الَّذِينَ يَقُولُونَ: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ) خَيْرَ جَزَائِكَ.

(10) الَّذِينَ قَصَدُوا سَمْتَهُمْ، وَتَحَرَّوْا وِجْهَتَهُمْ، وَمَضَوْا عَلَى شَاكِلَتِهِمْ.

(11) لَمْ يَثْنِهِمْ رَيْبٌ فِي بَصِيرَتِهِمْ، وَلَمْ يَخْتَلِجْهُمْ شَكٌّ فِي قَفْوِ آثَارِهِمْ، وَالايتِمَامِ بِهِدَايَةِ مَنَارِهِمْ.

(12) مُكَانِفِينَ وَمُوَازِرِينَ لَهُمْ، يَدِينُونَ بِدِينِهِمْ، وَيَهْتَدُونَ بِهَدْيِهِمْ، يَتَّفِقُونَ عَلَيْهِمْ، وَلا يَتَّهِمُونَهُمْ فِيمَا أَدَّوْا إِلَيْهِمْ.

(13) اللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى التَّابِعِينَ مِنْ يَوْمِنَا هَذَا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَلَى أَزْوَاجِهِمْ وَعَلَى ذُرِّيَّاتِهِمْ وَعَلَى مَنْ أَطَاعَكَ مِنْهُمْ.

(14) صَلاةً تَعْصِمُهُمْ بِهَا مِنْ مَعْصِيَتِكَ، وَتَفْسَحُ لَهُمْ فِي رِيَاضِ جَنَّتِكَ، وَتَمْنَعُهُمْ بِهَا مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ، وَتُعِينُهُمْ بِهَا عَلَى مَا اسْتَعَانُوكَ عَلَيْهِ مِنْ بِرٍّ، وَتَقِيهِمْ طَوَارِقَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِلا طَارِقا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ.

(15) وَتَبْعَثُهُمْ بِهَا عَلَى اعْتِقَادِ حُسْنِ الرَّجَاءِ لَكَ، وَالطَّمَعِ فِيمَا عِنْدَكَ وَتَرْكِ التُّهْمَةِ فِيمَا تَحْوِيهِ أَيْدِي الْعِبَادِ .

(16) لِتَرُدَّهُمْ إِلَى الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ، وَتُزَهِّدَهُمْ فِي سَعَةِ الْعَاجِلِ، وَتُحَبِّبَ إِلَيْهِمُ الْعَمَلَ لِلْآجِلِ، وَالاسْتِعْدَادَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ .

(17) وَتُهَوِّنَ عَلَيْهِمْ كُلَّ كَرْبٍ يَحِلُّ بِهِمْ يَوْمَ خُرُوجِ الْأَنْفُسِ مِنْ أَبْدَانِهَا

(18) وَتُعَافِيَهُمْ مِمَّا تَقَعُ بِهِ الْفِتْنَةُ مِنْ مَحْذُورَاتِهَا، وَكَبَّةِ النَّارِ وَطُولِ الْخُلُودِ فِيهَا
(19) وَتُصَيِّرَهُمْ إِلَى أَمْنٍ مِنْ مَقِيلِ الْمُتَّقِينَ.[5]

نعم هذا دعاء أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين حملوا الأمانة بكل قوة وجد واجتهاد وإخلاص وأدوها كما هي ولم يبخسوا أحداً حقه ولم يحابوا أحدا على حساب الحق بل أعطوا كل ذي حق حقه .

وتحملوا ما تحملوا من مصائب ومحن لأجل إعزاز دين الله ونشر الهدى في ربوع الأرض وتوحيد كلمة المسلمين .

وما أظن أن فرقة من فرق المسلمين لديها مثل هذا الدعاء في مدح الصحابة والتابعين وتابعي التابعين والدعاء لهم والتسليم والصلاة عليهم وعلى أزواجهم وعلى أولادهم .

ونحن نعرف أن الدعاء مخ العبادة وأن الشيعة يتعبدون به في كثير من الأوقات من الليل والنهار والعشية والإبكار بالدعاء والتوجه إلى الله كما رسم لهم أئمتهم .

فعلى الجميع أن يتعرفوا على مواقف هؤلاء العظماء الذين وحدوا كلمة المسلمين ورص صفوفهم.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين

===============


[2] تأملي برسالة وحدة إسلامي ص 544 .

[3] الصحيفة السجادية ص : 42

[4] الصحيفة السجادية ص : 42
[5] الصحيفة السجادية ص : 44