مرتضى علي الحلي
19-11-2014, 02:59 PM
حَراكُ الإمام المهدي (عجّلَ اللهُ فرجه الشريف ) في وعاء الزمان
_____________________________________
رؤيةٌ قرآنية في زيادة البَسْطة العِلميّة والجسميّة
_________________________________
إنَّ من أعقد الإشكاليات الفلسفية والعلميّة التي تُواجه بها العقيدة المهدوية
هي مسألة عُمر الإمام المهدي (عليه السلام) وحَراكه الوجودي وتأثير مقولة الزمان عليه .
وكيفيّة مقاومة وجوده الشريف لضغط الزمان المادي من جهة طول الأمد وأثره في بُنيته الجسمية .
وهل أنَّ للزمان فاعلية التأثير الكبير على شخصه الشريف وجوداً وبقاءً
أم أنَّ إمكان مقاومة شخص الإمام المهدي لتأثير الزمان قائمٌ
ولو على مستوى الإمكان الديني والإمكان الفلسفي .
تلك هي استفهامات منطقية وعقلية بل وحتى دينية وليس من البعيد إمكاناً
أن نقول إنَّّ القرآنَ الكريم قد تكفّل لمن يؤمن به بالإجابة على تلك الاستفهامات .
ولكن هذه الإجابات هي تمظهر أنطولوجي (وجودي ) تارةً تتمظهر بلون القضية الخارجية (وهي ما يكون فيها الحكم واقعاً على أفراد محققة الوجود في الواقع الموضوعي )
وتتمظهر أخرى بلون القضيّة الحقيقية والتي أُخذَ فيها إطلاق الحكم مُسّلماً إذعانيّا على الموضوع المقدّر الوجود .
بمعنى إذا وجِدَ الموضوع وتحقق فعلاً فالحكم ينصب عليه
ذلك كون موضوع القضية الحقيقية هو الطبيعة ليكون لها من المكنة الانبساطية بحيث تشمل كل فرد فرد من أفرادها .
ومعلومٌ أنَّ جعل الأحكام تكوينيا وتشريعيا هو بيد الله تعالى حصراً
وإنَّ القرآن الكريم قد اختزل عناء البحث والنظر لمن يروم النتيجة والإجابة القطعية عن إشكاليّة الزمان وجدلها مع العمر الشريف
للإمام المهدي (عليه السلام) بقاءً
لا من جهة الوقوع والتحقق لأفراد شملهم التعمير من ذي قبل حيث يكون ذلك الوقوع أدل دليلا على الإمكان .
بل من جهة القدرة من جانب الله تعالى حدوثاً وبقاءً وإن انقطع تحقق الوقوع خارجاً لكنه لن ينقطع حقيقةً
لتقهر هذه القدرة المطلقة والحقيقية كل اعتبارات الوجود وحيثياتها أثراً
خاصة إذا ما تعلّق الأمر بمصلحة الدين الحق والعباد المؤمنين
وكشاهد على هذه الحقيقة الوجودية
هو قوله تعالى
(( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) (247) البقرة
هذه الآية الشريفة فيها من الاستظهار الدلالي والقصدي الجدي
ما لا يخفى على اللبيب
حيث تنزاح ثنائية البَسطة زيادةً في العلم والجسم من أنطولوجيّة القضية الخارجية إلى أنطولوجية القضية الحقيقية لتنعقد مع عقيدة الاستخلاف إنعقاداً مكينا .
فما حصل مع طالوت الملك من زيادة الله تعالى له البَسطة في العلم والجسم هو لون وجودي من ألوان التعاطي الإلهي مع أوليائه الصالحين
ممكن أن يتجلى هذا اللون الوجودي في سمة البسطة والقدرة والقوة والسعة العلمية
والطاقة الجسمية قابليّةً وآثاراً عند الإمام المهدي (عليه السلام) .
والمعنى الصحيح والمعقول أنَّ زيادة البسطة في العلم والجسم هو أن يكون الولي الصالح والمُصطفى والمُستخلف مَحلاً لحمل أكبر سعة ممكنة وضرورية من قدرة وطاقة العلم والجسم .
حتى يستطيع معهما من مواجهة ضغط الآخر علماً وقدرةً
وضغط الزمان وحيثياته حياتيا .
وما يهمّنا في هذه الرؤية القرآنية هو مصطلح زيادة البسطة في الجسم والتي ممكن توظيفها معرفيا للإجابة عن إشكالية تأثير الزمان على حياة الإمام المهدي من جهة التعمير .
ولو راجعنا تفسير هذه الفقرة من الآية محل البحث لم نجد تفسيرا معقولا ومقنعا أبدا
إذ أغلب المفسرين ينحنون منحنى الإسرائيليات في تسطيح المعنى الدلالي لهذه المفردة ( وزاده بسطة في الجسم)
فيقولون أنها تعني تطويل الله تعالى لجسم طالوت بخلاف المعهود من طول أفراد البشر آنذاك والبالغة قدر 60 ذراع ليصل طوله إلى 100 ذراع .
وهذا التفسير فيه من الضعف والخرافة ما لا يخفى على المدقق
خاصة وقرائن الآيات المترابطة مع الآية محل البحث تتحدّث عن مفهوم القدرة والطاقة والعجز عن مواجهة الأعداء مما يستوجب منح القائد الصالح من مزيدٍ في القدرة الجسمية للثبات والمقاومة والإنتصار .
فلا أدري لِمَ حصر المفسرون الزيادة في الطول فقط والحال أنّ طبيعة الجسم فيها بُعد العمق والعرض والزمان (البعد الرابع) ؟
وما يترجح في التفسير المعقول هو أنَّ الله تعالى يزيد الولي أو الإمام القائد في طبيعة جسمه قوةً وطاقةً كبيرة جداً يتمكن معها من مواجهة تأثير العوامل الخارجية عليه بما فيها موضوعة الزمان .
وعلى هذا الأساس أنَّ حَراك وحركة الإمام المهدي (عليه السلام ) وجوداً وبقاءً إنما تصطف تحققاً مع اعتبارية مفهوم الزمان بالنسبة إليه
فحَراك جسم الإمام المهدي وجوداً وبقاءً لن يتأثّر بحيثّيات الزمان مع زيادة الله تعالى له في بسطة الجسم له أي قدرته وطاقته على مواجهة تلك الحيثيات
والتي تقهر مَن لا يمتلك هذه الزيادة من البسطة في الجسم
هذا إذا ما فسرنا أنَّ مفهوم الزمان هو أمر تحليلي ذهني لاوجود له في الخارج
إلاَّ بوجود موضوعه وهو جسم الإمام وحَراكه في الوجود .
وبالتالي قوة الجسم تقهر قوة الزمان وبإذن الله تعالى
_____________________________
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف
_____________________________________
رؤيةٌ قرآنية في زيادة البَسْطة العِلميّة والجسميّة
_________________________________
إنَّ من أعقد الإشكاليات الفلسفية والعلميّة التي تُواجه بها العقيدة المهدوية
هي مسألة عُمر الإمام المهدي (عليه السلام) وحَراكه الوجودي وتأثير مقولة الزمان عليه .
وكيفيّة مقاومة وجوده الشريف لضغط الزمان المادي من جهة طول الأمد وأثره في بُنيته الجسمية .
وهل أنَّ للزمان فاعلية التأثير الكبير على شخصه الشريف وجوداً وبقاءً
أم أنَّ إمكان مقاومة شخص الإمام المهدي لتأثير الزمان قائمٌ
ولو على مستوى الإمكان الديني والإمكان الفلسفي .
تلك هي استفهامات منطقية وعقلية بل وحتى دينية وليس من البعيد إمكاناً
أن نقول إنَّّ القرآنَ الكريم قد تكفّل لمن يؤمن به بالإجابة على تلك الاستفهامات .
ولكن هذه الإجابات هي تمظهر أنطولوجي (وجودي ) تارةً تتمظهر بلون القضية الخارجية (وهي ما يكون فيها الحكم واقعاً على أفراد محققة الوجود في الواقع الموضوعي )
وتتمظهر أخرى بلون القضيّة الحقيقية والتي أُخذَ فيها إطلاق الحكم مُسّلماً إذعانيّا على الموضوع المقدّر الوجود .
بمعنى إذا وجِدَ الموضوع وتحقق فعلاً فالحكم ينصب عليه
ذلك كون موضوع القضية الحقيقية هو الطبيعة ليكون لها من المكنة الانبساطية بحيث تشمل كل فرد فرد من أفرادها .
ومعلومٌ أنَّ جعل الأحكام تكوينيا وتشريعيا هو بيد الله تعالى حصراً
وإنَّ القرآن الكريم قد اختزل عناء البحث والنظر لمن يروم النتيجة والإجابة القطعية عن إشكاليّة الزمان وجدلها مع العمر الشريف
للإمام المهدي (عليه السلام) بقاءً
لا من جهة الوقوع والتحقق لأفراد شملهم التعمير من ذي قبل حيث يكون ذلك الوقوع أدل دليلا على الإمكان .
بل من جهة القدرة من جانب الله تعالى حدوثاً وبقاءً وإن انقطع تحقق الوقوع خارجاً لكنه لن ينقطع حقيقةً
لتقهر هذه القدرة المطلقة والحقيقية كل اعتبارات الوجود وحيثياتها أثراً
خاصة إذا ما تعلّق الأمر بمصلحة الدين الحق والعباد المؤمنين
وكشاهد على هذه الحقيقة الوجودية
هو قوله تعالى
(( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) (247) البقرة
هذه الآية الشريفة فيها من الاستظهار الدلالي والقصدي الجدي
ما لا يخفى على اللبيب
حيث تنزاح ثنائية البَسطة زيادةً في العلم والجسم من أنطولوجيّة القضية الخارجية إلى أنطولوجية القضية الحقيقية لتنعقد مع عقيدة الاستخلاف إنعقاداً مكينا .
فما حصل مع طالوت الملك من زيادة الله تعالى له البَسطة في العلم والجسم هو لون وجودي من ألوان التعاطي الإلهي مع أوليائه الصالحين
ممكن أن يتجلى هذا اللون الوجودي في سمة البسطة والقدرة والقوة والسعة العلمية
والطاقة الجسمية قابليّةً وآثاراً عند الإمام المهدي (عليه السلام) .
والمعنى الصحيح والمعقول أنَّ زيادة البسطة في العلم والجسم هو أن يكون الولي الصالح والمُصطفى والمُستخلف مَحلاً لحمل أكبر سعة ممكنة وضرورية من قدرة وطاقة العلم والجسم .
حتى يستطيع معهما من مواجهة ضغط الآخر علماً وقدرةً
وضغط الزمان وحيثياته حياتيا .
وما يهمّنا في هذه الرؤية القرآنية هو مصطلح زيادة البسطة في الجسم والتي ممكن توظيفها معرفيا للإجابة عن إشكالية تأثير الزمان على حياة الإمام المهدي من جهة التعمير .
ولو راجعنا تفسير هذه الفقرة من الآية محل البحث لم نجد تفسيرا معقولا ومقنعا أبدا
إذ أغلب المفسرين ينحنون منحنى الإسرائيليات في تسطيح المعنى الدلالي لهذه المفردة ( وزاده بسطة في الجسم)
فيقولون أنها تعني تطويل الله تعالى لجسم طالوت بخلاف المعهود من طول أفراد البشر آنذاك والبالغة قدر 60 ذراع ليصل طوله إلى 100 ذراع .
وهذا التفسير فيه من الضعف والخرافة ما لا يخفى على المدقق
خاصة وقرائن الآيات المترابطة مع الآية محل البحث تتحدّث عن مفهوم القدرة والطاقة والعجز عن مواجهة الأعداء مما يستوجب منح القائد الصالح من مزيدٍ في القدرة الجسمية للثبات والمقاومة والإنتصار .
فلا أدري لِمَ حصر المفسرون الزيادة في الطول فقط والحال أنّ طبيعة الجسم فيها بُعد العمق والعرض والزمان (البعد الرابع) ؟
وما يترجح في التفسير المعقول هو أنَّ الله تعالى يزيد الولي أو الإمام القائد في طبيعة جسمه قوةً وطاقةً كبيرة جداً يتمكن معها من مواجهة تأثير العوامل الخارجية عليه بما فيها موضوعة الزمان .
وعلى هذا الأساس أنَّ حَراك وحركة الإمام المهدي (عليه السلام ) وجوداً وبقاءً إنما تصطف تحققاً مع اعتبارية مفهوم الزمان بالنسبة إليه
فحَراك جسم الإمام المهدي وجوداً وبقاءً لن يتأثّر بحيثّيات الزمان مع زيادة الله تعالى له في بسطة الجسم له أي قدرته وطاقته على مواجهة تلك الحيثيات
والتي تقهر مَن لا يمتلك هذه الزيادة من البسطة في الجسم
هذا إذا ما فسرنا أنَّ مفهوم الزمان هو أمر تحليلي ذهني لاوجود له في الخارج
إلاَّ بوجود موضوعه وهو جسم الإمام وحَراكه في الوجود .
وبالتالي قوة الجسم تقهر قوة الزمان وبإذن الله تعالى
_____________________________
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف