المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة : كيف ينسى المعصوم و يهم بقتل عمر ثم يتراجع بعد أن يتذكر الوصية و لماذا ثار لسيفه ..!!


كربلائية حسينية
28-11-2014, 02:19 AM
بسمه تعالى

الشبهة :

استشكل أحد أعداء فاطمة و الامام علي صلوات ربي و سلامه عليهما باشكال لا يرتقي ليكون اشكالاً أصلاً لكن جماعة التطبيل ضخموه و نفخوه كالبالون الكبير الضخم فكان لزاماً علينا أن نفجر لهم ذلك البالون حتى يعودوا خاسئين .. سأذكر اشكالاته بأسلوبي مع حفظ المعنى التام لما قاله ..
قال في رواية قتل الزهراء و الانقلاب على الامام علي و الهجوم على دارهم المقدس كيف يتذكر المعصوم - الامام علي - بعد النسيان حين انقض على عمر و وجأ أنفه و رقبته و همَّ بقتله فتذكر وصية رسول الله فامتنع عن قتله و ماذا كان سيحدث لو أنه لم يتذكر إلا بعد أن قتل عمر ؟
و لماذا ثار الامام علي لسيفه ؟

الجواب :

أولاً : نذكر الرواية لتكون أمام القارئ :



كتاب سليم بن قيس الهلالي » سليم بن قيس الهلالي العامري » (ص 151 - ص 180)

(( ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام. ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة عليهما السلام: (والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك بيتك النار)!
فقالت فاطمة عليها السلام: يا عمر، ما لنا ولك؟ فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم.
فقالت: (يا عمر، أما تتقي الله تدخل على بيتي)؟ فأبى أن ينصرف.
ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت:
(يا أبتاه يا رسول الله) فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت:
(يا أبتاه) فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت: (يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر).
دفاع علي عليه السلام عن سليلة النبوة
فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره (1) فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلی الله عليه و اله وما أوصاه به، فقال: (والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك - لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلی الله عليه و اله لعلمت إنك لا تدخل بيتي).
أبو بكر يصدر أمره بإحراق البيت مرة أخرى
فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي عليه السلام إلى سيفه.
فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي عليه السلام إليه بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته.
فقال أبو بكر لقنفذ: (إرجع، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فاضرم عليهم
بيتهم النار). فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي عليه السلام إلى
سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه (1)
فألقوا في عنقه حبلا! انتهى
_______________________________




الراوي قال : فَذَكَرَ و ليس فَتَذَكَّرَ و هناك فرق كبير بين الكلمتين ..

فَذَكَرَ = ذكر قول رسول الله أي حدث بما قاله له رسول الله في وصيته إليه بالصبر - استحضر قوله و تلاه على مسامع الآخرين ..

كقولنا ذكر الله بالثناء عليه هل يعني أن الشخص كان ناسياً الله تعالى أم يكون يذكره ذكراً من خلال الثناء عليه ؟؟

مثال آخر من الحديث :


شعب الإيمان - أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الجزء 2 الصفحة 76

1200 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا الحسن بن يعقوب العدل و أحمد بن محمد بن عبد الله القطان قالا : ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا علي بن عاصم عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود حدثني طلحة البصري قال : كان الرجل منا إذا قدم المدينة فكان له بها عريف نزل على عريفه فإن لم يكن له بها عريف نزل الصفة فقدمت المدينة و لم يكن لي بها عريف فنزلت الصفة و كان يجري علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم كل يوم مدا من تمر و يكسونا الخنف فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم بعض صلوات النهار فلما انصرف ناداه أهل الصفة يمينا و شمالا : يا رسول الله أحرق بطوننا التمر و تخرقت علينا الخنف فمال رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى منبره فصعده فحمد الله و أثنى عليه فذكر شدة ما لقي من قومه حتى قال :
فلقد أتى علي و على و صاحبي يضع عشرة يوما و ما لي و له طعام إلا البربر ـ قال : قلت لأبي حرب : و ما البرير ؟ قال : طعام رسول الله صلى الله عليه و سلم تمر الأراك ـ ..)) الخ

فهل يصح أن يقال أن رسول الله هنا ذكر ما جرى عليه بعد أن نسيه ..؟؟ أم أن نقول القول السليم بأن ذكر تعني قال و تحدث و أخبر بالشيء ..؟؟


أما ما تكلم به المستشكل فله معنى آخر مختلف كلياً عن المعنى الأول و هو :

فَتَذَكَّرَ = تذكر ما كان ينساه .. أشياء أو أحداث أو وقائع قد نسيها فتذكرها ...


زيادة في البيان هذا كلام ابن منظور في لسان العرب :


لسان العرب - ابن منظور
الذِّكْرُ: الحِفْظُ للشيء تَذْكُرُه.
والذِّكْرُ أَيضاً: الشيء يجري على اللسان.
والذِّكْرُ جَرْيُ الشيء على لسانك، وقد تقدم أَن الذِّكْرَ لغة في الذكر، ذَكَرَهُ يَذْكُرُه ذِكْراً وذُكْراً؛ الأَخيرة عن سيبويه.
........... إلى أن قال
ومنه حديث عمر: ما حلفتُ بها ذَاكِراً ولا آثراً أَي ما تكلمت بها حالفاً:
من قولك: ذكرت لفلان حديث كذا وكذا أَي قلته له، وليس من الذِّكْر بعد النسيان.
________________

لسان العرب - ابن منظور

والتَّذَكُّر تذكر ما أُنسيته.
وذَكَرْتُ الشيء بعد النسيان وذَكْرتُه بلساني وبقلبي وتَذَكَّرْتُه وأَذْكَرْتُه غيري وذَكَّرْتُه بمعنًى. قال الله تعالى: وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ؛ أَي ذَمَرَ بعد نِسْيان، وأَصله اذْتَكَرَ فَأُدغم.

______________________

إن شاء الله يكون قد توضح المعنى للقارئ الكريم ...


ثانياً : وردت روايات أخرى عندنا تذكر ما فعله الكرار عليه السلام بعمر الجبان المجبن و بخالد بن الوليد الذي تبرأ منه و من عمله رسول الله لم يرد بها كلمة (( فذكر)) :

الإحتجاج الجزء الأول أحمد بن علي الطبرسي
احتجاج أمير المؤمنين (ع) على أبي بكر وعمر لما منعا فاطمة الزهراء (ع) فدك بالكتاب والسنة.
الصفحة 127
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يا خالد ما الذي أمرك به؟ فقال أمرني بضرب عنقك، قال: أو كنت فاعلا؟ قال: إي والله، لولا أنه قال لي لا تقتله قبل التسليم لقتلتك.
قال: فأخذه علي عليه السلام فجلد به الأرض، فاجتمع الناس عليه، فقال عمر يقتله ورب الكعبة، فقال الناس، يا أبا الحسن الله الله، بحق صاحب القبر، فخلى عنه، ثم التفت إلى عمر، فأخذ بتلابيبه وقال: يا بن صهاك والله لولا عهد من رسول الله، وكتاب من الله سبق، لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا ودخل منزله. انتهى
_______________________________


ثالثاً : هب أن الكلمة كانت تعني ذكر بعد أن نسي لا أعتقد أن هذا الأمر يمثل مشكلة عند مدرسة الصحابة لأن عندهم رسول الله المعصوم (( المفروض يكون معصوم لكنهم طعنوا بعصمته )) الرسول ينسى آيات من الوحي و يذكره بها رجل عادي كان يتلوها ..


فذكر أو تذكر قول رسول الله و وصيته لن تؤثر في تلقيهم للخبر طالما أن عندهم من هو افضل من الإمام علي و هو سيد الخلائق أجمعين رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم نسي الوحي و القرآن و هذه تعد طامة الطوام

صحيح البخاري - كِتَاب فَضَائِلِ الْقُرْآنِ - بَاب نِسْيَانِ الْقُرْآنِ وَهَلْ يَقُولُ نَسِيتُ آيَةَ كَذَا وَكَذَا

4750 حَدَّثَنَا رَبِيعُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا زَائِدَةُ حَدَّثَنَا هِشَامٌ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يَقْرَأُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي كَذَا وَكَذَا آيَةً مِنْ سُورَةِ كَذَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ حَدَّثَنَا عِيسَى عَنْ هِشَامٍ وَقَالَ أَسْقَطْتُهُنَّ مِنْ سُورَةِ كَذَا تَابَعَهُ عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ وَعَبْدَةُ عَنْ هِشَامٍ .
______
صحيح مسلم - كِتَاب صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا - يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أسقطتها من سورة كذا وكذا

1312 788 وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا عَبْدَةُ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَمِعُ قِرَاءَةَ رَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَذْكَرَنِي آيَةً كُنْتُ أُنْسِيتُهَا .
___________
مسند الإمام أحمد بن حنبل
أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني
الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها
الجزء 3 الصفحة 407
15402 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا يحيي بن سعيد عن سفيان ثنا سلمة بن كهيل عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم صلى في الفجر فترك آية فلما صلى قال أفي القوم أبي بن كعب قال أبي يا رسول الله نسخت آية كذا وكذا أو نسيتها قال نسيتها
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
_____
مسند الإمام أحمد بن حنبل
أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني
الأحاديث مذيلة بأحكام شعيب الأرنؤوط عليها
الجزء 6 الصفحة 62
24380 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا وكيع قال ثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت : سمع النبي صلى الله عليه و سلم رجلا يقرأ آية فقال رحمه الله لقد أذكرني آية كنت نسيتها
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين . انتهى

___________________




الله تعالى قال : { ( سَنُقْرِؤُكَ فَلَا تَنسَى ) }

لكن بمقاييس السنة الرسول نسيه !
فالمصيبة عند مدرسة الصحابة أعظم بنسيان الرسول لما هو أهم من الوصية .. الوحي و القرآن الكريم .. فتأمل !

رابعاً : الإمام علي عليه السلام أراد أن يسمع القاصي و الداني بأمر الوصية كي لا يلام على سكوته عن حرب هؤلاء المجرمين فذكر وصية رسول الله لهم عندما هَمَّ بقتل عمر لكي يسمع عذره المسلمين .. فلو أنه قتل عمر بوقتها و الإسلام ضعيف لكانت هذه أكبر ذريعة للمنافقين للانقضاض على الإسلام و اشعال الفتنة لتطحن الحروب الأهلية بين أنصار الامام علي و أنصار عمر و حزبه المجرم في رحاها الإسلام عن بكرة أبيه ..

خامساً : سكوت أمير المؤمنين كان عن حرب هؤلاء لوصية رسول الله و لقلة الناصر فلو أنه كان لديه عدد كبير من الأنصار المخلصين و الإسلام كان قوياً لما تركها لهم لكنه يعلم جيداً أن الانقلاب قد حصل و الإسلام ضعيف و محاط بالأعداء المتربصين و لم يبقى معه سوى عدد قليل جداً من المناصرين لا يتعدون عدد أصابع اليد ..

كان عليه السلام أمام طريقين : إما أن يعلن الحرب مع هذا العدد القليل من الأنصار المطعين له و الموالين له متمسكين بالكتاب و العترة كما أوصى رسول الله و بهذا مخاطرة كبيرة بهم حيث من السهل غلبة المجرمون الغاصبين عليهم و قتلهم و استئصال هذه البذرة الطيبة و عندها يخسر الإسلام خسارة كبيرة جداً لا تعوض و يبقى الامام وحيداً بكل معنى الكلمة فلا يبقى للموالين من أثر و لن يكون هناك من ينشر طريق الولاية و الحق بين الناس معه و هذا ما لا يريده الامام كما أن هذه الحرب لو اشتعلت كانت ستسبب الانقسام بين المسلمين ما يجعلهم لقمة سائغة للأعداء فتشتعل الفتنة و الحروب أهلية بين أنصاره و أنصار أبو بكر و عمر و التي من شأنها أن تفني الإسلام و المسلمين خصوصاً بوجود متربصين بالإسلام من كفار و يهود و نصارى و منافقين و منهم - أي المنافقين - كانوا في داخل الجسد الإسلامي فكان خطرهم أعظم من الكفار و المشركين فتأمل !

و إما أن يسكت عن هذه الحرب و هذا ما فعله فهو بالنهاية الإمام المنصب من الله و إليه تؤول الأمور سواء جلس على كرسي الحكم أم لم يجلس ..
لقد سلك طريق السلم كما أوصاه رسول الله و لم يترك وسيلة سلمية إلا و استخدمها مطالباً بحقه و قد فعل ذلك عدة مرات و بكثير من المواقف كحديث المناشدة و حديث قوله لأبو بكر بأنه مستبد استبد بأمر الخلافة و الخلافة هي من حق الامام علي و غيرها من المواقف و بعد أن رآى الخذلان من المسلمين و لم ينصره منهم أحد استخدم طريقة اخرى تمثلت في تهيئة الأمة الإسلامية و اعدادها عقائدياً من خلال تقوية معرفتهم و تعليمهم و تعريفهم بحق أهل البيت أئمة الحق و على المدى الطويل ستعي الأمة التي خذلته سابقاً أن ليس هناك من يصلح لقيادة أمر الأمة إلا من اختاره الله و نصبه نبيه و هو الامام علي و الأئمة من بعده و هذا ما حصل فعلاً فقد اجتمعوا على توليته و من بعده اجتمعوا على تولية ابنه الحسن المجتبى صلوات ربي و سلامه عليه
نعم استنزف من الوقت الكثير و لم تحصد الثمار سريعاً لكن أثرها أعمق و أقوى من حد السيف و هذه كانت الطريق التي رسمها رسول الله له و نفذها الامام و انتصر .

فهو لم يسكت عن حقه بل تكلم و سلك مسلك السلم و تكلم بالطرق السلمية إنما سكوته كان امتناعاً عن حربهم فقط .

الشطر الثاني من شبهته : (( ما الذي كان سيحدث لو انه لم يتذكر الوصية إلا بعد قتل عمر))

أولاً : بينا التلبيس الذي يحاول المستشكل تمريره على القارئ من خلال اضافة حرف التاء ليتغير معنى الكلمة من (( فَذَكَرَ )) إلى (( فَتَذَكَّرَ )) و قد بينا الفارق ..

ثانياً : أنت تفترض فرضية أنه نسي الوصية و هَمَّ بقتل عمر فتذكرها و امتنع .. و تريد أن تلزمنا بهذه الفرضية العقيمة و ما كان لك ذلك و هيهات أن يكون لأنها مجرد فرضية نسجها لك عقلك الذي سلمته للشيطان كي يفكر لك فيه لا حجة لك بذلك علينا
عقيدتنا لم تقبل أبداً نسيان معصوم كما الحال لديكم ففرضيات عقيمة مبنية على سوء فهمكم للنصوص ليست دليل يستدل به أو تقام بها حجة فتنبه !


الشطر الثالث من الشبهة (( لماذا ثار الإمام علي لسيفه و أنتم تقولون أنه سكت منعاً للفتنة و القتل فإذا هو أراد قتل المسلمين و اراقة الدماء))

الجواب :

الشجاعة قمة الشجاعة أن تظفر بعدوك و تكون على وشك أن تقضي عليه فتمتنع امتثالاً لأمر رسول الله و وصيته من أجل حفظ الأمة الإسلامية من الفتنة و الفناء ..فترضى على نفسك الألم و الحرقة من أجل رفعة الإسلام و الحفاظ عليه ..

فجوابنا هو دفاعاً عن النفس و العرض و هذا من الغيرة و الحمية و الشرف و الكرامة .. هناك فرق بين أن يحارب بالسيف و يعلن الحرب و يكوِّن جيش لاعادة الخلافة و حق الزهراء و بين أن يثور لسيفه للمقاومة و الدفاع عن النفس و العرض فبالاضافة لضربهم للزهراء لقد أرادوا قتله هو كما تذكر الرواية أعلاه تماماً كما فعل بنو اسرائيل مع نبي الله موسى و وصيه هارون
{ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِن بَعْدِيَ أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُواْ يَقْتُلُونَنِي فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأعْدَاء وَلاَ تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
فعصابة الشيطان يقودها عمر و أبو بكر كلفوا خالد بن الوليد بتلك المهمة و سأله الإمام يريد استنطاقه عن سبب هجومه عليه فقال له بصريح العبارة لأقطع عنقك فسأله الامام مرة اخرى يريد اثبات كفره للناس و قال : أوكنت فاعل - أي أكنت ستقتلني - فأجابه اللعين نعم .. فالقوم أتوا ليقتلونه و من الطبيعي أن يدافع عن نفسه .. و لو بالتخويف للردع لأنه من الثابت أنهم كانوا يرتعبون إذا رأوا الكرار شاهراً سيفه فهم يعلمون جيداً ماذا سيصنع فكل ما في الأمر أنه دفاع عن النفس و ليس لأنه كان يريد الحرب لاعادة الخلافة المغتصبة أو لاعادة حق الزهراء بفدك لقد كان في موقع دفاع و ليس هجوم
هجوم لو كان أشهر سيفه يريد اعادة الخلافة و الحق المغتصب
دفاع لو أراد الدفاع عن النفس و العرض
و أمر الله هو النافذ
نقطة انتهى
لكن كيفما كان ليس الأمر كعثمان عندما هجموا على داره و قطعوا أصابع زوجته نائلة أمام عينيه ثم اعتدوا على عرضها و ضربوا عجيزتها و قالوا ما أكبرها من عجيزة و هو واقف يتفرج عليهم حتى أنه احتمى بها -يحتمي بامرأة- و كانت ترد عنه و ترمي بنفسها عليه متلقية ضربات السيوف حتى قطعوا أصابعها و هو واقف يتفرج ..!


ثم لقد احترنا مع هؤلاء النواصب المبغضين للامام علي و فاطمة الزهراء عليهما السلام
إذا قلنا الإمام علي سكت عن حقه منعاً من ارتداد الناس عن الإسلام و دخول المنافقين المتربصين على الخط بتأجيج الفتن و اشعالها و منعاً لقيام حرب أهلية بين أنصار الإمام علي و بين أنصار أبو بكر و عمر ينتهي على اثرها الإسلام كله قالوا لنا كيف يسكت و هو الكرار ..!!!

و إن قلنا لهم دافع و همَّ بقتله لكنه امتنع لوصية رسول الله قالوا كيف يهم بقتله و لماذا ثار لسيفه
لابد أنه أراد بالأمة شراً و فتنة و اراقة دماء ... !!
ماذا تريدون بالضبط .؟؟!!

نستغرب حقيقة من هؤلاء الذين يجادلون بعد أن تبين لهم الحق { يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ }

{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ }

و هؤلاء كاليهود تماماً كبني اسرائيل لا يعجبهم شيئاً من الحق إلا تتبع رأيهم و معتقدهم الفاسد
وكلما تأتي لهم بآية أو علامة و دليل يجادلك فيها ألف ألف مرة لأنهم قوم لا يؤمنون فيستكبرون و ينبشون القبور بحثاً عن تشكيكات فقط للجدال و تضليل الناس.. و هؤلاء من قال عنهم رب العزة و الجلال : {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }

فالحمد لله على نعمه علينا بالإسلام و الإيمان بولاية وصي خير الأنام
و الله الهادي
كربلائية حسينية