المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قرة عين المؤمنين ومكيدة الملحدين


melika
21-11-2007, 10:35 PM
في يوم امتلئ بالبركة والولاء
غردت الطيور فرحا
وانشدت العصافير ابيات سرورها
وفاح في ارجاء المعمورة مسك الطهر ...
ولد السيد الامام
ولد الغريب الهمام
شع بيت النبوة بالنور والاضواء
فقد ولد سليل الانبياء ..
ولد علي بن موسى الرضا
فاهلا به وبمجيئه وبمقدمة الميمون ..


ولادة الإمام الرضا ( علیه السلام )



أشرقت الأرض بمولد الإمام الرضا ( علیه السلام ) ، فقد وُلد خَیرُ أهل الأرض ، وأكثرهم عائدة على الإسلام .
وَسَرَتْ موجاتٌ من السرور والفرح عند آل النبی ( صلى الله علیه وآله ) ، وقد استقبل الإمام الكاظم ( علیه السلام ) النبأ بهذا المولود المبارك بمزید من الابتهاج ، وسارع إلى السیدة زوجته یهنیها بولیدها قائلاً : ( هَنِیئاً لكِ یا نَجمَة ، كَرامَةٌ لَكِ مِن رَبِّكِ ) .
وأخذ ( علیه السلام ) ولیده المبارك ، وقد لُفَّ فی خرقة بیضاء ، وأجرى علیه المراسم الشرعیة ، فأذَّن فی أُذنِه الیمنى ، وأقام فی الیسرى ، ودعا بماء الفُرَات فَحنَّكه به ، ثم رَدَّهُ إلى أمه ، وقال ( علیه السلام ) لها : ( خُذِیه ، فَإِنَّهُ بَقِیَّةَ اللهِ فِی أرضِهِ ) .
لقد استقبل سلیل النبوة أول صورة فی دنیا الوجود ، صورة أبیه إمام المتقین ، وزعیم الموحدین ( علیه السلام ) ، وأول صوت قرع سمعه هو : ( اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ الله ) ، وهذه الكلمات المُشرِقَة هی سرُّ الوجود ، وأُنشُودَةِ المُتَّقِین .
وسمَّى الإمام الكاظم ( علیه السلام ) ولیده المبارك باسم جده الإمام أمیر المؤمنین علی ( علیه السلام ) تَبَرُّكاً وَتَیَمُّناً بهذا الاسم المبارك ، والذی یرمز لأَعظَم شَخصیةٍ خُلِقَت فِی دنیا الإسلام بعد النبی ( صلى الله علیه وآله ) ، والتی تَحلَّت بِجمیع الفضائل .
وكانت ولادته ( علیه السلام ) فی الحادی عشر من ذی القعدة 148 هـ ،‍ وهذا هو المشهور بین الرُواة ، وهناك أقوال أخرى فی ولادته ( علیه السلام ) .

melika
21-11-2007, 10:37 PM
علم الإمام الرضا ( علیه السلام )



إن الشیء البارز فی شخصیة الإمام الرضا ( علیه السلام ) هو إحاطته التامة بجمیع أنواع العلوم والمعارف .
فقد كان ( علیه السلام ) – بإجماع المؤرخین والرواة – أعلمَ أهلِ زمانه ، وأفضلَهُم ، وأدراهُم بأحكام الدین ، وعلوم الفلسفة ، والطب ، وغیرها من سائر العلوم .
وقد تحدث أبو الصلت الهروی عن سعة علومه ( علیه السلام ) ، وكان مرافقاً له یقول : ما رأیت أعلم من علی بن موسى الرضا ( علیه السلام ) ، ما رآه عالم إلا شهد له بمثل شهادتی .
وقد جمع المأمون فی مجالس له عدداً من علماء الأدیان ، وفقهاء الشریعة ، والمتكلمین ، فَغَلَبَهُم ( علیه السلام ) عن آخرهم ، حتى ما بقی منهم أحد إلا أقرَّ له بالفضل ، وأقرَّ له على نفسه بالقصور .
إذن ، فإن الإمام الرضا ( علیه السلام ) كان أعلم أهل زمانه ، كما كان المرجع الأعلى فی العالم الإسلامی ، الذی یرجع إلیه العلماء والفقهاء فیما خفی علیهم من أحكام الشریعة ، والفروع الفقهیة .
ویقول إبراهیم بن العباس : ما رأیت الرضا ( علیه السلام ) یسأل عن شیء قَطّ إلا علم ، ولا رأیت أعلم منه بما كان فی الزمان الأول إلى وقته وعصره ، وكان المأمون یمتحنه بالسؤال عن كل شیء ، فیجیب ( علیه السلام ) .
وقد دلت مناظراته ( علیه السلام ) فی خراسان والبصرة والكوفة حیث سُئِل عن أعقد المسائل ، فأجاب ( علیه السلام ) عنها جواب العالم الخبیر المتخصص .
وقد أذعنت له جمیع علماء الدنیا - فی عصره - وأقروا له بالفضل والتفوق علیهم .


وظاهرة أخرى له ( علیه السلام ) وهی إحاطته الشاملة بجمیع اللغات ، ویَدلُّ على ذلك ما رواه أبو إسماعیل السندی قال :
سمعت بالهند أن لله فی العرب حجة ، فخرجت فی طلبه ، فَدُلِّلْتُ على الرضا ( علیه السلام ) .
فقصدته وأنا لا أحسن العربیة ، فَسَلَّمتُ علیه بالسندیة ، فَردَّ علیَّ بِلُغَتِی ، فجعلت أُكلِّمه بالسندیة وهو یردُّ علیّ بها .
وقلت له : إنی سمعت أن لله حجة فی العرب فخرجت فی طلبه ، فقال ( علیه السلام ) : ( أنا هو ) .
ثم قال ( علیه السلام ) لی : ( سَلْ عما أردته ) .
فسألته عن مسائل فأجابنی عنها بِلُغَتِی ، وقد أكد هذه الظاهرة الكثیرون ممن اتصلوا بالإمام ( علیه السلام ) .
یقول أبو الصلت الهروی : كان الرضا ( علیه السلام ) یكلم الناس بلغاتهم ، فقلت له : فی ذلك فقال : ( یا أبا الصلت أنا حجة الله على خلقه ، وما إن الله لیتخذ حجة على قوم وهو لا یعرف لغاتهم ، أَوَ مَا بلغَكَ قول أمیر المؤمنین ( علیه السلام ) : أوتِینَا فَصلَ الخطاب ، وهل هو إلا معرفته اللغات ) .
وقد أخبر الإمام الرضا ( علیه السلام ) عن كثیر من الملاحم والأحداث قبل وقوعها ، وتحققت بعد ذلك على الوجه الأكمل الذی أخبر ( علیه السلام ) به .
وهذا یؤكد - بصورة واضحة - أصالة ما تذهب إلیه الشیعة من أن الله تعالى قد منح أئمة أهل البیت ( علیهم السلام ) المزید من الفضل والعلم ، كما منح رُسله ( صلوات الله علیهم أجمعین ) ، ومن بین ما أخبر ( علیه السلام ) به ما یلی :
أولاً :

روى الحسن بن بشار قال : قال الرضا ( علیه السلام ) : ( إن عبد الله - یعنی المأمون - یقتل محمداً - یعنی الأمین - ) .
فقلت له : عبد الله بن هارون یقتل محمد بن هارون .
قال ( علیه السلام ) : ( نعم ، عبد الله الذی بخراسان یقتل محمد بن زبیدة الذی هو ببغداد ) .
وكان یتمثل بهذا البیت :
وإن الضغن بعد الضغن یفشو علیك ویخرج الداء الدَّفینا
ولم تمضِ الأیام حتى قتل المأمون أخاه الأمین .
ثانیاً :

ومن بین الأحداث التی أخبر ( علیه السلام ) عنها : أنه لما خرج محمد بن الإمام الصادق ( علیه السلام ) بِمَكَّة ودعا الناس إلى نفسه ، وخلع بیعة المأمون ، قصده الإمام الرضا ( علیه السلام ) .
فقال له : یا عَم ، لا تُكَذِّب أباك ، ولا أخاك - یعنی الإمام الكاظم ( علیه السلام ) - فان هذا الأمر لا یتم .
ثم خرج ولم یلبث محمد إلا قلیلاً حتى لاحقته جیوش المأمون بقیادة الجلودی ، فانهزم محمد ومن معه ، ثم طلب الأمان ، فآمنه الجلودی .
ثم صعد المنبر وَخَلَع نفسه وقال : إن هذا الأمر للمأمون ولیس لی فیه حق .
ثالثاً :

روى الحسین نجل الإمام الكاظم ( علیه السلام ) قال : كُنَّا حول أبی الحسن الرضا ( علیه السلام ) ونحن شبان من بنی هاشم ، إذ مَرَّ علینا جعفر بن عمر العلوی وهو رَثُّ الهیئة ، فنظر بعضنا إلى بعض وضحكنا من هیئته .
فقال الرضا ( علیه السلام ) : ( لَتَرَوُنَّهُ عن قریبٍ كثیر المال ، كثیر التبَع ) .
فما مضى إلا شهر ونحوه حتى وَلِیَ المدینة ، وَحَسُنَتْ حَالُه .
رابعاً :

روى محول السجستانی قال : لما جاء البرید بأشخاص الإمام الرضا ( علیه السلام ) إلى خراسان ، كنت أنا بالمدینة .
فدخل المسجد لیودع رسول الله ( صلى الله علیه وآله ) ، فودعهُ مِراراً ، فكان یعلو صوته ( علیه السلام ) بالبكاء والنحیب .
فتقدمت إلیه وسلمت علیه ، فَردَّ السلام ، وهَنَّأتُه فقال : ذَرْنِی ، فإنی أخرج من جوار جدی فأموت فی غربة ، وأُدفن فی جنب هارون .
قال : فخرجت متبعاً طریقه ، حتى وافى خراسان فأقام فیها وقتاً ثم دفن بجنب هارون .

melika
21-11-2007, 10:38 PM
زهد الإمام الرضا ( عليه السلام )



من ذاتيات الإمام الرضا ( عليه السلام ) وعناصره هو الزهد في الدنيا ، والإعراض عن مباهجها وزينتها .

وقد تحدَّث عن زهده محمد بن عباد قال : كان جلوس الرضا ( عليه السلام ) على حصيرة في الصيف ، وعلى مسح في الشتاء ، ولباسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز الناس تزيأ .

ويقول الرواة : إنه التقى به سفيان الثوري ، وكان الإمام ( عليه السلام ) قد لبس ثوبا من خز ، فأنكر عليه ذلك وقال له : لو لبست ثوبا أدنى من هذا ؟

فأخذ الإمام ( عليه السلام ) يده برفق ، وادخلها في كمه ، فإذا تحت ذلك الثوب مسح ، وقال ( عليه السلام ) له : يا سفيان : الخِزُّ للخلق ، والمسح للحق .

فقد كان الزهد من أبرز الذاتيات في خلق الإمام الرضا ( عليه السلام ) ومن أظهر مُكوّناته النفسية .

ويجمع الرواة أنه ( عليه السلام ) حينما تقلَّد ولاية العهد لم يحفل بأي مظهر من مظاهر السلطة ، ولم يُقِم لها أيَّ وزنٍ ، ولم يرغب في أي موكبٍ رسمي ، وَكَرِه ( عليه السلام ) مظاهر العَظَمة التي يقيمها الناس لملوكهم .

سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام )


كان سلوك الإمام الرضا ( عليه السلام ) نموذجاً رائعا لسلوك آبائه ( عليهم السلام ) الذين عُرِفوا بِنُكرَان الذات ، والتَجَرُّدِ عن كل نَزعَة لا تَمُتُّ إلى الحق والواقع بصلة .

فقد تميز سلوك الإمام ( عليه السلام ) بالصلابة للحق ومناهضة الباطل .

فإنه ( عليه السلام ) كان يأمر المأمون العباسي بتقوى الله تعالى ، وينعى عليه تصرفاته التي لا تتفق مع واقع الدين .
وقد ضاق المأمون منه ذرعاً ، فقدم على اقتراف أفظع جريمة وهي اغتيال الإمام ( عليه السلام ) .

وكانت سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أهل بيته وإخوانه مثالاً آخر للصرامة في الحق ، فمن شَذَّ منهم في تصرفاته عن أحكام الله تعالى جَافَاهُ وابتعد عنه ، وقد حَلفَ أن لا يُكلِّم أخاه زيداً حتى يلقى الله تعالى ، وذلك حينما اقترف أخوه ما خالف شريعة الله .

أما سلوك الإمام ( عليه السلام ) مع أبنائه ، فقد تميَّز بأروع ألوان التربية الإسلامية ، خصوصاً مع ولده الإمام الجواد ( عليه السلام ) .

فكان ( عليه السلام ) لا يَذكُرُه باسمه ، وإنما كان يُكَنِّيه ، فيقول : كتب إليَّ أبو جعفر ، أو : كنتُ كتبتُ إلى أبي جعفر . وكلُّ ذلك لِتَنمية روح العزَّة والكرامة في نفسه

melika
21-11-2007, 10:40 PM
حكم الإمام الرضا ( علیه السلام )



لیس فی تاریخ الأدباء والحكماء كتاریخ أهل البیت ( علیهم السلام ) ، حیث إنّهم أثروا العالم الإسلامی والإنسانی بروائع آدابهم وحكمهم ، ومن عظیم قدرها وإبداعها وروعتها یكتبها الناس أحیاناً بماء الذهب ثمّ یحتفظون بها .
والإنسان مفطور على حبّ العلم والأدب والحكمة ، وكلّما كانت الحكم رصینة ورائعة كلّما انشدّ إلیها أكثر ، ولهذا رأى الناس فی روائع نهج البلاغة للإمام علی ( علیه السلام ) ما یغنیهم عن الرجوع لغیره من الحكماء ، كسقراط وبزرجمهر وهلّم جرّاً .
ولا غرابة أن یكون للأئمّة من أهل البیت ( علیهم السلام ) هذه الجواهر الثمینة فی الأدب ، والروائع العظیمة فی الحكمة ، وهم خرّیجو مدرسة الثورة ، وربائب الرسالة والوحی .
ومن هذه الأنوار العلویة والأزهار الهاشمیة ، نور أضاء سناه وعلاه ، وتضوع مسكه وشذاه ، نور الإمام الرضا ( علیه السلام ) وعطره وطیبه وزهره .
وإلیك بعض الروائع الأدبیة والحكمیة من أقواله ( علیه السلام ) :


1ـ سأله رجل عن قول الله عزّ وجل : ( ومن یتوكّل على الله فهو حسبه ) ؟
فقال ( علیه السلام ) : ( التوكّل درجات منها : أن تثق به فی أمرك كلّه ، فما فعل بك كنت راضیاً ، وتعلم أنّه لم یأتك خیراً ونظراً ، وتعلم أنّ الحكم فی ذلك له ، فتوكّل علیه بتفویض ذلك إلیه ، ومن ذلك الإیمان بغیوب الله التی لم یحط علمك بها ، فوكّلت علمها إلیه وإلى أمنائه علیها ، ووثقت به فیها ، وفی غیرها ) .
2ـ سئل عن حدّ التوكل ؟ فقال ( علیه السلام ) : ( أن لا تخاف أحداً إلاّ الله ) .
ومقصود الإمام ( علیه السلام ) بالتوكّل هنا ، هو التسلیم لأمر الله والرضا بقضائه .
3ـ سأله أحمد بن نجم عن العجب الذی یفسد العمل ؟
فقال ( علیه السلام ) : ( العجب درجات منها : أن یزین للعبد سوء عمله فیراه حسناً فیعجبه ، ویحسب أنّه یحسن صنعاً ، ومنها : أن یؤمن العبد بربّه فیمنّ على الله ، ولله المنّة فیه ... ) .
4ـ قال ( علیه السلام ) : ( خمس من لم تكن فیه فلا ترجوه لشیء من الدنیا والآخرة : من لم تعرف الوثاقة فی أرومته ، والكرم فی طباعه ، والرصانة فی خلقه ، والنبل فی نفسه ، والمخافة لربّه ) .
5ـ سئل عن السفلة ؟ فقال ( علیه السلام ) : ( من كان له شیء یلهیه من الله ) .
6ـ قال ( علیه السلام ) : ( إنّ الله یبغض القیل والقال ، وإضاعة المال وكثرة السؤال ) .
7ـ قال ( علیه السلام ) : ( التودّد إلى الناس نصف العقل ) .
8ـ قال ( علیه السلام ) : ( لا یتم عقل امرئ مسلم حتّى تكون فیه عشر خصال : الخیر منه مأمول ، والشرّ منه مأمون ، یستكثر قلیل الخیر من غیره ، ویستقل كثیر الخیر من نفسه ، لا یسأم من طلب الحوائج إلیه ، ولا یملّ من طلب العلم طول دهره ، الفقر فی الله أحبّ إلیه من الغنى ، والذلّ فی الله أحبّ إلیه من العزّ مع غیره ، والخمول عنده أشهى من الشهرة ) .
ثمّ قال ( علیه السلام ) : ( العاشرة ) ، قیل له : ما هی ؟
قال ( علیه السلام ) : ( لا یرى أحداً إلاّ قال : هو خیر منّی واتقى ) .
9ـ قال ( علیه السلام ) : ( إنّما الناس رجلان ، رجل خیر منه واتقى ، ورجل شرّ منه وأدنى ، فإذا لقی الذی هو شرّ منه وأدنى قال : لعلّ خیر هذا باطن ، وهو خیر له ، وخیری ظاهر ، وهو شرّ لی ، وإذا رأى الذی هو خیر منه وأتقى ، تواضع له لیلحق به ، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده ، وطاب خیره ، وحسن ذكره ، وساد أهل زمانه ) .
10ـ قال ( علیه السلام ) : ( الصمت باب من أبواب الحكمة ... إنّ الصمت یكسب المحبّة ، إنّه دلیل على كل خیر ) .
11ـ قال ( علیه السلام ) : ( صدیق كل امرئ عقله ، وعدّوه جهله ) .
12ـ قال ( علیه السلام ) : ( من أخلاق الأنبیاء التنظیف ) .
13ـ قال ( علیه السلام ) : ( صاحب النعمة یجب أن یوسّع على عیاله ) .
14ـ قال ( علیه السلام ) : ( إذا ذكرت الرجل وهو حاضر فكنّه ، وإذا كان غائباً فسمّه ) .
15ـ قال ( علیه السلام ) : ( یأتی على الناس زمان العافیة ، فیه عشرة أجزاء تسعة منها فی اعتزال الناس ، وواحد فی الصمت ) .
16ـ قال ( علیه السلام ) : ( من حاسب نفسه ربح ، ومن غفل عنها خسر ، ومن خاف أمن ، ومن اعتبر أبصر ، ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم ، وصدیق الجاهل فی تعب ، وأفضل المال ما وقی به العرض ، وأفضل العقل معرفة الإنسان نفسه ، والمؤمن إذا غضب لم یخرجه غضبه من حق ، وإذا رضی لم یدخله رضاه فی باطل ، وإذا قدر لم یأخذ أكثر من حقّه ) .
17ـ قال ( علیه السلام ) : ( من كثرت محاسنه مدح بها ، واستغنى عن التمدّح بذكرها ) .
18ـ قال ( علیه السلام ) : ( من لم یتابع رأیك فی صلاحه فلا تصغ إلى رأیه ، ومن طلب الأمر من وجهه لم یزل ومن زلّ لم تخذله الحیلة ) .
19ـ قال ( علیه السلام ) : ( إنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً ، ونشاطاً وفتوراً ، فإذا أقبلت تبصّرت وفهمت ، وإذا أدبرت كلّت وملّت ، فخذوها عند إقبالها ونشاطها ، واتركوها عند إدبارها وفتورها ) .
20ـ قال ( علیه السلام ) : ( صاحب السلطان بالحذر ، والصدیق بالتواضع ، والعدو بالتحرّز ، والعامّة بالبِشر ) .
21ـ قال ( علیه السلام ) : ( الأجل آفة العمل ، والبر غنیمة الحازم ، والتفریط مصیبة ذی القدرة ، والبخل یمزّق العرض ، والحب داعی المكاره ، وأجلّ الخلائق وأكرمها اصطناع المعروف ، وإغاثة الملهوف ، وتحقیق أمل الآمل ، وتصدیق رجاء الراجی ، والاستكثار من الأصدقاء فی الحیاة ، والباكین بعد الوفاة ) .
22ـ قال ( علیه السلام ) : ( أحسن الظن بالله ، فإنّ من حسن ظنّه بالله كان الله عند حسن ظنّه ، ومن رضی بالقلیل من الرزق قبل منه الیسیر من العمل ، ومن رضی بالیسیر من الحلال خفّت مؤونته ونعم أهله وبصّره الله داء الدنیا ودواءها ، وأخرجه منها سالماً إلى دار السلام ) .
23ـ قال ( علیه السلام ) : ( لیس لبخیل راحة ، ولا لحسود لذّة ، ولا لملول وفاء ، ولا لكذوب مروءة ) .
24ـ قال ( علیه السلام ) : ( إنّ الذی یطلب من فضل یكفّ به عیاله أعظم من المجاهدین فی سبیل الله ) .
25ـ سئل عن خیار العباد ؟ فقال : ( الذین إذا أحسنوا استبشروا ، وإذا أساءوا استغفروا ، وإذا أعطوا شكروا ، وإذا ابتلوا صبروا ، وإذا غضبوا غفروا ) .
26ـ قیل له : كیف أصبحت ؟ فقال ( علیه السلام ) : ( أصبحت بأجل منقوص ، وعمل محفوظ ، والموت فی رقابنا ، والنار من ورائنا ، ولا ندری ما یُفعل بنا ) .
27ـ قال ( علیه السلام ) : ( لا یجمع المال إلاّ بخصال خمس : بخل شدید ، وأمل طویل ، وحرص غالب ، وقطیعة الرحم ، وإیثار الدنیا على الآخرة ) .
28ـ قال علی بن شعیب : دخلت على أبی الحسن الرضا ، فقال لی : ( یا علی من أحسن الناس معاشاً ؟ ) .
قلت : أنت یا سیدی أعلم به منّی .
فقال ( علیه السلام ) : ( من حسن معاش غیره فی معاشه ) .
ثمّ قال : ( یا علی من أسوأ الناس معاشاً ؟ ) .
قلت : أنت أعلم .
قال ( علیه السلام ) : ( من لم یعش غیره فی معاشه ) .
ثمّ قال ( علیه السلام ) : ( یا علی ! أحسنوا جوار النعم ن فإنّها وحشیة ما نأت عن قوم فعادت إلیهم ، یا علی ! إنّ شرّ الناس من منع رفده ، وأكل وحده ، وجلد عبده ) .
29ـ قال ( علیه السلام ) : ( عونك للضعیف أفضل من الصدقة ) .
30ـ قال ( علیه السلام ) : ( لا یستكمل عبد حقیقة الإیمان حتّى تكون فیه خصال ثلاث : التفقّه فی الدین ، وحسن التقدیر فی المعیشة ، والصبر على الرزایا ) .
31ـ قال ( علیه السلام ) : ( كفاك ممّن یرید نصحك بالنمیمة ما یجد من سوء الحساب فی العاقبة ) .
32ـ قال ( علیه السلام ) فی تعزیة الحسن بن سهل : ( التهنئة بآجل الثواب خیر من التعزیة بعاجل المصیبة ) .
هذا غیض من فیض ، وقطرة من بحر هذا الإمام العظیم ، الذی ملأ الدنیا علماً وحكمة ، وفاض علیها ندىً وأدباً وكرماً .
وخیر زاد لنا أن نعبّ من معین هذه الحكم الصافیة ، ونزوّد بها فنكثر من التجمّل بأخلاقها لیوم لا ینفع مال ولا بنون ، إلاّ من أتى الله بقلب سلیم .

melika
21-11-2007, 10:42 PM
سخاء الإمام الرضا ( عليه السلام )



لم يكن شيء في الدنيا أحب إلى الإمام الرضا ( عليه السلام ) من الإحسان إلى الناس والبِر بالفقراء ، وقد ذكر المؤرخون بوادر كثيرة من جوده وإحسانه ( عليه السلام ) ، وكان منها ما يلي :

أولاً :

أنه ( عليه السلام ) أنفق جميع ما عنده على الفقراء حينما كان في خراسان ، وذلك في يوم عرفة .


فأنكر عليه الفضل بن سهل ، وقال له : إن هذا المغرم ..

فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : بل هو المغنم ، لا تحدث مغرماً ما ابتغيت به أجراً وكرماً .

إنه ليس من المغرم في شيء صِلَة الفقراء والإحسان إلى الضعفاء ابتغاء مرضاة الله تعالى ، وإنما المغرم هو الإنفاق بغير وجه مشروع ، كإنفاق الملوك والوزراء الأموال الطائلة على المغنيين والعابثين .

ثانياً :

وفد على الإمام الرضا ( عليه السلام ) رجل فَسلَّم عليه وقال له : أنا رجل من مُحبِّيك ومحبِّي آبائك ، ومصدري من الحج ، وقد نفذت نفقتي ، وما معي ما أبلغ مرحلة ، فإن رأيت أن ترجعني إلى بلدي فإذا بلغت تصدقت بالذي تعطيني عنك .


فقال ( عليه السلام ) له : اِجلس رحمك الله ، وأَقبلَ على الناس يحدثهم حتى تفرقوا .

وبقي هو وسليمان الجعفري ، وحيثمة ، فاستأذن الإمام منهم ودخل الدار ثم خرج ، وَرَدَّ الباب ، وخرج من أعلى الباب ، وقال ( عليه السلام ) : أين الخراساني .

فقام إليه فقال ( عليه السلام ) له : خذ هذه المائتي دينار واستعِن بها في مؤنتك ونفقتك ، ولا تتصدق بها عني .

فانصرف الرجل مسروراً قد غمرته نعمة الإمام ( عليه السلام ) ، والتفت إليه سليمان فقال له : جُعلت فداك ، لقد أجزلت ورَحِمت ، فلماذا سَترتَ وجهك عنه .

فَأجابهُ ( عليه السلام ) : إِنَّما صنعتُ ذلك ، مخافة أن أرى ذُلَّ السؤال في وَجهِهِ لِقضَائِي حاجتَهُ .

أما سمعت حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

المُستَتِرُ بالحسنة تعدل سبعين حجة ، والمُذِيعُ بالسيِّئةِ مَخذُول .

أما سمعت قول الشاعر :

مَتى آَتِهِ يَوماً لأَطلبَ حَاجَةً رَجِعتُ إِلَى أَهلِي وَوَجهِي بِمَائِهِ

ثالثاً :

ومن سخائه ( عليه السلام ) أنه إذا أتي بصحفة طعام عَمدَ إلى أطيب ما فيها من طعام ، ووضعه في تلك الصحفة ثم يأمر بها إلى المساكين ، ويتلو هذه الآية :


( فَلا اقْتَحَمَ العَقَبَة ) [ البلد 11 ] .

ثم يقول ( عليه السلام ) : علم الله عزَّ وجلَّ أن ليس كلَّ إنسانٍ يقدر على عتق رقبة فجعل له السبيل إلى الجنة .

رابعاً :

ومن بوادر جوده وكرمه ( عليه السلام ) أنَّ فقيراً قال له : أعطني على قدر مروءتك .


فأجابه الإمام ( عليه السلام ) : لا يَسَعَني ذلك .

فالتفت الفقير إلى خطأ كلامه فقال ثانياً : أعطني على قدر مروءتي .

وقابله الإمام بِبَسَمات فَيَّاضة بالبشر قائلاً : إذن نعم .

وأمر ( عليه السلام ) له بمائتي دينار .

فإن مروءة الإمام ( عليه السلام ) لا تُعَدُّ ، فلو أَعطَاه ( عليه السلام ) جَميع ما عِندهُ فإن ذلك ليسَ عَلى قدرِ مروءتِهِ ورحمتِهِ التي هي امتداد لِمُروءة جَدِّهِ الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) .

خامساً :

ومن معالي كَرَمِهِ ( عليه السلام ) ما رواه أحمد بن عبيد الله عن الغفاري ، قال : كانَ لِرَجلٍ من آل أبي رافع عليَّ حق فتقاضاني وَأَلَحَّ عليَّ ، فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم توجهت نحو الإمام الرضا ( عليه السلام ) وكان في العريض .


فلما قربت من بابه خَرجَ ( عليه السلام ) وعليه قميص ورداء ، فلما نظرت إليه اسْتَحْيَيْتُ منه ، ووقف ( عليه السلام ) لما رآني .

فَسَلَّمتُ عليه وكان ذلك في شهر رمضان ، فقلت له : جُعلت فداك ، لِمَولاك عَلَيَّ حقٌّ ، شَهَرَنِي .

فأمرني ( عليه السلام ) بالجلوس حتى يرجع ، فلم أَزَل في ذلك المكان حتى صَلَّيتُ المغرب وأنا صائم ، وقد مَضَى بعض الوقت فَهَمَمْتُ بالانصراف .

فإذا الإمام ( عليه السلام ) قد طَلَع وقد أحاط به الناس ، وهو يتصدق على الفقراء والمَحُوجِين .

ومضيت معه ( عليه السلام ) حتى دخل بيته ، ثم خرج فدعاني فقمت إليه ، وأمرني بالدخول إلى منزله ، فدخلت وأخذت أحدثه عن أمير المدينة ، فلما فرغت من حديثي قال ( عليه السلام ) لي : ما أظُنُّكَ أفطرت بعد .

قلتُ : لا .

فدعاني ( عليه السلام ) بطعام ، وأمر غُلامه أن يتناول معي الطعام ، ولما فرغت من الإفطار أمرني أن أرفع الوسادة ، وآخذ ما تحتها .

فرفعتُها فإذا دنانير ، فوضعتها في كمي ، وأمر بعض غلمانه أن يبلغوني إلى منزلي ، فمضوا معي .

ولما صرت إلى منزلي دعوت السراج ونظرتُ إلى الدنانير فإذا هي ثمانية وأربعون ديناراً .

وكان حق الرجل عَلَيَّ ثمانية وعشرين ديناراً ، وقد كُتِبَ على دينار منها أن حَقَّ الرجل عليك ثمانية وعشرين ديناراً ، وما بقي فهو لك .
وهذه بعض بوادر كرمه ( عليه السلام ) ، وهي تُنمِ عن نفس خُلقَت للإحسان والبِرِّ والمَعروف .

melika
21-11-2007, 10:43 PM
سلوك الإمام الرضا ( ع )



كان سلوك الإمام الرضا ( علیه السلام ) نموذجاً رائعا لسلوك آبائه ( علیهم السلام ) الذین عُرِفوا بِنُكرَان الذات ، والتَجَرُّدِ عن كل نَزعَة لا تَمُتُّ إلى الحق والواقع بصلة .
فقد تمیز سلوك الإمام ( علیه السلام ) بالصلابة للحق ومناهضة الباطل .

فإنه ( علیه السلام ) كان یأمر المأمون العباسی بتقوى الله تعالى ، وینعى علیه تصرفاته التی لا تتفق مع واقع الدین .
وقد ضاق المأمون منه ذرعاً ، فقدم على اقتراف أفظع جریمة وهی اغتیال الإمام ( علیه السلام ) .
وكانت سلوك الإمام ( علیه السلام ) مع أهل بیته وإخوانه مثالاً آخر للصرامة فی الحق ، فمن شَذَّ منهم فی تصرفاته عن أحكام الله تعالى جَافَاهُ وابتعد عنه ، وقد حَلفَ أن لا یُكلِّم أخاه زیداً حتى یلقى الله تعالى ، وذلك حینما اقترف أخوه ما خالف شریعة الله .
أما سلوك الإمام ( علیه السلام ) مع أبنائه ، فقد تمیَّز بأروع ألوان التربیة الإسلامیة ، خصوصاً مع ولده الإمام الجواد ( علیه السلام ) .
فكان ( علیه السلام ) لا یَذكُرُه باسمه ، وإنما كان یُكَنِّیه ، فیقول : كتب إلیَّ أبو جعفر ، أو : كنتُ كتبتُ إلى أبی جعفر ، وكلُّ ذلك لِتَنمیة روح العزَّة والكرامة فی نفسه .

melika
21-11-2007, 10:44 PM
تكریم الإمام الرضا ( علیه السلام ) للضیوف وإحسانه للعبید



أما إكرامه للضیف ، فكان ( علیه السلام ) یكرم الضیوف ، ویغدق علیهم بنِعَمِه وإحسانه ، وكان یبادر بنفسه لخدمتهم .
وقد استضافه شخص ، وكان الإمام یحدثه فی بعض اللیل فتغیر السراج ، فبادر الضیف لإصلاحه فوثب الإمام ( علیه السلام ) وأصلحه بنفسه ، ثم قال لضیفه : إنَّا قومٌ لا نستخدم أضیافنا .
وأما عتقه للعبید وتحریرهم من العبودیة ، فقد كان من أحَبِّ الأمور إلى الإمام الرضا ( علیه السلام ) ، ویقول الرواة : أنه ( علیه السلام ) أعتق ألف مملوك .
وأما الإحسان إلیهم ، فقد كان الإمام ( علیه السلام ) كثیر البر والإحسان إلى العبید ، وقد روى عبد الله بن الصلت عن رجل من أهل ( بلخ ) قال : كنت مع الإمام الرضا ( علیه السلام ) فی سفره إلى خُرَاسان ، فدعا یوماً بمائدة فجمع علیها موالیه – من السودان وغیرهم – فقلت : جعلت فداك ، لو عزلت لهؤلاء مائدة .
فأنكر علیه ذلك وقال ( علیه السلام ) له : ( إن الربَّ تبارك وتعالى واحدٌ ، والأمُّ واحدة ، والجزاء بالأعمال ) .
فكانت هذه هی سیرة أئمة أهل البیت ( علیهم السلام ) ، فإنها كانت تهدف إلى إلغاء التمایز بالتقوى والعمل الصالح .

melika
21-11-2007, 10:48 PM
رسالة الإمام الرضا ( عليه السلام ) المُذهبة في الطب



لم تقتصر علوم الإمام الرضا ( عليه السلام ) على أحكام الشريعة الإسلامية الغرَّاء فقط ، وإنما شملت جميع أنواع العلوم ، والتي منها علم الطب .
فقد كان ( عليه السلام ) عَلَماً من أعلامه ، ومتمرِّساً بجميع فروعه ، وقد وُضِعَت البرامج العامَّة لإصلاح بدن الإنسان ووقايته من الإصابة بالأمراض الذي هو القاعدة الأساسية للطبِّ الوقائي في هذه العصور ، والذي يُعَدّ من أعظم الوسائل في تقدم الصحة وازدهارها .
وعلى أي حال فلا بُدَّ لنا من وقْفة قصيرة للحديث عمَّا يتعلق بهذه الرسالة قبل عرضها .
سبب تأليفها :

تميز بلاط المأمون بأنه كان في معظم الأوقات يعقد الندوات العلمية والأدبية ، خصوصاً في عهد الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
فقد تحوَّل البلاط العباسي إلى مسرح للبحوث العلمية والفلسفية ، ومن بين البحوث العلمية التي عُرِضت في تلك الندوات هو ما يضمه بَدَن الإنسان من الأجهزة والخلايا العجيبة ، وبدائع تركيب أعضائه التي تَجلَّت فيها حكمة الخالق العظيم ، وروعة قدرته .
وخاض القوم فيما يصلح بدن الإنسان ويفسده ، وقد ضمت الجلسة كبار العلماء والقادة ، كان في طليعتِهم :

1 - الإمام الرضا ( عليه السلام ) .
2 - المأمون .
3 - يُوحَنَّا بن ماسَوَيْه .
4 - جِبرائِيل بن بَختَيْشُوع .
5 - صالح بن بهلة الهندي .
وقد خاض هؤلاء القوم في البحوث الطبية والإمام ( عليه السلام ) ساكت لم يتكلم بشيء ، فانبرى إليه المأمون قائلاً له بإكبار : ما تقول يا أبا الحسن في هذا الأمر الذي نحن فيه اليوم والذي لا بُدَّ منه ، من معرفة هذه الأشياء ، والأغذية النافع منها والضار ، وتدبير الجَسَد .
وقد استجاب الإمام ( عليه السلام ) إلى طلب المأمون فزَوَّده برسالةٍ ذهبية ، وهي الآن موجودة في كتاب ( طِبِّ الإمام الرضا ) ، وهو كتاب من منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف ، وقد طبع في سنة ( 1385 هـ ) ، والآتي نَصُّ من بعض هذه الرسالة :
فبعد البسملة والحمد والثناء قال ( عليه السلام ) : ( ... إنَّ الأجسام الإنسانية جُعِلت في مثال الملك ، فَمَلِكُ الجَسَد هو القَلب ، والعُمَّال العروق والأوصال والدماغ .
وبيت المَلِك قَلبُه ، وأرضُه الجَسَد ، والأعوانُ يَدَاه ، ورِجْلاه ، وعَينَاه ، وشَفَتاه ، وَلِسَانُه ، وأُذناه .
وخزانتُه معدتُه وبطنُه ، وحِجَابُهُ صَدرُه ، فاليَدان عونان يُقرِّبان ويُبَعِّدان ، ويعملان على ما يُوحي إِليهما الملك .
والرِّجلان تنقلان المَلِك حيث يشاء ، والعَينَان تدلاَّن على ما يغيب عنه ، لأنَّ الملك وراء حِجابٍ لا يوصلُ إليه إلا بهما ، وهما سِراجَاهُ أيضاً ، وحصن الجسد وحرزه .
والإذنان لا تدخلان على الملك إلا ما يوافقه ، لأنَّهُما لا يقدران أن يدخلا شيئاً حتى يوحي الملك إليهما ، فإذا أوحى إليهما أطرق الملك منصتاً لهما حتى يسمع منهما ، ثم يجيب بما يريد ، فيترجم عنه اللِّسان بادوات كثيرة ، منها ريح الفؤاد ، وبخار المعدة ، ومعونة الشَّفَتين ، وليس للشَّفتين قوة إلا بالإنسان ، وليس يستغني بعضها عن بعض ... ) .
تقريظ المأمون :
وقد قَرظها المأمون برسالة جاء فيها بعد البسملة : أما بعد : فإني نظرت في رسالة ابن عمي ، العلوي الأديب ، والفاضل الحبيب ، والمنطقي الطبيب ، في إصلاح الأجسام ، وتدبير الحمام ، وتعديل الطعام ، فرأيتها في أحسن التمام ، ووجدتها في أفضل الأنعام .
ودرستها مُتَدبِّراً ، ورددتُ نظري فيها متفكِّراً ، فكلما أعدت قراءتها والنظر فيها ظهرت لي حكمتها ، ولاحت لي فائدتها ، وتَمكَّنَت من قلبي منفعتُها ، فوعيتها حفظاً ، وتدبرتها فهماً .
إذ رأيتها من أنَفَس العلائق ، وأعظم الذخائر ، وأنفَع الفوائد ، فأمرت أَن تُكتَبَ بالذهبِ لِنَفَاسَتِها ، وحُسن موقعها ، وعِظَم نفعها ، وكِثرةِ بركتها .
وسميتها ( المُذَهَّبَة ) وخَزنتُها في خزانة الحكمة ، ولأنها خرجت من بيوت الذين يوردون حُكم الرسول المصطفى ، وبَلاغات الأنبياء ، ودَلائلِ الأوصياء ، وآدابِ العلماء ، وشفاء للصدور والمرضى من أهل الجهل والعمى .
فمن وقعت إليه هذه الرسالة من بعدنا من أبنائنا ، وأبناء دولتنا ، ورعايانا وسائر الناس على طبقاتهم فليعرف قدرها ، وليستعمل حفظها وعرضها على همته ، فإنها عائدة عليه بالنفع والسلامة من جميع الأمراض والأعراض إن شاء الله تعالى .
وصلى الله على رسوله مُحمَّدٍ وأولاده الطيبين الطاهرين أجمعين ، حَسبُنا الله ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين .

فدك المغصوبة
22-11-2007, 12:55 AM
مأجووووووووووووووووورررررررة حبيبتي مليكة وان شاء الله مبارك عليك ولادة الامام ع

Dr.Zahra
22-11-2007, 02:35 AM
http://ansaralhojah.name/uploads/cbca381f97.gif
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك......
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .." ستدفن بضعة منيبخرسان فمن زارها ضمنت له الجنة "
ماذاطويت ياطوس طيبها شخص .. ففي كل مرات تمر علينا ونحن نعيش الذكرى
يالية إله فجرك مشرق فالقول روض للمبادر في يوم ميلاد الرضا نجل الهدى آمالنا قرةتحقق ياأرض طوس فوق تربك سيدي لولاه أرواح البرايا تزحف كل لي والا علي مخلص يومالجزاء لصالحين ستحلق أمواج الذنوب وإنما حب الرضا يوم القيامة تفو ز.....

أبا الجواد مجدك فقد صرت ** باباً للإله نقصد الزوارفهنا القبول وهنا الملاذ ** وتحكمت لنا الأقداروهنا العلا وهنا ورود تحفة ** الملاك والذكره وعلى النبيصلاةلاتنقضي وعلى بناها تبينها الأذكار

موعجيب لو شمس تطلب دفق تموز وجود يرد مو عجيبة الماييعطش بس عجيب أبو محمد وطن غريب....

نفحات آل البيت في شتى العصور أنشرت منها تفوح عطريامن رد أن تشم عبيرها في سيرة آلالبيت تحضى ومن الكعبة وفرح إليها حجى قد حاج بها يوم فتح محمد وآله وعلي في عصرالعصور صلو على رسول الله قد فاتك السير في آل البيت المخلصين حب آل البيت مخلصينلقد عرف علياً حبيباً كريم العصرين ونسله تفقهوا في الدين صاروا معلمين علمهم نبياًهم الحسن والحسين وبالفاطمة ويازينب نبيها ونباها وعلنوا في الجنة للفائزينياسابقون بستانها لشهادة طاءعين بشرون للاحقين بالشهادة ... أعتصم يارب أنت المعين ... الكون ملك الله وحده ونحو عباد الله وحده .. على نهج من كان محمد جده والحسنولربنا نسجد وذكر الله في يومنا .. أحباب أهل البيت أحنا نؤكد وتبعنا نهجنا لآلالبيت بادروا بتضحيات أولاً وآخراً ياما تشفع نوراً تحدثاً يانور أعداءكسراً.

بارك الله بكم حبيبتي الغاليه وفقك الباري لكل خير وقضى حوائجكم ببركة الصلاة على محمد وال محمد واهداء ثوابها الى ضامن الجنان:)
http://www.deeiaar.org/uppicdir/uploads/7125f31731.gif (http://www.deeiaar.org/uppicdir)

Dr.Zahra
22-11-2007, 02:44 AM
http://ansaralhojah.name/uploads/cbca381f97.gif
اللهم صل على فاطمه وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعدد مااحاط به علمك......
حبيبتي مليكا
تم تثبيت الموضوع لمايحمله من انوار الهيه قدسيه ولفائدته الكبيره
ولمناسبة ميلاد ضامن الجنان
وحتى يكن للجميع ان يستلمو من اشعة هذا الموضوع النورانيه الرضويه الالهيه
شاكره مشاركتكم الولائيه الكبيره والعظيمه والجميله