مرتضى علي الحلي
20-12-2014, 09:07 AM
الرَسولُ الأكرمُ مُحَمَّدٌ (صلى اللهُ عليه وآله وسَلّم ) في مِسكِ الخِتام يَستَشهِدُ مَسموما
_________________________________________________
بدايةً نُعزّي صاحب العصر والزمان الإمام المهدي( عجّلَ اللهُ فرجه الشريف) بذكرى
شهادة جده الرسول الأكرم محمد (ص وآله) ونسألُ من الله تعالى أنْ يَمنّ علينا بالفرج
العاجل والقريب بالظهور والقيام الحق للطالبُ بذحول (ثأر) الأنبياء وأبناء الأنبياء كما ورد ذلك في متن دعاء الندبة الشريف:
(أين الطالبُ بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء)
:مكيال المكارم:الميرزا محمد تقي الأصفهاني:ج2:ص89.
لاشكّ أنّ النبيَ مُحمَّداً قد تعرّضَ في أواخر حياته الشريفة لمرضٍ ألَمَّ به مما تسببَ في وفاته
و يبدو وبحسب التتبع للحقيقة التأريخية أنّ جذور مرض الرسول الأكرم الأخير
قد كانت بسبب السم الذي تعرّض له في غزوة خيبر سنة سبع للهجرة الشريفة.
وفي شأن ذلك:
قال الشيخ الصدوق(رحمه الله )
( إعتقادنا في النبي مُحمّد : صلى الله عليه وآله أنه سُمَّ في غزوة خيبر ، فما زالت هذه الأكلة تعاوده حتى قطّعتْ أبهره )
:الإعتقادات :الصدوق:ص109.
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله الإمام الصادق( عليه السلام ) أنّه
قال:
( سُمَّ رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر فتكلم اللحم
فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إنّي مسموم
قال:ع: فقال النبي صلى الله عليه وآله عند موته :
اليوم قَطّعتْ مطاياي(الأمعاء) الأكلةُ التي أكلتُ بخيبر وما من نبي ولا وصي وإلاّ شهيد)
:بصائر الدرجات: محمد بن الحسن الصفار: ص533:
( وعن عبد الله بن ميمون القداح :1 :
عن أبي عبد الله:الإمام الصادق: عليه السلام أنّه قال :
سَمّتْ اليهودية النبي: صلى الله عليه وآله: في ذراع
قال :ع: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف ،
ويكره الورك لقربها من المبال ،
قال : لما أوتي بالشواء أكل من الذراع وكان يحبها ، فأكل ما شاء الله
ثم قال الذراع : يا رسول الله إنّي مسموم فتركه
،
وما زال ينتفض به سمّه حتى مات صلى الله عليه وآله )
:بحار الأنوار: المجلسي: ج17: ص406.
:1: عبد الله بن ميمون القداح (هو ثقةُ أغلب مَن ترجم له : من أصحاب الإمام الصادق
وهو مولى بني مخزوم له كتاب : من فقهائنا: )
:الفهرست:الطوسي:103.
وعن داود بن يزيد الأودي قال سمعتُ الشعبي :2: يقول :
(والله لقد سُمَّ رسول الله صلى الله عليه وآله )
:المُستدرك: الحاكم النيسابوري:ج3:ص59.
:2:الشعبي: هو أبو عمرو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار الشعبي ، كوفي تابعي ،
كانت ولادته أثناء خلافة عمر على ما قيل ،
ويُقال إنّه أدرك خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وروى عن الإمام علي عليه السلام وأبي هريرة ، والمغيرة ، وعدة من كبراء الصحابة ،
توفي سنة ثلاث أو أربع ومائة للهجرة .
: الكاشف:الذهبي :ج2 :ص 54 :
وقال ابن الأثير في أحداث سنة سبع: وكانت فيها غزوة خيبر: وفيها:
( سُمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمته إمرأة اسمها زينب امرأة سلام بن مشكم أهدت له شاة مسمومة فأكل منها )
:أسد الغابة: ابن الأثير:ج3:ص23.
وهناك خبر ثانٍ بنفس المضمون :
ونصه مايلي :
(وفى هذه الغزاة ( خيبر ) سُمَّ رسول الله ( ص ) أهدتْ له زينب بنت الحارث اليهودية .
وسألتْ أي اللحم أحب إليه ؟
فقالوا : الذراع
فأكثرت من السم في الذراع فلما انتهش من ذراعها أخبره الذراع بأنه مسموم )
: سنن أبي داود: : ج 2 :ص : 386:
إنَّ مسألة قتل الأنبياء( عليهم السلام) وأوصيائهم أو سَمَّهم
كانت ظاهرة معهودة تأريخيا وغير قابلة للنكران والنفي:
وخصوصا عند اليهود الذين قال الله تعالى عنهم:
((إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ))آل عمران21
((وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ))البقرة61
وعن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب أنه قال:
(ولقد حدثني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ الأمر يملكه إثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته ما منا إلاّ مقتول أو مسموم)
:كفاية الأثر: الخزاز القمي:ص162.
وعلّقَ الشيخ علي الكوراني :على هذا الحديث
وقال:
(بهذا يتضح أنّ قاعدة شهادة المعصومين:أي النبي محمد:ص: وأهل بيته: ( عليهم السلام ) بالقتل أو بالسم صحيحة )
جواهر التأريخ:الكوراني:ج3:ص219.
إنّ الذي تقدّم أعلاه كان على مستوى الحقيقة التأريخية .
أما على مستوى الحقيقة القرآنية فلا يخفى على القارىء اللبيب والمُتتبع لنصوص القرآن الكريم وجه الحقيقة.
فالأعداء كانوا يُحاولون مرارا من أجل إغتيال النبي محمد (ص وآله)
فلا غرابة حينما نعتقد بأنّ النبي محمداً مات مسموما.
وهذا القرآن الكريم يقول:
بخصوص محاولات قتل النبي محمد
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ):الأنفال30
((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ))آل عمران :144:
والذي يهمنا في هذا البحث هو أن يتحدد موقفنا بالثبات على ما جاء به رسول الله
من دين قويم إبتعثه به رب العالمين وللناس أجمعين.
وأن لا نكون من المُنقَلِبين على أعقابهم من بعد رحيل الرسول الأكرم
بل المطلوب منا أن نكون من الشاكرين.
هذا ما يجبُ أنْ نتعلمه من الأئمة المعصومين (عليهم السلام)
فعن ابن عباس : أنّ عليّا ( عليه السلام ) كان يقول في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
إنّ الله ( عز وجل ) يقول :
((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ))
( والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ،
والله لئن مات أو قُتِلَ لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ،
والله إنّي لأخوه وابن عمه ، ووارثه
فمَنْ أحقُّ به مني ؟ )
:الأمالي : الطوسي: ص502 .
:مجمع الزوائد: الهيثمي: ج9:ص134.
وفعلا لقد هدانا الله تعالى برسوله الكريم محمد الرحمة المطلقة للعالمين أجمعين
إذ أنه لم يتركنا سدىً بل أرشدنا إلى ملازمة أهل بيته الطاهرين المعصومين وخصوصا إمام زماننا الإمام المهدي (عليه السلام)
حين قال:ص:
(إنّي قد تركتُ فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما :
كتاب الله وعترتي أهل بيتي ،
فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليَّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة والوسطى - فتسبق إحداهما الأخرى ، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا )
الكافي :الكليني :ج2: ص415.
وإمامنا المهدي هو بقية العترة من أهل البيت المعصومين بلا شك ولاريب أبدا.
فسلامٌ على رسول الله محمد يوم ولِدَ ويوم رحلَ إلى ربه راضيا مرضيا ويوم يُبعثُ حيّا.
________________________________________________
مرتضى علي الحلي / النجف الأشرف
_________________________________________________
بدايةً نُعزّي صاحب العصر والزمان الإمام المهدي( عجّلَ اللهُ فرجه الشريف) بذكرى
شهادة جده الرسول الأكرم محمد (ص وآله) ونسألُ من الله تعالى أنْ يَمنّ علينا بالفرج
العاجل والقريب بالظهور والقيام الحق للطالبُ بذحول (ثأر) الأنبياء وأبناء الأنبياء كما ورد ذلك في متن دعاء الندبة الشريف:
(أين الطالبُ بذحول الأنبياء وأبناء الأنبياء)
:مكيال المكارم:الميرزا محمد تقي الأصفهاني:ج2:ص89.
لاشكّ أنّ النبيَ مُحمَّداً قد تعرّضَ في أواخر حياته الشريفة لمرضٍ ألَمَّ به مما تسببَ في وفاته
و يبدو وبحسب التتبع للحقيقة التأريخية أنّ جذور مرض الرسول الأكرم الأخير
قد كانت بسبب السم الذي تعرّض له في غزوة خيبر سنة سبع للهجرة الشريفة.
وفي شأن ذلك:
قال الشيخ الصدوق(رحمه الله )
( إعتقادنا في النبي مُحمّد : صلى الله عليه وآله أنه سُمَّ في غزوة خيبر ، فما زالت هذه الأكلة تعاوده حتى قطّعتْ أبهره )
:الإعتقادات :الصدوق:ص109.
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله الإمام الصادق( عليه السلام ) أنّه
قال:
( سُمَّ رسول الله صلى الله عليه وآله يوم خيبر فتكلم اللحم
فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إنّي مسموم
قال:ع: فقال النبي صلى الله عليه وآله عند موته :
اليوم قَطّعتْ مطاياي(الأمعاء) الأكلةُ التي أكلتُ بخيبر وما من نبي ولا وصي وإلاّ شهيد)
:بصائر الدرجات: محمد بن الحسن الصفار: ص533:
( وعن عبد الله بن ميمون القداح :1 :
عن أبي عبد الله:الإمام الصادق: عليه السلام أنّه قال :
سَمّتْ اليهودية النبي: صلى الله عليه وآله: في ذراع
قال :ع: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب الذراع والكتف ،
ويكره الورك لقربها من المبال ،
قال : لما أوتي بالشواء أكل من الذراع وكان يحبها ، فأكل ما شاء الله
ثم قال الذراع : يا رسول الله إنّي مسموم فتركه
،
وما زال ينتفض به سمّه حتى مات صلى الله عليه وآله )
:بحار الأنوار: المجلسي: ج17: ص406.
:1: عبد الله بن ميمون القداح (هو ثقةُ أغلب مَن ترجم له : من أصحاب الإمام الصادق
وهو مولى بني مخزوم له كتاب : من فقهائنا: )
:الفهرست:الطوسي:103.
وعن داود بن يزيد الأودي قال سمعتُ الشعبي :2: يقول :
(والله لقد سُمَّ رسول الله صلى الله عليه وآله )
:المُستدرك: الحاكم النيسابوري:ج3:ص59.
:2:الشعبي: هو أبو عمرو عامر بن شراحيل بن عبد بن ذي كبار الشعبي ، كوفي تابعي ،
كانت ولادته أثناء خلافة عمر على ما قيل ،
ويُقال إنّه أدرك خمسمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وروى عن الإمام علي عليه السلام وأبي هريرة ، والمغيرة ، وعدة من كبراء الصحابة ،
توفي سنة ثلاث أو أربع ومائة للهجرة .
: الكاشف:الذهبي :ج2 :ص 54 :
وقال ابن الأثير في أحداث سنة سبع: وكانت فيها غزوة خيبر: وفيها:
( سُمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمته إمرأة اسمها زينب امرأة سلام بن مشكم أهدت له شاة مسمومة فأكل منها )
:أسد الغابة: ابن الأثير:ج3:ص23.
وهناك خبر ثانٍ بنفس المضمون :
ونصه مايلي :
(وفى هذه الغزاة ( خيبر ) سُمَّ رسول الله ( ص ) أهدتْ له زينب بنت الحارث اليهودية .
وسألتْ أي اللحم أحب إليه ؟
فقالوا : الذراع
فأكثرت من السم في الذراع فلما انتهش من ذراعها أخبره الذراع بأنه مسموم )
: سنن أبي داود: : ج 2 :ص : 386:
إنَّ مسألة قتل الأنبياء( عليهم السلام) وأوصيائهم أو سَمَّهم
كانت ظاهرة معهودة تأريخيا وغير قابلة للنكران والنفي:
وخصوصا عند اليهود الذين قال الله تعالى عنهم:
((إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ))آل عمران21
((وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ))البقرة61
وعن الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب أنه قال:
(ولقد حدثني جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّ الأمر يملكه إثنا عشر إماما من أهل بيته وصفوته ما منا إلاّ مقتول أو مسموم)
:كفاية الأثر: الخزاز القمي:ص162.
وعلّقَ الشيخ علي الكوراني :على هذا الحديث
وقال:
(بهذا يتضح أنّ قاعدة شهادة المعصومين:أي النبي محمد:ص: وأهل بيته: ( عليهم السلام ) بالقتل أو بالسم صحيحة )
جواهر التأريخ:الكوراني:ج3:ص219.
إنّ الذي تقدّم أعلاه كان على مستوى الحقيقة التأريخية .
أما على مستوى الحقيقة القرآنية فلا يخفى على القارىء اللبيب والمُتتبع لنصوص القرآن الكريم وجه الحقيقة.
فالأعداء كانوا يُحاولون مرارا من أجل إغتيال النبي محمد (ص وآله)
فلا غرابة حينما نعتقد بأنّ النبي محمداً مات مسموما.
وهذا القرآن الكريم يقول:
بخصوص محاولات قتل النبي محمد
(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ):الأنفال30
((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ))آل عمران :144:
والذي يهمنا في هذا البحث هو أن يتحدد موقفنا بالثبات على ما جاء به رسول الله
من دين قويم إبتعثه به رب العالمين وللناس أجمعين.
وأن لا نكون من المُنقَلِبين على أعقابهم من بعد رحيل الرسول الأكرم
بل المطلوب منا أن نكون من الشاكرين.
هذا ما يجبُ أنْ نتعلمه من الأئمة المعصومين (عليهم السلام)
فعن ابن عباس : أنّ عليّا ( عليه السلام ) كان يقول في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
إنّ الله ( عز وجل ) يقول :
((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ))
( والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله ،
والله لئن مات أو قُتِلَ لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ،
والله إنّي لأخوه وابن عمه ، ووارثه
فمَنْ أحقُّ به مني ؟ )
:الأمالي : الطوسي: ص502 .
:مجمع الزوائد: الهيثمي: ج9:ص134.
وفعلا لقد هدانا الله تعالى برسوله الكريم محمد الرحمة المطلقة للعالمين أجمعين
إذ أنه لم يتركنا سدىً بل أرشدنا إلى ملازمة أهل بيته الطاهرين المعصومين وخصوصا إمام زماننا الإمام المهدي (عليه السلام)
حين قال:ص:
(إنّي قد تركتُ فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما :
كتاب الله وعترتي أهل بيتي ،
فإنّ اللطيف الخبير قد عهد إليَّ أنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة والوسطى - فتسبق إحداهما الأخرى ، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا )
الكافي :الكليني :ج2: ص415.
وإمامنا المهدي هو بقية العترة من أهل البيت المعصومين بلا شك ولاريب أبدا.
فسلامٌ على رسول الله محمد يوم ولِدَ ويوم رحلَ إلى ربه راضيا مرضيا ويوم يُبعثُ حيّا.
________________________________________________
مرتضى علي الحلي / النجف الأشرف