المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : و ماذا بَعدَ شَهري مُحرَّم و صَفر ؟


مرتضى علي الحلي
22-12-2014, 10:53 AM
و ماذا بَعدَ شَهري مُحرَّم و صَفر ؟
_________________________

ثمةَ سؤالٍ واقعي وبُنيوي يُثارُ في حَراك الإنسان المؤمن في مسار نفسه

ومسار مجتمعه و هو ما المطلوب منّا بعد إنقضاء شهري مُحرّم و صفر ؟


والجواب على ذلك ممكن إجماله بما يلي :


1/ إنَّ الإلتزامَ بالعقيدة والشريعة الإسلامية الحقّة سلوكا ومنهجاً هو ليس دورياً

(موسميا )

وهذا خطأ وقع فيه الكثير من الناس بل على العكس أنَّ الإلتزام بتعاليم الدين

الإسلامي هو تكليف فعلي ومُنجّز بحق الإنسان المسلم المُكلّف مادام حيّا



2/ لقد أجابَ القرآن الكريم عن مثل هكذا سؤال يرد على أذهاننا منذ نزوله الشريف

ومن أول الأمر في كل عبادة وتعاطي مع التكاليف والأوامر الإلهية خاصة في عبادة

وتشريع الصيام والحج حيثُ جعل المطلوب منا هو الكون على التقوى وملازمتها عند

إنقضاء أيِّ عبادة أو تكليف شرعي

قال اللهُ تعالى

(( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))(189) البقرة



(( خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) (171)الأعراف

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) (183)البقرة

(( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)) (37) الحج

3/ إذا أدركنا وبوعي قصدي وفاعل أنّ الأيام والشهور والسنين هي مواقيت التكليف والإختبار والإمتثال

بفعل كوننا في دار الدنيا دار التكليف والإمتحان والعمل فإننا سنكون على درجة عالية من

التكامل في معرفة الله تعالى ومعرفة النفس ومعرفة الحكمة التي خُلقنا من أجلها

بحيث نعرفُ حقيقةً المطلوب منا عقديا وتشريعيا وحتى أخلاقيا

وذلك ما يمكن إختزاله في ضرورة تحصيل التقوى واليقين والعمل الصالح والثبات على ذلك كله

4/ ما مطلوب منا هو الثبات على ما كنّا فيه وما نكون فيه وما سنكون عليه في جانب

الحق والعدل والطاعة والصالحات والصدق والإخلاص والخير وغيرها كثير

ومقولة الثبات هذه قد نبّه عليها القرآن الكريم حيث طلب منا الكون على الثبات العقدي

والسلوكي فضلاً عن تثبيت الله لنا على ذلك إنْ صدقنا وثبتنا فعلاً

قال الله تعالى

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))(45)الأنفال

(( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ )) (27)إبراهيم

(( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )) (102)لنحل

5/ إنَّ من أهم ما يمكن الكون فيه بعد إنقضاء شهري محرم وصفر هو النظر في حال النفس الآمّارة بالسوء

والنظر في ما تُقدّم وما تفعل وما تهوى وما تُسوّل وما وما كثير .........

فالنفسُ سرعان ما تغفل أو تقع بأسر الهوى أو حبائل الشيطان لتنسى ربها وذاتها فتقع في الغفلة والجحيم

قال الله تعالى

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )) (19) الحشر

___________________________________

مرتضى علي الحلي

شبكة جنّة الحسين
04-02-2015, 07:03 PM
بعد محرّم وصفر..

إنّ ذكر الإمام الحسين (http://www.alimamalhusain.net) (عليه السلام) لا يحدّه موسمٌ خاصّ، والبكاء والتفجّع والتوجّع عليه غير مختصّ بأيام محدودة، بل هو يجري مجرى الليالي والأيام، يعيش مع الإنسان والإنسان يعيش معه.
وما أروع ما رواه داوود بن كثير الرقّيّ، حيث قال: كنتُ عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ استسقى الماء، فلمّا شربه رأيتُه وقد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه، ثمّ قال: «يا داوود، لعن الله قاتل الحسين، فما أنغص ذكر الحسين للعيش! إنّي ما شربتُ ماءً بارداً إلّا وذكرتُ الحسين، وما مِن عبدٍ شرب الماء فذكر الحسين (عليه السلام) ولعن قاتله إلّا كتب الله له مئة ألف حسنة، ومحا عنه مئة ألف سيّئة، ورفع له مئة ألف درجة، وكان كأنّما أعتق مئة ألف نسمة، وحشره الله يوم القيامة أبلج الوجه» (أمالي الصدوق: 205 / ح 223).
فالعاشق يعيش مع الحسين (صلوات الله عليه)، يحيى معه ويموت على ذكراه..