المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن حزم :الصحابة اغتاظوا من بعضهم /مالك :الروافض كفار لغيظهم من الصحابة{لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ


كربلائية حسينية
22-12-2014, 11:09 PM
بسمه تعالى

قال تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }

يقول ابن حزم أن الاستدلال بالآية الشريفة { لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ } في تكفير من يسب الصحابة باطل لأن
الصحابة اغتاظوا من بعضهم البعض ..

الفصل في الملل والأهواء والنحل - علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الطاهري أبو محمد
الجزء 3 الصفحة 139
قال أبو محمد واحتج بعض من يكفر من سب الصحابة رضي الله عنهم بقول الله عز و جل محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم إلى قوله ليغيظ بهم الكفار قال فكل من أغاظه أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو كافر
قال أبو محمد وقد أخطأ من حمل الآية على هذا لأن الله عز و جل لم يقل قط أن كل من غاظه واحد منهم فهو كافر وإنما أخبر تعالى أنه يغيظ بهم الكفار فقط ونعم هذا حق لا ينكره مسلم وكل مسلم فهو يغيظ الكفار وأيضا فإنه لا يشك أحد ذو حس سليم في أن عليا قد غاظ معاوية وأن معاوية وعمرو بن العاص غاظا عليا وأن عمار أغاظ أبا العادية وكلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد غاظ بعضهم بعضا فيلزم على هذا تكفير من ذكرنا وحاشى لله من هذا .انتهى المراد
_________________________

نأتي الآن لقول الآلوسي الذي ينقله عن امامهم مالك الذي حكم بكفرنا نحن الروافض بفخر و استنبط هذا الحكم من الاية الشريفة و وافقه الكثير من العلماء ..!

روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني
المؤلف : محمود الألوسي أبو الفضل
الجزء 26 الصفحة 127
(( .. هذا وفي المواهب أن الإمام مالكا قد استنبط من هذه الآية تكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله تعالى عنهم فإنهم يغيضونهم ومن غاظه الصحابة فهو كافر ووافقه كثير من العلماء انتهى وفي البحر ذكر عند مالك رجل ينتقص الصحابة فقرأ مالك هذه الآية فقال : من أصبح من الناس في قلبه غيظ من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية ويعلم تكفير الرافضة بخصوصهم وفي كلام عائشة يقال : أزرته أي شددت أزاره ويقال : آزرت البناء وأزرته قويت أسافله وتأزر النبات طال وقوي ..)) انتهى المراد

______________________________

فنحن هنا نضع أهل الخلاف أمام التالي :

1 - إن كان الصحابة الذين تعتقدون أنتم بهم و بعدالتهم المطلقة و قدسيتهم يغيظون الكفار و لا يغيظون المؤمنين الأتقياء فكيف اغتاظ الصحابة أنفسهم من بعضهم البعض .. فليزمكم أن تكفروا هؤلاء الصحابة لكي يستقيم فهمكم للآية الشريفة و تطبيقها على الصحابة بمفهومكم ..
إن كان الذي يغتاظ من الصحابة كافر فالصحابة كافرين كما أفتى امامكم مالك و وافقه الكثير من علمائكم ..

2 - في الحديث الصحيح أن من يبغض الامام علي فهو منافق

صحيح مسلم - كِتَاب الْإِيمَانِ - لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر

113 78 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ ح وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَاللَّفْظُ لَهُ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرٍّ قَالَ قَالَ عَلِيٌّ وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَنْ لَا يُحِبَّنِي إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضَنِي إِلَّا مُنَافِقٌ . انتهى
فالذي اغتاظ منه الصحابة ليس شخصاً عادياً بل إنه ميزان الحق و الباطل و فاروق الأمة و فاضح المنافقين لأن حبه إيمان و بغضه كفر و نفاق فبهذا فضح الصحابة المغتاظين أنفسهم بأنهم منافقين كفار ..

3 - تكفير امامكم مالك و الكثير من علمائكم لنا نحن الرافضة استدلالاً بهذه الآية ساقط و يلزمكم تكفير الصحابة أيضاً ليستقيم الميزان ..

أوقعكم أئمة الضلال في مُشْكل و مأزق كبيرين ..
لكن عندي لكم حل ممتاز و هو الرضوخ للحق لا غيره و التخلص من عبادة أصنام الصحابة و أن
الله أراد أن يغيظ الكفار بفئة معينة من المؤمنين و ليس كما تعتقدون ..
و أن معنى الآية الشريفة لا ينطبق على كل الصحابة هناك منهم المؤمن الذي حقاً و فعلاً يغيظ الكفار و يفرح قلوب المؤمنين و هناك المنافق الذي يفرح قلوب الكفار .. و عند العقل الواعي فقط تحسم الأمور .. هذا هو الحق من قبل به كان من المفلحين و من رفضه نقول له كما قال تعالى : { هَاأَنتُمْ أُولاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }
فاغتاظوا أيها الكفار من المؤمنين كما تشاؤون .. و التكفير أتاكم من الله و ليس منا بالآية التي افتتحنا بها البحث ..
كربلائية حسينية