العلوية ام موسى
24-12-2014, 04:07 PM
الغيبة الصغرى
بعد ان بيّن الأئمة الهداة عليهم الصلاة والسلام عبر قرنين ونصف من عمر الرسالة بعد الرسول صلى الله عليه وآله معالم الدين، وبعد ان احتمل خيرة أبناء الأمة علم الأنبياء عليه السلام عبر أوصيائهم المعصومين، وترسخت جذور المعرفة الإلهية في نفوس الألوف، وبعد أن تهيأ التيار الرسالي للنهوض بأعباء الثورة ضد الظلم والطغيان، والوقوف أمام الإنحرافات الأساسية في الدين. بعد كل ذلك قدر الله الغيبة الصغرى لولي الله الأعظم، الحجّة بن الحسن عليه السلام التي امتدت من عام 260 إلى عام 329أقام الإمام خلالها جسراً من الوكلاء بينه وبين أبناء الطائفة. ونوّاب الإمام هم:
(1) أبو عمرو عثمان بن سعيد الذي كان وكيلاً للإمام الحسن العسكري عليه السلام. وبعد وفاته أصبح نائباً للإمام الحجة عجل الله فرجه.
(2) وبعد وفاته عام ( 266) نصب الإمام الحجة ابنه أبا جعفر محمد بن عثمان ليصبح نائباً للإمام خلال خمسين عاماً.
(3) أما النائب الذي استخلفه محمد بن عثمان فقد كان حسين بن روح ومنذ عام 304 وعبر اثنين وعشرين عاماً كان مرجعاً عاماً للطائفة من قبل الإمام الحجة عليه السلام.
(4) وبعد أن لبى حسين بن روح نداء ربه، عين الإمام أبا الحسن علي بن محمد السمري نائباً عنه، وبقي في منصبه ثلاث سنوات، ولما اقترب من أجله سئل عمّن ينوبه فأخبره بانتهاء الغيبة الصغرى بوفاته.
وهذا آخر توقيع خرج عنه في الغيبة الصغرى إلى عليّ بن محمّد السمري آخر نوابه الخاصّين:
بسم الله الرحمن الرحيم
"يا عليّ بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستة أيّام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحدٍ يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية [ التامّة ]، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عزّ وجلّ، وذلك بعد طول الأَمد وقسوة القلوب وامتلاء الأّرض جوراً...
وبعد وقوع الغيبة الكبرى صارت مهمّة التبليغ الإسلامي بصورة عامّة وتثبيت عقائد الشيعة بإمامة المهديّ المنتظر وغيبته بصورة خاصّة على عهدة الفقهاء والمحدثين.
ففي التوقيع الخارج إلى محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه:
... وامّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فانّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم". ::
الغيبة الكبرى
في سني الغيبة الصغرى كان يمارس فقهاء الإسلام الأربعة العظام دور القيادة نيابة عن الإمام، ولعلها كانت كافية لتربية الأمة على أسس اختيار قادتها من بين أقرب الفقهاء إلى مثال النواب الأربعة في عصر الغيبة الكبرى، حيث كان من المفروض ان تستقل الأمة بانتخاب قادتها من الفقهاء العدول الراسخين في علم أهل البيت، والزاهدين في درجات الدنيا، والمجسّدين لتعاليم الرسالة. ولعل حكمة ذلك كانت تدرج الصلة الإلهية من الوحي إلى الوصاية والنيابة الخاصة ثم النيابة العامة، فلقد كان عصر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عصر الوحي الذي كان شاهداً في كل قضية، وبعد ان اكمل تبليغ الرسالة عهد إلى الأئمة الهداة امر تفسير المتشابه من آيات القرآن، اما المحكم فكان على الناس أنفسهم الرجوع إليه مباشرة، وهذه خطوة متقدمة في مسيرة التعامل مع الوحي. وفي عصر الوصاية تفقه الكثير من المسلمين العلماء حتى أرجع الأئمة إلى بعضهم أمر الفتيا، وبعد ذلك جاء عصر النيابة الخاصة حيث كان على المسلمين مراجعة الإمام الحجة من خلال نوابه وليس بصورة مباشرة كما كان في عصر الوصاية. اما الآن وفي عصر النيابة العامة فان على المسلمين ان يراجعوا الفقهاء العدول الذين يتعرفون على صلاحيتهم وفق المقاييس العامة التي بيّنها لهم الأئمة. وبالرغم من ان صلة حجة الله بأولياء الله مستمرة بصورة أو بأخرى الا ان ذلك لا يدخل ضمن اطار الأحكام الظاهرية حيث لا يمكن لأحد ان يدعي انه النائب الخاص للإمام، بل لا يمكنه ان يدعي ارتباطه المباشر بالإمام، فإذا فعل ذلك فان على المسلمين ان يكذبوه رأساً. ولولا هذا التدرج لكانت الأمة تُصاب بكارثة حقيقية.
بعد ان بيّن الأئمة الهداة عليهم الصلاة والسلام عبر قرنين ونصف من عمر الرسالة بعد الرسول صلى الله عليه وآله معالم الدين، وبعد ان احتمل خيرة أبناء الأمة علم الأنبياء عليه السلام عبر أوصيائهم المعصومين، وترسخت جذور المعرفة الإلهية في نفوس الألوف، وبعد أن تهيأ التيار الرسالي للنهوض بأعباء الثورة ضد الظلم والطغيان، والوقوف أمام الإنحرافات الأساسية في الدين. بعد كل ذلك قدر الله الغيبة الصغرى لولي الله الأعظم، الحجّة بن الحسن عليه السلام التي امتدت من عام 260 إلى عام 329أقام الإمام خلالها جسراً من الوكلاء بينه وبين أبناء الطائفة. ونوّاب الإمام هم:
(1) أبو عمرو عثمان بن سعيد الذي كان وكيلاً للإمام الحسن العسكري عليه السلام. وبعد وفاته أصبح نائباً للإمام الحجة عجل الله فرجه.
(2) وبعد وفاته عام ( 266) نصب الإمام الحجة ابنه أبا جعفر محمد بن عثمان ليصبح نائباً للإمام خلال خمسين عاماً.
(3) أما النائب الذي استخلفه محمد بن عثمان فقد كان حسين بن روح ومنذ عام 304 وعبر اثنين وعشرين عاماً كان مرجعاً عاماً للطائفة من قبل الإمام الحجة عليه السلام.
(4) وبعد أن لبى حسين بن روح نداء ربه، عين الإمام أبا الحسن علي بن محمد السمري نائباً عنه، وبقي في منصبه ثلاث سنوات، ولما اقترب من أجله سئل عمّن ينوبه فأخبره بانتهاء الغيبة الصغرى بوفاته.
وهذا آخر توقيع خرج عنه في الغيبة الصغرى إلى عليّ بن محمّد السمري آخر نوابه الخاصّين:
بسم الله الرحمن الرحيم
"يا عليّ بن محمد السمري أعظم الله أجر اخوانك فيك، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستة أيّام، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحدٍ يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية [ التامّة ]، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله عزّ وجلّ، وذلك بعد طول الأَمد وقسوة القلوب وامتلاء الأّرض جوراً...
وبعد وقوع الغيبة الكبرى صارت مهمّة التبليغ الإسلامي بصورة عامّة وتثبيت عقائد الشيعة بإمامة المهديّ المنتظر وغيبته بصورة خاصّة على عهدة الفقهاء والمحدثين.
ففي التوقيع الخارج إلى محمد بن عثمان العمري رضوان الله عليه:
... وامّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فانّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم". ::
الغيبة الكبرى
في سني الغيبة الصغرى كان يمارس فقهاء الإسلام الأربعة العظام دور القيادة نيابة عن الإمام، ولعلها كانت كافية لتربية الأمة على أسس اختيار قادتها من بين أقرب الفقهاء إلى مثال النواب الأربعة في عصر الغيبة الكبرى، حيث كان من المفروض ان تستقل الأمة بانتخاب قادتها من الفقهاء العدول الراسخين في علم أهل البيت، والزاهدين في درجات الدنيا، والمجسّدين لتعاليم الرسالة. ولعل حكمة ذلك كانت تدرج الصلة الإلهية من الوحي إلى الوصاية والنيابة الخاصة ثم النيابة العامة، فلقد كان عصر النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عصر الوحي الذي كان شاهداً في كل قضية، وبعد ان اكمل تبليغ الرسالة عهد إلى الأئمة الهداة امر تفسير المتشابه من آيات القرآن، اما المحكم فكان على الناس أنفسهم الرجوع إليه مباشرة، وهذه خطوة متقدمة في مسيرة التعامل مع الوحي. وفي عصر الوصاية تفقه الكثير من المسلمين العلماء حتى أرجع الأئمة إلى بعضهم أمر الفتيا، وبعد ذلك جاء عصر النيابة الخاصة حيث كان على المسلمين مراجعة الإمام الحجة من خلال نوابه وليس بصورة مباشرة كما كان في عصر الوصاية. اما الآن وفي عصر النيابة العامة فان على المسلمين ان يراجعوا الفقهاء العدول الذين يتعرفون على صلاحيتهم وفق المقاييس العامة التي بيّنها لهم الأئمة. وبالرغم من ان صلة حجة الله بأولياء الله مستمرة بصورة أو بأخرى الا ان ذلك لا يدخل ضمن اطار الأحكام الظاهرية حيث لا يمكن لأحد ان يدعي انه النائب الخاص للإمام، بل لا يمكنه ان يدعي ارتباطه المباشر بالإمام، فإذا فعل ذلك فان على المسلمين ان يكذبوه رأساً. ولولا هذا التدرج لكانت الأمة تُصاب بكارثة حقيقية.