كربلائية حسينية
26-01-2012, 11:07 PM
بسمه تعالى
يدعون أن عمر و عثمان و الناس
أصيبوا بالذهول و الإخراس و الخبال من صدمة فقد رسول الله ..
الإمام الحافظ زين الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي الدمشقي
لطائف المعارف فيما المواسم العام من الوظائف
و اختلفوا في وقت دفنه فقيل : دفن من ساعته و فيه بعد و قيل : من ليلة الثلاثاء و قيل : ليلة الأربعاء و لما توفي صلى الله عليه و سلم اضطرب المسلمون فمنهم من دهش فخربط و منهم من أقعد فلم يطق القيام و منهم من اعتقل لسانه فلم ينطق الكلام و منهم من أنكر موته بالكلية و قال : إنما بعث إليه كما بعث إلى موسى و كان من هؤلاء عمر و بلغ الخبر أبا بكر فأقبل مسرعا حتى دخل بيت عائشة و رسول الله صلى الله عليه و سلم مسجى فكشف عن وجهه الثوب و أكب عليه و قبل
جبهته مرارا و هو يبكي و هو يقول : وانبياه واخليلاه واصفياه
: إنالله و إنا إليه راجعون مات و الله رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : و الله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتب الله عليك فقدمتها ثم دخل المسجد و عمر يكلم الناس و هم مجتمعون عليه فتكلم أبو بكر و تشهد و حمد الله فأقبل الناس إليه و تركوا عمر فقال : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت و تلا : { و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } الآية فاستيقن الناس كلهم بموته و كأنهم لم يسمعوا هذه الآية من قبل أن يتلوها أبو بكر فتلقاها الناس منه فما يسمع أحد إلا يتلوها و قالت فاطمة عليها السلام : يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل أنعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه و عاشت بعده ستة أشهر فما ضحكت في تلك المدة و حق لها ذلك
-------------
الروض الأنف السهيلي - الصفحة : 434 - ما حدث للصحابة عقب وفاته صلى الله عليه وسلم
ومن ذلك ما روي عن عائشة رضي الله عنها وغيرها من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قبض، وارتفعت الرنة وسجي رسول الله صلى الله عليه وسلم الملائكة، دهش الناس، وطاشت عقولهم وأقحموا، واختلطوا، فمنهم من خبل، ومنهم من أصمت، ومنهم من أقعد إلى أرض، فكان عمر ممن حبل وجعل يصيح، ويحلف: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن أخرس عثمان بن عفان حتى جعل يذهب به ويجاء، ولا يستطيع كلاماً، وكان ممن أقعد: علي، رضي الله عنه، فلم يستطع حراكاً، وأما عبد الله بن أنيس، فأضني حتى مات كمداً، وبلغ الخبر أبا بكر رضي الله عنه، وهو بالسنح، فجاء وعيناه نهملان، وزفراته تتردد في صدره، وغصصه ترتفع كقطع الجرة، وهو في ذلك رضوان الله عليه، جلد العقل والمقالة، حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكب عليه، وكشف وجهه ومسحه وقبل جبينه، وجعل يبكي، ويقول: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً، وانقطع لموتك ما لم ينقطع لموت أحد من الأنبياء من النبوة، فعظمت عن الصفة، وجللت عن البكاء، وخصصت حتى صرت مسلاةً، وعممت حتى صرنا فيك سواء، ولو أن موتك كان اختياراً لجدنا لموتك بالنفوس، ولولا أنك نهيت عن البكاء لأنفدنا عليك ماء الشؤون، فأما ما لا نستطيع نفيه فكمد وإدناف يتحالفان لا يبرحان، اللهم أبلغه عنا، اذكرنا يا محمد عند ربك، ولنكن من بالك، فلولا ما خلفت من السكينة، لم نقم لما خلفت من الوحشة، اللهم أبلغ نبيك عنا، واحفظه فينا، ثم خرج لما قضى الناس غمراتهم، وقام خطيباً فيهم بخطبة جلها الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال فيها: أشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخاتم أنبيائه، وأشهد أن الكتاب كما نزل، وأن الدين كما شرع، وأن الحديث كما حدث، وأن القول كما قال، وأن الله هو الحق المبين، في كلام طويل، ثم قال: أيها الناس من كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لم يمت، وأن الله قد تقدم لكم في أمره، فلا تدعوه جزعاً، وأن الله تبارك وتعالى قد اختار لنبيه عليه السلام ما عنده على ما عندكم، وقبضه إلى ثوابه، وخلف فيكم كتابه وسنة نبيه، فمن أخذ بهما عرف، ومن فرق بينهما أنكر: "يا أيُّها الذين آمنوا كونوا قَوَّامِين بالقِسْطِ" النساء ولا يشغلنكم الشيطان بموت نبيكم ولا يلفتنكم عن دينكم، وعاجلوا الشيطان بالخزي تعجزوه، ولا تستنظروه فيلحق بكم. فلما فرغ من خطبته، قال: يا عمر أأنت الذي بلغني عنك أنك تقول على باب نبي الله، والذي نفس عمر بيده: ما مات نبي الله، أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم كذا: كذا، وكذا، وقال الله عز وجل في كتابه: "إنك مَيِّتٌ وإنهم مَيِّتُون" الزمر فقال عمر: والله لكأني لم أسمع بها في كتاب الله تعالى قبل الآن لما نزل بنا، أشهد أن الكتاب كما نزل، وأن الحديث كما حدث، وأن الله تبارك وتعالى حي لا يموت "إنَّا للّه وإنَّا إليه راجعون" البقرة صلوات الله على رسوله، وعند الله نحتسب رسوله
----------------------------
صحيح البخاري - كتاب فضائل الصحابة - من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب يعني الجنة
3467 حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسنح قال إسماعيل يعني بالعالية فقام عمر يقول والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وقال عمر والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا ثم خرج فقال أيها الحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال ألا من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وقال إنك ميت وإنهم ميتون وقال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين قال فنشج الناس يبكون قال واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا منا أمير ومنكم أمير فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر وكان عمر يقول والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ثم تكلم أبو بكر - ص 1342 - فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه نحن الأمراء وأنتم الوزراء فقال حباب بن المنذر لا والله لا نفعل منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح فقال عمر بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس فقال قائل قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر قتله الله وقال عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال عبد الرحمن بن القاسم أخبرني القاسم أن عائشة رضي الله عنها قالت شخص بصر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا وقص الحديث قالت فما كانت من خطبتهما من خطبة إلا نفع الله بها لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك ثم لقد بصر أبو بكر الناس الهدى وعرفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به يتلون وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل إلى الشاكرين
-------------
و مما يستدلون به أيضاً هذه الرواية :
الطبقات الكبرى لابن سعد - الجزء 2 الصفحة 312
أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت عثمان بن عفان يقول توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم فحزن عليه رجال من أصحابه حتى كاد بعضهم يوسوس فكنت ممن حزن عليه فبينا أنا جالس في أطم من آطام المدينة وقد بويع أبو بكر إذ مر بي عمر فلم أشعر به لما بي من الحزن فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر فقال يا خليفة رسول الله ألا أعجبك مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علي السلام فقام أبو بكر فأخذ بيد عمر فأقبلا جميعا حتى أتياني فقال لي أبو بكر يا عثمان جاءني أخوك فزعم أنه
مر بك فسلم عليك فلم ترد عليه فما الذي حملك على ذلك فقلت يا خليفة رسول الله ما فعلت فقال عمر بلى والله ولكنها عبيتكم يا بني أمية فقلت والله ما شعرت أنك مررت بي ولا سلمت علي فقال أبو بكر صدقت أراك والله شغلت عن ذلك بأمر حدثت به نفسك قال فقلت أجل قال فما هو فقلت توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم أسأله عن نجاة هذه الأمة ما هو وكنت أحدث بذلك نفسي وأعجب من تفريطي في ذلك فقال أبو بكر قد سألته عن ذلك فأخبرني به فقال عثمان ما هو قال أبو بكر سألته فقلت يا رسول الله ما نجاة هذه الأمة فقال من قبل مني الكلمة التي عرضتها على عمي فردها علي فهي له نجاة والكلمة التي عرضها على عمه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا أرسله الله . انتهى
نرى أن عثمان بايع و الصحابة بايعوا أبو بكر ثم عاش حالة الصدمة و الإنهيار
أين ذهب الذهول عندما بايع ..؟؟
المعروف أن المصدوم و المذهول لدرجة عدم الشعور بمن حوله يكون بعد حدوث الأمر المفجع و ليس
بعد أن يذهب لأمر بيعة و خلافة بكامل قواه العقلية و من بعدها بذهل و يصدم ..!!
- عثمان حزن لأنه فرَّط في سؤال رسول الله
و الطامة الكبرى اعتراف عثمان أن رسول الله لم يخبرهم بما ينجي الأمة الإسلامية يعني نعود لموضوع الوصية و الرزية و أكتب لكم كتاب لا تضلوا بعده أبداً و قربوا له و لا تقربوا له إنه يهجر حسبنا كتاب الله ...
فعن أي ذهول تتحدثون ...؟؟!!
و أيضا ورد فيما أعلاه ما يلي :
( ..وكان ممن أخرس عثمان بن عفان حتى جعل يذهب به ويجاء، ولا يستطيع كلاماً،..)
و لكننا بالعودة للرواية في الطبقات الكبرى نرى أن عثمان بايع أبو بكر و كان يتكلم بطلاقة فأين هذا الإخراس ..
أصيب بالذهول و الخرس فأعاده أبو بكر لوعيه فبايع أبو بكر ثم عادت له حالة الذهول المزعومة ..؟؟!!!!!!
من يصدق هذه التراهات ..؟؟
من كل ما سبق نجد أن ليس هناك كل هذا التهويل الذي يدعونه
فهاهم الصحابة يتسابقون للسقيفة و لم نرى أبو بكر مفجوع لفقدان رسول الله كما لم نرى عمر و عثمان مفجوعان بمصاب فقدان سيد الخلائق و هما يبايعون أبو بكر و عمر يخوف الناس و يجبرهم على البيعة ..
رأيناهم بكامل قواهم العقلية يتفاوضون مع الأنصار و المهاجرين من أجل البيعة و يرشونهم بالوزارة ..
أين ما تدعون من أنهم كانوا تخبلوا و أخرسوا ... ؟؟!!
و هل من تكون هذه حالته تصح بيعته ..؟؟
بمعنى شخص كعثمان مثلاً كان يذهب و يجاء به و لا يشعر بما حوله يعني عقله غائب
هل تصح بيعته .. و هو لا يدري ما يجري حوله ..؟؟
هب أن أبو بكر أدركه و ثبت قلب عثمان و جعله يستفيق من ذهوله.. هل كان تثبيت أبو بكر لعثمان وقتي يعني فقط بوقت البيعة ثم يعود له الذهول ..؟؟
هناك قشة قد يتعلق بها سقيفي يحاول أن يكون ذكي و هي قولهم :
( ..وكان ممن أقعد: علي، رضي الله عنه، فلم يستطع حراكاً، .. )
فأقول الإمام عليه السلام لم يكون في السقيفة فأبو بكر لم يثبت قلبه كما حصل مع البقية ..
و هو الوحيد الذي بقي مع رسول الله فابحثوا عن قشة أخرى ..
::::::::
و نقول
خيارات أمامكم :
- أبو بكر أخذ البيعة من الناس بالتخويف و الذين بايعوه لم يكونوا بكامل عقلهم و كانوا يعانون من الصدمة و لا يشعرون بما حولهم فلا يدرون من يبايعون ..! و كما يقول عمر كانت فلتة ...
- أبو بكر أخذ البيعة بالخدعة و اعتمد على عامل الصدمة و الخوف لدى الناس
- لم يهتم أحد لرحيل رسول الله و وثبوا للسقيفة يتلاقفونها ... و تركوا رسول الله مسجى لم يهتموا لأمره .. بل فرحوا برحيله كما فضحتهم الزهراء ...
و بدأوا بالمفاوضة و الرشاوي و التخويف و التهديد حتى يتم الأمر لأبو بكر ..
أمر أخير أحب الإشارة إليه :
هل أبو بكر أحرص على أمة الإسلام من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
بحيث يسرع ليهدأ الناس و يدعوهم للبيعته و رسول الله لم يعلم بما سيؤول إليه حال الناس بعده فترك أمته تتلاطم في بحار الفتن و " الذهول " ..
نترك العقلاء يتفكرون ...
~ كربلائية حسينية ~
يدعون أن عمر و عثمان و الناس
أصيبوا بالذهول و الإخراس و الخبال من صدمة فقد رسول الله ..
الإمام الحافظ زين الدين أبي الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي الدمشقي
لطائف المعارف فيما المواسم العام من الوظائف
و اختلفوا في وقت دفنه فقيل : دفن من ساعته و فيه بعد و قيل : من ليلة الثلاثاء و قيل : ليلة الأربعاء و لما توفي صلى الله عليه و سلم اضطرب المسلمون فمنهم من دهش فخربط و منهم من أقعد فلم يطق القيام و منهم من اعتقل لسانه فلم ينطق الكلام و منهم من أنكر موته بالكلية و قال : إنما بعث إليه كما بعث إلى موسى و كان من هؤلاء عمر و بلغ الخبر أبا بكر فأقبل مسرعا حتى دخل بيت عائشة و رسول الله صلى الله عليه و سلم مسجى فكشف عن وجهه الثوب و أكب عليه و قبل
جبهته مرارا و هو يبكي و هو يقول : وانبياه واخليلاه واصفياه
: إنالله و إنا إليه راجعون مات و الله رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال : و الله لا يجمع الله عليك موتتين أما الموتة التي كتب الله عليك فقدمتها ثم دخل المسجد و عمر يكلم الناس و هم مجتمعون عليه فتكلم أبو بكر و تشهد و حمد الله فأقبل الناس إليه و تركوا عمر فقال : من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت و تلا : { و ما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم } الآية فاستيقن الناس كلهم بموته و كأنهم لم يسمعوا هذه الآية من قبل أن يتلوها أبو بكر فتلقاها الناس منه فما يسمع أحد إلا يتلوها و قالت فاطمة عليها السلام : يا أبتاه أجاب ربا دعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه إلى جبريل أنعاه يا أبتاه من ربه ما أدناه و عاشت بعده ستة أشهر فما ضحكت في تلك المدة و حق لها ذلك
-------------
الروض الأنف السهيلي - الصفحة : 434 - ما حدث للصحابة عقب وفاته صلى الله عليه وسلم
ومن ذلك ما روي عن عائشة رضي الله عنها وغيرها من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قبض، وارتفعت الرنة وسجي رسول الله صلى الله عليه وسلم الملائكة، دهش الناس، وطاشت عقولهم وأقحموا، واختلطوا، فمنهم من خبل، ومنهم من أصمت، ومنهم من أقعد إلى أرض، فكان عمر ممن حبل وجعل يصيح، ويحلف: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ممن أخرس عثمان بن عفان حتى جعل يذهب به ويجاء، ولا يستطيع كلاماً، وكان ممن أقعد: علي، رضي الله عنه، فلم يستطع حراكاً، وأما عبد الله بن أنيس، فأضني حتى مات كمداً، وبلغ الخبر أبا بكر رضي الله عنه، وهو بالسنح، فجاء وعيناه نهملان، وزفراته تتردد في صدره، وغصصه ترتفع كقطع الجرة، وهو في ذلك رضوان الله عليه، جلد العقل والمقالة، حتى دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكب عليه، وكشف وجهه ومسحه وقبل جبينه، وجعل يبكي، ويقول: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً، وانقطع لموتك ما لم ينقطع لموت أحد من الأنبياء من النبوة، فعظمت عن الصفة، وجللت عن البكاء، وخصصت حتى صرت مسلاةً، وعممت حتى صرنا فيك سواء، ولو أن موتك كان اختياراً لجدنا لموتك بالنفوس، ولولا أنك نهيت عن البكاء لأنفدنا عليك ماء الشؤون، فأما ما لا نستطيع نفيه فكمد وإدناف يتحالفان لا يبرحان، اللهم أبلغه عنا، اذكرنا يا محمد عند ربك، ولنكن من بالك، فلولا ما خلفت من السكينة، لم نقم لما خلفت من الوحشة، اللهم أبلغ نبيك عنا، واحفظه فينا، ثم خرج لما قضى الناس غمراتهم، وقام خطيباً فيهم بخطبة جلها الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقال فيها: أشهد إن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخاتم أنبيائه، وأشهد أن الكتاب كما نزل، وأن الدين كما شرع، وأن الحديث كما حدث، وأن القول كما قال، وأن الله هو الحق المبين، في كلام طويل، ثم قال: أيها الناس من كان يعبد محمداً، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لم يمت، وأن الله قد تقدم لكم في أمره، فلا تدعوه جزعاً، وأن الله تبارك وتعالى قد اختار لنبيه عليه السلام ما عنده على ما عندكم، وقبضه إلى ثوابه، وخلف فيكم كتابه وسنة نبيه، فمن أخذ بهما عرف، ومن فرق بينهما أنكر: "يا أيُّها الذين آمنوا كونوا قَوَّامِين بالقِسْطِ" النساء ولا يشغلنكم الشيطان بموت نبيكم ولا يلفتنكم عن دينكم، وعاجلوا الشيطان بالخزي تعجزوه، ولا تستنظروه فيلحق بكم. فلما فرغ من خطبته، قال: يا عمر أأنت الذي بلغني عنك أنك تقول على باب نبي الله، والذي نفس عمر بيده: ما مات نبي الله، أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم كذا: كذا، وكذا، وقال الله عز وجل في كتابه: "إنك مَيِّتٌ وإنهم مَيِّتُون" الزمر فقال عمر: والله لكأني لم أسمع بها في كتاب الله تعالى قبل الآن لما نزل بنا، أشهد أن الكتاب كما نزل، وأن الحديث كما حدث، وأن الله تبارك وتعالى حي لا يموت "إنَّا للّه وإنَّا إليه راجعون" البقرة صلوات الله على رسوله، وعند الله نحتسب رسوله
----------------------------
صحيح البخاري - كتاب فضائل الصحابة - من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب يعني الجنة
3467 حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن هشام بن عروة قال أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وأبو بكر بالسنح قال إسماعيل يعني بالعالية فقام عمر يقول والله ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وقال عمر والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله قال بأبي أنت وأمي طبت حيا وميتا والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبدا ثم خرج فقال أيها الحالف على رسلك فلما تكلم أبو بكر جلس عمر فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال ألا من كان يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت وقال إنك ميت وإنهم ميتون وقال وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين قال فنشج الناس يبكون قال واجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدة فقالوا منا أمير ومنكم أمير فذهب إليهم أبو بكر وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح فذهب عمر يتكلم فأسكته أبو بكر وكان عمر يقول والله ما أردت بذلك إلا أني قد هيأت كلاما قد أعجبني خشيت أن لا يبلغه أبو بكر ثم تكلم أبو بكر - ص 1342 - فتكلم أبلغ الناس فقال في كلامه نحن الأمراء وأنتم الوزراء فقال حباب بن المنذر لا والله لا نفعل منا أمير ومنكم أمير فقال أبو بكر لا ولكنا الأمراء وأنتم الوزراء هم أوسط العرب دارا وأعربهم أحسابا فبايعوا عمر أو أبا عبيدة بن الجراح فقال عمر بل نبايعك أنت فأنت سيدنا وخيرنا وأحبنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ عمر بيده فبايعه وبايعه الناس فقال قائل قتلتم سعد بن عبادة فقال عمر قتله الله وقال عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال عبد الرحمن بن القاسم أخبرني القاسم أن عائشة رضي الله عنها قالت شخص بصر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال في الرفيق الأعلى ثلاثا وقص الحديث قالت فما كانت من خطبتهما من خطبة إلا نفع الله بها لقد خوف عمر الناس وإن فيهم لنفاقا فردهم الله بذلك ثم لقد بصر أبو بكر الناس الهدى وعرفهم الحق الذي عليهم وخرجوا به يتلون وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل إلى الشاكرين
-------------
و مما يستدلون به أيضاً هذه الرواية :
الطبقات الكبرى لابن سعد - الجزء 2 الصفحة 312
أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت عثمان بن عفان يقول توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم فحزن عليه رجال من أصحابه حتى كاد بعضهم يوسوس فكنت ممن حزن عليه فبينا أنا جالس في أطم من آطام المدينة وقد بويع أبو بكر إذ مر بي عمر فلم أشعر به لما بي من الحزن فانطلق عمر حتى دخل على أبي بكر فقال يا خليفة رسول الله ألا أعجبك مررت على عثمان فسلمت عليه فلم يرد علي السلام فقام أبو بكر فأخذ بيد عمر فأقبلا جميعا حتى أتياني فقال لي أبو بكر يا عثمان جاءني أخوك فزعم أنه
مر بك فسلم عليك فلم ترد عليه فما الذي حملك على ذلك فقلت يا خليفة رسول الله ما فعلت فقال عمر بلى والله ولكنها عبيتكم يا بني أمية فقلت والله ما شعرت أنك مررت بي ولا سلمت علي فقال أبو بكر صدقت أراك والله شغلت عن ذلك بأمر حدثت به نفسك قال فقلت أجل قال فما هو فقلت توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم أسأله عن نجاة هذه الأمة ما هو وكنت أحدث بذلك نفسي وأعجب من تفريطي في ذلك فقال أبو بكر قد سألته عن ذلك فأخبرني به فقال عثمان ما هو قال أبو بكر سألته فقلت يا رسول الله ما نجاة هذه الأمة فقال من قبل مني الكلمة التي عرضتها على عمي فردها علي فهي له نجاة والكلمة التي عرضها على عمه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا أرسله الله . انتهى
نرى أن عثمان بايع و الصحابة بايعوا أبو بكر ثم عاش حالة الصدمة و الإنهيار
أين ذهب الذهول عندما بايع ..؟؟
المعروف أن المصدوم و المذهول لدرجة عدم الشعور بمن حوله يكون بعد حدوث الأمر المفجع و ليس
بعد أن يذهب لأمر بيعة و خلافة بكامل قواه العقلية و من بعدها بذهل و يصدم ..!!
- عثمان حزن لأنه فرَّط في سؤال رسول الله
و الطامة الكبرى اعتراف عثمان أن رسول الله لم يخبرهم بما ينجي الأمة الإسلامية يعني نعود لموضوع الوصية و الرزية و أكتب لكم كتاب لا تضلوا بعده أبداً و قربوا له و لا تقربوا له إنه يهجر حسبنا كتاب الله ...
فعن أي ذهول تتحدثون ...؟؟!!
و أيضا ورد فيما أعلاه ما يلي :
( ..وكان ممن أخرس عثمان بن عفان حتى جعل يذهب به ويجاء، ولا يستطيع كلاماً،..)
و لكننا بالعودة للرواية في الطبقات الكبرى نرى أن عثمان بايع أبو بكر و كان يتكلم بطلاقة فأين هذا الإخراس ..
أصيب بالذهول و الخرس فأعاده أبو بكر لوعيه فبايع أبو بكر ثم عادت له حالة الذهول المزعومة ..؟؟!!!!!!
من يصدق هذه التراهات ..؟؟
من كل ما سبق نجد أن ليس هناك كل هذا التهويل الذي يدعونه
فهاهم الصحابة يتسابقون للسقيفة و لم نرى أبو بكر مفجوع لفقدان رسول الله كما لم نرى عمر و عثمان مفجوعان بمصاب فقدان سيد الخلائق و هما يبايعون أبو بكر و عمر يخوف الناس و يجبرهم على البيعة ..
رأيناهم بكامل قواهم العقلية يتفاوضون مع الأنصار و المهاجرين من أجل البيعة و يرشونهم بالوزارة ..
أين ما تدعون من أنهم كانوا تخبلوا و أخرسوا ... ؟؟!!
و هل من تكون هذه حالته تصح بيعته ..؟؟
بمعنى شخص كعثمان مثلاً كان يذهب و يجاء به و لا يشعر بما حوله يعني عقله غائب
هل تصح بيعته .. و هو لا يدري ما يجري حوله ..؟؟
هب أن أبو بكر أدركه و ثبت قلب عثمان و جعله يستفيق من ذهوله.. هل كان تثبيت أبو بكر لعثمان وقتي يعني فقط بوقت البيعة ثم يعود له الذهول ..؟؟
هناك قشة قد يتعلق بها سقيفي يحاول أن يكون ذكي و هي قولهم :
( ..وكان ممن أقعد: علي، رضي الله عنه، فلم يستطع حراكاً، .. )
فأقول الإمام عليه السلام لم يكون في السقيفة فأبو بكر لم يثبت قلبه كما حصل مع البقية ..
و هو الوحيد الذي بقي مع رسول الله فابحثوا عن قشة أخرى ..
::::::::
و نقول
خيارات أمامكم :
- أبو بكر أخذ البيعة من الناس بالتخويف و الذين بايعوه لم يكونوا بكامل عقلهم و كانوا يعانون من الصدمة و لا يشعرون بما حولهم فلا يدرون من يبايعون ..! و كما يقول عمر كانت فلتة ...
- أبو بكر أخذ البيعة بالخدعة و اعتمد على عامل الصدمة و الخوف لدى الناس
- لم يهتم أحد لرحيل رسول الله و وثبوا للسقيفة يتلاقفونها ... و تركوا رسول الله مسجى لم يهتموا لأمره .. بل فرحوا برحيله كما فضحتهم الزهراء ...
و بدأوا بالمفاوضة و الرشاوي و التخويف و التهديد حتى يتم الأمر لأبو بكر ..
أمر أخير أحب الإشارة إليه :
هل أبو بكر أحرص على أمة الإسلام من رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
بحيث يسرع ليهدأ الناس و يدعوهم للبيعته و رسول الله لم يعلم بما سيؤول إليه حال الناس بعده فترك أمته تتلاطم في بحار الفتن و " الذهول " ..
نترك العقلاء يتفكرون ...
~ كربلائية حسينية ~