شبكة جنّة الحسين
11-01-2015, 03:00 PM
س: ما هي الأدلّة الصحيحة على أمر يزيد (لعنه الله) بقتل الإمام الحسين (عليه السلام)؟
ج: إنّ قتل يزيد للحسين (عليه السلام) ثابت متواتر كتواتر أسماء المدن في العالم، يعلمه كلّ إنسانٍ لكثرة ما كُتب وذُكر في هذا الجانب، ولا يُبرئ ساحة يزيد أنّه لم يباشر القتل بيده، فقد ينسب الأمر إلى القائد وإن لم يباشر، كما في قوله تعالى: (يَا هَامَانُ ابنِ لِي صَرْحاً) (سورة غافر: 36).
أوّلاً: نصوص بعض من صرّح من مشايخ أبناء العامّة بأنّ يزيداً (لعنه الله) أمر بقتل الحسين (عليه السلام).
قال الطبريّ في (تاريخه: 4 / 250): "ولم يكن ليزيد همّة حين ولي الأمر إلّا بيعة النفر الّذين أبوا على معاوية حين دعا الناس إلى بيعته، وأنّه ولي عهده بعده والفراغ من أمرهم، فكتب إلى الوليد في صحيفةٍ كأنّها أُذن فأرة: أمّا بعد، فخُذ حسيناً وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة، حتّى يبايعوا، والسلام".
وقال السيوطيّ في (تاريخ الخلفاء: 207): "وبعث أهل العراق إلى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم، فخرج من مكّة إلى العراق في عشرة ذي الحجّة، ومعه طائفةٌ من آل بيته رجالاً ونساءاً وصبياناً، فكتب يزيد إلى واليه بالعراق عبيد الله بن زياد بقتاله، فوجّه إليه جيشاً أربعة آلاف، عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص ...".
وقد ذكر الخوارزميّ الحنفي في كتابه (مقتل الحسين (عليه السلام): 1 / 180) أنّ يزيد قد أمر عبيد الله في كتابه السابق بقتل الحسين، بل وقتل كلّ من لم يبايع ممّن ذكرهم سابقاً، وإليك لفظه بعينه: "ثمّ كتب صحيفةً صغيرة كأنّها أُذن فأرة: أمّا بعد، فخذ الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الرحمان بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمَن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه، والسلام".
وقد ذكر ابن الأثير في (كامله) رسالة ابن عبّاس ليزيد بعد مقتل الحسين (عليه السلام)، وطلب يزيد لمودّته وقربه بعد امتناع ابن عباس عن بيعة ابن الزبير: أمّا بعد، فقد جائني كتابك، فأمّا تركي بيعة ابن الزبير فو الله ما أرجو بذلك برّك ولا حمدك، ولكنّ الله بالذي أنوي عليم، وزعمتَ أنّكَ لست بناسٍ برّي، فأحبس أيّها الإنسان برّك عنّي فإنّي حابسٌ عنك برّي، وسألتَ أن أُحبّب الناس إليك وأُبغّضهم وأُخذّلهم لابن الزبير، فلا ولا سرور ولا كرامة، كيف وقد قتلتَ حسيناً وفتيان عبد المطّلب مصابيح الهدى ونجوم الأعلام، غادرتهم خيولك بأمرك في صعيدٍ واحد، مرحّلين بالدماء مسلوبين بالعراء مقتولين بالظماء، لا مكفّنين ولا مسودين، تسفي عليهم الرياح وينشي بهم عرج البطاح، حتّى أتاح الله بقومٍ لم يشركوا في دمائهم كفّنوهم وأجنوهم، وبي وبهم لو عززت وجلست مجلسك الّذي جلست، فما أنسى من الأشياء فلست بناسٍ اطرادك حسيناً من حرم رسول الله إلى حرم الله وتسييرك الخيول إليه، فما زلت بذلك حتّى أشخصته إلى العراق، فخرج خائفاً يترقّب، فنزلَت به خيلك عداوةً منك لله ولرسوله ولأهل بيته الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فطلبت إليكم الموادعة وسألكم الرجعة، فاغتنمتم قلّة أنصاره واستئصال أهل بيته، وتعاونتم عليه كأنّكم قتلتم أهل بيتٍ من الترك والكفر، فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودّي وقد قتلتَ ولد أبي، وسيفك يقطر من دمي وأنت أحد ثاري، ولا يعجبك إن ظفرت بنا اليوم فلنظفرنّ بك يوماً، والسلام (الكامل في التاريخ: 3 / 466 و467).
وقد صرّح بقتل يزيد للحسين (عليه السلام) أقرب الناس إلى يزيد، وهو معاوية ابنه!
قال ابن حجر المكّي في (الصواعق المحرقة: 134): "لمّا ولي معاوية بن يزيد، صعد المنبر فقال: إنّ هذه الخلافة حبل الله، وإنّ جدّي معاوية نازعٌ الأمر أهلَه ومن هو أحقّ به منه عليّ بن أبي طالب، وركب بكم ما تعلمون، حتّى أتته منيّته فصار في قبره رهيناً بذنوبه، ثم قلّد أبي الأمر، وكان غير أهلٍ له، ونازع ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم)، فقصف عمره وانبتر عقبه وصار في قبره رهيناً بذنوبه. ثم بكى وقال: إنّ من أعظم الأُمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبئس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم)، وأباح الخمر، وخرّب الكعبة ...".
ثانياً: نصوص بعض من صرّح منهم بكفره وجواز لعنه.
لقد أفتى كلٌّ من سبط ابن الجوزي والقاضي أبو يعلى والتفتازاني والجلال السيوطي وغيرهم من أعلام أبناء العامّة القدامى بكفر يزيد وجواز لعنه.
قال اليافعي: "وأمّا حكم مَن قتل الحسين أو أمر بقتله ممّن استحلّ ذلك، فهو كافر" (شذرات من ذهب لابن العماد الحنبلي: 1 / 68).
وقال التفتازاني في (شرح العقائد النفسيّة): "والحقّ أنّ رضا يزيد بقتل الحسين، واستبشاره بذلك، وإهانته أهل بيت الرسول، ممّا تواتر معناه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه" (المصدر السابق).
وقال الذهبيّ: "كان ناصبيّاً فظّاً غليظاً، يتناول المسكر ويفعل المنكر، افتتح دولته بقتل الحسين وختمها بوقعة الحرّة" (المصدر السابق).
وقال ابن كثير: "إنّ يزيد كان إماماً فاسقاً ..." (البداية والنهاية: 8 / 223).
وقال المسعودي: "ولمّا شمل الناس جورُ يزيد وعمّاله، وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) وأنصاره، وما أظهر من شرب الخمر، سيره سيرة فرعون، بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته وأنصف منه لخاصّته وعامّته، أخرج أهل المدينة عامله عليهم، وهو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان" (مروج الذهب: 3 / 82).
وروي أنّ عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال: "والله ما خرجنا على يزيد حتّى خِفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء؛ إنّه رجلٌ ينكح أُمّهات الأولاد والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصلاة" (الكامل: 3 / 310، وتاريخ الخلفاء: 165).
هذا وقد صنّف أبو الفرج ابن الجوزي الفقيه الحنبليّ الشهير كتاباً في الردّ على مَن منع لعن يزيد، وأسماه (الردّ على المتعصّب العنيد).
ثالثاً: نذكر بعض مصادر القوم الّتي ذكرت يزيد وجوره ومن كفّره وجوّز لعنه:
1 ـ تاريخ الطبريّ: 3 / 13 و6 / 267 و7 / 11 و10 / 60 و11 / 538.
2 ـ منهاج السنّة: 2 / 253.
3 ـ الإمامة والسياسة: 1 / 155.
4 ـ الخصائص الكبرى: 2 / 236.
5 ـ تطهير الجنان في هامش الصواعق: 64.
6 ـ روح المعاني للآلوسي: 26 / 73.
7 ـ البداية والنهاية لابن كثير: 8 / 265.
8 ـ تاريخ الإسلام للذهبيّ: 2 / 356.
9 ـ الكامل لابن الأثير: 3 / 47.
10 ـ تاريخ ابن كثير: 6 / 234 و8 / 22.
11 ـ تاريخ اليعقوبي: 6 / 251.
12 ـ تاريخ الخلفاء للسيوطي: 209.
13 ـ تاريخ الخميس: 2 / 302.
14 ـ مروج الذهب للمسعودي: 3 / 71.
15 ـ الأخبار الطوال للدينوري: 65.
16 ـ شذرات من ذهب لابن العماد الحنبلي: 1 / 168.
17 ـ فتح الباري: 13 / 70.
18 ـ رسائل ابن حزم: 2 / 140.
19 ـ أُسد الغابة: 3 / 243.
رابعاً وأخيراً: الروايات الصحيحة عن المعصوم الّتي تثبت أنّ يزيد (لعنه الله) أمر بقتل الحسين (عليه السلام)، وأنّ القتل ينسَب إلى يزيد.
روى الكليني بسندٍ صحيح عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: «إنّ يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحجّ، فبعث إلى رجلٍ من قريش فأتاه، فقال له يزيد: أتقرّ لي أنّك عبدٌ لي، إن شئتُ بعتُك وإن شئتُ استرقيتك؟ فقال له الرجل: والله يا يزيد ما أنت بأكرم منّي في قريش حسَباً، ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهليّة والإسلام، وما أنت بأفضل منّي في الدين ولا بخبر منّي، فكيف أُقرّ لك بما سألت؟! فقال له يزيد: إن لم تقرّ لي والله قتلتك. فقال له الرجل: ليس قتلك إيّاي بأعظم من قتلك الحسين بن علي (عليهما السلام) ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله). فأمَر به فقُتل» (الكافي: 8 / 235).
فهذه الرواية الصحيحة الّتي يذكرها المعصوم (عليه السلام) وساقها في مقام استعراض مظالم أهل البيت (عليهم السلام)، يؤكّد اعتباره (عليه السلام) أنّ يزيد هو قاتل الحسين (عليه السلام).
وفي ورود لعنه في زيارة عاشوراء المعروفة كفاية، وهي المرويّة بالسند الصحيح عن الإمام الباقر (عليه السلام)، فراجع.
منقول عن: مركز الأبحاث العقائديّة
ج: إنّ قتل يزيد للحسين (عليه السلام) ثابت متواتر كتواتر أسماء المدن في العالم، يعلمه كلّ إنسانٍ لكثرة ما كُتب وذُكر في هذا الجانب، ولا يُبرئ ساحة يزيد أنّه لم يباشر القتل بيده، فقد ينسب الأمر إلى القائد وإن لم يباشر، كما في قوله تعالى: (يَا هَامَانُ ابنِ لِي صَرْحاً) (سورة غافر: 36).
أوّلاً: نصوص بعض من صرّح من مشايخ أبناء العامّة بأنّ يزيداً (لعنه الله) أمر بقتل الحسين (عليه السلام).
قال الطبريّ في (تاريخه: 4 / 250): "ولم يكن ليزيد همّة حين ولي الأمر إلّا بيعة النفر الّذين أبوا على معاوية حين دعا الناس إلى بيعته، وأنّه ولي عهده بعده والفراغ من أمرهم، فكتب إلى الوليد في صحيفةٍ كأنّها أُذن فأرة: أمّا بعد، فخُذ حسيناً وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة، حتّى يبايعوا، والسلام".
وقال السيوطيّ في (تاريخ الخلفاء: 207): "وبعث أهل العراق إلى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم، فخرج من مكّة إلى العراق في عشرة ذي الحجّة، ومعه طائفةٌ من آل بيته رجالاً ونساءاً وصبياناً، فكتب يزيد إلى واليه بالعراق عبيد الله بن زياد بقتاله، فوجّه إليه جيشاً أربعة آلاف، عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص ...".
وقد ذكر الخوارزميّ الحنفي في كتابه (مقتل الحسين (عليه السلام): 1 / 180) أنّ يزيد قد أمر عبيد الله في كتابه السابق بقتل الحسين، بل وقتل كلّ من لم يبايع ممّن ذكرهم سابقاً، وإليك لفظه بعينه: "ثمّ كتب صحيفةً صغيرة كأنّها أُذن فأرة: أمّا بعد، فخذ الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الرحمان بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمَن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه، والسلام".
وقد ذكر ابن الأثير في (كامله) رسالة ابن عبّاس ليزيد بعد مقتل الحسين (عليه السلام)، وطلب يزيد لمودّته وقربه بعد امتناع ابن عباس عن بيعة ابن الزبير: أمّا بعد، فقد جائني كتابك، فأمّا تركي بيعة ابن الزبير فو الله ما أرجو بذلك برّك ولا حمدك، ولكنّ الله بالذي أنوي عليم، وزعمتَ أنّكَ لست بناسٍ برّي، فأحبس أيّها الإنسان برّك عنّي فإنّي حابسٌ عنك برّي، وسألتَ أن أُحبّب الناس إليك وأُبغّضهم وأُخذّلهم لابن الزبير، فلا ولا سرور ولا كرامة، كيف وقد قتلتَ حسيناً وفتيان عبد المطّلب مصابيح الهدى ونجوم الأعلام، غادرتهم خيولك بأمرك في صعيدٍ واحد، مرحّلين بالدماء مسلوبين بالعراء مقتولين بالظماء، لا مكفّنين ولا مسودين، تسفي عليهم الرياح وينشي بهم عرج البطاح، حتّى أتاح الله بقومٍ لم يشركوا في دمائهم كفّنوهم وأجنوهم، وبي وبهم لو عززت وجلست مجلسك الّذي جلست، فما أنسى من الأشياء فلست بناسٍ اطرادك حسيناً من حرم رسول الله إلى حرم الله وتسييرك الخيول إليه، فما زلت بذلك حتّى أشخصته إلى العراق، فخرج خائفاً يترقّب، فنزلَت به خيلك عداوةً منك لله ولرسوله ولأهل بيته الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً، فطلبت إليكم الموادعة وسألكم الرجعة، فاغتنمتم قلّة أنصاره واستئصال أهل بيته، وتعاونتم عليه كأنّكم قتلتم أهل بيتٍ من الترك والكفر، فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودّي وقد قتلتَ ولد أبي، وسيفك يقطر من دمي وأنت أحد ثاري، ولا يعجبك إن ظفرت بنا اليوم فلنظفرنّ بك يوماً، والسلام (الكامل في التاريخ: 3 / 466 و467).
وقد صرّح بقتل يزيد للحسين (عليه السلام) أقرب الناس إلى يزيد، وهو معاوية ابنه!
قال ابن حجر المكّي في (الصواعق المحرقة: 134): "لمّا ولي معاوية بن يزيد، صعد المنبر فقال: إنّ هذه الخلافة حبل الله، وإنّ جدّي معاوية نازعٌ الأمر أهلَه ومن هو أحقّ به منه عليّ بن أبي طالب، وركب بكم ما تعلمون، حتّى أتته منيّته فصار في قبره رهيناً بذنوبه، ثم قلّد أبي الأمر، وكان غير أهلٍ له، ونازع ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم)، فقصف عمره وانبتر عقبه وصار في قبره رهيناً بذنوبه. ثم بكى وقال: إنّ من أعظم الأُمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبئس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم)، وأباح الخمر، وخرّب الكعبة ...".
ثانياً: نصوص بعض من صرّح منهم بكفره وجواز لعنه.
لقد أفتى كلٌّ من سبط ابن الجوزي والقاضي أبو يعلى والتفتازاني والجلال السيوطي وغيرهم من أعلام أبناء العامّة القدامى بكفر يزيد وجواز لعنه.
قال اليافعي: "وأمّا حكم مَن قتل الحسين أو أمر بقتله ممّن استحلّ ذلك، فهو كافر" (شذرات من ذهب لابن العماد الحنبلي: 1 / 68).
وقال التفتازاني في (شرح العقائد النفسيّة): "والحقّ أنّ رضا يزيد بقتل الحسين، واستبشاره بذلك، وإهانته أهل بيت الرسول، ممّا تواتر معناه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه" (المصدر السابق).
وقال الذهبيّ: "كان ناصبيّاً فظّاً غليظاً، يتناول المسكر ويفعل المنكر، افتتح دولته بقتل الحسين وختمها بوقعة الحرّة" (المصدر السابق).
وقال ابن كثير: "إنّ يزيد كان إماماً فاسقاً ..." (البداية والنهاية: 8 / 223).
وقال المسعودي: "ولمّا شمل الناس جورُ يزيد وعمّاله، وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) وأنصاره، وما أظهر من شرب الخمر، سيره سيرة فرعون، بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته وأنصف منه لخاصّته وعامّته، أخرج أهل المدينة عامله عليهم، وهو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان" (مروج الذهب: 3 / 82).
وروي أنّ عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة قال: "والله ما خرجنا على يزيد حتّى خِفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء؛ إنّه رجلٌ ينكح أُمّهات الأولاد والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصلاة" (الكامل: 3 / 310، وتاريخ الخلفاء: 165).
هذا وقد صنّف أبو الفرج ابن الجوزي الفقيه الحنبليّ الشهير كتاباً في الردّ على مَن منع لعن يزيد، وأسماه (الردّ على المتعصّب العنيد).
ثالثاً: نذكر بعض مصادر القوم الّتي ذكرت يزيد وجوره ومن كفّره وجوّز لعنه:
1 ـ تاريخ الطبريّ: 3 / 13 و6 / 267 و7 / 11 و10 / 60 و11 / 538.
2 ـ منهاج السنّة: 2 / 253.
3 ـ الإمامة والسياسة: 1 / 155.
4 ـ الخصائص الكبرى: 2 / 236.
5 ـ تطهير الجنان في هامش الصواعق: 64.
6 ـ روح المعاني للآلوسي: 26 / 73.
7 ـ البداية والنهاية لابن كثير: 8 / 265.
8 ـ تاريخ الإسلام للذهبيّ: 2 / 356.
9 ـ الكامل لابن الأثير: 3 / 47.
10 ـ تاريخ ابن كثير: 6 / 234 و8 / 22.
11 ـ تاريخ اليعقوبي: 6 / 251.
12 ـ تاريخ الخلفاء للسيوطي: 209.
13 ـ تاريخ الخميس: 2 / 302.
14 ـ مروج الذهب للمسعودي: 3 / 71.
15 ـ الأخبار الطوال للدينوري: 65.
16 ـ شذرات من ذهب لابن العماد الحنبلي: 1 / 168.
17 ـ فتح الباري: 13 / 70.
18 ـ رسائل ابن حزم: 2 / 140.
19 ـ أُسد الغابة: 3 / 243.
رابعاً وأخيراً: الروايات الصحيحة عن المعصوم الّتي تثبت أنّ يزيد (لعنه الله) أمر بقتل الحسين (عليه السلام)، وأنّ القتل ينسَب إلى يزيد.
روى الكليني بسندٍ صحيح عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: «إنّ يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحجّ، فبعث إلى رجلٍ من قريش فأتاه، فقال له يزيد: أتقرّ لي أنّك عبدٌ لي، إن شئتُ بعتُك وإن شئتُ استرقيتك؟ فقال له الرجل: والله يا يزيد ما أنت بأكرم منّي في قريش حسَباً، ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهليّة والإسلام، وما أنت بأفضل منّي في الدين ولا بخبر منّي، فكيف أُقرّ لك بما سألت؟! فقال له يزيد: إن لم تقرّ لي والله قتلتك. فقال له الرجل: ليس قتلك إيّاي بأعظم من قتلك الحسين بن علي (عليهما السلام) ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله). فأمَر به فقُتل» (الكافي: 8 / 235).
فهذه الرواية الصحيحة الّتي يذكرها المعصوم (عليه السلام) وساقها في مقام استعراض مظالم أهل البيت (عليهم السلام)، يؤكّد اعتباره (عليه السلام) أنّ يزيد هو قاتل الحسين (عليه السلام).
وفي ورود لعنه في زيارة عاشوراء المعروفة كفاية، وهي المرويّة بالسند الصحيح عن الإمام الباقر (عليه السلام)، فراجع.
منقول عن: مركز الأبحاث العقائديّة