شجون الزهراء
15-01-2015, 04:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
مدخل
أن كل جماعة تتخذ لها شعار يعبر عن فكرها, مبادئها وقيمها ....
وسنحاول في هذا البحث ان نتعرف على شعار الشيعة وهي الشهادة الثالثة في الآذان
مامعنى الشهادة للأمير بالولاية في الاذان وصحة الاعتقاد بها
الاعتقاد بولاية علي عليه السلام عند الامامية قائم على عدة ادله منها
:قوله تعالى
(إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(1)
هذه الاية المباركة تسمّى في الكتب بـ «آية الولاية»، استدلّ بها الاماميّة على إمامة أمير المؤمنين سلام الله عليه
حديث الغدير
في طريق عودته صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل عليه السلام بقوله تعالى بالآية الأولى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك...الخ.) فأوقف النبي صلى الله عليه وآله المسلمين في الجحفة عند غدير خم، وبلغهم ما أمره به ربه، وأصعد علياً عليه السلام معه على المنبر، ورفع بيده معلناً ولايته من بعده، وأمر أن تنصب له خيمة، وأن يهنئه المسلمون بالولاية، فهنؤوه وبايعوه.. فنزلت عند ذلك آية إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية العترة الطاهرة، وهي قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً...الخ. وذلك في يوم الغدير الثامن عشر من ذي الحجة
الشهادة بولاية أمير المؤمنين في الأذان
الاذان»:
هو في اللغة العربية وفي القرآن والسنّة وفي الاستعمالات الفصيحة: الاعلان، أي الاعلام، (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بالْحَجِّ)(1
«الشهادة»:
هي القول عن علم حاصل عن طريق اليقين فلا تقبل شهادة عن طريق الشك والظن
« معنى ولاية أمير المؤمنين»:
معنى الشهادة بولاية علي في الاذان، أي نقول للناس، نقول للعالم، بأنّا نعتقد بولاية علي، بأولويته بالناس بعد رسول الله[ص] بلا فاصل
وهذا القول قول عام، نعلن عنه على المآذن وغير المآذن
فنعلن عن هذا الاعتقاد للعالم، ونتّخذ الاذان وسيلة للاعلان عن هذا الاعتقاد
ويسأل سائل_ هل يجوز لنا هذا؟
لنقول ان هذا الاعتقاد قائم على ادلة وأحكام
أما الادلة فأوضحناها منذ البداية
وأما حكمة بعد أتفاق علماءنا على جوازه
منهم من يقول باستحباب هذه الشهادة في الاذان، ويجعل هذه الشهادة جزءاً مستحبّاً مندوباً من أجزاء الاذان، كما هو الحال في القنوت بالنسبة إلى الصلاة، وهؤلاء هم الاكثر الاغلب
وهناك عدّة من فقهائنا يقولون بالجزئيّة الواجبة، بحيث لو تركت هذه الشهادة في الاذان عمداً، لم يثب هذا المؤذّن على أذانه أصلاً ولم يطع الامر بالاذان.
فلا يقولنّ أحد أنّ هذه الشهادة في الاذان إذا كانت مستحبّة فلا مانع من ترك المستحب
لماذا؟
لانّ هذا الامر والعمل الاستحبابي، أصبح شعاراً للشيعة
ومن هنا أفتى بعض كبار فقهائنا كالسيد الحكيم رحمة الله عليه في كتاب المستمسك بوجوب الشهادة الثالثة في الاذان،لأنّه شعار للمذهب، وتركه يضرّ بالمذهب، فلابدّ وأن يحافظ عليه، لانّ المحافظة عليه محافظة على المذهب
لهذا فقد حاربه المخالفون بالقول والفعل مع علمهم انه من السنة ! كيف ؟
لنحاول أن نبين ذالك ...
الاستدلال بالسنّة على استحباب الشهادة
بالولاية في الاذان
عن كتاب السلافة في أمر الخلافة، للشيخ عبدالله المراغي المصري: إنّ سلمان الفارسي ذكر في الاذان والاقامة الشهادة بالولاية لعلي بعد الشهادة بالرسالة في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فدخل رجل على رسول الله فقال: يا رسول الله، سمعت أمراً لم أسمع به قبل هذا، فقال رسول الله: «ما هو ؟» قال: سلمان شهد في أذانه بعد الشهادة بالرسالة بالشهادة بالولاية لعلي، فقال: «سمعتم خيراً».
وعن كتاب السلافة أيضاً: إنّ رجلاً دخل على رسول الله فقال: يا رسول الله، إنّ أباذر يذكر في الاذان بعد الشهادة بالرسالة الشهادة بالولاية لعلي ويقول: أشهد أنّ عليّاً ولي الله، فقال:
«كذلك، أو نسيتم قولي يوم غدير خم: من كنت مولاه فعليّ مولاه ؟ فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه !!».
الرواية الثانية
عن ابن مسعود، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أتاني ملك فقال: يا محمّد (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا)1) على ما بعثوا، قلت: على ما بعثوا ؟ قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب».
فالانبياء السابقون بعثوا على ولاية رسول الله وأمير المؤمنين من بعده، أي كلّفوا بإبلاغ هذا الامر إلى أُممهم.
هذا الحديث تجدونه في كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري(2) وقد وثّق راويه، وأيضاً هو في تفسير الثعلبي بتفسير الاية المباركة، ورواه أيضاً أبو نعيم الاصفهاني في كتاب منقبة المطهّرين، وغيرهم من الحفّاظ.
(1) سورة الزخرف: 45.
(2) معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري صاحب المستدرك: 96.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الروية الثالثة
ماجاء في حديث المنزلة رواياتهم عن ابن عباس، فلا يروون عنه إلاّ هذا المقدار من الحديث وهو محلّ الشاهد: «أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي» وهذا لفظ أبي داود الطيالسي في مسنده(1) ، أو «أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة» وهذا لفظ الحاكم في المستدرك(2) ، أو «أنت وليّي في كلّ مؤمن بعدي» وهذا لفظ أحمد في المسند(3) .
وهذا الحديث يدل على ثبوت الولاية بعد الرسول في قوله (من بعدي)
____________
(1) مسند أبي داود الطيالسي: 360 رقم 2752 ـ دار المعرفة ـ بيروت.
(2) مستدرك للحاكم 3/134.
(3) مسند أحمد 1/545 ذيل حديث 3052.
# # # # # # # #
تصرفات أهل السنة في الاذان:
وأمّا أهل السنّة، فعندهم تصرّفان في الاذان:
التصرف الاول: حذف «حيّ على خير العمل».
التصرف الثاني: إضافة «الصلاة خير من النوم».
ولم يقم دليلٌ عليهما.
هذا في شرح التجريد للقوشچي الاشعري مبحث الامامية
أنّ «حيّ على خير العمل» كان من صلب الاذان في زمن رسول الله، وعمر منع عنه كالمتعتين.
ويدلّ على وجود «حيّ على خير العمل» في الاذان في زمن رسول الله وبعد زمنه: الحديث في كنز العمّال، كتاب الصلاة(1) عن الطبراني: كان بلال يؤذّن في الصبح فيقول: حيّ على خير العمل.
وكذا هو في السيرة الحلبيّة(2) ، وذكر أنّ عبدالله بن عمر والامام السجّاد (عليه السلام) كانا يقولان في أذانهما حيّ على خير العمل.
وأمّا «الصلاة خير من النوم» فعندهم روايات كثيرة على أنّها بدعة، فراجعوا(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) كنز العمال 8 / 342.
(2) السيرة الحلبية 2/305
(3) كنز العمال 8 / 356 ـ 357.
##################
وقس على ذالك الكثيرمن ترك المخالفون لسنة مع علمهم أنه من صلب الشريعة المقدسة فمثلا
1_ عن الزمخشري في تفسيره، بتفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ)(2) ، يقول: إنّ مقتضى الاية جواز الصلاة على آحاد المسلمين، هذا تصريح الزمخشري في تفسيره، لكن لمّا اتّخذت الرافضة ذلك في أئمّتهم منعناه.
فنحن نقول: صلّى الله عليك يا أمير المؤمنين، وكذا الائمّة، حينما نقول هذا فهو من القرآن الا ان الزمخشري يقول: إلاّ أنّ الشيعة لمّا اتّخذت هذا لائمّتهم منعناه.
2_في مسألة التختم باليمين، ينصّون على أنّ السنّة النبويّة أنْ يتختّم الرجل باليمين، لكنّ الشيعة لمّا اتّخذت التختم باليمين شعاراً لهم، أصبحوا يلتزمون بالتختم باليسار.
نصّ العبارة: أوّل من اتخذ التختم باليسار خلاف السنّة هو معاوية(3) .
____________
(1) فتح العزيز في شرح الوجيز، ط مع المجموع للنووي 5/229.
(2) سورة الاحزاب: 43.
(3) ربيع الابرار 4/24.
#################
3_ ونقله النووي عن الشيخ أبي محمّد الجويني(1) .
في السنّة في العمامة، في كيفيّة لفّ العمامة، السنّة أن تلف العمامة كما كان يلفّها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذا تطبيق السنّة، يقولون: وصار اليوم شعاراً لفقهاء الاماميّة، فينبغي تجنّبه لترك التشبّه بهم(2) .
لكن ماالذي يدفع المخالفون لهذا الفعل!
الخلاصة
إنّ الغرض من مخالفة السنّة النبويّة في جميع هذه المواضع هو بغض أمير المؤمنين، ، وقد جاء التصريح بهذا في بعض تلك المواضع، كقضيّة ترك التلبية.
فقد أخرج النسائي والبيهقي عن سعيد بن جبير قال: كان ابن عبّاس بعرفة، فقال: يا سعيد مالي لا أسمع الناس يلبّون ؟ فقلت: يخافون، فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبّيك اللهمّ لبّيك رغم أنف معاوية، اللهمّ العنهم فقد تركوا السنّة من بغض علي(3) .
قال السندي في تعليق النسائي: أي لاجل بغضه، لانه كان يتقيّد بالسنن، فهؤلاء تركوها بغضاً له.
الفائدة من الموضوع
إذا كان الشيء من السنّة، ثمّ أصبح لكونه من السنّة شعاراً للشيعة،فأنهم يلتزمون بمخالفة ذلك الشعار لكونه شعاراً للشيعة، مع اعترافهم بكونه من السنّة.
وهكذا يكون إنكار الشهادة الثالثة مخالفة لشيعة لانّها شعارا التشيع
اللهم أني أشهد أن لاآله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن علي أمير المؤمنين وأولاده المعصومين على الحق حجج الله اللهم ثبتنا على ولايتهم وأرحمنا بهم
وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
____________
(1) فتح الباري في شرح البخاري 11/142.
(2) شرح المواهب اللدنيّة 5/13.
(3) سنن النسائي 5 / 253، سنن البيهقي 5 / 113.
المصدر _ تلخيص كتاب الشهادة بالولاية لامير المؤمنين في الأذان السيدعلي الحسيني الميلاني بالتصرف
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
مدخل
أن كل جماعة تتخذ لها شعار يعبر عن فكرها, مبادئها وقيمها ....
وسنحاول في هذا البحث ان نتعرف على شعار الشيعة وهي الشهادة الثالثة في الآذان
مامعنى الشهادة للأمير بالولاية في الاذان وصحة الاعتقاد بها
الاعتقاد بولاية علي عليه السلام عند الامامية قائم على عدة ادله منها
:قوله تعالى
(إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(1)
هذه الاية المباركة تسمّى في الكتب بـ «آية الولاية»، استدلّ بها الاماميّة على إمامة أمير المؤمنين سلام الله عليه
حديث الغدير
في طريق عودته صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل عليه السلام بقوله تعالى بالآية الأولى (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك...الخ.) فأوقف النبي صلى الله عليه وآله المسلمين في الجحفة عند غدير خم، وبلغهم ما أمره به ربه، وأصعد علياً عليه السلام معه على المنبر، ورفع بيده معلناً ولايته من بعده، وأمر أن تنصب له خيمة، وأن يهنئه المسلمون بالولاية، فهنؤوه وبايعوه.. فنزلت عند ذلك آية إكمال الدين وإتمام النعمة بولاية العترة الطاهرة، وهي قوله تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً...الخ. وذلك في يوم الغدير الثامن عشر من ذي الحجة
الشهادة بولاية أمير المؤمنين في الأذان
الاذان»:
هو في اللغة العربية وفي القرآن والسنّة وفي الاستعمالات الفصيحة: الاعلان، أي الاعلام، (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بالْحَجِّ)(1
«الشهادة»:
هي القول عن علم حاصل عن طريق اليقين فلا تقبل شهادة عن طريق الشك والظن
« معنى ولاية أمير المؤمنين»:
معنى الشهادة بولاية علي في الاذان، أي نقول للناس، نقول للعالم، بأنّا نعتقد بولاية علي، بأولويته بالناس بعد رسول الله[ص] بلا فاصل
وهذا القول قول عام، نعلن عنه على المآذن وغير المآذن
فنعلن عن هذا الاعتقاد للعالم، ونتّخذ الاذان وسيلة للاعلان عن هذا الاعتقاد
ويسأل سائل_ هل يجوز لنا هذا؟
لنقول ان هذا الاعتقاد قائم على ادلة وأحكام
أما الادلة فأوضحناها منذ البداية
وأما حكمة بعد أتفاق علماءنا على جوازه
منهم من يقول باستحباب هذه الشهادة في الاذان، ويجعل هذه الشهادة جزءاً مستحبّاً مندوباً من أجزاء الاذان، كما هو الحال في القنوت بالنسبة إلى الصلاة، وهؤلاء هم الاكثر الاغلب
وهناك عدّة من فقهائنا يقولون بالجزئيّة الواجبة، بحيث لو تركت هذه الشهادة في الاذان عمداً، لم يثب هذا المؤذّن على أذانه أصلاً ولم يطع الامر بالاذان.
فلا يقولنّ أحد أنّ هذه الشهادة في الاذان إذا كانت مستحبّة فلا مانع من ترك المستحب
لماذا؟
لانّ هذا الامر والعمل الاستحبابي، أصبح شعاراً للشيعة
ومن هنا أفتى بعض كبار فقهائنا كالسيد الحكيم رحمة الله عليه في كتاب المستمسك بوجوب الشهادة الثالثة في الاذان،لأنّه شعار للمذهب، وتركه يضرّ بالمذهب، فلابدّ وأن يحافظ عليه، لانّ المحافظة عليه محافظة على المذهب
لهذا فقد حاربه المخالفون بالقول والفعل مع علمهم انه من السنة ! كيف ؟
لنحاول أن نبين ذالك ...
الاستدلال بالسنّة على استحباب الشهادة
بالولاية في الاذان
عن كتاب السلافة في أمر الخلافة، للشيخ عبدالله المراغي المصري: إنّ سلمان الفارسي ذكر في الاذان والاقامة الشهادة بالولاية لعلي بعد الشهادة بالرسالة في زمن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فدخل رجل على رسول الله فقال: يا رسول الله، سمعت أمراً لم أسمع به قبل هذا، فقال رسول الله: «ما هو ؟» قال: سلمان شهد في أذانه بعد الشهادة بالرسالة بالشهادة بالولاية لعلي، فقال: «سمعتم خيراً».
وعن كتاب السلافة أيضاً: إنّ رجلاً دخل على رسول الله فقال: يا رسول الله، إنّ أباذر يذكر في الاذان بعد الشهادة بالرسالة الشهادة بالولاية لعلي ويقول: أشهد أنّ عليّاً ولي الله، فقال:
«كذلك، أو نسيتم قولي يوم غدير خم: من كنت مولاه فعليّ مولاه ؟ فمن نكث فإنّما ينكث على نفسه !!».
الرواية الثانية
عن ابن مسعود، عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أتاني ملك فقال: يا محمّد (وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا)1) على ما بعثوا، قلت: على ما بعثوا ؟ قال: على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب».
فالانبياء السابقون بعثوا على ولاية رسول الله وأمير المؤمنين من بعده، أي كلّفوا بإبلاغ هذا الامر إلى أُممهم.
هذا الحديث تجدونه في كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري(2) وقد وثّق راويه، وأيضاً هو في تفسير الثعلبي بتفسير الاية المباركة، ورواه أيضاً أبو نعيم الاصفهاني في كتاب منقبة المطهّرين، وغيرهم من الحفّاظ.
(1) سورة الزخرف: 45.
(2) معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري صاحب المستدرك: 96.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الروية الثالثة
ماجاء في حديث المنزلة رواياتهم عن ابن عباس، فلا يروون عنه إلاّ هذا المقدار من الحديث وهو محلّ الشاهد: «أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي» وهذا لفظ أبي داود الطيالسي في مسنده(1) ، أو «أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي ومؤمنة» وهذا لفظ الحاكم في المستدرك(2) ، أو «أنت وليّي في كلّ مؤمن بعدي» وهذا لفظ أحمد في المسند(3) .
وهذا الحديث يدل على ثبوت الولاية بعد الرسول في قوله (من بعدي)
____________
(1) مسند أبي داود الطيالسي: 360 رقم 2752 ـ دار المعرفة ـ بيروت.
(2) مستدرك للحاكم 3/134.
(3) مسند أحمد 1/545 ذيل حديث 3052.
# # # # # # # #
تصرفات أهل السنة في الاذان:
وأمّا أهل السنّة، فعندهم تصرّفان في الاذان:
التصرف الاول: حذف «حيّ على خير العمل».
التصرف الثاني: إضافة «الصلاة خير من النوم».
ولم يقم دليلٌ عليهما.
هذا في شرح التجريد للقوشچي الاشعري مبحث الامامية
أنّ «حيّ على خير العمل» كان من صلب الاذان في زمن رسول الله، وعمر منع عنه كالمتعتين.
ويدلّ على وجود «حيّ على خير العمل» في الاذان في زمن رسول الله وبعد زمنه: الحديث في كنز العمّال، كتاب الصلاة(1) عن الطبراني: كان بلال يؤذّن في الصبح فيقول: حيّ على خير العمل.
وكذا هو في السيرة الحلبيّة(2) ، وذكر أنّ عبدالله بن عمر والامام السجّاد (عليه السلام) كانا يقولان في أذانهما حيّ على خير العمل.
وأمّا «الصلاة خير من النوم» فعندهم روايات كثيرة على أنّها بدعة، فراجعوا(3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
(1) كنز العمال 8 / 342.
(2) السيرة الحلبية 2/305
(3) كنز العمال 8 / 356 ـ 357.
##################
وقس على ذالك الكثيرمن ترك المخالفون لسنة مع علمهم أنه من صلب الشريعة المقدسة فمثلا
1_ عن الزمخشري في تفسيره، بتفسير قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ)(2) ، يقول: إنّ مقتضى الاية جواز الصلاة على آحاد المسلمين، هذا تصريح الزمخشري في تفسيره، لكن لمّا اتّخذت الرافضة ذلك في أئمّتهم منعناه.
فنحن نقول: صلّى الله عليك يا أمير المؤمنين، وكذا الائمّة، حينما نقول هذا فهو من القرآن الا ان الزمخشري يقول: إلاّ أنّ الشيعة لمّا اتّخذت هذا لائمّتهم منعناه.
2_في مسألة التختم باليمين، ينصّون على أنّ السنّة النبويّة أنْ يتختّم الرجل باليمين، لكنّ الشيعة لمّا اتّخذت التختم باليمين شعاراً لهم، أصبحوا يلتزمون بالتختم باليسار.
نصّ العبارة: أوّل من اتخذ التختم باليسار خلاف السنّة هو معاوية(3) .
____________
(1) فتح العزيز في شرح الوجيز، ط مع المجموع للنووي 5/229.
(2) سورة الاحزاب: 43.
(3) ربيع الابرار 4/24.
#################
3_ ونقله النووي عن الشيخ أبي محمّد الجويني(1) .
في السنّة في العمامة، في كيفيّة لفّ العمامة، السنّة أن تلف العمامة كما كان يلفّها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذا تطبيق السنّة، يقولون: وصار اليوم شعاراً لفقهاء الاماميّة، فينبغي تجنّبه لترك التشبّه بهم(2) .
لكن ماالذي يدفع المخالفون لهذا الفعل!
الخلاصة
إنّ الغرض من مخالفة السنّة النبويّة في جميع هذه المواضع هو بغض أمير المؤمنين، ، وقد جاء التصريح بهذا في بعض تلك المواضع، كقضيّة ترك التلبية.
فقد أخرج النسائي والبيهقي عن سعيد بن جبير قال: كان ابن عبّاس بعرفة، فقال: يا سعيد مالي لا أسمع الناس يلبّون ؟ فقلت: يخافون، فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبّيك اللهمّ لبّيك رغم أنف معاوية، اللهمّ العنهم فقد تركوا السنّة من بغض علي(3) .
قال السندي في تعليق النسائي: أي لاجل بغضه، لانه كان يتقيّد بالسنن، فهؤلاء تركوها بغضاً له.
الفائدة من الموضوع
إذا كان الشيء من السنّة، ثمّ أصبح لكونه من السنّة شعاراً للشيعة،فأنهم يلتزمون بمخالفة ذلك الشعار لكونه شعاراً للشيعة، مع اعترافهم بكونه من السنّة.
وهكذا يكون إنكار الشهادة الثالثة مخالفة لشيعة لانّها شعارا التشيع
اللهم أني أشهد أن لاآله إلا الله وأن محمد رسول الله وأن علي أمير المؤمنين وأولاده المعصومين على الحق حجج الله اللهم ثبتنا على ولايتهم وأرحمنا بهم
وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين.
____________
(1) فتح الباري في شرح البخاري 11/142.
(2) شرح المواهب اللدنيّة 5/13.
(3) سنن النسائي 5 / 253، سنن البيهقي 5 / 113.
المصدر _ تلخيص كتاب الشهادة بالولاية لامير المؤمنين في الأذان السيدعلي الحسيني الميلاني بالتصرف