شجون الزهراء
24-01-2015, 03:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ) (الحديد/ 16).
(يأن) فعل مضارع مجزوم بلم، أصله (أنى) بمعنى قرب وحضر وحان وقته، وخشوع القلب تأثيره عند مشاهدة عظمة الله وكبريائه، فكلّ ما يذكر الإنسان بربّه فإنّه يتجلّى لديه عظمة خالقه وبارئه ومدبّر أمره، فيخشع قلبه، فالمؤمن عندما يُذكّر بآيات الله وما نزل من الحقّ، فإنّه سرعان ما يخشع قلبه، وتخضع جوارحه، ويتذلّل أمام الله عزّ وجلّ.
والخشوع الضراعة، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد في الجوارح.
وضدّ الخشوع التكبّر وحبّ الذات:
(الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) (غافر/ 60).
فالذين قست قلوبهم لا يخشعون ولا يتذلّلون أمام آيات الله وما نزل من الحقِّ، فيستكبرون عن عبادة الله ويتكبّرون على الخلق.
(إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر/ 60).
قال الإمام الكاظم (ع) لهشام: يا هشام، إنّ الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا (الحجر الصلب)، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار، لأنّ الله جعل التواضع آلة العقل، وجعل التكبّر من آلة الجهل، ألم تعلم أنّ من شمخ إلى السقف برأسه شجّه؟ ومن خفض رأسه استظلّ تحته وأكنّه؟ فكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله، ومن تواضع لله رفعه.
وفي حديث عن رسول الله: علامة الخاشع أربعة: مراقبة الله في السرّ والعلانية، وركوب الجميل، والتفكّر ليوم القيامة، والمناجاة لله.
وثمرة العلم ونتيجته الصادقة هو الخشوع والخضوع لله سبحانه.
عن مولانا الإمام عليّ بن الحسين (عليهما السلام): مكتوب في الإنجيل: لا تطلبوا علم ما لا تعلمون وما تعملون بما علمتم، فإنّ العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه إلّا كفراً، ولم يزدد من الله إلّا بُعداً.
واعلم أنّه ليس العلم عبارة عن استحضار المسائل وتقرير الدلائل والبحوث، بل هو ما زاد في خوف العبد من الله سبحانه، ونشط في عمل الآخرة وزهد في الدنيا.
قال العالم (ع): أولى العلم بك ما لا يصلح لك العمل إلّا به، وأوجب العلم بك ما أنت مسؤول عن العمل به، وألزم العلم لك ما دلّك على صلاح قلبك وأظهر لك فساده، وأحمد العلم عاقبةً ما زاد في عملك العاجل، فلا تشتغلنّ بعلم ما لا يضرّك جهله، ولا تغفلن عن علم ما يزيد في جهلك تركه.
ثمّ انظر الآيات الواردة بمدح العلم تجدها واصفات العلماء بما ذكرناه. قال الله تعالى:
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر/ 28).
فوصفهم بالخشية، وقال تعالى:
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزّمر/ 9).
فوصفهم بإحياء الليل بالقيام ومواصلة الركوع والسجود والخوف.
وقال الصادق (ع): الخشية ميراث العلم، والعلم شعاع المعرفة، وقلب الإيمان، ومن حرم الخشية لا يكون عالماً وإن شقّ الشعر بمتشابهات العلم.
قال معاذ: تعلّموا العلم، فإنّ تعلّم العلم لله خشية، وطلبه عبادة، ومداومته تسبيح، والبحث عن جهاد، وآدابه خمسة: تقديم تظهير النفس عن رذائل الأخلاق، وتقليل العلائق، والانقياد إلى إشارة المعلّم، وأن يكون قصده تخلية باطنه في الحال، وتحصيل السعادة إلى الاستقبال.
قال عيسى (ع): أشقى الناس من هو معروف عند الناس بعلمه مجهول بعمله.
قال النبيّ محمّد (ص): مثل الذي يعلم الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه. وعلمٌ لا ينفع ككنز لا ينفق منه. وعالم لا يعمل بعلمه فالعلم والعالم في النار.
المصدر: كتاب حقيقة القلوب في القرآن الكريم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ) (الحديد/ 16).
(يأن) فعل مضارع مجزوم بلم، أصله (أنى) بمعنى قرب وحضر وحان وقته، وخشوع القلب تأثيره عند مشاهدة عظمة الله وكبريائه، فكلّ ما يذكر الإنسان بربّه فإنّه يتجلّى لديه عظمة خالقه وبارئه ومدبّر أمره، فيخشع قلبه، فالمؤمن عندما يُذكّر بآيات الله وما نزل من الحقّ، فإنّه سرعان ما يخشع قلبه، وتخضع جوارحه، ويتذلّل أمام الله عزّ وجلّ.
والخشوع الضراعة، وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد في الجوارح.
وضدّ الخشوع التكبّر وحبّ الذات:
(الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي) (غافر/ 60).
فالذين قست قلوبهم لا يخشعون ولا يتذلّلون أمام آيات الله وما نزل من الحقِّ، فيستكبرون عن عبادة الله ويتكبّرون على الخلق.
(إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر/ 60).
قال الإمام الكاظم (ع) لهشام: يا هشام، إنّ الزرع ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا (الحجر الصلب)، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع، ولا تعمر في قلب المتكبّر الجبّار، لأنّ الله جعل التواضع آلة العقل، وجعل التكبّر من آلة الجهل، ألم تعلم أنّ من شمخ إلى السقف برأسه شجّه؟ ومن خفض رأسه استظلّ تحته وأكنّه؟ فكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله، ومن تواضع لله رفعه.
وفي حديث عن رسول الله: علامة الخاشع أربعة: مراقبة الله في السرّ والعلانية، وركوب الجميل، والتفكّر ليوم القيامة، والمناجاة لله.
وثمرة العلم ونتيجته الصادقة هو الخشوع والخضوع لله سبحانه.
عن مولانا الإمام عليّ بن الحسين (عليهما السلام): مكتوب في الإنجيل: لا تطلبوا علم ما لا تعلمون وما تعملون بما علمتم، فإنّ العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه إلّا كفراً، ولم يزدد من الله إلّا بُعداً.
واعلم أنّه ليس العلم عبارة عن استحضار المسائل وتقرير الدلائل والبحوث، بل هو ما زاد في خوف العبد من الله سبحانه، ونشط في عمل الآخرة وزهد في الدنيا.
قال العالم (ع): أولى العلم بك ما لا يصلح لك العمل إلّا به، وأوجب العلم بك ما أنت مسؤول عن العمل به، وألزم العلم لك ما دلّك على صلاح قلبك وأظهر لك فساده، وأحمد العلم عاقبةً ما زاد في عملك العاجل، فلا تشتغلنّ بعلم ما لا يضرّك جهله، ولا تغفلن عن علم ما يزيد في جهلك تركه.
ثمّ انظر الآيات الواردة بمدح العلم تجدها واصفات العلماء بما ذكرناه. قال الله تعالى:
(إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر/ 28).
فوصفهم بالخشية، وقال تعالى:
(أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزّمر/ 9).
فوصفهم بإحياء الليل بالقيام ومواصلة الركوع والسجود والخوف.
وقال الصادق (ع): الخشية ميراث العلم، والعلم شعاع المعرفة، وقلب الإيمان، ومن حرم الخشية لا يكون عالماً وإن شقّ الشعر بمتشابهات العلم.
قال معاذ: تعلّموا العلم، فإنّ تعلّم العلم لله خشية، وطلبه عبادة، ومداومته تسبيح، والبحث عن جهاد، وآدابه خمسة: تقديم تظهير النفس عن رذائل الأخلاق، وتقليل العلائق، والانقياد إلى إشارة المعلّم، وأن يكون قصده تخلية باطنه في الحال، وتحصيل السعادة إلى الاستقبال.
قال عيسى (ع): أشقى الناس من هو معروف عند الناس بعلمه مجهول بعمله.
قال النبيّ محمّد (ص): مثل الذي يعلم الخير ولا يعمل به كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه. وعلمٌ لا ينفع ككنز لا ينفق منه. وعالم لا يعمل بعلمه فالعلم والعالم في النار.
المصدر: كتاب حقيقة القلوب في القرآن الكريم