متيم كربلاء
24-01-2015, 08:37 AM
السللام عليكم
بداية اعتذر عن عدم التواجد بسبب الظروف المتنوعة
بحث مصغر نشرته على النت قبل ست سنوات وفي بداية سنة 2009 ,( اي قبل احداث الربيع الدموي بفترة وقبل داعش وماعش وغيرها) يتعلق بروايات الحجاز.
اليوم اعيد نشره كما هو حتى مع صياغاته الركيكة ان وجدت واخطائه المطبعية ان وجدت , لانه قبل 6 سنوات ربما لازلنا :D
مع ملاحظة (ان بموت عبد الله لايعني بالضرورة بدء الاختلاف) فقد يبدأ بعد اشهر او سنة, المهم ان الاختلاف هو ابرز ملامح الظاهرة السياسية في الحكم القائم.
الموضوع:
عنوان المشاركة: اخر ملوك الحجاز اسمه((عبد الله)) : قراءة وتحليل!!مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 24, 2009 5:47 pm
بسم الله الرحمن الريحم
اللهم صل على محمد وال محمد
اما انه اذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على احد,ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم ان شاء الله,ويذهب ملك السنين ويكون ملك الشهور والايام.قال ابو بصيرفقلت يطول ذلك؟قال:كلا
اضافة الى احاديث اخرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قراءة وتحليل متواضع احببت الخوض فيه طبقا للوضع المعاصر مع اعتذاري مقدما عن اي هفوة وخطأ تجدوه في الموضوع.
بعد ان اصبحت لدينا معلومات نوعا ما عن تحركات الحركة السفيانية..تتوجه هذه الحركة بعد العراق الى منطقة الحجاز والتي نسميها اليوم بالسعودية او المملكة العربية السعودية.وكما قلت طبقا للوضع المعاصريستلزم منا ان نسمي الحجاز بالسعودية.
بعيدا عن الخوض في كيفية تحركات السفياني او اسباب توجهه الى الحجاز وغاياته واهدافه.وايضا بعيدا عن الاحداث التي تشهدها اليوم البقيع الغرقد وما يتعرض له احبتنا في السعودية من ظلم واضطهاد السلطة الجائرة..ساسلط الضوء فقط على رواية اخر خلفاء الحجاز ..
كما قلت سابقا اننا اليوم نعيش حالة واضحة ومعينة من الوضع الدولي وعلى اساسها سيكون كلامنا وتحليلنا.
السعودية من خلال التسمية هي تسمية لفئة معينة من الناس اطلق عليهم( ال سعود) وواضح انه تم اختزال اسم وطن كبير وشاسع باسم عائلة تتوارث الحكم والملك بشكل معروف في يومنا هذا وهو مايسمى بالمملكة او النظام الملكي.
تميزت عائلة ال سعود عن غيرها من الممالك بانها ابرز دولة من حيث العلاقات مع حلفائها الغرب على مر السنين وهذه العلاقات القوية لم تاتي من فراغ فالسعودية هي الدولة التي تضم اشرف البقع اسلاميا وتضم قبر اشرف خلق الله وهو رسولنا الاعظم صلوات وسلامه عليه وعلى اله الطاهرين.وهنا نعرف ان مثل هذه الاماكن المقدسة تشكل خطورة بالنسبة لعقائد الغرب سواء كانت عقائد دينية او سياسية ولذلك اهتمت الدول الغربية بهذه المنطقة بشكل كبير واستغلت فترة الاستعمار انذاك لتشكل هذه الممالك تشكيلا حسب مزاجها وبطريقة تؤمن لها مصالحها...
ومواقف المملكة منذ تاسيسها وحتى يومنا هذا هي في مصلحة الغرب وهذا طبيعي جدا من عائلة تم تنصيبها في فترة حرجة لتقوم وتخدم المصالح الغربية في المنطقة ((اذ من الغريب جدا ان تقوم علاقات قوية بين دول حاربت الامة الاسلامية ردحا من الزمن وبين دولة انطلقت منها شرارة الثورة المحمدية السمحاء!!.)) لذلك كانت هذه العلاقات الحميمة يراد منها اهداف وغايات معينة..
تؤكد الروايات والاخبار المروية ان الحجاز ستشهد تغييرات واحداثا كثيرة قبيل الظهور المقدس وان احد ملوك الحجازسيموت او يقتل ويختلف الناس بعده ولاتقوم للحجاز راية بعدها(اي لاتقوم للسلطة السياسية الحاكمة اي قائمة).
وروايات اخرى تذكر احد ملوك هذه المنطقة بالاسم (عبد الله)وهو الحاكم او الملك الذي سيؤدي موته الى اختلاف كبير على السلطة بعده..
((اما انه اذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على احد,ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم ان شاء الله,ويذهب ملك السنين ويكون ملك الشهور والايام.قال ابو بصيرفقلت يطول ذلك؟قال:كلا))
طبعا سيكون حديثنا بدون مسميات.. والجزم ليس له قيمة..والقصد من كلامي معروف للجميع
الان وقبل الخوض في تفاصيل الاحداث ساتكلم عن التجربة السعودية في المنطقة ولابد من التعريج عليها هنا ولو على نحو الاجمال
السعودية اليوم تعتنق المذهب الوهابي وهذا معروف وعندما اقول السعودية لااقصد الشعب السعودي وانما اقصد الحكومة السعودية ومؤسسات السعودية اغلبها بيد الحركة الوهابية وحتى السياسة الخارجية ممزوجة بافكار هذا المذهب المتطرف.
المشكلة ان السعودية دولة اعتمدت العزلة العقائدية اي انها تعرف تماما انها تمارس حكما بصبغة دينية لاتتفق اطروحاته مع صبغة اغلب مذاهب المسلمين..ودائما نسمع من النواصب والتكفريين ادعاؤهم بانتمائهم لأهل السنة والجماعة في حين ان اهل السنة انفسهم يصرحون مرارا بان الوهابية فئة دخيلة على الاسلام ومتطرفة وهي وليدة ظروف سياسية حديثة!!وهذا الحال لازمهم لفترة طويلة واوجد في نفوسهم عقدة دونية تمخض عنها ولادة افكار شاذة وعقائد منحرفة تماما تمثلت هذا اليوم بتكفير المسلمين والغاء مقدساتهم ..وهذه الافكار الشاذة لايمكن فصلها عن السياسة السعودية لكنها قوبلت باعتراض كبير ليس فقط من الدول الاسلامية انما حتى من قبل حلفائهم الغرب واعتبروها عقائد تضر بمصالهم (اي المصالح الغربية) وهذا الاعتقاد تكشف لهم في وقتنا الحاضر نتيجة تطرف وشذوذ هذه الغقيدة فكان لزاما على هذه الدولة(المملكة) ان تتعامل مع الدول باوجه عدة فهي من الداخل لاتريد من الافكار الوهابية ان تنتشر وتشكل خطورة على العائلة الحاكمة ومن جانب اخر لاتريد ان تجعل نفسها في مواجهة الفئات الوهابية وهي كثيرة في السعودية لذلك كانت طريقة المملكة في التعامل الداخلي طريقة شديدة جدا اوجدت في نفوس الوهابية نوعا من الرعب واعطتهم اشارة معينة بانهم مع الوهابية ماداموا مع خط العائلة الحاكمة وانهم ضد الوهابية ماداموا ضدها.وقد ادت هذه السياسة المبنية على هذه العقيدة المتحجرة الى ايجاد تيارات وهابية معارضة في الداخل والخارج ..
ففي الداخل تعرضت الحركة الوهابية المعارضة لسياسة ال سعود الى ضربات قوية واضعفتها نوعا ما وهذه الحالة جعلت من السعوديين بمختلف تياراتهم يعتبرون قوات الامن السعودية قوات قاسية ومستعدة لضرب وتفتيت اي حركة معارضة في الداخل..
اما بالنسبة للوهابية في خارج المملكة فقد اخذوا حريتهم في القتل والفتك بالناس وجرائم الوهابية يندى لها الجبين وباتت معروفة عالميا وليس اسلاميا فقط..ولكنها تختلف في توجهاتها مع الحركات الوهابية المتعاطفة مع سياسة ال سعود..
تشير الروايات ان قبائل في الحجاز ستختلف فيما بينها على تنصيب شخص مناسب يتفق عليه الجميع والرويات تؤكد ان هذا الاختلاف سيطير بمفهوم حكم السنين وان اخر ملك للسعودية واسمه عبد الله سيحظى بفترة طويلة من الرئاسة ام خلفه فلايتمكنون من اخذ زمام الامور بشكل قوي وستتغير المعادلة السياسية مع اسلافهم وهو مايؤدي بالنتيجة الى نزاعات داخلية لاتنتهي الا بانتهاء هذه الطغمة الحاكمة..
ان هذه الاحداث الخطيرة في الحقيقة هي ليست من السهل ان تحدث في بلد مثل السعودية مع وجود مؤسسات وهابية كثيرة وجيش داخلي جله من اتباع هذه العقيدة!!فماهي الاسباب اذن لتحريك نوازع الاختلاف فيما بينهم..وهل هنالك مؤشرات تدل على مثل هذه التوجهات!!
نعم من الممكن ان تحدث اختلافات ومن النوع الكبير بين اطراف السلطة الحاكمة لان الفرق بين العائلة الحاكمة وبين اتباعها من الوهابيين يكمن في العقيدة(بالنسبة للمتزمتين) ويكمن ايضا في الصراع الى السلطة(بالنسبة لاطراف العائلة)..فالحركة الوهابية في السعودية بناءا على فتاوى علمائهم المقربين من السلطة لاتستطيع ان تبرز بالشكل الذي ينسجم تماما مع افكار عقيدتهم..وبشكل اوضح اقول:ان هناك الكثير من المتعصبين الوهابيين يتمنون من العائلة ان تمارس الحكم بشكل ينطبق تماما مع عقيدتهم وهذا لايتم ابدا مع وجود السلطة الحاكمة لماذا؟
لان العائلة الحاكمة تعلم يقينا ان العقيدة الوهابية لاتصلح للقيادة اي ان السلطة الحاكمة تخشى بروز الحركة الوهابية كسلطة حاكمة من الناحية العملية لان ذلك يؤدي الى مشاكل كبيرة..وقد كانت افغانستان شاهد على هذا الامر حين تمكنت حركة طالبان من الاستيلاء عليها وبرزت كدولة بالمعنى الديني الا انها مارست الحكم بشكل بدائي وبطبيعة بشعة وهذا الامر اساسا هو مبني على عقيدتهم الفاسدة وهي وليدة الفكر الوهابي بل هي الوهابية بحد ذاتها ..القاعدة والوهابية كلاهما يلتقيان بمشتركات كثيرة فكان عمر الوهابية فيها قصيرا وراينا كيف الت الامور في افغانستان وكيف هرب منظروا القاعدة كابن لادن او الظواهري او الملا عمرفهؤلاء لايملكون اي رصيد في قلوب المسلمين سوى الوهابية باعتبارهم الفكر الشاذ عن الانسانية جميعا..وعليه مع وجود هذه الاسباب لايمكن للسلطة الحاكمة في السعودية ان تاذن لهؤلاء بممارسة عقيدتهم ممارسة سياسية..ومن هنا نعرف مدى الفرق بين عائلة ال سعود وبين المتعصبين الوهابيين فالسلطة في السعودية في حقيقتها بعيدة عن اي معتقد بغض النظر عن كون المعتقد صحيح او غير صحيح فالسلطة في السعودية واغلب رجالاتها تمارس وبشكل غير علني ممارسات شاذة ومفضوحة للجميع بعيدة كل البعد عن الاسلام .
وكل مافي الامر انها تتخذ من العقيدة الوهابية مظهرا فقط لاسكاتهم وبالمقابل فاصحاب الحركة الوهابية يرضون بحكومة تمارس ضغطا على شيعة امير المؤمنين وتضطهدم وهذا الرضا الوهابي للعائلة الحاكمة يغض الطرف عن الاختلافات الاخرى بينهم وبين السلطة الحاكمة مادام الشيعة في ضيق وخناق.ومن هنا واشدد على كلمة هنا
كلما زاد اجرام وتعنت ال سعود ضد الشيعة في السعودية كان ذلك مؤشرا على ان العائلة الحاكمة تريد ارضاء الوهابية في الداخل والخارج .
الان العائلة وبسبب جهلها بالحنكة السياسية وجهلها بالاساليب الحضارية المتعارف عليها في اغلب دول العالم ستدفع ثمن سياستها بشكل مفاجئ عندما تحين الفرصة لعائلة اخرى ترغب بالحكم وهذا الحال لاياتي من فراغ وان كان مفاجئا من حيث الظاهر الاان حقيقته عكس ذلك وهذا يفسر لنا وجود تيارات معارضة لعائلة ال سعود ومعارضة قوية جدا لكنها ضعيفة ومستترة في الداخل وظاهرة بارزة في الخارج..الا ان النتيجة تكاد تكون واحدة للمعارضة بشكليها الداخلي والخارجي..كيف!!السعودية تعتبر حليف استتراتيجي للدول الغربية وهو مايجعل حيز المعارضة لها ضيقا جدا وقد لايجد ترحيبا في الدول الاخرى بسبب المصالح وبسبب سياسة الدول الغربية المبنية على اسس مادية ومصلحية لااكثر.ومتى ماتغيرت هذه المصالح ستتغير العلاقات بلاشك.وبما انه نحن الان نعيش ارباكا اقتصاديا عالميا فمن الطبيعي ان نشهد تحولات في علاقات الدول
نعود للروايات الواردة بهذا الشأن ونتمعن بها من جميع الجوانب
تقول بعض الروايات عبارة(ملك بني فلان) وهذه العبارة لو تاملتها تجدها تشير قطعا الى نوع من الملك منسوب الى اشخاص معينين لا الى دولة معينة..يعني:
نحن نعرف ان كلمة ملك في الوقت الحاضر تشير الى نظام حكم له حقيقة واحدة اي انه يتعلق بحكم دولة..الوقت الحاضر انحسر فيه مثل هذه الانظمة بشكل اقل من الفترات السابقة فاليوم يوجد النظام الجمهوري ويوجد نظام رئاسي ويوجد نظام برلماني وايضا يوجد نظام ملكي ولايمكن بطبيعة الحال ان نتصور نظام حكم ملكي على منطقة من مناطق العالم خارجة عن الوضع الدولي اي ان كل دولة اليوم لها شخصية قانونية ولها سيادة ولها علم تتميز به في المحافل الدولية.
فاذا عدنا الى عبارة(ملك بني فلان) وجدناها لاتشير الى دولة معينة من الدول ولايمكن ان تنطبق ملكية فلان من الناس مع نظام حكم معترف به في الوقت الحاضر وهذا مايجعلنا امام حالتين:
-اما ان نستبعد مثل هذه الملكية في الوقت الحاضروبالتالي نستبعد انطباق الرواية على مصاديق عصرنا
-او نبحث عن معناها الحقيقي لا الرمزي ومطابقته مع وضع معين من اوضاع الحكم..
قبل الاستبعاد سنبحث في النقطة الثانية:
اولا/ (ملك بني فلان) وهي تشير الى نظام حكم ملكي بلاشك..
اذن من خلال هذه النقطة استبعدنا باقي انظمة الحكم الغير ملكية المتعارف عليها في الوقت الحاضر..
ثانيا/ (بني فلان).وهي تشير الى ان هذا الملك متعلق او انه منسوب الى اشخاص لا الى دول ..اذن سنستبعد من خلال هذه الدلالة الثانية جميع الانظمة الملكية المنسوبة الى اسماء الدول.
من خلال هاتين الدلالتين سنتعرف الى انظمة حكم ملكية في المنطقة العربية منسوبة الى اشخاص معينين باعتبار ان الرواية تتحدث عن المنطقة العربية وابرز هذه الانظمة هي المملكة الاردنية الهاشمية نسبة الى اسرة ملوكها المنتسبين الى هاشم والمملكة العربية السعودية المنتسبين الى ال سعود...
الا اننا امام نظامين فلابد من اختيار واحدا منهما
بطبيعة الحال لااحد يشك من ان الحديث يتكلم عن احداث منطقة الحجاز وبما ان الاردن تقع في منطقة الشام فالحجاز هي الاقرب للرواية
الان نعود الى نظام الحكم في السعودية والمسمى دوليا(المملكة العربية السعودية) ..وواضح ان التسمية هي مخصصة لطائفة معينة عكس المتعارف عليه دوليا من تسمية البلدان التي تعني العموم..
بعد هذه النتيجة يمكن ان نبني احتمالا ولااقول جزما وانما احتمالا ينطبق معه مدلول الروايات الواردة بشأن الحجاز على النظام الملكي السعودي..(طبعا دون ان نعني من الكلام اشخاص النظام)
كما لااريد ان اخصص الموضوع اكثر وادخل في الجزئيات الا انه لامناص من مداليل الروايات..فالرواية الاخرى تذكر ان اخر ملوك الحجاز واسمه(عبد الله) سيختلف الناس بعده!!
نبتعد عن المسميات ونبقى في مجال الاحتمالات لانه كلمة عبد الله قد تعني رمزا او كناية لاسماء اشخاص عديدين ..كيف!!
الروايات اغلبها تتحفظ من ذكر اسرار علامات الظهور بشكل واضح وذلك حفاظا على منهجية تربية المجتمع كي يستعد للظهور بشكل ينطبق على جميع الازمان ولو فرضنا ان الروايات ذكرت اشخاصا محددين بانفسهم ومناطق محددة لكانت الاجيال في منأى عن فلسفة الانتظار باعتبار ان وقت الظهور سيصبح معلوما عندهم ومن هذا القبيل ..وعليه لاينبغي ان نجزم ان تسمية اخر ملوك الحجاز ب(عبد الله) هي تسمية صريحة لشخص بعينه..وهذه الرؤية منطقية جدا ويمكن على اساسها ان ندخل في صلب الملاحظة التالية:
1-ان تسمية عبد الله قد تكون تسمية مجازية اورمزية وليست تسمية صريحة..وفي هذه الحالة ينبغي ان ناخذ الاعتبار التالي:
((لو فرضنا صحة مجازية التسمية يجب علينا حمل التسمية على معناها اذ لاينبغي ان نطلق المجاز جزافا فلابد ان يدل على معنى مخصص فان كان الشخص منحرفا كان المجاز يتناسب مع انحرافه وان كان مستقيما كانت الرمزية او المجازية منسجمة مع الاستقامة..وعليه طبقا لهذا الاعتبار فان تسمية عبد الله هي تسمية لمعنى ايجابي يناسب حال الشخص وبهذا الحال نعرف ان تسمية عبد الله من الناحية الرمزية لابد وان تشير الى احقية صاحب الرمزبدلالة عبوديته لله))
ومن الامثلة على التسميات الدالة على سلوك اصحابها:
الشيصباني/دلالة على انحراف الشخص
شعيب بن صالح/دلالة على استقامة الشخص المشار اليه
2-ان تسمية عبد الله تعتبر تسمية صريحة وطبقا لهذا المعنى يجب علينا ان نسلم بضرورة الاعتبارين الاتيين:
((الاول:اعتبار الاسم هنا هو اسم متعارف عليه بين الناس وهو اسم عادي يمكن ان يكون الشخص عادلا ويمكن ان يكون فاسقا لان الاسماء ليست احتكارا لاحد فالجميع له حرية اختيار الاسماء وعليه يمكن ان يكون الاسم مطابقا للمسمى ويمكن ان يكون العكس.
فمثلا (عبيد الله بن زياد لعنة الله عليه) هو اسم من اسماء المسلمين لكن صاحب الاسم انسان ظالم لايطابق اسمه لحال المسمى))
((الثاني:ان تسمية عبد الله قد تكون تسمية صريحة لشخص ما لكنه ليس اسما متعارفا عليه بين الناس ..بمعنى اخر ان الشخص المشار اليه بهذا الاسم قد يكون له اكثر من اسم او ان اسمه يتغيرلسبب من الاسباب وهذا الاحتمال ايضا وارد وممكن.))
وكلا هذين الاعتبارين وارد بشكل سليم ودون اعتراض وما علينا الان سوى الاخذ بنتيجة واحدة بعد فرز الملاحظات ..
الوصف الذي دلت عليه الرواية تشير الى انحراف هذا الملك عن الحق بدلالة كونه يجمع الاموال وغيرها من الاوصاف التي ذكرتها الروايات الاخرى ومثل هذا السلوك لايستقيم مع الانسان المؤمن الذي يكون همه العدالة بين الرعية وتطبيق الشريعة الاسلامية..وعليه نستبعد طبقا لهذا المعنى رمزية التسمية ومجازيتها والاخذ بالاحتمال الصريح
الاحتمال الصريح هو الاخر فيه معنيان فاما ان تنطبق التسمية مع سلوك الشخص واما لاتنطبق وقد استخلصنا من الكلام السابق ان الرواية لاتشير الى احقية هذا الملك ..فعليه اذن اننا الان ازاء تسمية صريحة لاحد ملوك الحجاز ليس لها علاقة بسلوكه باعتبارها تسمية متعارف عليها في العالم الاسلامي اذ لايمكن الربط بين الاسم وشخصية الانسان على الاطلاق .او ان له اكثر من اسم (وهذا الحال موجود لانه مسالة اختيارية وبامكان الشخص ان يختار لنفسه اكثر من اسم واحد)وهذه هي النتيجة النهائية طبعا
اذن سنحصل على عدة نتائج طبقا لهذا التحليل:
-ملك بني فلان قد يشير الى ملك ال سعود نظرا لحقبة الترف التي عاشوها ونظرا لضخامة الاموال التي حصلوا عليها مقارنة مع غيرهم حديثا وقديما
-الملك عبد الله هو اسم صريح لاحد ملوك الحجازوهو الذي سيختلف بعده الناس اي بعد موته.(بشرط عدم الجزم بانطباقها على فلان من الناس هذا اليوم)
-ان موت عبد الله سيكون منطلقا لاحداث ومتغيرات في المنطقة (وفي العالم عموما والله اعلم) لمعنى الحديث ((من ضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم)) وهذا الحديث لايعني اهمية عبد الله وانما التركيز يكون على المتغيرات التي ستحدث من بعده.اي ان موت عبد الله سيكون بمثابة حقبة جديدة من الاحداث ستشهدها المنطقة
-عبارة(بني فلان)مبهمة وفيها اشارة الى ان اهل البيت عليهم السلام لم يصرحوا بالاسم كما صرحوا بروايات اخرى مثل بني امية وبني العباس وطبقا لذلك قد نقترب اكثر من احتمالية كونها تشير الى ال سعود وقد نبتعد اكثر كونها تشير الى اسماء اخرى لاتنطبق فقط على ال سعود
مع ملاحظة:
انني لااريد من هذا الموضوع ان اضع القارئ على ان (عبد الله)هوالموجود حاليا!!كلا والف كلا..والقارئ الشيعي الفطن اعلى من هذا المستوى لانه حتى لو ساورنا الشك او وجدت ظروف ومؤيدات تؤكد انطباق الرواية على الموجود حاليا فاننا لانصرح ولانقول ولانجزم بانه هو المقصود لان ذلك لايناسب ظروف معينة اخرى يفترض ان تتزامن مع هذا فترة حكم هذا الملك...فالساحة لحد الان عموما غير مؤهلة وغير صالحة لحركة السفياني طبقا للانطباع الذي رسمته لنا الروايات الشريفة.و لاننا الان اصبحنا نوعا ما ملمين باحداث الساحة فترقب الاحداث وماستؤول اليه احوال المنطقة هي الكفيلة باعطائنا رؤية يقينية نستطيع خلالها الجزم من عدمه.((وكل حدث كبير يحتاج لمسبب كبير بحجمه)) اما المسببات اليوم ليست بتلك الضخامة يضاف لها ايضا التغيرات والتحولات في السياسات الخارجية للدول التي تزيد من رقم الاحتمالات. كما ان عبارة (ملك بني فلان) قد تعني حكومة ملكية اخرى غير ال سعود في يومنا هذا كاشارة الى بني امية او بني العباس وكل هذه الاحتمالات (تبقى) واردة مهما توصلنا من تحليل ولااعتراض عليها..ويبقى امر واحد وقد يكون واقعي واحد مسببات بعض التغيير (ولااقول تغييرا كبيرا)في الخارطة السياسية للمنطقة مستقبلا. واقصد من ذلك هو(الازمة الاقتصادية العالمية) وحتى هذه الازمة لااحد يجزم انها ستغير الاوضاع(بالشكل الذي ترسمه الروايات) .والله اعلم
*** *** ***
انتهى الموضوع المنشور سابقا
بداية اعتذر عن عدم التواجد بسبب الظروف المتنوعة
بحث مصغر نشرته على النت قبل ست سنوات وفي بداية سنة 2009 ,( اي قبل احداث الربيع الدموي بفترة وقبل داعش وماعش وغيرها) يتعلق بروايات الحجاز.
اليوم اعيد نشره كما هو حتى مع صياغاته الركيكة ان وجدت واخطائه المطبعية ان وجدت , لانه قبل 6 سنوات ربما لازلنا :D
مع ملاحظة (ان بموت عبد الله لايعني بالضرورة بدء الاختلاف) فقد يبدأ بعد اشهر او سنة, المهم ان الاختلاف هو ابرز ملامح الظاهرة السياسية في الحكم القائم.
الموضوع:
عنوان المشاركة: اخر ملوك الحجاز اسمه((عبد الله)) : قراءة وتحليل!!مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء مارس 24, 2009 5:47 pm
بسم الله الرحمن الريحم
اللهم صل على محمد وال محمد
اما انه اذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على احد,ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم ان شاء الله,ويذهب ملك السنين ويكون ملك الشهور والايام.قال ابو بصيرفقلت يطول ذلك؟قال:كلا
اضافة الى احاديث اخرى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قراءة وتحليل متواضع احببت الخوض فيه طبقا للوضع المعاصر مع اعتذاري مقدما عن اي هفوة وخطأ تجدوه في الموضوع.
بعد ان اصبحت لدينا معلومات نوعا ما عن تحركات الحركة السفيانية..تتوجه هذه الحركة بعد العراق الى منطقة الحجاز والتي نسميها اليوم بالسعودية او المملكة العربية السعودية.وكما قلت طبقا للوضع المعاصريستلزم منا ان نسمي الحجاز بالسعودية.
بعيدا عن الخوض في كيفية تحركات السفياني او اسباب توجهه الى الحجاز وغاياته واهدافه.وايضا بعيدا عن الاحداث التي تشهدها اليوم البقيع الغرقد وما يتعرض له احبتنا في السعودية من ظلم واضطهاد السلطة الجائرة..ساسلط الضوء فقط على رواية اخر خلفاء الحجاز ..
كما قلت سابقا اننا اليوم نعيش حالة واضحة ومعينة من الوضع الدولي وعلى اساسها سيكون كلامنا وتحليلنا.
السعودية من خلال التسمية هي تسمية لفئة معينة من الناس اطلق عليهم( ال سعود) وواضح انه تم اختزال اسم وطن كبير وشاسع باسم عائلة تتوارث الحكم والملك بشكل معروف في يومنا هذا وهو مايسمى بالمملكة او النظام الملكي.
تميزت عائلة ال سعود عن غيرها من الممالك بانها ابرز دولة من حيث العلاقات مع حلفائها الغرب على مر السنين وهذه العلاقات القوية لم تاتي من فراغ فالسعودية هي الدولة التي تضم اشرف البقع اسلاميا وتضم قبر اشرف خلق الله وهو رسولنا الاعظم صلوات وسلامه عليه وعلى اله الطاهرين.وهنا نعرف ان مثل هذه الاماكن المقدسة تشكل خطورة بالنسبة لعقائد الغرب سواء كانت عقائد دينية او سياسية ولذلك اهتمت الدول الغربية بهذه المنطقة بشكل كبير واستغلت فترة الاستعمار انذاك لتشكل هذه الممالك تشكيلا حسب مزاجها وبطريقة تؤمن لها مصالحها...
ومواقف المملكة منذ تاسيسها وحتى يومنا هذا هي في مصلحة الغرب وهذا طبيعي جدا من عائلة تم تنصيبها في فترة حرجة لتقوم وتخدم المصالح الغربية في المنطقة ((اذ من الغريب جدا ان تقوم علاقات قوية بين دول حاربت الامة الاسلامية ردحا من الزمن وبين دولة انطلقت منها شرارة الثورة المحمدية السمحاء!!.)) لذلك كانت هذه العلاقات الحميمة يراد منها اهداف وغايات معينة..
تؤكد الروايات والاخبار المروية ان الحجاز ستشهد تغييرات واحداثا كثيرة قبيل الظهور المقدس وان احد ملوك الحجازسيموت او يقتل ويختلف الناس بعده ولاتقوم للحجاز راية بعدها(اي لاتقوم للسلطة السياسية الحاكمة اي قائمة).
وروايات اخرى تذكر احد ملوك هذه المنطقة بالاسم (عبد الله)وهو الحاكم او الملك الذي سيؤدي موته الى اختلاف كبير على السلطة بعده..
((اما انه اذا مات عبدالله لم يجتمع الناس بعده على احد,ولم يتناه هذا الامر دون صاحبكم ان شاء الله,ويذهب ملك السنين ويكون ملك الشهور والايام.قال ابو بصيرفقلت يطول ذلك؟قال:كلا))
طبعا سيكون حديثنا بدون مسميات.. والجزم ليس له قيمة..والقصد من كلامي معروف للجميع
الان وقبل الخوض في تفاصيل الاحداث ساتكلم عن التجربة السعودية في المنطقة ولابد من التعريج عليها هنا ولو على نحو الاجمال
السعودية اليوم تعتنق المذهب الوهابي وهذا معروف وعندما اقول السعودية لااقصد الشعب السعودي وانما اقصد الحكومة السعودية ومؤسسات السعودية اغلبها بيد الحركة الوهابية وحتى السياسة الخارجية ممزوجة بافكار هذا المذهب المتطرف.
المشكلة ان السعودية دولة اعتمدت العزلة العقائدية اي انها تعرف تماما انها تمارس حكما بصبغة دينية لاتتفق اطروحاته مع صبغة اغلب مذاهب المسلمين..ودائما نسمع من النواصب والتكفريين ادعاؤهم بانتمائهم لأهل السنة والجماعة في حين ان اهل السنة انفسهم يصرحون مرارا بان الوهابية فئة دخيلة على الاسلام ومتطرفة وهي وليدة ظروف سياسية حديثة!!وهذا الحال لازمهم لفترة طويلة واوجد في نفوسهم عقدة دونية تمخض عنها ولادة افكار شاذة وعقائد منحرفة تماما تمثلت هذا اليوم بتكفير المسلمين والغاء مقدساتهم ..وهذه الافكار الشاذة لايمكن فصلها عن السياسة السعودية لكنها قوبلت باعتراض كبير ليس فقط من الدول الاسلامية انما حتى من قبل حلفائهم الغرب واعتبروها عقائد تضر بمصالهم (اي المصالح الغربية) وهذا الاعتقاد تكشف لهم في وقتنا الحاضر نتيجة تطرف وشذوذ هذه الغقيدة فكان لزاما على هذه الدولة(المملكة) ان تتعامل مع الدول باوجه عدة فهي من الداخل لاتريد من الافكار الوهابية ان تنتشر وتشكل خطورة على العائلة الحاكمة ومن جانب اخر لاتريد ان تجعل نفسها في مواجهة الفئات الوهابية وهي كثيرة في السعودية لذلك كانت طريقة المملكة في التعامل الداخلي طريقة شديدة جدا اوجدت في نفوس الوهابية نوعا من الرعب واعطتهم اشارة معينة بانهم مع الوهابية ماداموا مع خط العائلة الحاكمة وانهم ضد الوهابية ماداموا ضدها.وقد ادت هذه السياسة المبنية على هذه العقيدة المتحجرة الى ايجاد تيارات وهابية معارضة في الداخل والخارج ..
ففي الداخل تعرضت الحركة الوهابية المعارضة لسياسة ال سعود الى ضربات قوية واضعفتها نوعا ما وهذه الحالة جعلت من السعوديين بمختلف تياراتهم يعتبرون قوات الامن السعودية قوات قاسية ومستعدة لضرب وتفتيت اي حركة معارضة في الداخل..
اما بالنسبة للوهابية في خارج المملكة فقد اخذوا حريتهم في القتل والفتك بالناس وجرائم الوهابية يندى لها الجبين وباتت معروفة عالميا وليس اسلاميا فقط..ولكنها تختلف في توجهاتها مع الحركات الوهابية المتعاطفة مع سياسة ال سعود..
تشير الروايات ان قبائل في الحجاز ستختلف فيما بينها على تنصيب شخص مناسب يتفق عليه الجميع والرويات تؤكد ان هذا الاختلاف سيطير بمفهوم حكم السنين وان اخر ملك للسعودية واسمه عبد الله سيحظى بفترة طويلة من الرئاسة ام خلفه فلايتمكنون من اخذ زمام الامور بشكل قوي وستتغير المعادلة السياسية مع اسلافهم وهو مايؤدي بالنتيجة الى نزاعات داخلية لاتنتهي الا بانتهاء هذه الطغمة الحاكمة..
ان هذه الاحداث الخطيرة في الحقيقة هي ليست من السهل ان تحدث في بلد مثل السعودية مع وجود مؤسسات وهابية كثيرة وجيش داخلي جله من اتباع هذه العقيدة!!فماهي الاسباب اذن لتحريك نوازع الاختلاف فيما بينهم..وهل هنالك مؤشرات تدل على مثل هذه التوجهات!!
نعم من الممكن ان تحدث اختلافات ومن النوع الكبير بين اطراف السلطة الحاكمة لان الفرق بين العائلة الحاكمة وبين اتباعها من الوهابيين يكمن في العقيدة(بالنسبة للمتزمتين) ويكمن ايضا في الصراع الى السلطة(بالنسبة لاطراف العائلة)..فالحركة الوهابية في السعودية بناءا على فتاوى علمائهم المقربين من السلطة لاتستطيع ان تبرز بالشكل الذي ينسجم تماما مع افكار عقيدتهم..وبشكل اوضح اقول:ان هناك الكثير من المتعصبين الوهابيين يتمنون من العائلة ان تمارس الحكم بشكل ينطبق تماما مع عقيدتهم وهذا لايتم ابدا مع وجود السلطة الحاكمة لماذا؟
لان العائلة الحاكمة تعلم يقينا ان العقيدة الوهابية لاتصلح للقيادة اي ان السلطة الحاكمة تخشى بروز الحركة الوهابية كسلطة حاكمة من الناحية العملية لان ذلك يؤدي الى مشاكل كبيرة..وقد كانت افغانستان شاهد على هذا الامر حين تمكنت حركة طالبان من الاستيلاء عليها وبرزت كدولة بالمعنى الديني الا انها مارست الحكم بشكل بدائي وبطبيعة بشعة وهذا الامر اساسا هو مبني على عقيدتهم الفاسدة وهي وليدة الفكر الوهابي بل هي الوهابية بحد ذاتها ..القاعدة والوهابية كلاهما يلتقيان بمشتركات كثيرة فكان عمر الوهابية فيها قصيرا وراينا كيف الت الامور في افغانستان وكيف هرب منظروا القاعدة كابن لادن او الظواهري او الملا عمرفهؤلاء لايملكون اي رصيد في قلوب المسلمين سوى الوهابية باعتبارهم الفكر الشاذ عن الانسانية جميعا..وعليه مع وجود هذه الاسباب لايمكن للسلطة الحاكمة في السعودية ان تاذن لهؤلاء بممارسة عقيدتهم ممارسة سياسية..ومن هنا نعرف مدى الفرق بين عائلة ال سعود وبين المتعصبين الوهابيين فالسلطة في السعودية في حقيقتها بعيدة عن اي معتقد بغض النظر عن كون المعتقد صحيح او غير صحيح فالسلطة في السعودية واغلب رجالاتها تمارس وبشكل غير علني ممارسات شاذة ومفضوحة للجميع بعيدة كل البعد عن الاسلام .
وكل مافي الامر انها تتخذ من العقيدة الوهابية مظهرا فقط لاسكاتهم وبالمقابل فاصحاب الحركة الوهابية يرضون بحكومة تمارس ضغطا على شيعة امير المؤمنين وتضطهدم وهذا الرضا الوهابي للعائلة الحاكمة يغض الطرف عن الاختلافات الاخرى بينهم وبين السلطة الحاكمة مادام الشيعة في ضيق وخناق.ومن هنا واشدد على كلمة هنا
كلما زاد اجرام وتعنت ال سعود ضد الشيعة في السعودية كان ذلك مؤشرا على ان العائلة الحاكمة تريد ارضاء الوهابية في الداخل والخارج .
الان العائلة وبسبب جهلها بالحنكة السياسية وجهلها بالاساليب الحضارية المتعارف عليها في اغلب دول العالم ستدفع ثمن سياستها بشكل مفاجئ عندما تحين الفرصة لعائلة اخرى ترغب بالحكم وهذا الحال لاياتي من فراغ وان كان مفاجئا من حيث الظاهر الاان حقيقته عكس ذلك وهذا يفسر لنا وجود تيارات معارضة لعائلة ال سعود ومعارضة قوية جدا لكنها ضعيفة ومستترة في الداخل وظاهرة بارزة في الخارج..الا ان النتيجة تكاد تكون واحدة للمعارضة بشكليها الداخلي والخارجي..كيف!!السعودية تعتبر حليف استتراتيجي للدول الغربية وهو مايجعل حيز المعارضة لها ضيقا جدا وقد لايجد ترحيبا في الدول الاخرى بسبب المصالح وبسبب سياسة الدول الغربية المبنية على اسس مادية ومصلحية لااكثر.ومتى ماتغيرت هذه المصالح ستتغير العلاقات بلاشك.وبما انه نحن الان نعيش ارباكا اقتصاديا عالميا فمن الطبيعي ان نشهد تحولات في علاقات الدول
نعود للروايات الواردة بهذا الشأن ونتمعن بها من جميع الجوانب
تقول بعض الروايات عبارة(ملك بني فلان) وهذه العبارة لو تاملتها تجدها تشير قطعا الى نوع من الملك منسوب الى اشخاص معينين لا الى دولة معينة..يعني:
نحن نعرف ان كلمة ملك في الوقت الحاضر تشير الى نظام حكم له حقيقة واحدة اي انه يتعلق بحكم دولة..الوقت الحاضر انحسر فيه مثل هذه الانظمة بشكل اقل من الفترات السابقة فاليوم يوجد النظام الجمهوري ويوجد نظام رئاسي ويوجد نظام برلماني وايضا يوجد نظام ملكي ولايمكن بطبيعة الحال ان نتصور نظام حكم ملكي على منطقة من مناطق العالم خارجة عن الوضع الدولي اي ان كل دولة اليوم لها شخصية قانونية ولها سيادة ولها علم تتميز به في المحافل الدولية.
فاذا عدنا الى عبارة(ملك بني فلان) وجدناها لاتشير الى دولة معينة من الدول ولايمكن ان تنطبق ملكية فلان من الناس مع نظام حكم معترف به في الوقت الحاضر وهذا مايجعلنا امام حالتين:
-اما ان نستبعد مثل هذه الملكية في الوقت الحاضروبالتالي نستبعد انطباق الرواية على مصاديق عصرنا
-او نبحث عن معناها الحقيقي لا الرمزي ومطابقته مع وضع معين من اوضاع الحكم..
قبل الاستبعاد سنبحث في النقطة الثانية:
اولا/ (ملك بني فلان) وهي تشير الى نظام حكم ملكي بلاشك..
اذن من خلال هذه النقطة استبعدنا باقي انظمة الحكم الغير ملكية المتعارف عليها في الوقت الحاضر..
ثانيا/ (بني فلان).وهي تشير الى ان هذا الملك متعلق او انه منسوب الى اشخاص لا الى دول ..اذن سنستبعد من خلال هذه الدلالة الثانية جميع الانظمة الملكية المنسوبة الى اسماء الدول.
من خلال هاتين الدلالتين سنتعرف الى انظمة حكم ملكية في المنطقة العربية منسوبة الى اشخاص معينين باعتبار ان الرواية تتحدث عن المنطقة العربية وابرز هذه الانظمة هي المملكة الاردنية الهاشمية نسبة الى اسرة ملوكها المنتسبين الى هاشم والمملكة العربية السعودية المنتسبين الى ال سعود...
الا اننا امام نظامين فلابد من اختيار واحدا منهما
بطبيعة الحال لااحد يشك من ان الحديث يتكلم عن احداث منطقة الحجاز وبما ان الاردن تقع في منطقة الشام فالحجاز هي الاقرب للرواية
الان نعود الى نظام الحكم في السعودية والمسمى دوليا(المملكة العربية السعودية) ..وواضح ان التسمية هي مخصصة لطائفة معينة عكس المتعارف عليه دوليا من تسمية البلدان التي تعني العموم..
بعد هذه النتيجة يمكن ان نبني احتمالا ولااقول جزما وانما احتمالا ينطبق معه مدلول الروايات الواردة بشأن الحجاز على النظام الملكي السعودي..(طبعا دون ان نعني من الكلام اشخاص النظام)
كما لااريد ان اخصص الموضوع اكثر وادخل في الجزئيات الا انه لامناص من مداليل الروايات..فالرواية الاخرى تذكر ان اخر ملوك الحجاز واسمه(عبد الله) سيختلف الناس بعده!!
نبتعد عن المسميات ونبقى في مجال الاحتمالات لانه كلمة عبد الله قد تعني رمزا او كناية لاسماء اشخاص عديدين ..كيف!!
الروايات اغلبها تتحفظ من ذكر اسرار علامات الظهور بشكل واضح وذلك حفاظا على منهجية تربية المجتمع كي يستعد للظهور بشكل ينطبق على جميع الازمان ولو فرضنا ان الروايات ذكرت اشخاصا محددين بانفسهم ومناطق محددة لكانت الاجيال في منأى عن فلسفة الانتظار باعتبار ان وقت الظهور سيصبح معلوما عندهم ومن هذا القبيل ..وعليه لاينبغي ان نجزم ان تسمية اخر ملوك الحجاز ب(عبد الله) هي تسمية صريحة لشخص بعينه..وهذه الرؤية منطقية جدا ويمكن على اساسها ان ندخل في صلب الملاحظة التالية:
1-ان تسمية عبد الله قد تكون تسمية مجازية اورمزية وليست تسمية صريحة..وفي هذه الحالة ينبغي ان ناخذ الاعتبار التالي:
((لو فرضنا صحة مجازية التسمية يجب علينا حمل التسمية على معناها اذ لاينبغي ان نطلق المجاز جزافا فلابد ان يدل على معنى مخصص فان كان الشخص منحرفا كان المجاز يتناسب مع انحرافه وان كان مستقيما كانت الرمزية او المجازية منسجمة مع الاستقامة..وعليه طبقا لهذا الاعتبار فان تسمية عبد الله هي تسمية لمعنى ايجابي يناسب حال الشخص وبهذا الحال نعرف ان تسمية عبد الله من الناحية الرمزية لابد وان تشير الى احقية صاحب الرمزبدلالة عبوديته لله))
ومن الامثلة على التسميات الدالة على سلوك اصحابها:
الشيصباني/دلالة على انحراف الشخص
شعيب بن صالح/دلالة على استقامة الشخص المشار اليه
2-ان تسمية عبد الله تعتبر تسمية صريحة وطبقا لهذا المعنى يجب علينا ان نسلم بضرورة الاعتبارين الاتيين:
((الاول:اعتبار الاسم هنا هو اسم متعارف عليه بين الناس وهو اسم عادي يمكن ان يكون الشخص عادلا ويمكن ان يكون فاسقا لان الاسماء ليست احتكارا لاحد فالجميع له حرية اختيار الاسماء وعليه يمكن ان يكون الاسم مطابقا للمسمى ويمكن ان يكون العكس.
فمثلا (عبيد الله بن زياد لعنة الله عليه) هو اسم من اسماء المسلمين لكن صاحب الاسم انسان ظالم لايطابق اسمه لحال المسمى))
((الثاني:ان تسمية عبد الله قد تكون تسمية صريحة لشخص ما لكنه ليس اسما متعارفا عليه بين الناس ..بمعنى اخر ان الشخص المشار اليه بهذا الاسم قد يكون له اكثر من اسم او ان اسمه يتغيرلسبب من الاسباب وهذا الاحتمال ايضا وارد وممكن.))
وكلا هذين الاعتبارين وارد بشكل سليم ودون اعتراض وما علينا الان سوى الاخذ بنتيجة واحدة بعد فرز الملاحظات ..
الوصف الذي دلت عليه الرواية تشير الى انحراف هذا الملك عن الحق بدلالة كونه يجمع الاموال وغيرها من الاوصاف التي ذكرتها الروايات الاخرى ومثل هذا السلوك لايستقيم مع الانسان المؤمن الذي يكون همه العدالة بين الرعية وتطبيق الشريعة الاسلامية..وعليه نستبعد طبقا لهذا المعنى رمزية التسمية ومجازيتها والاخذ بالاحتمال الصريح
الاحتمال الصريح هو الاخر فيه معنيان فاما ان تنطبق التسمية مع سلوك الشخص واما لاتنطبق وقد استخلصنا من الكلام السابق ان الرواية لاتشير الى احقية هذا الملك ..فعليه اذن اننا الان ازاء تسمية صريحة لاحد ملوك الحجاز ليس لها علاقة بسلوكه باعتبارها تسمية متعارف عليها في العالم الاسلامي اذ لايمكن الربط بين الاسم وشخصية الانسان على الاطلاق .او ان له اكثر من اسم (وهذا الحال موجود لانه مسالة اختيارية وبامكان الشخص ان يختار لنفسه اكثر من اسم واحد)وهذه هي النتيجة النهائية طبعا
اذن سنحصل على عدة نتائج طبقا لهذا التحليل:
-ملك بني فلان قد يشير الى ملك ال سعود نظرا لحقبة الترف التي عاشوها ونظرا لضخامة الاموال التي حصلوا عليها مقارنة مع غيرهم حديثا وقديما
-الملك عبد الله هو اسم صريح لاحد ملوك الحجازوهو الذي سيختلف بعده الناس اي بعد موته.(بشرط عدم الجزم بانطباقها على فلان من الناس هذا اليوم)
-ان موت عبد الله سيكون منطلقا لاحداث ومتغيرات في المنطقة (وفي العالم عموما والله اعلم) لمعنى الحديث ((من ضمن لي موت عبد الله اضمن له القائم)) وهذا الحديث لايعني اهمية عبد الله وانما التركيز يكون على المتغيرات التي ستحدث من بعده.اي ان موت عبد الله سيكون بمثابة حقبة جديدة من الاحداث ستشهدها المنطقة
-عبارة(بني فلان)مبهمة وفيها اشارة الى ان اهل البيت عليهم السلام لم يصرحوا بالاسم كما صرحوا بروايات اخرى مثل بني امية وبني العباس وطبقا لذلك قد نقترب اكثر من احتمالية كونها تشير الى ال سعود وقد نبتعد اكثر كونها تشير الى اسماء اخرى لاتنطبق فقط على ال سعود
مع ملاحظة:
انني لااريد من هذا الموضوع ان اضع القارئ على ان (عبد الله)هوالموجود حاليا!!كلا والف كلا..والقارئ الشيعي الفطن اعلى من هذا المستوى لانه حتى لو ساورنا الشك او وجدت ظروف ومؤيدات تؤكد انطباق الرواية على الموجود حاليا فاننا لانصرح ولانقول ولانجزم بانه هو المقصود لان ذلك لايناسب ظروف معينة اخرى يفترض ان تتزامن مع هذا فترة حكم هذا الملك...فالساحة لحد الان عموما غير مؤهلة وغير صالحة لحركة السفياني طبقا للانطباع الذي رسمته لنا الروايات الشريفة.و لاننا الان اصبحنا نوعا ما ملمين باحداث الساحة فترقب الاحداث وماستؤول اليه احوال المنطقة هي الكفيلة باعطائنا رؤية يقينية نستطيع خلالها الجزم من عدمه.((وكل حدث كبير يحتاج لمسبب كبير بحجمه)) اما المسببات اليوم ليست بتلك الضخامة يضاف لها ايضا التغيرات والتحولات في السياسات الخارجية للدول التي تزيد من رقم الاحتمالات. كما ان عبارة (ملك بني فلان) قد تعني حكومة ملكية اخرى غير ال سعود في يومنا هذا كاشارة الى بني امية او بني العباس وكل هذه الاحتمالات (تبقى) واردة مهما توصلنا من تحليل ولااعتراض عليها..ويبقى امر واحد وقد يكون واقعي واحد مسببات بعض التغيير (ولااقول تغييرا كبيرا)في الخارطة السياسية للمنطقة مستقبلا. واقصد من ذلك هو(الازمة الاقتصادية العالمية) وحتى هذه الازمة لااحد يجزم انها ستغير الاوضاع(بالشكل الذي ترسمه الروايات) .والله اعلم
*** *** ***
انتهى الموضوع المنشور سابقا