بهاء الياسري
19-02-2015, 11:49 PM
نوعان من الصرخات تنطلق من أهالي المناطق الغربية، الاول: من المسؤولين على الارض وشيوخ عشائر وأهالي مناطق محاصرة من عناصر "داعش" تستنجد بالمرجعية الدينية والحشد الشعبي لإنقاذهم وفك الحصار عنهم ودعم جهودهم لمواجهة هذه العصابات البربرية، أما الثاني فينطلق من سياسيين يدعون تمثيل هذه المنطقة موزعين بين المنطقة الخضراء وعمّان وأربيل، وهذا النوع من الصرخات يطالب بعدم دخول قوات الحشد الشعبي الى "مدن العرب السنة" كما يصفونها، ويقولون ان أهالي هذه المدن هم من يحميها أو يحررها من "داعش".
الموقف المعادي للحشد الشعبي أخذ يتصاعد مع كل نجاح يحققه مقاتلوه الذين غيروا ميزان القوى لغير مصلحة من كان، ولا يزال، خلف سيناريو "داعش"، فدخول "داعش" الى الموصل وبعدها الى باقي المدن التي احتلتها، يبدو انه كان مخططا له أن يرسم خارطة سياسية – جغرافية جديدة للعراق، لكنه أدى الى بعث واقع جديد، عبر استنهاض قوى شعبية كانت تحتاج الى شرارة توقد شعلتها لتتحرك على الارض في ظاهرة تشبه الى حد كبير ظاهرة التعبئة الشعبية في إيران (البسيج) التي ظهرت بعد بدء الحرب العراقية - الايرانية سنة 1980 لتقلب ميزان القوة في جبهات القتال الذي مال في البداية لصالح العراق، ولتفرض معادلة جديدة في الداخل أيضا انتهت بزوال القوى غير المنسجمة إيديولوجيا مع النظام الاسلامي الجديد آنذاك.
ان الحشد الشعبي العراقي الحالي يتوزع بين جماعات بعناوين متعددة، لكن الامر الذي يجمع أغلب هذه الجماعات هو رفضها لعودة القوات الاميركية.
هنا ربما يكمن السبب الرئيس في التحشيد السياسي الحالي ضد الحشد الشعبي، والذي يقترن بكيل سيل من الاتهامات لأفراده بارتكاب أعمال تدل التحقيقات على براءتهم منها، أو حدوث بعضها نتيجة ظروف ومعطيات معينة عادة ما يجري تغييبها، كانهدام دار اتخذه الارهابيون مقراً وملأؤوه بالمتفجرات.
كما ان بعض الممارسات ربما تأتي فردية لا يمكن ان تعمم على كل أفراد الحشد الشعبي الذي بات كله في دائرة الاستهداف. يصر المستهدفون على إطلاق تسمية "الميليشيات" على تشكيلات هذا الحشد، ويتخذون من حادثة مقتل الشيخ قاسم سويدان ونجله، ذريعة للمطالبة بـ" نزع سلاح الميليشيات"، رغم ان الكثير من الشبهات تحوم حول ملابسات الحادثة والجهة المتورطة فيها في ظل شكوك من ان وراءها جهة مستفيدة من إعادة تأجيج الحرب الطائفية، كما حدث في سنوات
سابقة.
ما يدفع البعض الى الخوف من الحشد الشعبي هو إمكانية أن يفرض إرادةً تغيّر من واقع الخارطة السياسية للساحة العراقية.
سالم مشكور ((منقول عن جريدة الصباح))
الموقف المعادي للحشد الشعبي أخذ يتصاعد مع كل نجاح يحققه مقاتلوه الذين غيروا ميزان القوى لغير مصلحة من كان، ولا يزال، خلف سيناريو "داعش"، فدخول "داعش" الى الموصل وبعدها الى باقي المدن التي احتلتها، يبدو انه كان مخططا له أن يرسم خارطة سياسية – جغرافية جديدة للعراق، لكنه أدى الى بعث واقع جديد، عبر استنهاض قوى شعبية كانت تحتاج الى شرارة توقد شعلتها لتتحرك على الارض في ظاهرة تشبه الى حد كبير ظاهرة التعبئة الشعبية في إيران (البسيج) التي ظهرت بعد بدء الحرب العراقية - الايرانية سنة 1980 لتقلب ميزان القوة في جبهات القتال الذي مال في البداية لصالح العراق، ولتفرض معادلة جديدة في الداخل أيضا انتهت بزوال القوى غير المنسجمة إيديولوجيا مع النظام الاسلامي الجديد آنذاك.
ان الحشد الشعبي العراقي الحالي يتوزع بين جماعات بعناوين متعددة، لكن الامر الذي يجمع أغلب هذه الجماعات هو رفضها لعودة القوات الاميركية.
هنا ربما يكمن السبب الرئيس في التحشيد السياسي الحالي ضد الحشد الشعبي، والذي يقترن بكيل سيل من الاتهامات لأفراده بارتكاب أعمال تدل التحقيقات على براءتهم منها، أو حدوث بعضها نتيجة ظروف ومعطيات معينة عادة ما يجري تغييبها، كانهدام دار اتخذه الارهابيون مقراً وملأؤوه بالمتفجرات.
كما ان بعض الممارسات ربما تأتي فردية لا يمكن ان تعمم على كل أفراد الحشد الشعبي الذي بات كله في دائرة الاستهداف. يصر المستهدفون على إطلاق تسمية "الميليشيات" على تشكيلات هذا الحشد، ويتخذون من حادثة مقتل الشيخ قاسم سويدان ونجله، ذريعة للمطالبة بـ" نزع سلاح الميليشيات"، رغم ان الكثير من الشبهات تحوم حول ملابسات الحادثة والجهة المتورطة فيها في ظل شكوك من ان وراءها جهة مستفيدة من إعادة تأجيج الحرب الطائفية، كما حدث في سنوات
سابقة.
ما يدفع البعض الى الخوف من الحشد الشعبي هو إمكانية أن يفرض إرادةً تغيّر من واقع الخارطة السياسية للساحة العراقية.
سالم مشكور ((منقول عن جريدة الصباح))