خادم الشيعة
02-03-2015, 01:26 AM
ذكر في ملحقات كتاب انيس العابدين نقلا عن السيد ابن طاووس (رضي) انه قال:
سمعت سحراً في السرداب عن صاحب الأمر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) كان يناجي ويقول:
(اللهمَّ انَّ شيعتنا خلقت من شعاع أنوارنا وبقيّة طينتنا وقد فعلوا ذنوباً كثيرةً اتكالاً على حبّنا وولايتنا فان كانت ذنوبهم بينك وبينهم فاصفح بينهم وقاصّها عن خمسنا وادخلهم الجّنة وزحزحهم عن النار ولا تجمع بينهم وبين أعدائنا في سخطك).
إشارة:
في هذه المناجات والدعاء نكات مهمة:
الاولى:ترتبط بخلقة شيعة اهل البيت (عليهم السلام) حيث تصرّح الفقرة الاولى من المناجات ان خلقتهم متميزة عن خلقة سائر الناس، فهم مخلوقون من فاضل طينة ائمتهم الاطهار وشعاع انوارهم المطهرة، وهذا الأمر كما يكون مدعاة لافتخار الشيعة بخلقهم ينبغي ان يكون محفزا لهم على التأسي باهل البيت (عليهم السلام)و التخلق باخلاقهم الفاضلة وتطبيق الشريعة الاسلامية كما كان اهل البيت (عليهم السلام) يفعلون.
الثانية:ان بعض الشيعة قد يتكل على حبه وولائه لاهل البيت (عليهم السلام) فتنزل قدمه عند المغريات فينخدع بزينة الدنيا وزخارفها وهذا وان كان مكروها للائمة (عليهم السلام) الاّ انهم (عليهم السلام);لبعث الامل في نفوس شيعتهم ورحمة منهم بهم يتوسلون الى الله للتشفع لهم عنده ولزحزحتهم عن النار وادخالهم الجنّة بعيداً عن اعداء الله الكائنين في سخطه، فانه لا توجد مسانخة بين انوار أهل البيت (عليهم السلام) وطينتهم وبين النار، وكذا شيعتهم.
وبطبيعة الحال فان هذا لا يعني ان هناك تشجيعا على التفريط بالخوف ولكنّه من باب الموازنة بين الخوف والرجاء كما امرنا به في الذكر الحكيم والروايات الشريفة.
الآية الثانية:
بِسْمِ اَللَّهِ الْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيْمِ
(سَنُريهِم آياتِنا في الافاق وفيانْفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم اَنَّهُ اَلحَقُّ) صدق اللّه العلي العظيم سورة حم.سجده الآية 53
محمد بن عباس قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك عن القاسم بن اسماعيل الانباري عن الحسن بن علي بن ابي حمزة عن ابيه عن ابراهيم عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (سَنُريهِم آياتنافي اَلآفاقوَ فياَنفُسهم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم اَنَّهُ اَلحَقُّ)قال: في الافاق انتقاص الاطراف عليهم، وفي أنفسهم بالمسخ حتى يتبيّن انّه الحق اي انّه القائم (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
وروى الحافظ القندوزي، باسناده عن ابي بصير قال:سئل الباقر (عليه السلام) عن هذه الآية: (سَنُريهِم آياتنا في اَلآفاق وفياَنفُسهم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم اَنَّهُ اَلحَقُّ).
قال:يرون قدرة اللّه في الافاق، وفي انفسهم الغرائب والعجائب، حتى يتبيّن لهم ان الخروج (القائم)هو الحق في اللّه عز وجل يراه الخلق لابد منه.
الحكاية الثانية: السيد محمد مهدي بحر العلوم
نقل جناب المولى السلماسي طاب ثراه قال:صلّينا مع جنابه (السيد بحر العلوم)في داخل حرم العسكريين (عليها السلام) فلما اراد النهوض من التشهد إلى الركعة الثالثة عرضته حالة فتوقف هنيئة ثم قام.
ولما فرغنا تعجبنا كلنا، ولم نفهم ما كان وجهه ولم يتجرأ احدٌ منّا على السوأل عنه الى ان أتينا المنزل فاشار إليّ بعض السادة من اصحابنا ان اسأله عنه فقلت: لا، وانت اقرب منّا، فالتفت السيد رحمة الله عليه إلىّ وقال:فيمَ تقاولون؟
قلت (و كنت أجسر الناس عليه):انهم يريدون الكشف عمّا عرض لكم في حال الصلوة.
فقال:ان الحجّة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) دخل الروضة للسلام على ابيه (عليه السلام)فعرضني ما رأيتم من مشاهدة جماله الانور الى ان خرج منها.
إشارة:
السيد محمد مهدي الطباطبائي (بحر العلوم) من علماء الشيعة الفطاحل، تشرف مراراً بخدمة ولي اللّه الاعظم الامام الحجة بن الحسن العسكرى المهدى (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)و قد نقل المحدث القمي (ره) في كتاب رجاله ثمان حكايات ترتبط بكرامات هذه العالم الجليل وتشرفاته بخدمة ناموس العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ورد في احداهما ان الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ولفرط حبّه ولطفه وكرمه بالسيد، احتضنه وضمّه الى صدره الشريف.
فهنيئاً له وقدس الله نفسه ونور رمسه.
الآية الثالثة:
بِسْمِ اَللَّهِ الْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيْمِ
(وَذَكِّرْهُمْ بِاَيَّامِ اَللَّه) صدق اللّه العلي العظيم سورة ابراهيم الآية 5.
الصدوق، قال:
حدثنا أبي قال:حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال:حدثنا ابراهيم بن هاشم عن محمد بن ابي عمير عن مثنى الحنّان عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام)قال:
أيام الله (عزّ وجل) ثلاثة: (يوم يقوم القائم ويوم الكرّة ويوم القيامة).
الحكاية الثالثة: الشيخ الاعظم مرتضى الانصاري (قدس سره).
نقل السيد حسن الابطحي في كتابة الكمالات الروحية الجزء الثاني أنّ احد تلامذة الشيخ الانصاري قال:خرجت ذات ليلة من منزلي في مدينة كربلاء المقدسة بعد منتصف الليل، وكان الظلام دامسا والازقة مملوءة بالوحل على أثر هطول المطر، وكنت احمل معي سراجا.
وبينما انا سائر في الطريق، رأيت من بعيد شخصاً يقترب، فدقّقت النظر فعرفت انه الاستاذ الشيخ الانصاري (ره) وبرؤيته في ذلك الظلام تسائلت مع نفسي ترى الى اين يذهب الاستاذ في هذا الليل المظلم وفي هذه الازقة الموحلة مع ما به من ضعف في البصر؟
وتخوفا عليه من ان يكون قد كمن له احد في الطريق مشيت خلفه دون ان يشعر.
وسار الشيخ حتى وصل الى باب دار ووقف عندهاا وأخذ يقرأ الزيارة الجامعة بخشوع.
وبعد ان اتمّ قراءة الزيارة فُتِحَتْ له الباب ودخل الى داخل الدار، فلم أعُدْ ارى شخصه ولكنّي سمعته يتحدث مع شخص في داخل الدار.
بعد ساعة تشرفت بزيارة الحرم المطهر ورأيت الشيخ هناك.
وفي ما بعد وعندما زرت سماحته سألته عن قصّته تلك الليلة، وبعد اصرار كثير أجابني قائلاً:
أحيانا احصل على اذن للتشرف بخدمة امام العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ولقائه، فأذهب واقف الى جنب تلك الدار وازوره بالزيارة الجامعة، فان صدر اذن ثان، تشرفت بزيارته في تلك الدار وسألته عن بعض المطالب وأستمدّ منه العون واعود.
ثم إن الشيخ (قدس سره) أخذ مني عهداً على عدم افشاء هذا الأمر مادام هو على قيد الحياة.
إشارة:
يستفاد من هذه القضية امور;
منها:مقام الشيخ الانصاري (قدس سره)، فهو مضافا الى كونه من كبار علماء الطائفة حتى صارت مصنفاته متوناً تدور حولها أبحاث الخارج فقهاً واصولاً، مضافاً الى ذلك نجده قد وصل الى درجة عالية من التقوى والورع والزهد حتى حظى باذن ولي اللّه الاعظم (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) لزيارته والتشرف بخدمته والاستفادة من علومه، ولعمرى انه لمقام شامخ.
ومنها:اعتبار الزيارة الجامعة من جهة انه (قدس سره) لم يستأذن للدخول الى ساحة الامام الشريفة الّا بهذه الزيارة العالية سنداً ومتنا رغم وجود من يحاول التشكيك فيها لعدم توفيقه لدرك معانيها السامية واللطيفة.
ومنها: ان للامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) بيتا في كربلا، ولا يستبعد ان يكون له بيتاً ايضا في النجف والكاظمين وسامراء والمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وفي غيرها من البلاد ولكن هذه البيوت لا يهتدي اليها الا من حظى بتوفيق الهي للتشرف بخدمته (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) والا فانه لن يهتدي الى ذلك المكان مهما حاول وبحث عنه.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لطاعته واجتناب معصيته ويؤهلنا للوصول الى مقام خدام خدام مولانا ومولى الكونين أبى القاسم الحجة ابن الحسن العسكرى (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) آمين.
الآية الرابعة:
بِسْمِ اَللَّهِ الْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيْمِ
(يَسْئَلُوْنَكَ عَنِ اَلْسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاها قُلْ إِنَّما عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِهآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِى اَلْسَّموَاتِ واَلأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَاَنَّكَ حَفِّىٌ عَنْهَا قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اَللَّهِ ولَكِنَّ اَكثَرَ اَلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) صدق اللّه العلي العظيم سورة الأعراف الآية 187.
روى الحافظ سليمان القندوزي في قوله تعالى: (يَسْئَلُوْنَكَ عَنِ اَلْسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاها).
قال:روى المفضل ابن عمر عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال:ساعة قيام القائم.
الحكاية الرابعة: السيد ابو الحسن الاصفهاني (قدس سره).
كان أحد علماء بلاد اليمن ويلقب بـ (بحر العلوم)و هو زيدي المذهب ينكر الوجود المقدس لمولانا صاحب العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
وكان هذا العالم قد كتب رسائل كثيرة الى علماء الشيعة في زمانه طالبا منهم الادلة المقنعة على اثبات وجوده الشريف ولكنه لم يقتنع باجوبتهم وادلتهم.
فكتب اخيراً رسالة مفصلة الى سماحة الحجة آية الله السيد ابو الحسن الاصفهانى (قدس سره)و الذي كان في النجف الاشرف، طالباً منه الادلة القاطعة على اثبات وجود الامام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
اجابه السيد ابو الحسن الاصفهانى برسالة جاء فيها:اقدم الى النجف الاشرف وسأُجيبك شفاهة عن مسألتك.
ولما كان هذا العالم الزيدي طالبا للحقيقة في واقع الأمر، لذا شدّ الرحال مع ولده سيد ابراهيم وجمع من مريديه الى النجف الاشرف.
وعندما وصل الى النجف التقى السيد الاصفهانى وقال له:لقد جئت إلى النجف كما دعوتنى وآمل ان تجيبني كما وعدتني.
قال له السيد:نعم، تعال غداً مساءً إلى منزلى وسأُجيبك عن سؤالك.
وفي مساء اليوم الثاني جاء بحر العلوم اليماني مع ولده الى منزل السيد الاصفهاني، وبعد تناول طعام العشاء والبحث في بعض المطالب العلمية حول وجود المولى صاحب العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)، انصرف بقيّة الضيوف وبقى بحر العلوم وولده عند السيد مع بعض الخواص.
وبعد انتصاف الليل قال المرحوم السيد الاصفهانى لخادمه (مشهدي حسين):احمل السراج وتعال معنا.
وقال للسيد بحر العلوم وولده:هيّا بنا نذهب لترون بانفسكما صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
يقول السيد مير جهاني:كنّا حضورا هناك فاردنا ان نذهب معهم فلم يقبل السيد الاصفهاني وقال:ليأت بحر العلوم وولده فقط.
فذهبوا ولم نعرف الى أين يذهبون، ولكن في اليوم الثاني وعندما التقينا ببحر العلوم وولده سالناه عمّا جرى في الليلة السابقة فقال:
بحمد اللّه، لقد تشرفنا باعتناق مذهبكم ونحن الان نعتقد بوجود ولّى العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) قلت:و كيف ذاك؟
قال:لقد أرانا السيد الاصفهاني الامام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
فسألته:و كيف اراكم بقية الله (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)؟
قال:عندما خرجنا من المنزل لم نكن ندري الى اين يذهب بنا السيد، حتى وصلنا الى وادي السّلامو في وسط الوادي محل يقال له (مقام صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)) عندما وصلنا الى المقام، اخذ السيد الاصفهاني السراج من مشهدي حسين واخذنى معه الى داخل المقام وهناك جدد وضوءه وصلى اربع ركعات في المقام وتلفّظ ببعض الكلمات التى لم افهمها في حين كان ابني يضحك على افعاله تلك.
وفجأة اضاء الفضاء.
وهناك يقول ابراهيم ابن بحر العلوم:في هذه الاثناء كنت خارج المقام وكان ابي والسيد ابو الحسن الاصفهاني داخل المقام وبعد عدة دقائق سمعت صوت ابي الذي كان يصيح بصوت عال ثم أُغمي عليه.
اقتربت منه فرأيت السيد الاصفهاني يمرّغ له كتفيه حتى افاق.
وعندما رجعنا من هناك قال لى ابى:لقد رأيت حضرة بقية الله وولى العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) وقد شرّفني باعتناق المذهب الشيعي الاثني عشري، ولم يقل أبي اكثر من ذلك.
بعد عدة ايام رجع بحر العلوم وولده ومن معهم الى اليمن وصار سبباً في تشيّع اربعة الاف يماني زيدي واعتقادهم بالمذهب الاثني عشري.
إشارة:
لا يخفى ان الاسلوب الذي اتبعه السيد ابو الحسن الاصفهاني مع بحر العلوم اليمني لاثبات وجود الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) هو من افضل اساليب الاقناع ولكن ليس هو الاسلوب الوحيد بل هناك أساليب كثيرة، يمكن اعتمادها في هذا المجال، ولعلّ السيد الاصفهاني كان قاطعاً بان تلك الاساليب لا تنفع مع هذا الرجل ولان هناك فائدة كبيرة في اقناعة بوجود الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) كتشيّع آلاف الناس، بتشيّعة اضطر السيد لاستعمال هذا الاسلوب، ولا شك فىانه انما تمّ باجازة الامام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) والّا فان الامام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ليس روحا يمكن احضارها وتسخيرها متى ما شاء الاخرون-نعوذ بالله من مثل هذه التصورات-بل لا يمكن لأحد ان يراه ويتعرف عليه إلا بارادة الله تعالى.
فكل ما جرى إذَن، انما جرى لحكمة ومصلحة الهية وقد لا تتوفر هذه المصلحة في الموارد الاخرى.
اللّهم أحينا حياة محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) وامتنا مماتهم وتوفنا على ملتهم انك سميع الدعاء.
سمعت سحراً في السرداب عن صاحب الأمر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) كان يناجي ويقول:
(اللهمَّ انَّ شيعتنا خلقت من شعاع أنوارنا وبقيّة طينتنا وقد فعلوا ذنوباً كثيرةً اتكالاً على حبّنا وولايتنا فان كانت ذنوبهم بينك وبينهم فاصفح بينهم وقاصّها عن خمسنا وادخلهم الجّنة وزحزحهم عن النار ولا تجمع بينهم وبين أعدائنا في سخطك).
إشارة:
في هذه المناجات والدعاء نكات مهمة:
الاولى:ترتبط بخلقة شيعة اهل البيت (عليهم السلام) حيث تصرّح الفقرة الاولى من المناجات ان خلقتهم متميزة عن خلقة سائر الناس، فهم مخلوقون من فاضل طينة ائمتهم الاطهار وشعاع انوارهم المطهرة، وهذا الأمر كما يكون مدعاة لافتخار الشيعة بخلقهم ينبغي ان يكون محفزا لهم على التأسي باهل البيت (عليهم السلام)و التخلق باخلاقهم الفاضلة وتطبيق الشريعة الاسلامية كما كان اهل البيت (عليهم السلام) يفعلون.
الثانية:ان بعض الشيعة قد يتكل على حبه وولائه لاهل البيت (عليهم السلام) فتنزل قدمه عند المغريات فينخدع بزينة الدنيا وزخارفها وهذا وان كان مكروها للائمة (عليهم السلام) الاّ انهم (عليهم السلام);لبعث الامل في نفوس شيعتهم ورحمة منهم بهم يتوسلون الى الله للتشفع لهم عنده ولزحزحتهم عن النار وادخالهم الجنّة بعيداً عن اعداء الله الكائنين في سخطه، فانه لا توجد مسانخة بين انوار أهل البيت (عليهم السلام) وطينتهم وبين النار، وكذا شيعتهم.
وبطبيعة الحال فان هذا لا يعني ان هناك تشجيعا على التفريط بالخوف ولكنّه من باب الموازنة بين الخوف والرجاء كما امرنا به في الذكر الحكيم والروايات الشريفة.
الآية الثانية:
بِسْمِ اَللَّهِ الْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيْمِ
(سَنُريهِم آياتِنا في الافاق وفيانْفُسِهِم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم اَنَّهُ اَلحَقُّ) صدق اللّه العلي العظيم سورة حم.سجده الآية 53
محمد بن عباس قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك عن القاسم بن اسماعيل الانباري عن الحسن بن علي بن ابي حمزة عن ابيه عن ابراهيم عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (سَنُريهِم آياتنافي اَلآفاقوَ فياَنفُسهم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم اَنَّهُ اَلحَقُّ)قال: في الافاق انتقاص الاطراف عليهم، وفي أنفسهم بالمسخ حتى يتبيّن انّه الحق اي انّه القائم (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
وروى الحافظ القندوزي، باسناده عن ابي بصير قال:سئل الباقر (عليه السلام) عن هذه الآية: (سَنُريهِم آياتنا في اَلآفاق وفياَنفُسهم حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم اَنَّهُ اَلحَقُّ).
قال:يرون قدرة اللّه في الافاق، وفي انفسهم الغرائب والعجائب، حتى يتبيّن لهم ان الخروج (القائم)هو الحق في اللّه عز وجل يراه الخلق لابد منه.
الحكاية الثانية: السيد محمد مهدي بحر العلوم
نقل جناب المولى السلماسي طاب ثراه قال:صلّينا مع جنابه (السيد بحر العلوم)في داخل حرم العسكريين (عليها السلام) فلما اراد النهوض من التشهد إلى الركعة الثالثة عرضته حالة فتوقف هنيئة ثم قام.
ولما فرغنا تعجبنا كلنا، ولم نفهم ما كان وجهه ولم يتجرأ احدٌ منّا على السوأل عنه الى ان أتينا المنزل فاشار إليّ بعض السادة من اصحابنا ان اسأله عنه فقلت: لا، وانت اقرب منّا، فالتفت السيد رحمة الله عليه إلىّ وقال:فيمَ تقاولون؟
قلت (و كنت أجسر الناس عليه):انهم يريدون الكشف عمّا عرض لكم في حال الصلوة.
فقال:ان الحجّة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) دخل الروضة للسلام على ابيه (عليه السلام)فعرضني ما رأيتم من مشاهدة جماله الانور الى ان خرج منها.
إشارة:
السيد محمد مهدي الطباطبائي (بحر العلوم) من علماء الشيعة الفطاحل، تشرف مراراً بخدمة ولي اللّه الاعظم الامام الحجة بن الحسن العسكرى المهدى (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)و قد نقل المحدث القمي (ره) في كتاب رجاله ثمان حكايات ترتبط بكرامات هذه العالم الجليل وتشرفاته بخدمة ناموس العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ورد في احداهما ان الامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ولفرط حبّه ولطفه وكرمه بالسيد، احتضنه وضمّه الى صدره الشريف.
فهنيئاً له وقدس الله نفسه ونور رمسه.
الآية الثالثة:
بِسْمِ اَللَّهِ الْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيْمِ
(وَذَكِّرْهُمْ بِاَيَّامِ اَللَّه) صدق اللّه العلي العظيم سورة ابراهيم الآية 5.
الصدوق، قال:
حدثنا أبي قال:حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال:حدثنا ابراهيم بن هاشم عن محمد بن ابي عمير عن مثنى الحنّان عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام)قال:
أيام الله (عزّ وجل) ثلاثة: (يوم يقوم القائم ويوم الكرّة ويوم القيامة).
الحكاية الثالثة: الشيخ الاعظم مرتضى الانصاري (قدس سره).
نقل السيد حسن الابطحي في كتابة الكمالات الروحية الجزء الثاني أنّ احد تلامذة الشيخ الانصاري قال:خرجت ذات ليلة من منزلي في مدينة كربلاء المقدسة بعد منتصف الليل، وكان الظلام دامسا والازقة مملوءة بالوحل على أثر هطول المطر، وكنت احمل معي سراجا.
وبينما انا سائر في الطريق، رأيت من بعيد شخصاً يقترب، فدقّقت النظر فعرفت انه الاستاذ الشيخ الانصاري (ره) وبرؤيته في ذلك الظلام تسائلت مع نفسي ترى الى اين يذهب الاستاذ في هذا الليل المظلم وفي هذه الازقة الموحلة مع ما به من ضعف في البصر؟
وتخوفا عليه من ان يكون قد كمن له احد في الطريق مشيت خلفه دون ان يشعر.
وسار الشيخ حتى وصل الى باب دار ووقف عندهاا وأخذ يقرأ الزيارة الجامعة بخشوع.
وبعد ان اتمّ قراءة الزيارة فُتِحَتْ له الباب ودخل الى داخل الدار، فلم أعُدْ ارى شخصه ولكنّي سمعته يتحدث مع شخص في داخل الدار.
بعد ساعة تشرفت بزيارة الحرم المطهر ورأيت الشيخ هناك.
وفي ما بعد وعندما زرت سماحته سألته عن قصّته تلك الليلة، وبعد اصرار كثير أجابني قائلاً:
أحيانا احصل على اذن للتشرف بخدمة امام العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ولقائه، فأذهب واقف الى جنب تلك الدار وازوره بالزيارة الجامعة، فان صدر اذن ثان، تشرفت بزيارته في تلك الدار وسألته عن بعض المطالب وأستمدّ منه العون واعود.
ثم إن الشيخ (قدس سره) أخذ مني عهداً على عدم افشاء هذا الأمر مادام هو على قيد الحياة.
إشارة:
يستفاد من هذه القضية امور;
منها:مقام الشيخ الانصاري (قدس سره)، فهو مضافا الى كونه من كبار علماء الطائفة حتى صارت مصنفاته متوناً تدور حولها أبحاث الخارج فقهاً واصولاً، مضافاً الى ذلك نجده قد وصل الى درجة عالية من التقوى والورع والزهد حتى حظى باذن ولي اللّه الاعظم (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) لزيارته والتشرف بخدمته والاستفادة من علومه، ولعمرى انه لمقام شامخ.
ومنها:اعتبار الزيارة الجامعة من جهة انه (قدس سره) لم يستأذن للدخول الى ساحة الامام الشريفة الّا بهذه الزيارة العالية سنداً ومتنا رغم وجود من يحاول التشكيك فيها لعدم توفيقه لدرك معانيها السامية واللطيفة.
ومنها: ان للامام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) بيتا في كربلا، ولا يستبعد ان يكون له بيتاً ايضا في النجف والكاظمين وسامراء والمدينة المنورة ومكة المكرمة بل وفي غيرها من البلاد ولكن هذه البيوت لا يهتدي اليها الا من حظى بتوفيق الهي للتشرف بخدمته (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) والا فانه لن يهتدي الى ذلك المكان مهما حاول وبحث عنه.
نسأل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا لطاعته واجتناب معصيته ويؤهلنا للوصول الى مقام خدام خدام مولانا ومولى الكونين أبى القاسم الحجة ابن الحسن العسكرى (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) آمين.
الآية الرابعة:
بِسْمِ اَللَّهِ الْرَّحْمنِ اَلْرَّحِيْمِ
(يَسْئَلُوْنَكَ عَنِ اَلْسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاها قُلْ إِنَّما عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِهآ إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِى اَلْسَّموَاتِ واَلأَرْضِ لاَ تَأْتِيكُمْ إِلاَّ بَغْتَةً يَسْئَلُونَكَ كَاَنَّكَ حَفِّىٌ عَنْهَا قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ اَللَّهِ ولَكِنَّ اَكثَرَ اَلْنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) صدق اللّه العلي العظيم سورة الأعراف الآية 187.
روى الحافظ سليمان القندوزي في قوله تعالى: (يَسْئَلُوْنَكَ عَنِ اَلْسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاها).
قال:روى المفضل ابن عمر عن الصادق (عليه السلام) أنّه قال:ساعة قيام القائم.
الحكاية الرابعة: السيد ابو الحسن الاصفهاني (قدس سره).
كان أحد علماء بلاد اليمن ويلقب بـ (بحر العلوم)و هو زيدي المذهب ينكر الوجود المقدس لمولانا صاحب العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
وكان هذا العالم قد كتب رسائل كثيرة الى علماء الشيعة في زمانه طالبا منهم الادلة المقنعة على اثبات وجوده الشريف ولكنه لم يقتنع باجوبتهم وادلتهم.
فكتب اخيراً رسالة مفصلة الى سماحة الحجة آية الله السيد ابو الحسن الاصفهانى (قدس سره)و الذي كان في النجف الاشرف، طالباً منه الادلة القاطعة على اثبات وجود الامام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
اجابه السيد ابو الحسن الاصفهانى برسالة جاء فيها:اقدم الى النجف الاشرف وسأُجيبك شفاهة عن مسألتك.
ولما كان هذا العالم الزيدي طالبا للحقيقة في واقع الأمر، لذا شدّ الرحال مع ولده سيد ابراهيم وجمع من مريديه الى النجف الاشرف.
وعندما وصل الى النجف التقى السيد الاصفهانى وقال له:لقد جئت إلى النجف كما دعوتنى وآمل ان تجيبني كما وعدتني.
قال له السيد:نعم، تعال غداً مساءً إلى منزلى وسأُجيبك عن سؤالك.
وفي مساء اليوم الثاني جاء بحر العلوم اليماني مع ولده الى منزل السيد الاصفهاني، وبعد تناول طعام العشاء والبحث في بعض المطالب العلمية حول وجود المولى صاحب العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)، انصرف بقيّة الضيوف وبقى بحر العلوم وولده عند السيد مع بعض الخواص.
وبعد انتصاف الليل قال المرحوم السيد الاصفهانى لخادمه (مشهدي حسين):احمل السراج وتعال معنا.
وقال للسيد بحر العلوم وولده:هيّا بنا نذهب لترون بانفسكما صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
يقول السيد مير جهاني:كنّا حضورا هناك فاردنا ان نذهب معهم فلم يقبل السيد الاصفهاني وقال:ليأت بحر العلوم وولده فقط.
فذهبوا ولم نعرف الى أين يذهبون، ولكن في اليوم الثاني وعندما التقينا ببحر العلوم وولده سالناه عمّا جرى في الليلة السابقة فقال:
بحمد اللّه، لقد تشرفنا باعتناق مذهبكم ونحن الان نعتقد بوجود ولّى العصر والزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) قلت:و كيف ذاك؟
قال:لقد أرانا السيد الاصفهاني الامام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف).
فسألته:و كيف اراكم بقية الله (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)؟
قال:عندما خرجنا من المنزل لم نكن ندري الى اين يذهب بنا السيد، حتى وصلنا الى وادي السّلامو في وسط الوادي محل يقال له (مقام صاحب الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)) عندما وصلنا الى المقام، اخذ السيد الاصفهاني السراج من مشهدي حسين واخذنى معه الى داخل المقام وهناك جدد وضوءه وصلى اربع ركعات في المقام وتلفّظ ببعض الكلمات التى لم افهمها في حين كان ابني يضحك على افعاله تلك.
وفجأة اضاء الفضاء.
وهناك يقول ابراهيم ابن بحر العلوم:في هذه الاثناء كنت خارج المقام وكان ابي والسيد ابو الحسن الاصفهاني داخل المقام وبعد عدة دقائق سمعت صوت ابي الذي كان يصيح بصوت عال ثم أُغمي عليه.
اقتربت منه فرأيت السيد الاصفهاني يمرّغ له كتفيه حتى افاق.
وعندما رجعنا من هناك قال لى ابى:لقد رأيت حضرة بقية الله وولى العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) وقد شرّفني باعتناق المذهب الشيعي الاثني عشري، ولم يقل أبي اكثر من ذلك.
بعد عدة ايام رجع بحر العلوم وولده ومن معهم الى اليمن وصار سبباً في تشيّع اربعة الاف يماني زيدي واعتقادهم بالمذهب الاثني عشري.
إشارة:
لا يخفى ان الاسلوب الذي اتبعه السيد ابو الحسن الاصفهاني مع بحر العلوم اليمني لاثبات وجود الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) هو من افضل اساليب الاقناع ولكن ليس هو الاسلوب الوحيد بل هناك أساليب كثيرة، يمكن اعتمادها في هذا المجال، ولعلّ السيد الاصفهاني كان قاطعاً بان تلك الاساليب لا تنفع مع هذا الرجل ولان هناك فائدة كبيرة في اقناعة بوجود الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) كتشيّع آلاف الناس، بتشيّعة اضطر السيد لاستعمال هذا الاسلوب، ولا شك فىانه انما تمّ باجازة الامام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) والّا فان الامام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ليس روحا يمكن احضارها وتسخيرها متى ما شاء الاخرون-نعوذ بالله من مثل هذه التصورات-بل لا يمكن لأحد ان يراه ويتعرف عليه إلا بارادة الله تعالى.
فكل ما جرى إذَن، انما جرى لحكمة ومصلحة الهية وقد لا تتوفر هذه المصلحة في الموارد الاخرى.
اللّهم أحينا حياة محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله) وامتنا مماتهم وتوفنا على ملتهم انك سميع الدعاء.