المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بحث بعنوان: نقطة في طريق الانتظار


راضي رزاق
02-03-2015, 02:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} سورة النور الآية (55)


بحث بعنوان


نقطة في طريق الانتظار


مدار البحث حول


حتمية وضرورة ظهور الإمام المهدي


عجل الله فرجه وإقامة دولته دولة العدل الإلهية العالمية


ومحكومية الكون كله له بأمر الله وحكمته


الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على أشرف الخلق نبينا أبي الزهراء محمد وأله الطاهرين ...... تكتسب دولة العدل الإلهية العالمية عظمتها من عظمة القائد الإلهي المعد لأقامتها مولانا الإمام المهدي المنتظر عجل الله فرجه بوعد من الله تعالى في كتابه الكريم وعلى لسان نبيه الأعظم صلى الله عليه وأله فضلا عن كل الكتب السماوية وتبشير الأنبياء والرسل (عليهم السلام) بهما (القائد والدولة) لذلك فأن ما في قضيته (عليه السلام) من القابلية والسعة والشمولية ما يغطي الكون كله منذ خلق النور الأول وكل خير خلق منه بكل المفردات والتفاصيل والمجريات والمتغيرات والى أدم والأنبياء (عليهم السلام) وسيما الرسالة الخاتمة الكاملة والمرسل بها الرسول الأعظم صلى الله عليه وأله وأوصيائه وخلفائه الأئمة الاثنى عشر الأطهار المعصومين (عليهم السلام) ومعهم الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) . بما أن الرسالة المحمدية ألي الناس كافة وأنه وخلفائه صلى الله عليه و(عليهم السلام) رحمة للعالمين وحتى الظهور المبارك والى يوم القيامة لتتحقق غاية المخطط الإلهي الكامل الذي أراده سبحانه وتعالى لخلقه من حيث تحقيق أهداف وأمال الأنبياء والرسل منذ أدم (عليه السلام) وحتى أقامتها وليلمس الناس فيها أي خير وأي صلاح أراده الله وأي رحمة وأي فضل أعده وأي حلم وأي صبر وأي مهلة أعطى لخلقه من حيث أمرهم بأتباع شرائعه اختيارا ولم يجبرهم اضطرارا وهو الخلاق العظيم القادر القوي الفعال لما يريد ويشاء وأمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون وأليه المصير وأليه ترجع الأمور .
وليستضيئوا بالنور الذي أبى ألا أن يتمه وليدينوا بالدين الذي قضى ألا ليظهره وينتقم بوليه المقيم لعدله من أعدائه الظالمين في الدنيا . قبل الآخرة وبقيام قائم أل محمد (عجل الله تعالى فرجه) تقوم القيامة الصغرى فما أعظم هذا القائد وما أعظم دولته ولهذا فمن غير المعقول ولا المقبول أقصار الحديث أو البحث في قضيته (عجل الله فرجه )عن ولادته وعن غيبته وانتظاره وعلامات ظهوره المبارك وحسب . وعلى كثرة وضخامة ما قيل وكتب فيها من علماء ومحدثي الشيعة الأمامية . ومن تقاة وكتاب وأصحاب الأئمة (عليهم السلام) بما أنهم أهلها . ومن تبعهم على ذلك بجهود مخلصة ومثمرة لاشك من أنها بميزان أعمالهم لم يعهد أو يسمع من أحد منهم ادعاؤه أو زعمه انه أحاط بها وغطى كل مفرداتها وتفاصيلها وهذا ما يبقي الباب مشرعا لكل باحث متمكن متخصص أن يأتي بإبداع جديد أو طرح مفيد لوفرة وغزارة ما في تراث أل محمد صلوات الله عليهم من ثروة فكرية وعلمية كل الكثير الذي عرف وظهر منها يبقى يسيرا إلى الكثير الذي لم يعرف ويظهر وفيها من الإسرار ما يعتبر لغزا يحتاج إلى حل أو رمزا يحتاج إلى فك ومثلهم في ذلك مثل القرآن الكريم فيه آيات لا يفسرها إلا الزمان وليس بمستطاع أحد حل أوفك كل ما يمكن اعتباره فيهما لغزا أو رمزا إلى الكثير من الإسرار التي لم ولن تكتشف والأمر فيها كله موكول إلى الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) ليبثه عند ظهوره المبارك ولإلهية الإمام المهدي (عجل الله فرجه ) ولإلهية دولته العالمية فأن قضيته ليست بحاجة إلى الكثير من البراهين والأدلة للرد على المنحرفين المتطرفين الذين يتعمدون إثارة التشكيك أو التعتيم على حقائقها بقدر ما توجب الضرورة على كل المؤمنين الأخيار سيما المعنيين المتخصصين منهم بشؤونها بذل الكثير من الجهود بإشاعة الوعي وتركيز التثقيف المتواصل بما يجعلها وكما ينبغي لها حاضرة في الأذهان نافذة في الإفهام ماثلة في الأوساط تستسيغها العقول وتقبل أليها وتطمئن بها الأنفس من حيث يتحتم على كل عالم بها أظهار علمه وعلى كل منتظر أخذ العلم بها من أهله . وهذا مما لاشك فيه من صلب ما كلف به الشرع المقدس وأن وما يظهر في الساحة اليوم من مدعيات مزيفة ومضللة مدعومة من دول وجهات معاديه لنهج إل محمد (عليه وعليهم صلوات الله وسلامه) توقع من توقعه في شراكها الشيطانية الخبيثة تحت عناوين براقة مغرية باسم القضية المهدوية يتطلب الوقوف وبحزم بوجهها واثبات بطلانها وفق الضوابط الدينية في عقيدتها ولا يقول قائل أن هذه تخرصات لسنا قلقين منها ولابد أنها مردودة من حيث ما لدينا من أخبارات عن أئمتنا بحدوثها وأن الأمر واضح كوضوح الشمس من الكوة التي أشار أليها الإمام الصادق (عليه السلام) يحدث أحد أصحابه القلق من كثرة المدعيات الباطلة ... وهذا القول يتنافى تماما مع دعائنا بطاعة الإمام (عجل الله تعالى فرجه)وطلب رأفته والمسارعة إلى أرادته وأداء حقوقه إليه وأن كنا مطمئنين برسوخ وثبات وظهور أمره ثم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من فروع ديننا لا ينقصان من الرزق ولا يدنيان الأجل فكيف أذن يكون الانتظار المعبر عنه بالايجابي هذا وهناك من القصور والتقصير ما يبقي الكثير من الناس في غفلة عن معرفة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)ألحقه وكيفية الارتباط به والتواصل معه في غيبته والاستشعار بحضوره وبالفيوضات الإلهية الكريمة بفضل وجوده المقدس من أن الانتفاع به في غيبته كالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الإبصار السحاب فكم من الناس من يعرف أنه لأمان لأهل الأرض ولولا وجوده فيها لساخت بأهلها وأن كل حركة وسكنه في الكون المحفوظ توازنه به عجل الله فرجه بمجرياته ومتغيراته وأي حدث أنساني أو كوني في الأرض أو في السماء لايمكن أن يحدث إلا بعلمه وأحاطته ومن خلاله وله الهيمنة عليه وأعمال الخلق تعرض عليه كل يوم أثنين ويوم خميس وفي ليلة القدر المباركة تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر عليه وهو صاحب الأمر . وهذا أقل مما ينبغي من معرفته (عجل الله تعالى فرجه)ومؤكد أن من مات ولم يعرف أمام زمانه مات ميتة جاهلية وفي دعاء المعرفة المندوب لقراءته في الغيبة الكبرى وبمثل أيامنا هذه أللهم عرفني نفسك فأنك أن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك اللهم عرفني رسولك فأنك أن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فأنك أن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني .... وبمعرفته وإبائه صلوات الله عليهم ورد : (من عرفكم عرف الله) وكل الذي عرف عنهم يبقى يسيرا من الكثير الذي لم يعرف لقول الرسول الأعظم(صلى الله عليه وأله)لأمير المؤمنين الإمام علي أبن أبي طالب (عليها السلام): (ما عرفك ألا الله وأنا ) وقولهم (عليهم السلام): أمرنا صعب مستصعب لا يدركه ألا ملك مقرب أو نبي مرسل أو مؤمن أمتحن الله قلبه بالإيمان . وهنا لا تعارض بين الحث على معرفتهم والمتعذر منها وتوضيح ذلك يتجلى بقول الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وأله أيضا لأمير المؤمنين الإمام علي أبن أبي طالب (عليهما السلام)(هلك فيك اثنان محب غال وعدو قال) وقول الإمام الصادق (عليه السلام)(قولوا فينا ما شئتم ولا تقولوا أربابا فنحن المربوبين) وبما أن بمعرفتهم عرف الله تعالى (من عرفكم عرف الله) فلابد من معرفة الحقائق النورانية لهم(عليهم السلام)والمعطيات القدسية بما أختصهم به الله من سمو العظمة وعلوا الدرجات وقربهم منه وتفردهم بالكمالات والمواهب والكرامات والمناقب من خلال ما ورد عنهم فيهم (عليهم السلام). وأنه من عند الله تعالى لقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وأله الذي ما ينطق عن الهوى لجابر رضوان الله عليه : (أول ما خلق الله نور نبيكم وخلق منه كل خير) وقوله لأمير المؤمنين الإمام علي أبن أبي طالب (عليهما السلام)(أنا وأنت من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتى) وقوله صلى الله عليه وأله وسلم كنا أنا وأخي علي نورا واحدا قبل أن يخلق الله تعالى أدم وحين خلقه وضع نورنا بصلبه فتنقل منه إلى نوح ومنه ألي إبراهيم وإسماعيل والى جدنا عبد المطلب ثم انشطر نورنا إلى شطرين نوري إلى أبي عبد الله ونور أخي علي إلى عمي أبي طالب (عليهم السلام) أجمعين . وذكر القرآن الكريم هذا بقوله تعالى ((وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ)) وفي زواج أمير المؤمنين الإمام علي أبن أبي طالب (عليه السلام)من الصديقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام). جبرائيل عليه السلام يبلغ الرسول (صلى الله عليه وأله وسلم): أن الله يأمرك أن تزوج النور من النور عليا من فاطمة . وفي حديث الكساء قال تعالى يخاطب جبرائيل . ما خلقت السموات والارضين وما فيهن .... و ...... و ألا لأجل هؤلاء الذين هم تحت الكساء وهم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها : نعم خلقهم الله تعالى والتسعة المعصومين من ولد الحسين (عليهم السلام) قبل كل خلقه وخلق الخلق جميعا لأجلهم ومن الخلق الملائكة وأدم والأنبياء والرسل (عليهم السلام)(أن نوركم واحد وطينتكم واحدة طهرت وطابت بعضها من بعض خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين ) ومن عظيم شأنهم وسمو عظمتهم (عليهم السلام) وما ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وأله وسلم): عند عروجه إلى السموات العلى أنه رأى مكتوبا على أبواب الجنة لا أله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله ... وبإمامته الأنبياء والرسل للصلاة بهم المؤذن كان جبرائيل بشهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن عليا ولي الله . وجبرائيل يخاطبه أن الله يقول لك يا محمد سل الأنبياء والرسل على ماذا أخذت ميثاقهم فيجيبوه على توحيده ونبوتك وإمامة علي وولده(صلوات الله عليهم) والقرآن يذكر ذلك . {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً }. ومن مزاياهم وخصائصهم وأفضليتهم على الأنبياء والرسل ما كان بقصصهم وشرائعهم وما لديهم من الكرامات إلا مقدمة وتمهيدا لهم وأنهم كانوا مبشرين بهم وبنورهم . فالأسماء التي علمها الله ادم أسمائهم وأستغفر أدم ربه بحقهم وبسفينة نوح (عليه السلام). يمثلهم الرسول الأعظم(صلى الله عليه وأله وسلم)وفي إبراهيم (عليه السلام){وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }. دلالة على إمامتهم وأنهم هم ذريته وفي منزلة هارون من موسى (عليهما السلام) يمثل الرسول صلى الله عليه وأله منزلة علي منه صلوات الله عليهما وألهما . وفي أصف وصي سليمان وجلبه عرش بلقيس قبل ارتداد البصر وعنده علم من الكتاب فأن علم الكتاب كله عند أمير المؤمنين الإمام علي أبن أبي طالب (عليهما السلام). الآية {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } وفي مريم (عليها السلام) واصطفائها ونزول رزقها من السماء وحديث الملائكة لها وهي سيدة نساء عالمها أشارة لمولاتنا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين (عليه السلام)ونزول رزقها من السماء بجفان من طعام الجنة ولطالما حدثتها وخدمتها الملائكة .... وعند بكائها (عليه السلام)على أبيها(صلى الله عليه وأله وسلم)عند شهادته نزلت عليها الملائكة لتؤنسها وتحدثها بأـخبار ما كان وما يكون ألي انقضاء الخلق ومما حدثتها به البشارة بولدها الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه)وجعلت حديث الملائكة معها في مصحف عرف بمصحف فاطمة يتهم بعض الاوزاغ المسوخ الشيعة أنهم يتخذونه قرانا غير القرآن المعهود الذي نزل على الرسول(صلى الله عليه وأله وسلم)فسحقا للمشككين وتبا لعقولهم أو ليست فاطمة الزهراء أكرم على الله من مريم وأبوها أكرم من أبائها وبنوها سادة أبنها عيسى (عليه السلام)والذي بكل ما لديه من الكرامات من إيتائه الكتاب والنبوة بصباه . وإبرائه الأكمه وأحيائه الموتى وخلقه من الطين طيرا بأذن الله وبقائه حياً . وبطول عمره وغيبته دليلً على طول عمر وغيبة الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه) وأنه مدخر لنصرته ومؤازرته والمؤكد أنه يصلي خلفه وفي حياة الخضر عليه السلام وطول عمره وغيبته دليل أخر وأنه مدخر لنصرته ومؤازرته كذلك . هذا ومن المعجزات والكرامات للرسول الأعظم صلى الله عليه وأله وخلفائه الأئمة المعصومين (عليه السلام)أباء الإمام المهدي صلوات الله عليهم أجمعين انشقاق القمر للنبي(صلى الله عليه وأله وسلم) ورد الشمس مرتين من مغربها لأمير المؤمنين الإمام علي أبن أبي طالب (عليه السلام) بأذن الله وارتفاع جدران المسجد النبوي وجدران دور المدينة المنورة عن الأرض وهروب الناس من تحتها عندما رفعت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)يدها لتكشف عن رأسها للدعاء على ظالميها الأراذل بما جرى عليها من الظلم والأذى وبكاء السماء على مولانا الإمام الحسين (عليه السلام)عند شهادته يوم عاشوراء في كربلاء إذ أمطرت دما . وكم من الكرامات ظهرت لأبنائه المعصومين (عليهم السلام)من أخبار بالمغيبات و أشفائهم لمرضى وأحيائهم لموتى وانطواء الأرض لهم ونزول الغيث عند الجدب والجفاف وكم مما لا يسع المجال لذكره بهذا الشأن هنا : فكلهم (عليهم السلام)محمدي العزم والرحمة علوي الشجاعة والسماحة فاطمي الورع والعصمة حسني الحلم والكرم حسيني الثورة والإباء سجادي العبادة والفصاحة باقري العلوم والكرامة صادقي الفقه والاستقامة كاظمي الزهد والإرادة رضوي الاستطاعة والحكمة جوادي العطاء والتقى هادوي النور والنقى عسكري الإيثار والإمداد مهدوي العالمية والسداد . وورد عنهم (عليهم السلام): ( أتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين طأطأ كل شريف لشرفكم وبخع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شيء لكم وأشرقت الأرض بنوركم بكم يسلك إلى الرضوان وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن) ومن الشريف والمتكبر والجبار والشيء وممن طأطأ وبخع وخضع وذل الكرسي والعرش واللوح والقلم والسموات والارضون والملائكة والرسل فضلا عن الأرض المشرقة بنورهم والكعبة المتشرفة بنشورهم وبشأن الكعبة من الأمور ما يحسن الوقوف عندها هنا من أنها أول بيت وضع للناس وأرسى أدم قواعدها وأقام إبراهيم بنائها وإذن بالناس بالحج وشرفها أمير المؤمنين بولادته فيها ( وسط البيت ) وأنطلق الرسول الأعظم(صلى الله عليه وأله وسلم)برسالته منها وكذلك الإمام المهدي عجل الله فرجه أول ما يظهر فيها وأول من يبايعه جبرائيل (عليه السلام) فيها ويخاطب الناس بلغة يسمعها كل أهل العالم كل بلغته ويحاجهم أنه أولى منهم بآدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى وجده المصطفى صلوات الله عليه وأله وعليهم .
هذا وأن كان العلم الحديث توصل ألي أن الكعبة مركز الأرض والأرض مركز الكون فأن لدينا عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): أن البيت المعمور في السماء الرابعة فوق الكعبة والعرش في السماء السابعة فوقهما ومن خطبة لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)يبين فيها بديع وعظيم خلق السموات والأرض والملائكة ومجرياتها ومساراتها ومؤثراتها ومتغيراتها وما فيها من الدقة والإتقان والنور والإيمان وضرورة التفكر والتدبر في خلق الرحمن من أعاجيب ما في الأبراج والهواء والفجاج والبحار وتلاطم الأمواج وبديع صنع المخلوقات والتجانس والتباين في المؤتلفات والمختلفات مدللا على دقة صنعه وعظيم إبداعه تعالى في خلقه وصفها . وصف من رأى خلقها بحضوره وأمام عينه لا وصف من قرأ أو سمع وقوله (عليه السلام) يؤكد هذه الحقيقة (أسألوني قبل أن تفقدوني فأني بطرق السموات أعلم مني بطرق الأرض) .... والدال على مكان لابد من أنه كان سالكا في ممراته مطلعا على زواياه وخفاياه وهذا على أمير المؤمنين (عليه السلام) ليس بمستبعد لأنه خلق قبلها وخلقت لأجله وفي زيارة الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه) ورد :
(السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى) والإمام علي عليه السلام قال وهو يشير بيده ألى صدره (أن ها هنا لعلما جما لو أصبت له حملة) ومولانا الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)عند ظهوره ورد : أنه يضع يده على رؤوس الخلق فتكمل عقولهم والعلم عند ظهوره المبارك يبلغ حرفين منذ زمن أدم (عليه السلام) فيضيف إليه الإمام عجل الله فرجه خمسة وعشرين حرفا ويضمها أليه سبعة وعشرين حرفا ويبثها في العالم وقادة أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر يحملون على عواتقهم أسلحة عبر عنها بالعصي أو السيوف في كل منها ألف كلمة ولكل كلمة ألف (فعل) يضربون بها الجبال فتنقد لهم قدا والمرآة تنظر الى باطن كفها فتقضي في بيتها ولعل التقنية المتقدمة والاتصالات السريعة في أيامنا هذه سهلت فهم هذا المعنى الذي كان يتعذر في ما مضى فهمه وأنه (عجل الله تعالى فرجه) يقبل إلى الكوفة عاصمة دولته العالمية من مكة بسبع قباب من نور لا يدرى في أي منها هو ومن الإسرار التي لم ولن يستطيع أحد كشفها مكان وكيفية صناعة هذه الوسائل والأسلحة المتطورة والتي تفوق ما عند العالم بخمسة وعشرين ضعفا وهي ممن سيكشف عنها (عليه السلام)عند ظهوره والعلم الحديث مازال عاكفا على بحث ودراسة الظواهر الكونية في الفضاء ورغم فائدة وروعة ما قدم من انجاز لاشك انه يبقى عاجزا لكشف كل ما في الفضاء من الأسرار , فضلا عن عجزه المؤكد للكشف عن سر مثلث برمودا في الأرض سوى توصله إلى تحليل ظني أن فيه جاذبية عالية التركيز تستقطب إليها الأجسام من الطائرات التي تدنو منها في الفضاء أو السفن في البحر . فأين هذه من تلك وعند الظهور المبارك لمولانا الإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه)وأقامته دولته العالمية لا يبقى لقوم قول لو ملكنا لحكمنا بمثل ما يحكم وهذا ما نراه حاصلا في أيامنا هذه بفشل وتلاشي وتهاوي اغلب انظمة واستراتيجيات الحكم من عشائري وراثي وملكي وجمهوري واتحادي قومي وديني وبرلماني ورئاسي اشتراكي ورأسمالي كل منها وفي كل العالم على هذه الأرض أستنفذ طاقته وأحرق أوراقه سقط من سقط من نماذج هذه الحكومات وما بقي منها يترنح بمكانه ولم يعد صالحا وليس بإمكانه الاستمرار طويلا وليس بوسع القائمين عليه أن يأتوا ببدائل ممكنة أو يتوصلوا إلى خلق نظم حكم أو استراتيجيات جديدة غير التي بين أيديهم من نظم فاسدة حكمت الناس بالحديد والنار وبالترغيب والترهيب بسياسات قمعية ظالمة مجرمة قدست الحاكم واستعبدت المحكوم ردحا طويلا من الزمن بقوانين جائرة ما أنزل الله بها من سلطان جعلت العالم غابة يأكل القوي فيها الضعيف ولو أذن للظلم الذي وقع على هذه الأرض منذ زمن أدم (عليه السلام)إلى يومنا هذا إن يتجسد إلى جسوم ويوزع على مساحات البر والبحر فيها لما خلى شبر من ثقل وطأته واشتداد مزاحمته وبهذا تحدث القرآن الكريم {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } . ومن هنا يفهم حديث الرسول الأعظم (صلى الله عليه وأله وسلم) ببشارته إلى أهل العالم ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يظهر المهدي من ولدي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملأت ظلما وجورا). وفيما تقدم من الحديث عن خصائص صفوة الله وأحيائه المعصومين (عليهم السلام) ومالهم من الكرامات والمواهب والكمالات والمناقب وعظيم الشأن وعلوا الدرجات بما استحقوه من الله تعالى وأن كانت الكثير من العقول لا تحتمله فأنه ليس كثيرا عليهم لقربهم من الله وإخلاصهم بطاعته لكن الكثير والعجيب ما جرى من فداحة الظلم وفحشه ووحشية أعدائهم وعظيم ما أجرموا بحقهم وفي قصص الأنبياء والرسل (عليهم السلام) كم من نبي قتل أو أقصي منهم من ذبح ومنهم من صلب ومنهم من ألقي في النار ومنهم من عقروا الناقة التي جائهم بها أية من عند ربهم. وسادتنا محمد وأله الأطهار (عليهم صلوات الله وسلامه)كل الذي تعرض له الأنبياء والرسل من قبل لم يكن عشر معشار ما تعرضوا أليه من الظلم والقتل والجرم من أراذل وطغاة هذه الأمة المتردية المنحرفة عن أمر ربها وأتباع نبيها وخلفائه المعصومين الأطهار (عليهم السلام) ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وأله وسلم) (ما أؤذي نبي بمثل ما أؤذيت) لعلمه بما جرى على أهل بيته من بعده من الظلم والأذى فأي ظلم أفحش وأي جرم أبلغ مما تعرضت أليه الصديقة الطاهرة فاطمة (عليها السلام) حجب حقها ومنعت أرثها وأحرق دارها وكسر ضلعها وأسقطت محسنها باعتداء أرذل الخلق حسبا وأنجسهم نسبا وهم أبن قحافة أبن أكلة الذبان وأبن صهاك الزانية القذرة ونعثل العفن النتن ومن تبعهم من الفجرة الكفرة وأي هول وأي مصيبة أن يبعد هؤلاء الأنجاس إلارجاس سيد الموحدين وأمام المتقين أمير المؤمنين عن ممارسة دوره الإلهي ويتقمصون منه الخلافة التي يعلمون محله منها محل القطب من الرحى . لا خير في دنيا يحكمها هؤلاء الأوباش ودين يكونون هم أئمته وإسلام هم رعاته وأتباعهم ومن أسسوا له من الطلقاء من أل أبي سفيان ومروان وزياد والخلعاء من طغاة بني العباس الأراذل الأوغاد.. و الأئمة المعصومون (عليهم السلام) ما منهم إلا مقتول أو مسموم القتل لهم عادة كرامتهم من الله الشهادة والمصيبة العظمى إلى يومنا هذا ما يسمى بالمسلمين يترضون على قتلة الزهراء (عليها السلام) التي يغضب الله لغضبها وهي عليهم غاضبة والأغرب والانكى من ذلك أن يأتي من يدعي بانتسابه إلى الزهراء (عليها السلام) وينكر ما وقع عليها من الظلم رغم أن كتب السنة لعلها أكثر من كتب الشيعة ذكرت ظلامتها فضلا عن روايات أهل البيت (عليهم السلام) ومن يبخس حق الصديقة الطاهرة (عليها السلام) لا شك من تزوير في أصله أو خلل في عقله ومولانا الإمام المهدي (عجل الله فرجه)عند ظهوره ورد أنه يبهرج القبائل ليعيد كلا إلى حقيقة نسبة وأصله ويعرف بعشيرته وأهله هذا ولا يمكن للعقل الناضج أن يتصور أن الدنيا تستوفي طعمتها وينتهي أجلها من غير عقاب صارم وقصاص حازم ينال الظالمين فيها المدنسين لأرضها قبل عقاب وعذاب الآخرة ولو جاز هذا الذي لا يمكن تصوره لما كانت الدنيا ألا عبثا ولذهبت جهود الأنبياء والمرسلين هباءا . وهذا العقاب للظالمين والقصاص منهم لابد أنه آت على يد المنتقم من أعداء الله بوليه الإمام المهدي (عجل الله فرجه)والدنيا اليوم بعالمها الذي يعرف بالإسلامي وليس من الإسلام فيه ألا أسمه ومن القرآن ألا رسمه وعالمها الإنساني ألأوسع بما فيه من الاختلافات والمتناقضات يشهد مرحلة التدهور والانهيار وتتسارع فيه الإحداث المفاجئة تضربه الفتن بباعها وتكيله بصاعها تتراكم عليه كقطع الليل المظلم ترتق من جانب وتفتق من أخر ولعل الشعوب العربية والإسلامية خطت خطوة جريئة بإسقاط من أسقطته من حكامها الطغاة لتسقط معهم النظريات البائسة الزائفة التي جاءت بهم على نهج سلفهم السافل من إن الحكام ولاة الأمر ولا يجوز الاعتراض أو الخروج عليهم وأن ظلموا وأفسدوا فويل الطغاة العرب من شر قد أقترب ومن يقي منهم لاشك أنه لاحق بأقرانه ولا مناص وكذلك أنظمة الحكم العالمية التي تعرف بالدول الكبرى المهيمنة على مقدرات ومصائر الشعوب الإسلامية والإنسانية هي الأخرى ليست بمأمن من زحف عوامل الإطاحة بها بفعل ما اقترفته من سفك الدماء بتجبرها وطغيانها وتكبرها وتسليطها ودعمها لعملائها على رقاب الشعوب واستخدامهم كأدوات لقهرها وسلب خيراتها والإبقاء عليها خاضعة ذليلة ولم يكن زرع اليهود في ارض المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله ولا تنصيب أل سعود الحفاة الجفاة الغلاظ على أرض نجد والحجاز حيث البيت الحرام والمسجد النبوي الشريف محض صدفة ومن غير تخطيط مسبق بل كان مدروسا ومتعمدا لاحت بوادره الخبيثة في الأفق وظهرت نتائجه الوخيمة على ارض الواقع وكان ومازال المستهدف الحقيقي من وراءه الإسلام المحمدي الأصيل المتمثل بالشيعة الأمامية وفعلا وبتضافر جهود الوهابيين والتكفيريين والطائفيين وبدعم كبير وبشتى الوسائل المشجعة والمساندة لهم من إمكانات الدوائر التجسسية والمخابراتية وبأموال النفط العربي أوغلت في الشيعة في كل مكان قتلا وتفجيرا وعدوانا وتهجيرا لا لشيء إلا لأنهم يوالون محمدا وأل محمد بتمسكهم بولاية الإمام علي أبن أبي طالب (عليهما السلام) سيما ما يجري في العراق بما أنه مركز التشييع وعاصمة دولة الإمام المهدي الإلهية المرتقبة هذا على مستوى الأوضاع الداخلية وعلى المستوى الدولي إيران الشيعية تحاصر وتقاطع وتمنع من ممارسة حقها باستخدام البرنامج النووي السلمي والصهاينة مبارك لها على امتلاكها الأسلحة النووية والشيعة في جنوب لبنان لمقاومتهم الصهاينة وتلقينهم لها درسا بليغا أكد هزيمتها وحد من طغيانها المفرط.... يتهمون بأنهم صفويون وعملاء لإيران والأمة العربية لم ترتق إلا لتكون عربة أموية لأنحرافها عن عادات العرب الطيبة وخصالها الكريمة بقومية كاذبة وطائفية بغيضة يناصرون الغرب الكافر بالضد من المسلمين وحال الشعوب يتردى إلى حيث الفوضى والفراغ الأمني المرسوم لها بتخطيط الأسياد الأجانب الذين لم تكن شعوبهم أحسن حظا وأن ما زالت الحياة فيها أكثر أمنا لكنها تعيش التذمر والقلق وتخشى المستقبل المجهول وربما المرعب لانعدام رؤيته من منظار واقعها المعاش حيث تضربها الأزمات المفاجئة من اقتصادية مالية وإنسانية اجتماعية مما جعل الهشاشة تنخر بعظمها ويحاول قادتها عبثا أصلاح ما فسد فيها ومجمل هذه الإحداث والمتغيرات الكونية والإنسانية جعلت الدنيا بأجمعها تدرك أو تكاد أن لا نجاة لها ألا بالمنقذ والمخلص الإلهي العالمي وبناء على ما تقدم ومن خلال القراءة الموضوعية لعلامات الظهور المبارك نأمل أن شاء الله تعالى وباحتمالية عالية أننا على مقربة من الظهور الشريف لأمامنا ومولانا الإمام المهدي الحجة المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) نسأل الله سبحانه وتعالى إن يرزقنا التوفيق لطاعته واجتناب معصيته ويرضيه عنا ويوفقنا لخدمته وخدمة إبائه الأطهار (عليهم السلام) ( والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا أبي الزهراء محمد وأله وسلم تسليما ).

بسم الله الرحمن الرحيم


(( أنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ))


صدق الله العلي العظيم



خادم الإمام الحسين (عليه السلام)
عبد العباس عبد الكاظم محمد السيد الزهيري
العراق / كوت
موبايل :xxxxxx

يُمنع وضع ارقام الهواتف والايمبلات ..

..الجزائرية..

الباحث الطائي
03-03-2015, 01:26 AM
بسمه تعالى

السلام عليكم ايها الاخ والاستاذ الفاضل

شكرا لكم واحسنتم ، جعله الله في ميزان حسناتكم
وننتظر منكم المزيد لما فيه الخير والفائدة

مع التقدير ، والسلام عليكم