الانتظار ، واجب وخلق فرضه المعصوم ع

[الباحث الطائي]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد عليهم السلام اجمعين ، وعجل فرجهم*
-----------------------------------------------------

سؤال عبد العظيم الحسني للإمام الجواد عليه السلام عن القائم نفسه المهدي؟
عن محمد بن هارون الروياني، عن عبد العظيم الحسني قال: دخلت على سيدي محمد بن علي عليه السلا م وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره؟
فابتدأني فقال عليه السلام: يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي والذي بعث محمدا بالنبوة وخصنا بالإمامة إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وإن الله تبارك وتعالى يصلح أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى عليه السلام ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي ثم قال عليه السلام: أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج.*

************************************************** ********


اقتبس التالي من قول الامام المعصوم ع :

( فقال عليه السلام: يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره .... )

اقــــــــول :
قول المعصوم ع "*يجب ان ينتظر*" ، فهذا لعله ايجاب تشريعي ملزم لكل مسلم مؤمن متبع لآل البيت ع*
وحيثية وجوب الانتظار للقائم ع ،*متعلقها الصبر على غيبته والثبات على منهجه*الذي هو الدين الحق والامتداد الطبيعي التشريعي لنفس الرسالة المحمدية الخاتمة .

بمعنى اخر ، " يجب ان تنتظر " = يجب ان تصبر على غيبته ، وتثبت على عقيدته التي تتبعها ( بحسن تديّنك عموما وتطبيق توجيهاتهم عليهم السلام في زمن غيبتهم ، ومنها اتباع وطاعة من ينوب عنهم في غيبتهم ، وكذالك ما وجّهوا به زمن الغيبة من الفتن والعلامات حتى يوم القيام )

وتصريح المعصوم ع هنا لعله اذا صحّ التعبير ، اشبه بالفرض التشريعي ( ذو البعد الاخلاقي الاسلامي ) ، كما حال فرض الصلاة والصيام وغيرها ،
واجب تشريعي عليك الاتيان به ومذنب مقصّر تحاسب عليه إن اخلفت او قصّرت .
لان ايجاب ذالك على اتباعهم هو بلا شك ليس خارج من هوى المعصوم ع ، بل هو اصله من الدين الحق كما نعلمه يقينا ونؤمن به . فتأمل .



وقول المعصوم ع : "*ويطاع في ظهوره "*، فهذه واضحة ثابته اسلاميا عموما ، ومذهبيا خصوصا ، وسوف تؤكدها وتثبتها وتلزمها السماء في يوم الظهور المبارك ، وعلامتها / دليلها هي الصيحة ( النداء ) الجبرائيلي الاعجازي المعلن لظهور الامام ، والزام الاستماع له وطاعته كما ورد في صيغة النداء ( إنّ إمامكم فلان بن فلان ، فأسمعوا له واطيعو / المعنى ) .

ولاهمية هذا الانتظار واثره على نفس المنتظرين وعلى عموم القضية المهدوية عموما في حياة البشرية*
نرى ان الامام المعصوم ع يختم الحديث برائعة روائية من غرر احاديثهم عليهم السلام اجمعين فيقول " افضل اعمال شيعتنا انتظار الفرج "

ولا يخفى إنّ انتظار الفرج زمن الغيبة الكبرى لبقية الله في ارضه ، هي اصدق واشرف مصاديق الانتظار في حياة البشرية جمعاء وغايتهم العصماء التي خططت لها السماء وجرى عليها الوعد وثبت القضاء ، ليستخلف الله الاولياء بآخر العترة الاصفياء محمد بن الحسن ع

اللهم عجل فرج وليك واجعلنا والمؤمنين من خير المنتظرين والفائزين بنيل شرف ان نكون من اهل زمامنه وناصريه في اتمام ثورته المباركة .

والله اعلم
الباحث الطائي