الباحث الطائي
18-04-2015, 04:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
-----------------------------------
( الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:*
أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب[أرض] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا ... الخ )
اقــــول : قول المعصوم ع ( يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك )
إلزم الارض : اثْـبت عليها*
ولا تحرّك يداً ولا رجلاً : اليد كناية عن الفعل المباشر والقوة ، والرِجْل كناية عن التحرك وتغيير المحل لغاية .
والمعنى المتحصل من سياق فهم الرواية ، ياجابر لا تتدخل وتتفاعل مع الاحداث / الواقع المحيط بك ( الفتن ) بالمباشرة فيه ، وكذلك لا تسعى برجلك الى اي جهة اخرى محيطة بك ، وبالعموم من سياق فهم المعنى هو تنبيه وتوجيه الى عدم التفاعل مع فتن وابتلائات واحداث اخر الزمان ، والتي سيكون الشيعة اتباع مذهب ال البيت ع فيها طرف وهدف لكل الاعداء .
ولعل الرواية التالية تعضد نفس المطلب :
( الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 264
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن بكر بن محمد ،عن سدير قال: قال أبو عبد الله ( عليه السلام ): يا سدير ألزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك .)
الحِلْس : ما يُبسَط في البيت من حصير ونحوه تحت كريم المتاع
هو حِلْسُ بيته : لا يبرحُهُ
ويكون المعنى ، الزم بيتك وكن كاحد قطع آثاثه " المهملة " ولا تبرحه ( ولا تتفاعل مع احداث وفتن الناس في الخارج ذلك الزمان )*
واسكن ما سكن الليل والنهار : سكون الليل باهله كنومهم وفتورهم ، وسكون النهار باهله التهائهم بمعاشهم وقضاء حوائجهم الحياتية*
ولعل الروايتين وشواهدها هي في الاصل ( بغض النظر عن خصوص احوال اخر الزمان قبيل الظهور المبارك ) توجيه للناس في طريقة مواجهة الفتن*
فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم : " سيأتي على الناس زمان تمات فيه الصلوات ، ويشرف فيه البنيان ويكثر فيه الحلف والتلاعن ويفشو فيه الرشا والزنا ، وتباع الآخرة بالدنيا . فإذا رأيت ذلك فالنجا والنجا قيل : وكيف النجا قال : كن حلساً من أحلاس بيتك وكف لسانك ويدك ... " حديث صحيح عند العامة "
وورد مقارب لهذا من أقوال الإمام علي (ع ) : كُن فِي الْفِتْنَة كَابْن الْلَّبُوُن لَا ضَرْع فَيُحْلَب وَلَا ظَهَر فَيُرْكَب .
وقال ايضاً : من أعظم المحن دوام الفتن . قد لعمري يهلك في لهب الفتنة المؤمن و يسلم فيها غير المسلم .
اقــــول : كل مضامين هذه الروايات وشواهدها ، هي فيما نخصه من فتن آخر الزمان وقبيل الظهور المبارك . تظهر توجيهات لشيعتهم بالعموم الى الابتعاد وعدم التدخل في احداث الفتن والباطل والظلم الذي سيحصل ويحل على الناس . بل صيغ الرواية تريد للاتباع ان يكونون اشبه بالمُعتزل المُختفي بحيث لا يلفتْ الانتباه ولا يعلم الناس ما في قلبه اتجاه هذه الفتن والظلم السائد .
ولا يخفى ، فهناك حيثيتان يمكن استنباطها من هذا
1- ان اولى الناس بهذا التوجيه هم اولياء امور اتباع ال البيت ع ، كنائب الامام العام ( مراجع التقليد والفقهاء ) فما ادنى ، لانهم رمز التشيع ومتّبَعين في اقوالهم وسلوكهم من قبل المقلدين للمذهب والمعتقدين به .
2- ان هذه التوجيهات يجب ان لا تتقاطع مع ثوابت اخرى تتطلب التحرك ، كدفع الظلم والخطر من الاعداء والدفاع عن النفس والمقدسات .
لذلك ، فان المؤمن المنتظر في آخر الزمان امام امتحان كبير من جهة ، ودقيق من جهة اخرى ،
كبــــير : لعظم وشدة الفتن والابتلائات . سواء العقائدية والاجتماعية الحياتية المترتبة تحتها او عنها .
ودقيــق : لحساسية الامر وكثير شبهاته التي قد تؤدي الى انحراف الانسان من غير ان يعلم اذا لم يلتزم بالتوجيه المعصوم او يسترشد بالخبير الحكيم العقائدي .
مع الانتباه ، الى ان من فهم حيثيات في القضية المهدوية وعلامات الظهور ، يمكن القول بخصوص هذه التوجيهات هنا الى انها ناظرة ايضا الى خصوص اتباع ال البيت ع من حيث انهم سيكونون في عصر الظهور احد طرفي الصراع الاساسي لملحمة الظهور ، بمعنى سيكونون الطرف الذي يمثل خط الرحمن في الصراع الاخير مع خط الشيطان ،*
وهذا بدوره يعني ان مجرد حمل عقيدة التشيع هي سبب كافي لأستعداء الشيعة ومحاربتهم ومحاولة استأصالهم من قبل الطرف الاخر ( كما الحال في فتنة السفياني الذي سوف يقصد كل الرجال من اتباع ال البيت بعد اعلان الظهور ) . لان الفصل بين اهل الحق والباطل سوف يظهر / يتجلى باوضح صوره ويتفاعل الاطراف فيه باعظم واوسع تفاعل ، وما هذه التوجيهات الا وهي ناظرة الى هذه الحيثية المهمة ، ولكي تخطط سلامة اتباع ال البيت ع المنتظرين للظهور ، وتوقّت زمان تحركهم ( بعد علامات تحصل متتابعة كما في الرواية الاولى اعلاه مثلا ) ، وتبين وجهة تحركهم ( التوجه لمكة لنصرة الامام ع عند تحقق خروج السفياني في رجب مثلا ) ، ومن يمكن لهم ان يناصرون ( كنصرة اهدى الرايات " اليماني " او الخرساني ، فضلا عن راية الامام الحجة ع لما تخرج وتقوم بالثورة المباركة )*
والله اعلم
والسلام عليكم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
-----------------------------------
( الإختصاص للشيخ المفيد ص 255: عن جابر الجعفي قال : قال لي أبو جعفر عليه السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها:*
أولها اختلاف ولد فلان ، وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي ، ومناد ينادي من السماء ، ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق بالفتح ، ويخسف بقرية من قرى الشام تسمى الجابية وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن ، ومارقة تمرق من ناحية الترك ، و يعقبها مرج الروم ، وستقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة ، وستقبل مارقة الروم حتى تنزل الرملة ، فتلك السنة يا جابر فيها اختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض المغرب[أرض] تخرب الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأبقع ، وراية السفياني فيلقي السفياني الأبقع فيقتتلون فيقتله ومن معه ويقتل الأصهب ، ثم لايكون همه إلا الإقبال نحو العراق ويمر جيشه بقرقيسا ... الخ )
اقــــول : قول المعصوم ع ( يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك )
إلزم الارض : اثْـبت عليها*
ولا تحرّك يداً ولا رجلاً : اليد كناية عن الفعل المباشر والقوة ، والرِجْل كناية عن التحرك وتغيير المحل لغاية .
والمعنى المتحصل من سياق فهم الرواية ، ياجابر لا تتدخل وتتفاعل مع الاحداث / الواقع المحيط بك ( الفتن ) بالمباشرة فيه ، وكذلك لا تسعى برجلك الى اي جهة اخرى محيطة بك ، وبالعموم من سياق فهم المعنى هو تنبيه وتوجيه الى عدم التفاعل مع فتن وابتلائات واحداث اخر الزمان ، والتي سيكون الشيعة اتباع مذهب ال البيت ع فيها طرف وهدف لكل الاعداء .
ولعل الرواية التالية تعضد نفس المطلب :
( الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 264
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن بكر بن محمد ،عن سدير قال: قال أبو عبد الله ( عليه السلام ): يا سدير ألزم بيتك وكن حلسا من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك .)
الحِلْس : ما يُبسَط في البيت من حصير ونحوه تحت كريم المتاع
هو حِلْسُ بيته : لا يبرحُهُ
ويكون المعنى ، الزم بيتك وكن كاحد قطع آثاثه " المهملة " ولا تبرحه ( ولا تتفاعل مع احداث وفتن الناس في الخارج ذلك الزمان )*
واسكن ما سكن الليل والنهار : سكون الليل باهله كنومهم وفتورهم ، وسكون النهار باهله التهائهم بمعاشهم وقضاء حوائجهم الحياتية*
ولعل الروايتين وشواهدها هي في الاصل ( بغض النظر عن خصوص احوال اخر الزمان قبيل الظهور المبارك ) توجيه للناس في طريقة مواجهة الفتن*
فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم : " سيأتي على الناس زمان تمات فيه الصلوات ، ويشرف فيه البنيان ويكثر فيه الحلف والتلاعن ويفشو فيه الرشا والزنا ، وتباع الآخرة بالدنيا . فإذا رأيت ذلك فالنجا والنجا قيل : وكيف النجا قال : كن حلساً من أحلاس بيتك وكف لسانك ويدك ... " حديث صحيح عند العامة "
وورد مقارب لهذا من أقوال الإمام علي (ع ) : كُن فِي الْفِتْنَة كَابْن الْلَّبُوُن لَا ضَرْع فَيُحْلَب وَلَا ظَهَر فَيُرْكَب .
وقال ايضاً : من أعظم المحن دوام الفتن . قد لعمري يهلك في لهب الفتنة المؤمن و يسلم فيها غير المسلم .
اقــــول : كل مضامين هذه الروايات وشواهدها ، هي فيما نخصه من فتن آخر الزمان وقبيل الظهور المبارك . تظهر توجيهات لشيعتهم بالعموم الى الابتعاد وعدم التدخل في احداث الفتن والباطل والظلم الذي سيحصل ويحل على الناس . بل صيغ الرواية تريد للاتباع ان يكونون اشبه بالمُعتزل المُختفي بحيث لا يلفتْ الانتباه ولا يعلم الناس ما في قلبه اتجاه هذه الفتن والظلم السائد .
ولا يخفى ، فهناك حيثيتان يمكن استنباطها من هذا
1- ان اولى الناس بهذا التوجيه هم اولياء امور اتباع ال البيت ع ، كنائب الامام العام ( مراجع التقليد والفقهاء ) فما ادنى ، لانهم رمز التشيع ومتّبَعين في اقوالهم وسلوكهم من قبل المقلدين للمذهب والمعتقدين به .
2- ان هذه التوجيهات يجب ان لا تتقاطع مع ثوابت اخرى تتطلب التحرك ، كدفع الظلم والخطر من الاعداء والدفاع عن النفس والمقدسات .
لذلك ، فان المؤمن المنتظر في آخر الزمان امام امتحان كبير من جهة ، ودقيق من جهة اخرى ،
كبــــير : لعظم وشدة الفتن والابتلائات . سواء العقائدية والاجتماعية الحياتية المترتبة تحتها او عنها .
ودقيــق : لحساسية الامر وكثير شبهاته التي قد تؤدي الى انحراف الانسان من غير ان يعلم اذا لم يلتزم بالتوجيه المعصوم او يسترشد بالخبير الحكيم العقائدي .
مع الانتباه ، الى ان من فهم حيثيات في القضية المهدوية وعلامات الظهور ، يمكن القول بخصوص هذه التوجيهات هنا الى انها ناظرة ايضا الى خصوص اتباع ال البيت ع من حيث انهم سيكونون في عصر الظهور احد طرفي الصراع الاساسي لملحمة الظهور ، بمعنى سيكونون الطرف الذي يمثل خط الرحمن في الصراع الاخير مع خط الشيطان ،*
وهذا بدوره يعني ان مجرد حمل عقيدة التشيع هي سبب كافي لأستعداء الشيعة ومحاربتهم ومحاولة استأصالهم من قبل الطرف الاخر ( كما الحال في فتنة السفياني الذي سوف يقصد كل الرجال من اتباع ال البيت بعد اعلان الظهور ) . لان الفصل بين اهل الحق والباطل سوف يظهر / يتجلى باوضح صوره ويتفاعل الاطراف فيه باعظم واوسع تفاعل ، وما هذه التوجيهات الا وهي ناظرة الى هذه الحيثية المهمة ، ولكي تخطط سلامة اتباع ال البيت ع المنتظرين للظهور ، وتوقّت زمان تحركهم ( بعد علامات تحصل متتابعة كما في الرواية الاولى اعلاه مثلا ) ، وتبين وجهة تحركهم ( التوجه لمكة لنصرة الامام ع عند تحقق خروج السفياني في رجب مثلا ) ، ومن يمكن لهم ان يناصرون ( كنصرة اهدى الرايات " اليماني " او الخرساني ، فضلا عن راية الامام الحجة ع لما تخرج وتقوم بالثورة المباركة )*
والله اعلم
والسلام عليكم
الباحث الطائي