الباحث الطائي
06-07-2015, 10:22 AM
بسمه تعالى
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3
اقول :
سبب نزول النص ومضمونه في الاية المباركة ، معلوم عند كلا الفريقين ، وهو تشريع الولاية الحق وعهدها للاطهار المعصومين من ال البيت عليهم السلام ، ( بيعة الغدير )
الا ان المهم فيما يخص الاية لعله مرتبط بحيثيتين*;
اولاً - انّ اكمال الدين كان بالولاية ، وهذا امر عظيم وخطير الشأن لمن يتفحص في العقائد*
ذلك أنّ الدين هو منظومة العقيدة المتكاملة للعبد اتجاه الخالق ( اصولا وفروعا ) ، ونقص احد اركانها او فروعها هو خلل / نقص في تمام الدين .
ولقد علمنا من مضمون آيات اخرى ان الاية اعلاه تتحدث عن جزئية اساسية واصيلة في منظومة العقيدة الاسلامية ( وليس فرع ثانوي ) ، وهذا يمكن استظهاره من الآيتين التاليتين على الاقل :
1- يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) ï´¾ ( سورة النساء )
2- إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) ( المائدة )
فـ أولي الامر في الاية رقم 1 امر اوجبه الله على المسلمين ، وطاعتهم هي كطاعة الله ورسوله ( بمقتضى العطف ) .
و الذين آمنوا في الاية رقم 2 قد اشتركت مع ولاية الله والرسول ، وحصر الامر بهم عن غيرهم ( بمقتضى إنّما : تفيد الحصر ) .
وعليه بعد ان اسس القران منظومة الهداية الحق والتي هي القران الكريم ، ورسوله ، وولاة الامر الحق المنتخبين من الله وخلفائه من بعده ، وهم انفسهم خواص المؤمنين الذين جعلهم الله اولياء المسلمين ( الولاية الدينية العامة الشاملة في منظومة الهداية ) .
ثانياً - ان تمام النعمة بالولاية .
والنعمة هي الخير الذي يناله المرء ، سواء معنوية او مادية ،
ولمّا كانت الولاية هي نعمة من الله اصلها عقائدي فهي نعمة معنوية تصب في تحصيل كمال الانسان وصلاح اخرته ، فاذا علمنا مما سبق ان الولاية هي من اساسيات الدين والتشريع ، فهذا يعني انها من ابلغ النعم التي انعم الله بها على الناس .
فأذا تفحصنا قيمة واهمية هذه النعمة في القرآن وجدنا انها من النعم التي بها يهتدي الانسان الى الصراط المستقيم ، وهو صراط الانبياء والرسل الذين انعم الله عليهم وهداهم الى ثابت الصراط المستقيم وبهداهم يهتدي الناس الى الصراط المستقيم
كما في قوله تعالى :
اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(7) ( الفاتحة )
والذين انعم الله عليهم في اية سورة الفاتحة هم :
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا ( النساء )
وعليه : فمن يطيع الله والرسول والذين آمنوا ( ولاة امور المسلمين الحق ) سيكون معهم على نفس الصراط المستقيم ، وحيث ان الدين الاسلامي هو الدين والتشريع الخاتم الى يوم القيامة ، فان منظومة هداية الناس بعد الرسول والى يوم القيامة والمتمثلة بولاية ال البيت الاطهار هي اكبر نعمة عليهم ، لانها استمرار لخط الرسالة وممثلة عنها ، وبهم يستقيم الدين ويهتدي الناس في كل جيل الى الصراط المستقيم ولولا وجودهم لما أمكن الاهتداء الى الصراط المستقيم ، او الضمان من عدم الانحراف عنه.
وحرف العطف ( الواو ) في "اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي " ، يبين ان الولاية فيها فضلين على الناس وهما :
1- اكتمال الدين الحق بها
2- واتمام نعمة الهداية الضرورية الى يوم الدين
فالحمد لله رب العالمين ، والسلام على عباده الصالحين ، محمد وال بيته المطهرين .
والله اعلم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة/3
اقول :
سبب نزول النص ومضمونه في الاية المباركة ، معلوم عند كلا الفريقين ، وهو تشريع الولاية الحق وعهدها للاطهار المعصومين من ال البيت عليهم السلام ، ( بيعة الغدير )
الا ان المهم فيما يخص الاية لعله مرتبط بحيثيتين*;
اولاً - انّ اكمال الدين كان بالولاية ، وهذا امر عظيم وخطير الشأن لمن يتفحص في العقائد*
ذلك أنّ الدين هو منظومة العقيدة المتكاملة للعبد اتجاه الخالق ( اصولا وفروعا ) ، ونقص احد اركانها او فروعها هو خلل / نقص في تمام الدين .
ولقد علمنا من مضمون آيات اخرى ان الاية اعلاه تتحدث عن جزئية اساسية واصيلة في منظومة العقيدة الاسلامية ( وليس فرع ثانوي ) ، وهذا يمكن استظهاره من الآيتين التاليتين على الاقل :
1- يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا(59) ï´¾ ( سورة النساء )
2- إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) ( المائدة )
فـ أولي الامر في الاية رقم 1 امر اوجبه الله على المسلمين ، وطاعتهم هي كطاعة الله ورسوله ( بمقتضى العطف ) .
و الذين آمنوا في الاية رقم 2 قد اشتركت مع ولاية الله والرسول ، وحصر الامر بهم عن غيرهم ( بمقتضى إنّما : تفيد الحصر ) .
وعليه بعد ان اسس القران منظومة الهداية الحق والتي هي القران الكريم ، ورسوله ، وولاة الامر الحق المنتخبين من الله وخلفائه من بعده ، وهم انفسهم خواص المؤمنين الذين جعلهم الله اولياء المسلمين ( الولاية الدينية العامة الشاملة في منظومة الهداية ) .
ثانياً - ان تمام النعمة بالولاية .
والنعمة هي الخير الذي يناله المرء ، سواء معنوية او مادية ،
ولمّا كانت الولاية هي نعمة من الله اصلها عقائدي فهي نعمة معنوية تصب في تحصيل كمال الانسان وصلاح اخرته ، فاذا علمنا مما سبق ان الولاية هي من اساسيات الدين والتشريع ، فهذا يعني انها من ابلغ النعم التي انعم الله بها على الناس .
فأذا تفحصنا قيمة واهمية هذه النعمة في القرآن وجدنا انها من النعم التي بها يهتدي الانسان الى الصراط المستقيم ، وهو صراط الانبياء والرسل الذين انعم الله عليهم وهداهم الى ثابت الصراط المستقيم وبهداهم يهتدي الناس الى الصراط المستقيم
كما في قوله تعالى :
اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(7) ( الفاتحة )
والذين انعم الله عليهم في اية سورة الفاتحة هم :
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غڑ وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا ( النساء )
وعليه : فمن يطيع الله والرسول والذين آمنوا ( ولاة امور المسلمين الحق ) سيكون معهم على نفس الصراط المستقيم ، وحيث ان الدين الاسلامي هو الدين والتشريع الخاتم الى يوم القيامة ، فان منظومة هداية الناس بعد الرسول والى يوم القيامة والمتمثلة بولاية ال البيت الاطهار هي اكبر نعمة عليهم ، لانها استمرار لخط الرسالة وممثلة عنها ، وبهم يستقيم الدين ويهتدي الناس في كل جيل الى الصراط المستقيم ولولا وجودهم لما أمكن الاهتداء الى الصراط المستقيم ، او الضمان من عدم الانحراف عنه.
وحرف العطف ( الواو ) في "اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي " ، يبين ان الولاية فيها فضلين على الناس وهما :
1- اكتمال الدين الحق بها
2- واتمام نعمة الهداية الضرورية الى يوم الدين
فالحمد لله رب العالمين ، والسلام على عباده الصالحين ، محمد وال بيته المطهرين .
والله اعلم
الباحث الطائي