المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما ادراك ما ليلة قدر يوم الظهور


الباحث الطائي
10-07-2015, 09:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم*


(( وما ادراك ما ليلةُ قدر يوم الظُــــهور ))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


علامات الظهور وصل الينا الكثير منها ، ولها حيثيات مختلفة يصنفها الباحثين الى اصناف متنوعة ،
فمنها العلامات الاجتماعية ، ومنها العلامات الكونية ، وتتوزع على جغرافية وازمان متنوعة .


يوم الظهور المقدس ، والذي نقصد به هو الحادثة او العلامة التي تحصل في ليلة ال 23 ( ليلة جمعة ) شهر رمضان المبارك ، والتي فيها نداء ( الصيحة ) جبرائيل ع باسم الامام واسم ابيه والامر بالاستماع والطاعة له . وعلى اثرها يظهر الامام الحجة ع بالظهور الاولي ( المحدود ) ، وتنكسر الغيبة الكبرى .


مثال روائي :
1- في البحار(42) عن النعماني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، قال: لا يخرج القائم (عليه السلام) حتى ينادى باسمه من جوف السماء، في ليلة ثلاث وعشرين ليلة جمعة، قلت: بم ينادى؟ قال: باسمه واسم أبيه ألا إن فلان ابن فلان قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله) فاسمعوا له وأطيعوه فلا يبقى شئ خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة، فتوقظ النائم، ويخرج إلى صحن داره، وتخرج العذراء من خدرها ويخرج القائم مما يسمع وهي صيحة جبرائيل )


2- في النعماني(48) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله) إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم. ثم قال (عليه السلام): الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ، ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه، فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت، فأجاب، فإن الصوت صوت جبرائيل الروح الأمين، وقال (عليه السلام): الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين، ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس، ويفتنهم ) .


هذه الحادثة الاعجازية العظيمة النوع والاثر والكبيرة في اهميتها ، لعل العقل والتصور العام لا يقع على عظمتها اذا لم يقف على بقية العلامات الاخرى المرافقة في هذه الليلة الكبرى والتي ليس لها مثيل في عالم الدنيا بلا مبالغة*
وغالبا ما يفصل الحديث بينها وبين الربط بالضرف الواقعي المتوقع في تلك الليلة بسبب ان الروايات تتحدث عن علامة الصيحة بشكل مستقل وتتكلم عن العلامات الكونية الباهرة بشكل مستقل ، ونريد هنا ان نربط بين الاثنين كما فهمنا وعلمنا من وجود رباط ضرفي زماني واثري بينهما ليكون المحصلة الصورة الاقرب الى تخيل عظمة تلك الليلة التي سيكون فيها الظهور المبارك . والتي هي نقطة جوهرية فاصلة في حياة البشرية جمعاء منذ ان خلق الله اول انسان والى يوم القيامة .


ففيما يتعلق بالعلامات الكونية المصاحبة والمزامنة لشهر الظهور (رمضان ) عموما وليلته (ليلة 23 / القدر ) فيه خصوصا ، نذكر بعض الروايات التالية :


1- أخرج الشيخ الطوسي في ( الغيبة )*بسنده عن بدر الأزدي ، قال : قال أبو جعفر الباقر (ع) آيتان تكونان قبل القائم لم تكونا منذ هبط آدم (ع) إلى الأرض . تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره .فقال رجل : يا بن رسول الله ، تنكسف الشمس في آخر الشهر والقمر في النصف .فقال ابو جعفر : إني لأعلم بما تقول ولكنهما آيتان لم تكونا منذ هبط آدم (ع) .


2- وأخرج السيوطي في العرف الوردي عن الدار قطني في سننه عن محمد بن علي الإمام الباقر (ع) ، قال: إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق الله السموات والأرض : ينخسف القمر لأول ليلة من رمضان ، وتنكسف الشمس في النصف منه ، ولم يكونا منذ خلق الله السموات والأرض .


هذا اضافة الى روايات اخرى تتحدث عن خسوفات متعددة للقمر في هذا الشهر غير هذه اعلاه .


هذه العلامة الكونية والغريبة عن الطبيعة المعروفة (في شهر رمضان الظهور ) يرى اغلب الباحثين ان لها احتمالين مهمين ، الاول هو التفسير الاعجازي ، والثاني هو التفسير الطبيعي .
التفسير الاعجازي ليس لنا حديث فيه لانه خارج عن ادراكنا وكيفيته إلا بقدر تحقق النتيجة ، ولكن عموما الذهاب اليه يفترض فيه امور مثل توقف الامر عليه وعدم وجود ادلة قرائن على احتمال اخر ممكن .


اما التفسير الطبيعي ، فانه ممكن من خلال افتراض دخول كوكب / نجم غريب الى المجموعة الشمسية ، ولقد ذكر السيد الشهيد الصدر في موسوعته المهدوية هذا الاحتمال وكما يلي ننقله ادناه :


(( الأطروحة الثالثة*: إن يحدث الكسوف والخسوف بتوسط جرم آخر طارىء في الفضاء صدفة ، من الأجرام التي تعتبر علمياً تائهة في الفضاء ، أو ذات مدار ضخم جداً وغير محدد . فيحجب القمر عن الشمس ، فيحدث الخسوف ، أو يحجب الشمس عن الأرض في وسط الشهر ، فيحدث الكسوف .ومن الواضح أن مرور الجرم الطارىء غير محدد بزمان معين في الشهر .
وقد يؤيد ذلك بقوله في أكثر من رواية :أنهما آيتان لم تحدثا منذ هبط آدم (ع) .
فلعل جرماً ما قد اوجد هذه الظاهرة فبل وجود البشرية . ثم يكون وقت مروره بالمجموعة الشمسية منوطاً بتاريخ معين يصادف قبل ظهور المهدي بقليل.
وهذه الأطروحة لا ترد عليها المناقشة الأولى للأطروحة السابقة ، لفرض أنها ترى من الأرض .
وأما المناقشة الثانية : فمن حيث حصول الواقعتين* في شهر واحد ، أمر لا غبار عليه ، إذا التفتنا إلى أن جرماً واحداً هو الذي يعمل كلا العملين .فإن المذنب وأمثاله إذا ظهر قريباً من الأرض لا يختفي عادة لليلة واحدة ، بل يبقى مدة من الزمن حتى ينتهي عبوره فضاء المجموعة الشمسية ، فيمكن أن يحدث خلال وجوده كلا هذين الأمرين . )) ... انتهى .


طبعا هناك في الروايات قرائن تساعد على الاخذ بالتفسير الطبيعي ، حيث تدلل الى ظهور نجم مذنب قبيل ظهور / قيام القائم ، وعلامة عمود نار في السماء وحمرة فيها ، وهذا بالعموم اذا ربطناه بحادثتي الخسوف والكسوف الغير اعتياديتين يصبح من الواضح والسهل التفسير بالتفسير الطبيعي ،*


1- عن الإمام الصادق(ع)طلوع الكوكب المذنب يفزع العرب وهو نجم بالمشرق يضيء كما يضيء القمر ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه وتظهر حمرة في السماء وتنشر في آفاقها).


2- عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه وفيه: ألا وإن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الكوكب ذي الذنب،


3- عن جعفر الصادق ع قال:*( إذا رأيتم علامة في السماء نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليالي، فعندها فرج الناس وهي قدام القائم عليه السلام بقليل*


4- عن جعفر الصادق ع قال:**( إذا رأيتم نارا من قبل المشرق شبه*الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاء الله عز وجل إن الله عزيز حكيم*)


اقــــول : الى الان ، نحن نتحدث عن علامات كونية باهرة وغريبة ولكن قبيل الظهور عموما او في شهر رمضان الظهور كما يتوقع في قسم منها كما في علامتي الكسوف والخسوف السابقتين .
الا انه الذهاب الى ابعد من هذا دقتاً يحتاج الى بحث علمي فلكي دقيق لاستخراج الحسابات الزمنية الدقيقة .


نتوقف قليلا ، ونعود لنكمل لاحقا .


***

الباحث الطائي
10-07-2015, 09:11 AM
بســـمه تعالى

( يتبـــــــع )


وصلنا الان الى ما انتهينا به من اخر البحث ، وهو هل هناك ربط في العلامات الكونية ويوم الظهور المقدس .
او بمعنى اخر ، نريد ان نرى هل هناك علامات كونية مرافقة لنفس ليلة / يوم الظهور ، وهي ليلة الصيحة الجبرائيلية في ليلة القدر في ال 23 شهر رمضان .


هنا وبعد ان وجدنا في التراث الروائي ، انه يصاحب ارهاصات الظهور علامات كونية باهرة غريبة عن الواقع الطبيعي المعروف ، وكان هناك محتمل مرجح كثيرا ان لها تفسير طبيعي ( غير اعجازي ) بما وجدناه من قرائن تساعد عليه*
والمتمثلة بظهور نجم مذنب كعلامة على قرب الظهور يدخل المجموعة الشمسية ويكون سببا في كثير من الآيات والعلامات الكونية والطبيعية ،*


وعليه امكانية ان يكون لهذا النجم المذنب حضور واثر في ليلة قدر يوم الظهور تحتاج كما اسلفنا الى دراسة فلكية دقيقة ،
ولهذا سوف نستفيد من بحث المرحوم ( عالم سبيط النيلي ) صاحب كتاب الطور المهدوي ، وننقل منه معلومات علمية مهمة من الفصل الخامس وعنوانه : التفسير العلمي الموحد للعلامات الكونية ،
وادناه رابط هذا الفصل لمن يريد مزيد معلومات مهمة علمية لتفسير حركة الافلاك الاربعة ( الشمس والارض والقمر والمذنب )*


http://www.jbolushi.com/book/altooralmahdawy/Book/5.htm


ننقل من الفصل الخامس التالي ، وهناك صورة مرفقة للتوضيح يرجى الاطلاع عليها او من الرابط اعلاه .




فهناك النصوص التي ذكرت تطاول الأيام والسنين كنظام جديد ثابت يأتي بديلاً للنظام الحالي. كما في هذا النص:


في كتاب إعلام الورى: ذكر الخشعمي ان الصادق (ع) اخبره بطول الأيام والليالي في دولة القائم (ع) قال قلت له جعلت فداك وكيف تطول السنون قال: بأمر الله الفلك باللبوث وقّلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون"(1).


وعليه فأن الطول الحاصل في الأيام والسنين هو النظام الثابت وبالتالي يكون قصر الأيام والليالي أسبق وهو حال طارئ متعلق بفترة مرور المذنب إذن سيكون التحليل العلمي لذلك على هذا النحو، ننقل المقطع الخاص بالأرض من الرسم السابق ونكبرهّ للتوضيح:


أولاً:* من الموقع*A*إلى 1 يحدث تجاذب بين الأقطاب يؤدي إلى سرعة دوران الأرض حول محورها.


ثانياً:* من الموقع* 1 إلى 2 يحدث انخفاض في شدة التجاذب يؤدي إلى عودة السرعة إلى ما سبق*-*(سرعتها الاعتيادية)*-*واستمراراً في الانخفاض، بسبب اختلاف الزوايا والاتجاهات حتى تبلغ الصفر في النقطة 2.


ثالثا:* في الموقع (2) ستتوقف الأرض تماماً عن الحركة للتقابل بين الأقطاب وصيرورة المذنب في وسط المسافة عمودياً على الخط الواصل من المذنب إلى خط الاستواء.


وستكون تلك اقرب نقطة يصلها المذنب بالنسبة للأرض توقف الأرض يؤدي إلى توقف الشمس بطبيعة الحال وهو المذكور باسم "ركود الشمس من الظهر إلى العصر".


هذهِ الفترة كافية*-*وهي عدة ساعات*-*لتتجاوز الكتلة الرأسية للمذنب فيها الموقع العمودي.


وإذا تحرك من النقطة 2 إلى 3 ماذا يحدث؟ هل ستعود الأرض إلى حركتها السابقة؟ هذا محال حسب قواعد كبلر. هل ستبقى متوقفة؟ هذا يصح إذا فقد المذنب جاذبيته فجأة وهو أمر غير معقول إطلاقاً. هل تدور بالعكس: هذا هو الصحيح! فبعد ان أسرعت ثم تباطأت ثم توقفت فالمرحلة الرابعة تستدعي الدوران المعكوس لانعكاس الأقطاب.


إذن سيتبع توقف الشمس رجوعها إلى المشرق*-*نهاراً*-*واما الذين هم في الجزء المظلم من الأرض فلن تطلع عليهم الشمس من المشرق*-*بل ستظهر من المغرب بعد ليلة طويلة مرعبة وخانقة.


هذهِ الليلة الفاصلة هي أعظم ليلة في التاريخ البشري وسوف تجد لها ذكراً وتفصيلاً في القرآن يأتيك في موضعه من البحث القرآني.


ج‍.*خسوف القمر وكسوف الشمس خلاف العادة:


قد ذكرنا التفسير العلمي لذلك. فالقمر يمكن ان يخسف في أول ليلة* وهو شيء لم يحدث قط في تاريخ الأرض، وذلك عند اقتراب المذنب في المرحلة الأولى.


يتبع ذلك كسوفات للشمس متعددة وجزئية ومن الواضح جداً خلال الرسم التوضيحي ان الكسوف التام يمكن ان يكون بل لابد ان يكون في وسط الشهر.


وحينما يقطع المذنب المنطقة (من 2 إلى 3) فان القمر يكون قد دار إلى الجهة الثانية وسيلقى بظله عليه وعندها ينكسف القمر كسوفاً غريباً في آخر الشهر وتحديداً ليلة الخامس والعشرين، والذي يسمى (خسوف القمر).


****


هناك سؤال آخر بالغ الأهمية: متى يحدث توقف الأرض عن الحركة؟


قد يبدو لأول وهلة ان ذلك يحدث في وسط الشهر مادام المذنب يقطع هذهِ المنطقة كلها بحدود الشهر. هذا صحيح لو كانت الأرض بمحور عمودي لا مائل أما في هذا الوضع فأنك تلاحظ أن الخط العمودي على الاستواء يمر بمنطقة قريبة من كسوف القمر آخر الشهر أي قبل يوم 25 بمدّة يسيرة يومين أو ثلاثة.


هل يتم ركود الشمس في يوم 23 ومن شهر رمضان مثلاً؟


لقد أكد المأثور الشيعي بالخصوص على هذا اليوم واعتبر هذهِ الليلة هي ليلة القدر وفي فجرها ينادي باسم المهدي الموعود (ع) ومعلوم انه في فجر هذهِ الليلة المرعبة ستطلع الشمس من مغربها. ومرة أخرى نرى التوائم بين التكوين والتشريع*-*بين الإمام والشمس بين ظهوره وطلوعها من مغربها.


---- انتهى النقل ----






اقول : المعلومات العلمية الفلكية التي اوردها المرحوم النيلي اعلاه خصوصا وتحديدا ، والتي فسر بها الروايات والعلامات الكونية واحدة من اهم واحسن التفاسير التي اطلعت عليها على الاطلاق ،*
واوصلنا تحقيقه العلمي الى نقطة قريبة سوف نبني عليها ، وهي ان التقديرات العلمية المفترضة من حركة المذنب بين الشمس والارض وعلى ضوء الادلة الروائية يمكن من خلالها تقريب تحديد اليوم الذي سوف تتوقف فيه الارض عن الحركة ومن ثم تعود لتدور حول نفسها من جديد ولكن بالمحور العكسي ، وهذا يحصل قبل يوم الى يومين من يوم ال 25 شهر رمضان .


الان نطرح السؤال الجوهري في البحث وهو التالي :


(( هل يمكن ان يكون توقف الارض ومن ثم دورانها في نفس ليلة القدر او صبيحتها ))


الجواب : الدليل الروائي الصريح بهذا لا يتوفر عندنا او لم يصل الينا .
ولكن نحاول معرفة الجواب مما يمكن استخراجه واستنتاجه من الروايات المتعلقة بهذه الحيثية المهمة والمثيرة حقاً للاهتمام والتي تفتح لنا افق تصوري جديد لتخيل حقيقة وواقع يوم الظهور المقدس .


نتوقف قليلا ونكمل لاحقا .

الباحث الطائي
10-07-2015, 09:19 AM
بسـمه تعالى

( يتبـــــع )


وصلنا في المبحث السابق الى السؤال المهم وهو :


(( هل يمكن ان يكون توقف الارض ومن ثم دورانها في نفس ليلة القدر او صبيحتها ))


وقلنا اننا نحاول الجواب من خلال محاولة استخلاص الحقائق من الروايات عن هذه الليلة واليوم العظيمين في تاريخ البشرية .


نضع اولا الرواية التالية :


عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
قال: سيفعل*الله*ذلك بهم، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم (السفياني وأعوانه)، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه).


اقول : زمان خروج السفياني كما معلوم يبدأ في شهر رجب كما نصت الروايات عليه ، ولكن تعبير الرواية اعلاه لا يدل بالقطع على ان وقت حصولها مترافق مع نفس شهر خروجه في رجب ، بل التعبير كما اعلاه يقول ( زمان السفياني ) ليكون السفياني علامة مميزة وسابقة تدلل على هذه العلامة وتوقت لها بعد خروجه .*


فاذا اضفنا مما علمناه سابقا بان العلامتين الكونيتين الغير مألوفتين ولم تحصلان ابدا من قبل وهما الكسوف والخسوف اللذين سيحصلان على غير العادة في شهر رمضان ، وقد رجحنا فيها التفسر الطبيعي ( النجم المذنب المذكورة علامته واثاره في الروايات )


هنا سيكون من المنطق التصوري والعلمي ان اقرب اقتراب لهذا الجم المذنب العملاق سيكون في شهر رمضان المتوقع فيه الصيحة والظهور ، ومن الطبيعي اكبر فرصة وافضل تفسير علمي لبطئ الارض في حركتها الدورانية تدريجيا حتى تتوقف تماما ومن ثم ترجع بالتحرك من جديد وبالاتجاه المعكوس بعد مرور كتلة المذنب ، هذا كله في شهر رمضان الصيحة . لما علمنا من وجود اثر كوني مترتب يحصل في هذا الشهر من خلال الروايات .


الى هنا امكن بالاستدلال ترجيح تفسير معتبر ، وهو انّ حادثة ركود الشمس وطلوعها من المغرب سيكون باثر النجم المذنب ، وفي شهر رمضان المبارك الذي يتوقع فيه الصيحة .
وبحسب التقديرات العلمية التي استفدنا منها من بحث المرحوم عالم سبيط النيلي والتي فيها قرّب وقت حصول هذا الامر الى ترجيحه بين يوم الى يومين قبل يوم ال 25 شهر رمضان .


الان نضع بعض الروايات الاخرى المهمة لدقة التقريب والفهم*


1- (يوم يأتي بعض لآيات ربك لاينفع نفسا" ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا" قل انتظروا انا منتظرون)
قال الصادق (ع) في تأويل الاية ( لاينفع نفسا" ايمانها لم تكن آمنت من قبل عند قيامه بالسيف وان آمنت لمن تقدمه من آبائه (ع).


اقول : الاية / الايات هي طلوع الشمس من الغرب ،،، ولا ينفع نفس ايمانها بعد هذه الاية ، لان النداء هو اشبه بالانذار الاخير وفيه امر الله للناس بالاستماع والطاعة للامام الحجة ع ( فأسْمَعوا لهُ وأطيعوا ) . ولا يعقل ان يسبق العذاب وانغلاق باب التوبة قبل الانذار الذي هو يبدأ الصيحة الجبرائيلية اولاً ( ثم الانذار الاخير في الصيحة التي تعقبها في نهار يوم 23 رمضان كما سنبين لاحقا كطرح وفهم جديد ) لذلك عند القيام سيكون الامر مختلف فقد انتهت المهلة وعلامتها الحسية المشهودة هي طلوع الشمس من مغربها .


2- *( قل يوم الفتح لاينفع الذين كفروا ايمانهم ولا ينظرون )
قال الصادق (ع)(يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على القائم (عج)ولا ينفع احدا" تقرب بالايمان مالم يكن قبل ذلك مؤمنا وأما من كان قبل الفتح موقنا" بأمامته ومنتظرا" بخروجه بذلك الذي ينفعه أيمانه ويعظم الله عز وجل عنده قدره وشأنه وهذا اجر الموالين لأهل البيت (عليهم السلام)).


اقول : نفس مضمون وفهم الاية السابقة يعاد هنا لنستدل به ،*
فيوم الفتح ( يوم القيام والبدأ بتطهير الارض من الفاسدين ، وهو سيكون مرحلة الترتيب الاقعي لى نتائج الاختبار الاخير بعد النداء ) لا ينفع ايمان مؤمناً ما لم يكن آمن من قبل الفتح ، وبالطبع سيكون اخر موعد قبل انغلاق باب التوبة هو ليلة ويوم الظهور والصيحة في رمضان ، وبعدها سوف ينغلق باب التوبة في اخر النهار ، وعلامته طلوع الشمس من المغرب ( وذلك بسبب تاثير نجم الايات كما مر الذكر سابقا)


وناخذ من تفسير الميزان ، ومن البحث الروائي فيه ما يؤكد مضامين وفهم ما سبق وكما يلي :
في تفسير العياشي، عن زرارة و حمران و محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد الله*(عليه السلام): في قوله:*«يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها»*قال: طلوع الشمس من المغرب و خروج الدابة و الدخان، و الرجل يكون مصرا و لم يعمل عمل الإيمان ثم تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه.


أقول: و قوله: الرجل يكون مصرا*«إلخ» تفسير لقوله:*«أو كسبت في إيمانها خيرا»*على ما قدمناه و يدل عليه الرواية الآتية.


و فيه، عن أبي بصير عن أحدهما (عليهما السلام): في قوله:*«أو كسبت في إيمانها خيرا»*قال: المؤمن العاصي حالت بينه و بين إيمانه كثرة ذنوبه و قلة حسناته فلم يكسب في إيمانه خيرا.


و في تفسير القمي، حدثني أبي عن صفوان عن ابن مسكان عن أبي جعفر*(عليه السلام): في قوله:*«يوم يأتي بعض آيات ربك»*الآية قال: إذا طلعت الشمس من مغربها فكل من آمن في ذلك اليوم لا ينفعه إيمانه.


و في الدر المنثور، أخرج أحمد و عبد بن حميد في مسنده و الترمذي و أبو يعلى و ابن أبي حاتم و أبو الشيخ و ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري عن النبي*(صلى الله عليه وآله وسلم): في قوله:*«يوم يأتي بعض آيات ربك»*قال: طلوع الشمس من مغربها.


يقول صاحب الميزان : و الظاهر أن الرواية من قبيل الجري و كذا ما تقدم من الروايات و يمكن أن يكون من التفسير، و كيف كان فهو يوم تظهر فيه البطشة الإلهية التي تلجىء الناس إلى الإيمان و لا ينفعهم.


ومن كتب العامة نجد لهذه الحادثة ذكر نعزز به المضمون السابق :


1- عيسى بن عثمان الرملي*قال : حدثنا*يحيى بن عيسى ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها " ، قال : طلوع الشمس من مغربها

2- قال ابن عباس : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية من العشيات , فقال لهم :*" يا عباد الله , توبوا إلى الله ! فإنكم توشكون أن تروا الشمس من قبل المغرب , فإذا فعلت ذلك حبست التوبة وطوي العمل وختم الإيمان "*. فقال الناس : هل لذلك من آية يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :*" إن آية تلكم الليلة أن تطول كقدر ثلاث ليال , فيستيقظ الذين يخشون ربهم فيصلون له , ثم يقضون صلاتهم والليل مكانه لم ينقض , ثم يأتون مضاجعهم فينامون , حتى إذا استيقظوا والليل مكانه , فإذا رأوا ذلك خافوا أن يكون ذلك بين يدي أمر عظيم , فإذا أصبحوا وطال عليهم طلوع الشمس . فبينا هم ينتظرونها إذ طلعت عليهم من قبل المغرب , فإذا فعلت ذلك , لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل " .


اقول : كما اسلفنا فان آية اغلاق باب التوبة وعدم قبول الايمان من بعدها ، هي طلوع الشمس من مغربها ، ولكن !!! بعد ليلة طويلة مرعبة تمر على اهل الارض .
وبحسب الرواية اعلاه فان قدرها كثلاث ليال يعني ما يعادل 36 ساعة تقريبا على اقل تقدير في منطقة الظهور . وهذه فترة طويلة كثيرا وغير اعتيادية .


وعليه مما سبق ، فاننا نستطيع القول مما فهمنا بان اية طلوع الشمس من المغرب ستكون بعد تحقق الصيحة / الظهور*
فاذا نتحدث مثلا عن منطقة الظهور والتي هي اغلب الظن كانت المحل الجغرافي المقصود من الروايات اولا وبالذات ( بالاضافة الى مناطق الارض بالعموم والتبع ) ، فان اهل منطقة الظهور سوف يشهدون الصيحة في ليلة ال 23 شهر رمضان قبيل الفجر ، وهذا يعني ان آية طلوع الشمس من مغربها ستكون على الاقل والاقرب وبالمنطق تبدأ من نهار اليوم الاول بعد ليلة القدر ، اي يوم 23 رمضان ، وفي هذا اليوم وبعد ليلة عظيمة حصل فيها النداء ، سيكون النهار مسرحا لحادثة لا تقل اهمية عن يوم الصيحة ، فبعد زوال الشمس من بعد الظهر تبدأ حركة الشمس بالبطئ التدريجي ( ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه )


وهنا يمكن استخلاص امرين لاهل منطقة الظهور :
1- ان اهل منطقة الظهور سيكون بدأ تحقق علامة "طلوع الشمس من مغربها " في اول نهار بعد ليلية القدر ( بينما في بعض بلدان العالم قد يكون عندهم ليلا او اي مرحلة ما بينهما )
2- ان هناك علامة اخرى تظهر مع علامة الشمس وحركتها البطيئة ، وهي ظهور صدر ووجه في عين الشمس !!! وهنا بالطبع ستكون الناس على اثر هذا الحدث الكوني العجيب وبعد ليلة النداء قد اخذها الذهول والعجب والتفحص والسؤال وما الى غيره من عظائم الامور الحسية والمعنوية ، وبدأت تراقب السماء وحركة الشمس ، وبمعنى اخر ستكون الشمس مسرحا للمتابعة العامة لكل اهل الارض ممن طلعت عليه الشمس وهنا ستتحقق معجزة إلهية كبرى أخرى وهي هذا الجسم الصدر والوجه ( المعروف بحسبه ونسبه : لا نعلم بالدقة من سيكون ) في عين الشمس ، فتأمل*


بالتاكيد ظهور هذه المعجزة في عين الشمس وفي مثل ضرف ذلك الوقت له غاية كبيرة في طريق الهداية والانذار ، ولا بد ان يكون له دور واقعي فعلي فضلا عن كونه منظور فقط ،*
لذلك هنا "والله اعلم " سيكون هذا الوجه والصدر البارز في عين الشمس هو الذي سينادي بــ (( الحق في علي وشيعته )) وهنا نحن نقدم تفسير تفصيلي لعله جديد نعرضه اول مرة بخصوص الصيحات الجبرائيلية وغيرها بما سوف نقدمه من دليل بعد التدقيق في الروايات والجمع بينها*


نضع الرواية التالية :
عن عبد الله بن سنان قال كنت عند أبي عبد الله*(عليه السلام) فسمعت رجلا من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيرونا، ويقولون لنا إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر وكان (عليه السلام) متكئا فغضب وجلس ثم قال: لاترووه عني، وارووه عن أبي، ولا حرج*عليكم في ذلك أشهد إني قد سمعت ابي (عليه السلام) يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: *(إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)*.(50) فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي بن أبي طالب وشيعته فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهوى، حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوما، فاطلبوا بدمه. قال (عليه السلام) فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض: والمرض والله عداوتنا فعند ذلك يتبرؤون منا، ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت ثم تلا أبو عبد الله*(عليه السلام) قول الله عز وجل *(وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر )


اقول انظر تاويل المعصوم ع للاية ( ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية .... الخ ) يفسرها بل يوضح معنى هذه الاية وهي ستكون " أنهم سيسمعون الصوت من السماء ألا ن الحق في علي وشيعته "*


بينما في رواية اخرى يعطي الامام الصادق في تاويل هذه الاية معنى اضافي وكما يلي :
عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)
قال: سيفعل الله ذلك بهم، فقلت: من هم ؟ قال: بنو أمية وشيعتهم ، قلت: وما الآية ؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر رجل ووجهه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، ذلك في زمان السفياني، وعندها يكون بواره وبوار قومه).


اذن : من جمع التاويلين / التفسيرين لنفس الاية المباركة نستنتج ما يلي*
ان تاويل الاية هو ركود الشمس من بعد الزوال الى المغرب وخروج صدر ووجه في عين الشمس ،،، فينادي هذا الجسم والوجه الذي في عين الشمس والمعروف بنسبه وحسبه ( يعني هذا ليس جبرائيل وليست علامة صيحة الظهور الرمضانية او الرجبية ) ، فيقول " إن الحق في علي وشيعته " فتأمل ودقق طويل حتى تصل ان شاء الله*


وهذا يعني : انه ليس هناك تردد في الندائات ما بين مضمونها كما كنا نعتقد ومعظم الباحثين اطلاقا ممن دقق هنا بان النداء الجبرائيلي في ليلة ال 23 شهر رمضان سيكون بين صيغتين كما في الروايات وهي*
1- ان امامكم فلان بن فلان فاسمعوا له واطيعوا ( او ما يقاربه )
2- ان الحق في علي وشيعته*


بل وحسب التحقيق والقرائن التي توصلنا اليها هنا يتبين ان الصيغة رقم (1) اعلاه هي صيغة الصيحة / النداء في ليلة 23 شهر رمضان ،،، ومن ثم تتبعها في النهار وعلى اثر علامة ركود الشمس وظهور جسم ( صدر ووجه ) فيها فينادي ان " الحق في علي وشيعته "


هنا وعلى اثر هذه الاية الكبرى الباهرة والتي تؤدي الى إيمان اهل الارض على حد قول المعصوم ع ، سوف يتحرك الملعون ابليس في اخر واهم محاولاته الاضلالية لينادي مقابل النداء السماوي الذي صدر من الجسم الذي في عين الشمس*
فيصيح الصيحة الثانية وهي " ان الحق في عثمان وشيعته "


اي هنا لم تعد الصيحة الجبرائيلية في ال 23 هي الصيحة الاولى !!! كما عليه الفهم السائد حتى كتابة هذا الطرح ، تأملوا يرحمكم الله*
بل النداء الاول هنا سيكون : نداء ذلك الجسم الذي في عين الشمس والذي يعرف بحسبه ونسبه ،*
والنداء الثاني : بعده لابليس وبالتالي سيتوافق المعنى تماما لردة فعل الملعون ابليس ,لانها بالضبط ستكون مقابل عبارة : الحق في علي وشيعته ، هي : الحق في عثمان وشيعته ... فافهم*


ودليل اخر نضعه يدعم قولنا هذا*
عن الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟ قال: نعم، واختلاف بني العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج*القائم*(عليه السلام) من المحتوم، فقلت له: فكيف يكون ذلك النداء؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار: ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون.)


انظر : المعصوم ع يقول - ينادي مناد من السماء اول انهار : ألا ن الحق في علي وشيعته*
هنا اول النهار هي اشارة الى علامة ركود الشمس من بعد الزوال ، وليس علامة صيحة ليلة القدر !!! ، فاين كانت غافلة افهامنا من قبل وافهام الباحثين .
وعلى اثرها سينادي ابليس في اخر النهار : الا ان الحق في السفياني ( عثمان ) وشيعته .


مرة خرى ، ماذا يعني ذلك : يعني اذا كانت صيحة ابليس هي الثانية ، فالاولى التي قبلها هي ستكون الصيحة التي من الجسم الذي في عين الشمس وموعدها اول النهار لمّا تبدأ الشمس بالركود .
يعني لم تعد صيحة ليلة القدر هي الصيحة الاولى المقصودة في الروايات ( كما يفهما معظم الباحثين ) ، وإن كانت ايضا هي حق وواجب اتباعها لان مضمونها في الامر العام لكل البشرية بالاستماع الطاعة لإمامكم فلان بن فلان عليه السلام .


طبعا هنا وعلى اثر هذه الحوادث الكبرى والتي سوف تهز البشرية معنويا ، وواقعيا محسوسا ( بسبب الاثار الكونية في الطبيعة ) ، ستكون نقطة الصفر التي بها تنسد باب التوبة بعد اخر الانذارات هي كما يلي :


سيكون الانذار القبل الاخير والذي فيه يظهر امر الامام الحجة ع بالصيحة الجبرائيلية في ليلة ال 23 شهر رمضان ( منطقة الظهور تحديدا على مبنى فهم الروايات ومقصودهاعلى المتلقين وقت صدور النص )
في نهار يوم 23 ( على الارجح بحسب الحسابات لفلكية والفهم العام لسياق لروايات ) ستبدا حركة الشمس بالبطئ ( الركود ) من بعد الزوال / الظهر الى العصر هنا ياتي الانذار والتبليغ الاخير والقول الفصل الذي يجعل البشرية على حد فاصل ودقيق من الاعتقاد واثره ، وهذا هو علامة النداء الاول الذي طالبنا ال البيت ع باتباعه وهو : ( الحق في علي وشيعته ) ،،، وسوف يعرفه ويؤمن به من سمعه من قبل !!! ( اي من كان عتقاده صحيحا يوافق مذهب ال اليت ع الذين جعلهم لله خلائف لرسوله وحجج على عباده ) فتأمل .*
فتعيش البشرية امتحان صعب ودقيق ، ولا بد لها من اخذ القرار لان الفترة محدودة وقد اصبحوا اقرب الى أزفت الازفة . في حين ما زالت حركة الارض مستمرة بالركود التدريجي ليكون نهار يوم 23 رمضان في منطقة الظهور نهارا طويلا جدا حتى اذا ما قارب اخر النهار ولعله قبل توقف الارض عن الدوران صاح الملعون ابليس صيحته المشؤمة: ( الحق في عثمان وشيعته ) فيرتاب عندئذ المبطلون !!! بعدها تتوقف الارض عن الحركة وهنا تنسد باب التوبة في نهاية عصر يوم 23 شهر رمضان على حساب توقيت منطقة الظهور . ( فلا تنفع نفس ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا )*


والله اعلم*


لعنا وبعد هذا الطرح التفسيري الجديد ستكون لنا اضافات وتعديلات ، فضلا عن تصحيحات متنوعة لما سبق وان قدمناه من تفسيرات وتحقيقات في هذه الحيثية وما يتعلق بها .


الباحث الطائي / 22 رمضان المبارك*

الباحث الطائي
11-07-2015, 09:51 AM
بسمه تعالى

تتمة وتدقيق على الطرح (1)


نضع الرواية التالية :


النعماني/264، عن زرارة بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ينادي مناد من السماء إن فلاناً هو الأمير، وينادي مناد إن علياً وشيعته هم الفائزون. قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟ فقال: إن الشيطان ينادي: إن فلاناً وشيعته هم الفائزون لرجل من بني أمية. قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال: يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون إنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون. وعنه البحار:52/294، وإثبات الهداة:3/736.




اقول : انظر قول المعصوم ع : ( ينادي مناد من السماء : إن فلاناً هو الأمير ، وينادي مناد : إن علياً وشيعته هم الفائزون )
هنا في هذه الرواية الفريدة والمهمة جدا في مضمونها فيما يخص طرحنا ، تلاحظ ان الامام ع يشير الى ندائين وليس نداء واحد !

وهذا نفس ما توصلنا اليه من نتيجة وفهم للروايات حسب طرحنا هنا .*


النداء الاول هو : إنّ فلاناً هو الامير ( وهذا قريب من مضمون صيحة جبرائيل في ليلة القدر كما علمنا سابقا )
النداء الثاني ويبدأ بعد حرف العطف ( الواو ) : وينادي مناد " إنّ علياً وشيعته هم الفائزون " ( وهذا نفس مضمون الصيحة التي تُحدثنا عنها الروايات والصادرة عن الجسم الذي في عين الشمس بعد ركودها )


----------------------------


تدقيق على الطرح (2)


نضع الروايتين التاليتين :


(1) النعماني/260،عن عبد الله بن سنان بروايتين، قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسمعت رجلاً من همدان يقول له: إن هؤلاء العامة يعيروننا ويقولون لنا: إنكم تزعمون أن منادياً ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر، وكان متكئاً فغضب وجلس، ثم قال: لا تروه عني وارووه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني قد سمعت أبي عليه السلام يقول: والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل لبين حيث يقول: (إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ)، فلا يبقى في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها، فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء ألا إن الحق في علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته!قال: فإذا كان من الغد صعد إبليس في الهواء حتى يتوارى عن أهل الأرض، ثم ينادي: ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته فإنه قتل مظلوماً فاطلبوا بدمه، قال: فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق وهو النداء الأول، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرؤون منا ويتناولوننا فيقولون: إن المنادي الأول سحرٌ من سحر أهل هذا البيت، ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل: (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ). وعنه البرهان:3/179، والمحجة/157، والبحار:52/292.


(2) وفي النعماني/253، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام من حديث طويل فيه كثير من الأحداث والعلامات، قال عليه السلام: إذا رأيتم ناراً من قبل المشرق شبه الهردي العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليهم السلام إن شاء الله عز وجل، إن الله عزيز حكيم. ثم قال: الصيحة لاتكون إلا في شهر رمضان شهر الله هي صيحة جبرئيل عليه السلام إلى هذا الخلق، ثم قال: ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب، لا يبقى راقد إلا استيقظ ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام على رجليه فزعاً من ذلك الصوت!فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب، فإن الصوت الأول هو صوت جبرئيل الروح الأمين عليه السلام. ثم قال عليه السلام: يكون الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذلك واسمعوا وأطيعوا وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي ألا إن فلاناً قتل مظلوماً ليشكك الناس ويفتنهم ، فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرئيل، وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه حتى تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها على الخروج.




اقول : في الرواية رقم (1) اعلاه يبين المعصوم ان النداء الاول هو : إلا انّ الحق في علي ع وشيعته*
وهذا كما برهنا في الطرح هو غير الصيحة / النداء الذي يكون في ليلة القدر . بل بعدها وعلى اثر ركود الشمس ومن الجسم ( صدر ووجه ) في عين الشمس .


بينما في الرواية رقم (2) اعلاه يبين المعصوم ع ان الصوت الاول هو صوت جبرائيل ليلة الجمعة ليلة 23 من رمضان .*


هنا ظاهرا يبدو تعارض / اختلاف حول من سيكون الاول ( لعلمنا ، او على الاقل افتراضنا هناك صوتين / ندائين بوقتين مختلفين )
الجواب والحل هو إنه يمكن اعتبار كلا الندائين هما النداء الاول وذلك لاشتراك المضمون والغاية فيه ولكن الفارق بالصيغة والتفصيل*
ذلك ان مضمون النداء الاول بالعموم هو : ان امامكم فلان بن فلان قائم ال محمد فاسمعوا له واطيعوا .
ومضمون النداء الاخر هو : الحق في علي ع وشيعته .
وعليه فان قائم ال محمد ص وهو الامام الحجة بن الحسن هو الامتداد الحقيقي والشرعي لخلافة الرسول محمد ص والتي تبدأ بامير المؤمنين علي ع وعليه يدور الحق ، ولذلك الحق في علي ع وشيعته ، والمهدي من شيعته واخر معصوم من ال البيت ع .*




ملاحظة : انظر قول المعصوم ع التالي ( فكم في ذلك اليوم من شاك متحير قد هوى في النار، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا فيه إنه صوت جبرئيل )
اقول : هؤلاء الشاكين المتحيرين الذين هووا في النار ذلك اليوم ، هو لعله اشارة الى اغلاق باب التوبة والختم عليهم بالضلال ، بعد الايات الباهرة والحجج المبينة .
بمعنى وعلى سياق الطرح وتفاصيله سيكون النداء الجبرائيلي قبل اية السماء التي بها تغلق باب التوبة وهي خروج الشمس من المغرب ( وهذه تاويل : يوم ياتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس أيمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا )


والمتأمل لهذا الحدث يرى انه يشابه قصة النبي نوح ع وقومه حيث يتحدث القرآن في نهاية الصراع بينهما
( وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ )

فبعد الصيحة الذي لم يؤمن ويستمع ويطيع خط السماء ( المهدي من ال محمد ع ، علي ع وشيعته ) فلا امل منه وانه ضال مبين ويختم عليه بذلك ( عند طلوع الشمس من مغربها ) ويهلك او يجتث عند القيام .


والله اعلم*