الطالب313
18-07-2015, 12:16 AM
عَطِيَّةُ ذُو الْجَلاَلِ والاكرام ( فَاطِمَهُ ) لِعَبَّدَهُ مُحَمَّدَا خَيِّرَ الانام
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد واله الطاهرين
موضوع كتبه العبد الفقير الى الله يرجوا به رضاة ربه تعالى والتقرب به له ونصره نبيه المصطفى محمد-ص-واله وسلم-...اصل الموضوع فكره انقدحت عندي من ملاحظتي لايات الكتاب العزيز حيث قارنت قرأنيا بين مقام السيده الطاهره بضعه المصطفى-ص-وبين ابناء الانبياء-ع- فتتبعوا معي
نبدا من الايات الكريمه التي كان الانبياء فيها يطلبون من الله الابناء والاولياء بقولهم --فهب لي --والبشاره الرباني تاتيي من بعدها-- انا نبشرك-بشرناك وغيرها في القران الكريم ولكن عندما ياتي الى النبي الخاتم-ص- وهو لم يطلب بعد ان نبزوه بأنه ابتر اتى القول منه عزوجل--أنــــــــــــا اعطيناك-
ولم يطلب النبي --ص- ولم يقل له ربه اهب لك -بل قال انا اعطيناك-وهنا سنتعرف عن الفرق بين هذين الامرين في هذا المبحث الصغير فتابعوا وبالله التوفيق
نبدا بهبات الله ومايترتب عليها حيث قال عز وجل في كتابه الخالد
بسم الله الرحمــــــــــن الرحيم
في حق ابراهيم-ع-
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ -100 الصافات-
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ -27 العنكبوت-
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ -72 الأنبياء-
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ -49 مريم-
فنجد الله الجليل بعد دعائه من قبل نبيه الخليل واعتزاله من اتخذ الكفرسبيل وهب له ربه بشاره للخيل
فهنــــا نجد الاشاره جليه كما في تفسير الالوسي في تفسيره
ولعل ترتيب هبتهما على اعتزاله هاهنا لبيان كمال عظم النعم التي أعطاها الله تعالى إياه بمقابلة من اعتزلهم من الأهل والأقرباء، فإنهما شجرتا الأنبياء ولهما أولاد وأحفاد أولو شأن خطير وذوو عدد كثير مع أنه سبحانه أراد أن يذكر إسماعيل عليه السلام بفضله على الانفراد
ولذلك قال في القران بعدها
- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ -39 ابراهيم-
فالمستفاد الاول -انه اعتزل الناس وما يعبدون فوهب له ربه تحننا منه ونبينا لم يعتزل ولم يطلب وربه اعطاه-وان كان اسحاق ويعقوب شجرتا للنبوه فالنبي-ص-قال إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب -ع-وهذه الذريه لولا توسط أم ابيها لم كانت ولم تكن وهم الذين حثنا النبي-ص- على التمسك بهم بحديث العتره .
في حق زكـــــــــــــــــريا
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً -38 آل عمران-
وفي ايه-َهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا -5 مريم-
ونرى تفسيرا لأهم كلمه هنا فيها اشاره عظيمه هي الهبه فقال ابن كثير
( رب هب لي من لدنك ) أي : من عندك وهذا اهم شي حيث انه هو من طلب من الله ومن عنده هبه
وهنا اشار الرازي لنكته عظيمه فقال في تفسير كلمه -من لدنك-أما الكلام في لفظة : " لدن " فسيأتي في سورة الكهف ، والفائدة في ذكره هاهنا أن حصول الولد في العرف والعادة له أسباب مخصوصة ، فلما طلب الولد مع فقدان تلك الأسباب كان المعنى : أريد منك إلهي أن تعزل الأسباب في هذه الواقعة وأن تحدث هذا الولد بمحض قدرتك من غير توسط شيء من هذه الأسباب .
فاتته البشرى
-ان اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى- مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا -39 آل عمران
فالمستفاد الثاني-انه اراد من الله مباشره دون التكلم في الاسباب الطبيعيه لما قال في ايه اخرى-اني خفت الموالي من ورائي-فالحاصل انه يريده منه هبه والزهراء ابيها مع وجود الاسباب لم يطلبها فكانت عطيه وهي من لدنه وسنبين هذا من قول الله -أنـــــــــــــا اعطيناك
في حق موسى
وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا -53 مريم
وذاك ان موسى طلب وزيرا من اهله فقال له رب الجلال وفي هذه الايه الكريمه يذكر البغوي نكته جميله فقال( ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ) وذلك حين دعا موسى فقال : " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي " ( طه : 29 - 30 ) فأجاب الله دعاءه وأرسل هارون ، ولذلك سماه هبة له
فالمستفاد الثالث -فهنا كان هارون موجودا والهبه ممكن ان تكون متحققه في الحي وان كان اكبر منه فكان قره عين لاخيه يشدد به ازره ويشركه في امره-فتسمى هبه الله-وبتالي مولاتنا الزهراء-ع- عطيه الله
وهنا ناتي لايه مهمه جدا تبين امر مهم ايضا فقد قال تعالى
إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا
وهنا قال القرطبي في تفسيره قال لها جبريل - عليه السلام - : إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا . جعل الهبة من قبله لما كان الإعلام بها من قبله كما قبل بهذا الشنقيطي في تفسيره اضواء البيان
بمعنى ان جبريل قال لها لاهب لك لانه اتى من قبل الله سبحانه والله الوهاب
فالمستفاد الرابع-نفس جبريل نزل على النبي-ص- بتلك الايه ولكن الله قال --انـــــــــــــــــا اعطيناك-فملاك الوحي هو من قالها للنبي-ص- ولكن الرب نطق بها كانما من دون توسط ذاك الملاك
فبعد هذه الفوائد الاربع ياتي سؤال مالفرق بين الهبه والعطيه لنأتي بعدها لايات العطيه وعظمها فاقول كل هبه ورد في القران انما كانت من طلب من الحنان المنان وبعدها تاتيهم البشاره منه فهو كريم سبحان .
ولكن العطيه كما سنبين في عظم اياتها هي الخير الكثير من دون حدود كما قال تعالى --هذا عطائنا فأمنن او امسك بغير حساب
فهنا نبين تلك الايات التي اتت بلفظ الاعطاء فقد جاءت باعاظم الامور واخطرها فياتي النداء من قبل الجبار بــــ(إِنَّـــــــــــــا ) وفي عظمــ الامتنان بـــ(اعطينــــــاك ) فقد قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
ذكر الرازي صاحب التفسير الكبير اهم نكته في الامر
فأما قوله : ( إنا نحن نزلنا الذكر ) فهذه الصيغة وإن كانت للجمع إلا أن هذا من كلام الملوك عند إظهار التعظيم ؛ فإن الواحد منهم إذا فعل فعلا أو قال قولا قال : إنا فعلنا كذا وقلنا كذا ، فكذا ههنا .
وقال تعالى
انا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا
واورد الرازي امر في تفسير هذه الايه فقال
فلما قال الله : ( إنا نحن ) أي ليس غيرنا أحد يشاركنا حتى نقول : إنا كذا فنمتاز ، وحينئذ تصير الأصول الثلاثة مذكورة ؛ الرسالة والتوحيد والحشر .
وقال بنفس التفسير التالي
( إنا نحن ) وذلك يفيد العظمة والجبروت ، والإحياء عظيم يختص بالله والكتابة دونه فقرن بالتعريف الأمر العظيم وذكر ما يعظم ذلك العظيم
وقال تعالى
انا نحن نزلنا عليك القران تنزيلا
اور الرازي في تفسيره تبيان فقال
فأنا الله الملك الحق أقول على سبيل التأكيد والمبالغة : إن ذلك وحي حق ، وتنزيل صدق من عندي
وقال تعالى
انا انزلناه في ليله القدر
وقد بين الشنقيطي امر مهم فقال-إنا أنزلناه ، أي القرآن المقروء ، والضمير المتصل في إنا ، ونا في إنا أنزلناه مستعمل للجمع وللتعظيم ، ومثلها نحن ، وقد اجتمعا في قوله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر [ 15 ] ، والمراد بهما هنا التعظيم قطعا لاستحالة التعدد أو إرادة معنى الجمع .
وقد يشعر بذلك المعنى وبالاختصاص تقديم الضمير المتصل إنا ، وهذا المقام مقام تعظيم واختصاص لله تعالى سبحانه ، ومثله : إنا أعطيناك الكوثر ، وقوله : إنا أرسلنا نوحا 1 إنا نحن نحيي ونميت [ ] ، وإنزال القرآن منة عظمى .
وايضا قال في مكان اخر حول تفسير قوله تعالى : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب . قوله تعالى : كتاب خبر مبتدأ محذوف أي : هذا كتاب ، وقد ذكر جل وعلا ، في هذه الآية الكريمة ، أنه أنزل هذا الكتاب ، معظما نفسه جل وعلا
فالمستفاد مما تقدم هنا في تلك الايات المباركات امر عظيم الاهميه كبير الشأن واضح بلج ساطع ضوءه منير ضياءه ابلج في كل مامر من الايات انه ماذكر الله الضمير
ـ(إِنَّـــــــــــــا )الا وهو في مقام التعظيم لنفسه وتنزيل من عنده فهذا يخض ذوالعظمه والجبروت والاضافه له وحده مالك الاكوان لاغير.وهنا اشير لتبيان من صاحب تفسير الامثل حيث قال
فالعظماء حين يتحدثون عن أنفسهم، فلا يعنون بشخصهم فقط بل يخبرون عمن تحت إمرتهم.
وهي كناية عن القدرة والعظمة وعن وجود من يأتمر بأمرهم.
هنا نأتي للشطر الثاني وهو الاعطاء الرباني فبعد التعظيم اتى الاعطاء من دون سؤال ومن دون قول وترى عند القراءه انه سبحانه متكلم بهذا من دون توسط روح القدس فيكون الاعطاء على قدره عليه الصلاه والسلام وتطيب خاطره بمن ربه عليه فقال عزوجل --انا اعطيناك الكوثر--
فالكاف في اعطيناك للنبي-ص- مقرونه بالفاعل ربه عزوجل بـــ(انا اعطيناك)
فهنا اجتمعت العظمه والقدره والاعطاء كلها بهذه الايه حيث قال تعالى
{ بسم اللّه الرحمن الرحيم . إنا أعطيناك الكوثر . فصلِّ لربك وانحر . إن شانئك هو الأبتر}
ويطيب لي ان اضع قول الرازي في تاكيد الكوثر من هي ولااتوقع في ذهن احد بقى شك في خطر هذا الامر فهل يعقل انه نهر في الجنه نعم في الاخره ولكن الدنيا ماهو وسنشير الى الاصل فقال الرازي
تفسير الفخر الرازي
الجزءالثاني والثلاثون
ص124
تفسير سوره الكوثر
والقول الثالث
في تفسير الكوثــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
الكوثراولاده قالوا لان هذه السورة انما نزلت ردا على من عابه عليه السلام بعدم الاولاد فالمعنى انه يعطيه نسلا يبقــــــــــــــون على مر الزمـــــــــــــــــــــان فانظر كم قتل من اهل البيت
ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني اميه في الدنيا احد يعبأ به ثم انظر كم كانفيهم من الاكابر من العلماء كالباقـــــــــر والصادق والكاظم والرضـــــــاعليهم السلام والنفس الزكيه وامثالهم
ومنها مخلص العالم المنقذ الي سيملى الله به الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا حيث قال المصطفى-المهدي من عترتي من ولد فاطمه-ع-
فهذا الخير المديد الذي يبقى الى نهايه العالم وهذه الارض لايكون فيها خليفه لله بحق الا منها ومن المرتضى-عليه السلام-ومما طاب لي ان انقل كلمه من كتاب الاسرار الفاطميه
المستوى الرابع: المعرفة النورانية لها (عليها السلام)
نحن أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية بعد رش علينا فيض الهداية ثم خمرت بخميرة النبوة وسقيت بماء والوحي ونفخ فيها روح الأمر فلا أقدامنا تنزل، ولا أبصارنا تضل، ولا أنوارنا تفل، وإذا ضللنا فمن بالقوم يدل .
لم تكن الزهراء امرأة عادية كانت امرأة روحانية امرأة ملكوتية... كانت إنسانا بتمام معنى الكلمة نسخة إنسانية متكاملة... امرأة حقيقية كاملة... حقيقة الإنسان الكامل، لم تكن امرأة عادية، بل هي كائن ملكوتي تحلى في الوجود بصورة
إنسان... بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة... فقد اجتمعت في هذه المرأة جميع الخصال الكمالية المتصورة للإنسان وللمرأة. إنها المرأة التي تتحلى بجميع خصال الأنبياء... المرأة التي لو كانت رجلا لكانت نبيا... لو كانت رجلا لكانت بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
@@@@@
اقول هذا حقا فهي كائن الهي جبروتي ظهر على هيئه امراءه
ولكي ننلجم افواه المجانين باننا نغالي او اننا نقول بالوهيتها فاقول التالي
كائن (يعني موجود حادث -المعجم المعاصر) الهي (المنسوب الى الله تعالى لجهة الاختصاص والاصطفاء والمقام السامي).
ومن هنا نقول بانها موجود حادث معجون بيد العنايه مسقي بفيض الهدايه مختمر بخميره النبوه متلبسه بلباس الوحي فقد كانت بصلب ابيها والوحي معه ويسمعه فصلوات الله عليها
فالحوراء كائن ملكوتي وهي عليها السلام حوراء إنسية أي فيها جنبة إنسانية, وأما كونها إنسان جبروتي فبالنظر الى سبق نورها صلوات الله عليها خلق السماوات والأرض وأنهما خلقا من نورها،
الله عزوجل قال ورفعنا لك ذكرك فنجد ذكره على مر العصور يرفع في المأذن وتتمنى الناس الانتساب اليه وليس لهم طريق الا من طريق واحد هو ( فاطمـــــــــــــــــــــــــه )
واخيرا وليس اخرا اقول عرفتم الفرق بين الهبه التي كانت للانبياء بطلب منهم وبين العطيه الربانيه المقرونه بالعظمه والجلال وبالخطوب العظيمه واكتفي الان باعتراف عالمهم الالوسي ان الله يراعي حرمه البتول وقره عين الرسول في تفسير سوره الانسان
تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج 29 - ص 158
ومن اللطائف على القول بنزولها فيهم أنه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين وإنما صرح عز وجل بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول وقرة عين الرسول لئلا تثور غيرتها الطبيعة إذا أحست بضرة وهي في أفواه تخيلات الطباع البشرية ولو في الجنة مرة ولا يخفى عليك أن هذا زهرة ربيع ولا تتحمل الفرك ثم التذكير على ذلك أيضا من باب التغليب وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه جازاهم على وزن فاعل .
فاقول للموالي هنيئـــــــــــــــــا لك بانك عبد لهذه المراءه العظيمه البتول المنقطعه عن نظائرها في الحسن والشرف-1- التي فطمها الله وذريتها عن النار -2-
التي لم يشاركها احد من نساء هذه الأمه مطلقا لهبه الله الاحوال السنيه والكمال-3
-1-فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني-تعليق ابن باز-الجزءالتاسع-ص118
2-العجاله السنيه على الفية السيره النبويه -تاليف المناوي -ص258
-3-ذكر هذا المعنى ابن حجر العسقلاني في فتح الباري-ص-475-الجزء الثامن-كتاب فضائل اصحاب النبي-ص-طبعه دار طيبه
خادم لتراب نعالك سيدتي وعبدك المطيع احمد الامامي-الطالب313
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد واله الطاهرين
موضوع كتبه العبد الفقير الى الله يرجوا به رضاة ربه تعالى والتقرب به له ونصره نبيه المصطفى محمد-ص-واله وسلم-...اصل الموضوع فكره انقدحت عندي من ملاحظتي لايات الكتاب العزيز حيث قارنت قرأنيا بين مقام السيده الطاهره بضعه المصطفى-ص-وبين ابناء الانبياء-ع- فتتبعوا معي
نبدا من الايات الكريمه التي كان الانبياء فيها يطلبون من الله الابناء والاولياء بقولهم --فهب لي --والبشاره الرباني تاتيي من بعدها-- انا نبشرك-بشرناك وغيرها في القران الكريم ولكن عندما ياتي الى النبي الخاتم-ص- وهو لم يطلب بعد ان نبزوه بأنه ابتر اتى القول منه عزوجل--أنــــــــــــا اعطيناك-
ولم يطلب النبي --ص- ولم يقل له ربه اهب لك -بل قال انا اعطيناك-وهنا سنتعرف عن الفرق بين هذين الامرين في هذا المبحث الصغير فتابعوا وبالله التوفيق
نبدا بهبات الله ومايترتب عليها حيث قال عز وجل في كتابه الخالد
بسم الله الرحمــــــــــن الرحيم
في حق ابراهيم-ع-
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ -100 الصافات-
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ -27 العنكبوت-
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ -72 الأنبياء-
فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ -49 مريم-
فنجد الله الجليل بعد دعائه من قبل نبيه الخليل واعتزاله من اتخذ الكفرسبيل وهب له ربه بشاره للخيل
فهنــــا نجد الاشاره جليه كما في تفسير الالوسي في تفسيره
ولعل ترتيب هبتهما على اعتزاله هاهنا لبيان كمال عظم النعم التي أعطاها الله تعالى إياه بمقابلة من اعتزلهم من الأهل والأقرباء، فإنهما شجرتا الأنبياء ولهما أولاد وأحفاد أولو شأن خطير وذوو عدد كثير مع أنه سبحانه أراد أن يذكر إسماعيل عليه السلام بفضله على الانفراد
ولذلك قال في القران بعدها
- الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ -39 ابراهيم-
فالمستفاد الاول -انه اعتزل الناس وما يعبدون فوهب له ربه تحننا منه ونبينا لم يعتزل ولم يطلب وربه اعطاه-وان كان اسحاق ويعقوب شجرتا للنبوه فالنبي-ص-قال إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله تعالى جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب -ع-وهذه الذريه لولا توسط أم ابيها لم كانت ولم تكن وهم الذين حثنا النبي-ص- على التمسك بهم بحديث العتره .
في حق زكـــــــــــــــــريا
هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً -38 آل عمران-
وفي ايه-َهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا -5 مريم-
ونرى تفسيرا لأهم كلمه هنا فيها اشاره عظيمه هي الهبه فقال ابن كثير
( رب هب لي من لدنك ) أي : من عندك وهذا اهم شي حيث انه هو من طلب من الله ومن عنده هبه
وهنا اشار الرازي لنكته عظيمه فقال في تفسير كلمه -من لدنك-أما الكلام في لفظة : " لدن " فسيأتي في سورة الكهف ، والفائدة في ذكره هاهنا أن حصول الولد في العرف والعادة له أسباب مخصوصة ، فلما طلب الولد مع فقدان تلك الأسباب كان المعنى : أريد منك إلهي أن تعزل الأسباب في هذه الواقعة وأن تحدث هذا الولد بمحض قدرتك من غير توسط شيء من هذه الأسباب .
فاتته البشرى
-ان اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى- مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا -39 آل عمران
فالمستفاد الثاني-انه اراد من الله مباشره دون التكلم في الاسباب الطبيعيه لما قال في ايه اخرى-اني خفت الموالي من ورائي-فالحاصل انه يريده منه هبه والزهراء ابيها مع وجود الاسباب لم يطلبها فكانت عطيه وهي من لدنه وسنبين هذا من قول الله -أنـــــــــــــا اعطيناك
في حق موسى
وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا -53 مريم
وذاك ان موسى طلب وزيرا من اهله فقال له رب الجلال وفي هذه الايه الكريمه يذكر البغوي نكته جميله فقال( ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا ) وذلك حين دعا موسى فقال : " واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي " ( طه : 29 - 30 ) فأجاب الله دعاءه وأرسل هارون ، ولذلك سماه هبة له
فالمستفاد الثالث -فهنا كان هارون موجودا والهبه ممكن ان تكون متحققه في الحي وان كان اكبر منه فكان قره عين لاخيه يشدد به ازره ويشركه في امره-فتسمى هبه الله-وبتالي مولاتنا الزهراء-ع- عطيه الله
وهنا ناتي لايه مهمه جدا تبين امر مهم ايضا فقد قال تعالى
إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا
وهنا قال القرطبي في تفسيره قال لها جبريل - عليه السلام - : إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا . جعل الهبة من قبله لما كان الإعلام بها من قبله كما قبل بهذا الشنقيطي في تفسيره اضواء البيان
بمعنى ان جبريل قال لها لاهب لك لانه اتى من قبل الله سبحانه والله الوهاب
فالمستفاد الرابع-نفس جبريل نزل على النبي-ص- بتلك الايه ولكن الله قال --انـــــــــــــــــا اعطيناك-فملاك الوحي هو من قالها للنبي-ص- ولكن الرب نطق بها كانما من دون توسط ذاك الملاك
فبعد هذه الفوائد الاربع ياتي سؤال مالفرق بين الهبه والعطيه لنأتي بعدها لايات العطيه وعظمها فاقول كل هبه ورد في القران انما كانت من طلب من الحنان المنان وبعدها تاتيهم البشاره منه فهو كريم سبحان .
ولكن العطيه كما سنبين في عظم اياتها هي الخير الكثير من دون حدود كما قال تعالى --هذا عطائنا فأمنن او امسك بغير حساب
فهنا نبين تلك الايات التي اتت بلفظ الاعطاء فقد جاءت باعاظم الامور واخطرها فياتي النداء من قبل الجبار بــــ(إِنَّـــــــــــــا ) وفي عظمــ الامتنان بـــ(اعطينــــــاك ) فقد قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
ذكر الرازي صاحب التفسير الكبير اهم نكته في الامر
فأما قوله : ( إنا نحن نزلنا الذكر ) فهذه الصيغة وإن كانت للجمع إلا أن هذا من كلام الملوك عند إظهار التعظيم ؛ فإن الواحد منهم إذا فعل فعلا أو قال قولا قال : إنا فعلنا كذا وقلنا كذا ، فكذا ههنا .
وقال تعالى
انا نحن نحي الموتى ونكتب ما قدموا
واورد الرازي امر في تفسير هذه الايه فقال
فلما قال الله : ( إنا نحن ) أي ليس غيرنا أحد يشاركنا حتى نقول : إنا كذا فنمتاز ، وحينئذ تصير الأصول الثلاثة مذكورة ؛ الرسالة والتوحيد والحشر .
وقال بنفس التفسير التالي
( إنا نحن ) وذلك يفيد العظمة والجبروت ، والإحياء عظيم يختص بالله والكتابة دونه فقرن بالتعريف الأمر العظيم وذكر ما يعظم ذلك العظيم
وقال تعالى
انا نحن نزلنا عليك القران تنزيلا
اور الرازي في تفسيره تبيان فقال
فأنا الله الملك الحق أقول على سبيل التأكيد والمبالغة : إن ذلك وحي حق ، وتنزيل صدق من عندي
وقال تعالى
انا انزلناه في ليله القدر
وقد بين الشنقيطي امر مهم فقال-إنا أنزلناه ، أي القرآن المقروء ، والضمير المتصل في إنا ، ونا في إنا أنزلناه مستعمل للجمع وللتعظيم ، ومثلها نحن ، وقد اجتمعا في قوله تعالى : إنا نحن نزلنا الذكر [ 15 ] ، والمراد بهما هنا التعظيم قطعا لاستحالة التعدد أو إرادة معنى الجمع .
وقد يشعر بذلك المعنى وبالاختصاص تقديم الضمير المتصل إنا ، وهذا المقام مقام تعظيم واختصاص لله تعالى سبحانه ، ومثله : إنا أعطيناك الكوثر ، وقوله : إنا أرسلنا نوحا 1 إنا نحن نحيي ونميت [ ] ، وإنزال القرآن منة عظمى .
وايضا قال في مكان اخر حول تفسير قوله تعالى : كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب . قوله تعالى : كتاب خبر مبتدأ محذوف أي : هذا كتاب ، وقد ذكر جل وعلا ، في هذه الآية الكريمة ، أنه أنزل هذا الكتاب ، معظما نفسه جل وعلا
فالمستفاد مما تقدم هنا في تلك الايات المباركات امر عظيم الاهميه كبير الشأن واضح بلج ساطع ضوءه منير ضياءه ابلج في كل مامر من الايات انه ماذكر الله الضمير
ـ(إِنَّـــــــــــــا )الا وهو في مقام التعظيم لنفسه وتنزيل من عنده فهذا يخض ذوالعظمه والجبروت والاضافه له وحده مالك الاكوان لاغير.وهنا اشير لتبيان من صاحب تفسير الامثل حيث قال
فالعظماء حين يتحدثون عن أنفسهم، فلا يعنون بشخصهم فقط بل يخبرون عمن تحت إمرتهم.
وهي كناية عن القدرة والعظمة وعن وجود من يأتمر بأمرهم.
هنا نأتي للشطر الثاني وهو الاعطاء الرباني فبعد التعظيم اتى الاعطاء من دون سؤال ومن دون قول وترى عند القراءه انه سبحانه متكلم بهذا من دون توسط روح القدس فيكون الاعطاء على قدره عليه الصلاه والسلام وتطيب خاطره بمن ربه عليه فقال عزوجل --انا اعطيناك الكوثر--
فالكاف في اعطيناك للنبي-ص- مقرونه بالفاعل ربه عزوجل بـــ(انا اعطيناك)
فهنا اجتمعت العظمه والقدره والاعطاء كلها بهذه الايه حيث قال تعالى
{ بسم اللّه الرحمن الرحيم . إنا أعطيناك الكوثر . فصلِّ لربك وانحر . إن شانئك هو الأبتر}
ويطيب لي ان اضع قول الرازي في تاكيد الكوثر من هي ولااتوقع في ذهن احد بقى شك في خطر هذا الامر فهل يعقل انه نهر في الجنه نعم في الاخره ولكن الدنيا ماهو وسنشير الى الاصل فقال الرازي
تفسير الفخر الرازي
الجزءالثاني والثلاثون
ص124
تفسير سوره الكوثر
والقول الثالث
في تفسير الكوثــــــــــــــــــــــــــــــــــــر
الكوثراولاده قالوا لان هذه السورة انما نزلت ردا على من عابه عليه السلام بعدم الاولاد فالمعنى انه يعطيه نسلا يبقــــــــــــــون على مر الزمـــــــــــــــــــــان فانظر كم قتل من اهل البيت
ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني اميه في الدنيا احد يعبأ به ثم انظر كم كانفيهم من الاكابر من العلماء كالباقـــــــــر والصادق والكاظم والرضـــــــاعليهم السلام والنفس الزكيه وامثالهم
ومنها مخلص العالم المنقذ الي سيملى الله به الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا حيث قال المصطفى-المهدي من عترتي من ولد فاطمه-ع-
فهذا الخير المديد الذي يبقى الى نهايه العالم وهذه الارض لايكون فيها خليفه لله بحق الا منها ومن المرتضى-عليه السلام-ومما طاب لي ان انقل كلمه من كتاب الاسرار الفاطميه
المستوى الرابع: المعرفة النورانية لها (عليها السلام)
نحن أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية بعد رش علينا فيض الهداية ثم خمرت بخميرة النبوة وسقيت بماء والوحي ونفخ فيها روح الأمر فلا أقدامنا تنزل، ولا أبصارنا تضل، ولا أنوارنا تفل، وإذا ضللنا فمن بالقوم يدل .
لم تكن الزهراء امرأة عادية كانت امرأة روحانية امرأة ملكوتية... كانت إنسانا بتمام معنى الكلمة نسخة إنسانية متكاملة... امرأة حقيقية كاملة... حقيقة الإنسان الكامل، لم تكن امرأة عادية، بل هي كائن ملكوتي تحلى في الوجود بصورة
إنسان... بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة... فقد اجتمعت في هذه المرأة جميع الخصال الكمالية المتصورة للإنسان وللمرأة. إنها المرأة التي تتحلى بجميع خصال الأنبياء... المرأة التي لو كانت رجلا لكانت نبيا... لو كانت رجلا لكانت بمقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
@@@@@
اقول هذا حقا فهي كائن الهي جبروتي ظهر على هيئه امراءه
ولكي ننلجم افواه المجانين باننا نغالي او اننا نقول بالوهيتها فاقول التالي
كائن (يعني موجود حادث -المعجم المعاصر) الهي (المنسوب الى الله تعالى لجهة الاختصاص والاصطفاء والمقام السامي).
ومن هنا نقول بانها موجود حادث معجون بيد العنايه مسقي بفيض الهدايه مختمر بخميره النبوه متلبسه بلباس الوحي فقد كانت بصلب ابيها والوحي معه ويسمعه فصلوات الله عليها
فالحوراء كائن ملكوتي وهي عليها السلام حوراء إنسية أي فيها جنبة إنسانية, وأما كونها إنسان جبروتي فبالنظر الى سبق نورها صلوات الله عليها خلق السماوات والأرض وأنهما خلقا من نورها،
الله عزوجل قال ورفعنا لك ذكرك فنجد ذكره على مر العصور يرفع في المأذن وتتمنى الناس الانتساب اليه وليس لهم طريق الا من طريق واحد هو ( فاطمـــــــــــــــــــــــــه )
واخيرا وليس اخرا اقول عرفتم الفرق بين الهبه التي كانت للانبياء بطلب منهم وبين العطيه الربانيه المقرونه بالعظمه والجلال وبالخطوب العظيمه واكتفي الان باعتراف عالمهم الالوسي ان الله يراعي حرمه البتول وقره عين الرسول في تفسير سوره الانسان
تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج 29 - ص 158
ومن اللطائف على القول بنزولها فيهم أنه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين وإنما صرح عز وجل بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول وقرة عين الرسول لئلا تثور غيرتها الطبيعة إذا أحست بضرة وهي في أفواه تخيلات الطباع البشرية ولو في الجنة مرة ولا يخفى عليك أن هذا زهرة ربيع ولا تتحمل الفرك ثم التذكير على ذلك أيضا من باب التغليب وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه جازاهم على وزن فاعل .
فاقول للموالي هنيئـــــــــــــــــا لك بانك عبد لهذه المراءه العظيمه البتول المنقطعه عن نظائرها في الحسن والشرف-1- التي فطمها الله وذريتها عن النار -2-
التي لم يشاركها احد من نساء هذه الأمه مطلقا لهبه الله الاحوال السنيه والكمال-3
-1-فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني-تعليق ابن باز-الجزءالتاسع-ص118
2-العجاله السنيه على الفية السيره النبويه -تاليف المناوي -ص258
-3-ذكر هذا المعنى ابن حجر العسقلاني في فتح الباري-ص-475-الجزء الثامن-كتاب فضائل اصحاب النبي-ص-طبعه دار طيبه
خادم لتراب نعالك سيدتي وعبدك المطيع احمد الامامي-الطالب313