المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الواثبين لظلم آل محمد < للشيخ صالح الكواز >


محمد الجشعميـ
12-08-2015, 02:12 PM
قصيدة "الواثبين" للشاعر: الشيخ صالح الكواز

هل بعد موقفنا على يبرين *** أحبي بطرفٍ بالدموع ضنين

وإدٍ إذا عاينت بين طلوله *** أجريت عيني للظباء العين

لم تخب نار قطينةٍ حتى ذكت *** نار الفراق بقلبي المحزون

وابتاع جدّته الزمان بمخلق *** ورمى حماه بصفقةٍ المغبون

قال الحداة وقد حبست مطّيهم *** من بعدما أطلقت ماء شؤوني

ماذا وقوفك في ملاعب خرّدٍ *** جدّ العفاء بربعها المسكون

وقفوا معي حتى إذا ما استيأسوا *** خلصوا نجيبّاً بعدما تركوني

فكأنّ يوسف في الديار محكم *** وكأنني بصواعه اتهموني

ويلاه من قوم أساؤوا صحبتي *** من بعد إحساني لكلّ قرين

قد كدت لولا الحلم من جزعي لما *** لقاه أصفق بالشمال ويميني

لكنّما والدهر يعلم أنني *** ألقى حوادثه بحلم رزين

قلبي يقل من الهموم جبالها *** وتسيخ عن حمل الرداء متوني

وأنا الذي لا أجزعن لرزيةٍ *** لولا رزاياكم بني ياسين

تلك الرزايا الباعثات لمهجتي *** ماليس يبعثه لظى سجّين

كيف العزاء لها وكلّ عشيةٍ *** دمكم بحمرتها السماء تريني

والبرق يذكرني وميض صوارمٍ *** أردتكم في كفّ كلّ لعين

والرعد يعرب عن حنين نسائكم *** في كلّ لحنٍ للشجون مبين

يندبن قوماً مأهتفن بذكرهم *** إلاّ تضعضع كلّ ليث عرين

السالبين النفس أول ضربةٍ *** والمبلسين الموت كلّ طعين

لا عيب فيهم غير قبضهم اللّوا *** عند اصطكاك السمر قبض ضنين

سلكوا بحاراً من دماء أميةٍ *** بظهور خيلٍ لا بطون سفين

ما ساهموا الموت الزؤام ولا اشتكو *** نصباً بيوم بالردى مقرون

حتى إذا التقمتهم حوت القنا *** وهي الأماني دون خير أمين

نبذتهم الهيجاء فوق تلاعها *** كالنون ينبذ بالعرا ذا النون

خذ في ثناثهم الجميل مقرضاً *** فالقوم قد جلّوا عن التأبين

هم أفضل الشهداء والقتلى الأولى *** مدحوا بوحيٍ في الكتاب مبين

ليت الكواكب والوصي زعيمها *** وقفوا كموقفهم على صفين

بالطفّ كي يروا الأولى فوق القنا *** رفعت مصاحفها إتقاء منون

جعلت رؤوس بني النبّي مكانها *** وشفت قديم لواعجٍ وضغون

الواثبين لظلم آل محمدٍ *** ومحمد ملقىً بلا تكفين

والقائلين لفاطم آذيتنا *** في طول نوحٍ دائم وحنين

والقاطعين اراكة كي لاتقيل *** بظلّ أوراقٍ لها وغصون

ومجمعي حطبٍ على البيت الذي *** لم يجتمع لولا شمل الدين

والداخلين على البتولة بيتها *** والمسقطين لها أعزً جنين

والقائدين إمامهم بنجاده *** والطهر تدعو خلفهم برنين

خلوا ابن عمى أو لأكشف للدعا *** رأشي وأشكو للإله شجوني

ما كان ناقة صالحٍ وفصيلها *** بالفضل عند الله إلا دوني

ورنت الى القبر الشريف بمقلةٍ *** عبى وقلبٍ مكمدٍ محزون

نادت وأظفار المصاب بقلبها *** أبناه عزّ على العداة معيني

أبتاه هذا السامريّ وعجله *** تبعا ومال الناس عن هرون

أيّ الرزايا أتقي بتجلدٍ *** هو في النوائب مذ حييت قريني

فقدي أبي أم غصب بعلي حقه *** أم كسر ضلعي أم سقوط جنيني

أم أخذهم إرثي وفاضل نحلتي *** أم جهلهم حقي وقد عرفوني

قهروا يتميك الحسين وصنوه *** وسألتهم حقي وقد نهروني .