الشيخ عباس محمد
22-08-2015, 07:49 PM
معنى الرجس في آية التطهيرقوله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً )) (الاحزاب:33)، هل هذا الرجس معنوي أم مادي أم كلاهما؟
الجواب:
الرِجس - بالكسر فالسكون - صفة من الرجاسة, وهي القذارة, والقذارة هيئة في الشيء توجب التجنب والتنفر منها, وتكون بحسب ظاهر الشيء كرجاسة الخنزير, قال الله تعالى: (( أَو لَحمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجسٌ )) (الأنعام:145).
وبحسب باطنه: وهو الرجاسة والقذارة المعنوية, كالشرك والكفر وأثر العمل السيء, قال الله تعالى: (( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَتهُم رِجساً إِلَى رِجسِهِم وَمَاتُوا وَهُم كَافِرُونَ )) (التوبة:125)، وقال الله تعالى: (( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجعَلُ اللَّهُ الرِّجسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ )) (الأنعام:145).
وأيّاًً ما كان؛ فهو إدراك نفساني وأثر شعوري من تعلق القلب بالإعتقاد الباطل أو العمل السيء وإذهاب الرجس - واللام فيه للجنس - إزالة كلّ هيئة خبيثة في النفس تخطئ حقّ الإعتقاد والعمل، فتنطبق على العصمة الإلهية التي هي صورة علمية نفسانية تحفظ الإنسان من باطل الإعتقاد وسيء العمل(1).
فالقرآن إذن يستخدم الرجس في الدلالة على القذارة المادية, كما يستعملها في الأمور المعنوية أيضاً، فلحم الخنزير هو من مصاديق الرجاسة المادية, والكفر من المصاديق المعنوية أي من مصاديق الرجس والقذارة الباطنية.
ومن الجدير بالذكر أنّ قوله تعالى: (( لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ )) عامٌ شامل في إذهاب الرجس, وذلك لما تفيده (ال) في الرجس من العموم والشمولية, إذ هي إمّا أن تكون للجنس أو للإستغراق.
ولم يتقدم ذكر أو إشارة إلى الرجس في الآيات السابقة حتى تكون (ال) حينئذ عهدية, وهذه الشمولية تعني نفي الرجس عن هؤلاء البررة نفياً عاماً شاملا ً لجميع مستويات الرجس, فكلّ رجس وكلّ قذارة قد أذهبها الله تعالى عن هؤلاء البررة، وهو معنى العصمة.
(1) انظر: تفسير الميزان 16: 312 قوله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ )).
الجواب:
الرِجس - بالكسر فالسكون - صفة من الرجاسة, وهي القذارة, والقذارة هيئة في الشيء توجب التجنب والتنفر منها, وتكون بحسب ظاهر الشيء كرجاسة الخنزير, قال الله تعالى: (( أَو لَحمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجسٌ )) (الأنعام:145).
وبحسب باطنه: وهو الرجاسة والقذارة المعنوية, كالشرك والكفر وأثر العمل السيء, قال الله تعالى: (( وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ فَزَادَتهُم رِجساً إِلَى رِجسِهِم وَمَاتُوا وَهُم كَافِرُونَ )) (التوبة:125)، وقال الله تعالى: (( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَهُ يَشرَح صَدرَهُ لِلإِسلامِ وَمَن يُرِد أَن يُضِلَّهُ يَجعَل صَدرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجعَلُ اللَّهُ الرِّجسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ )) (الأنعام:145).
وأيّاًً ما كان؛ فهو إدراك نفساني وأثر شعوري من تعلق القلب بالإعتقاد الباطل أو العمل السيء وإذهاب الرجس - واللام فيه للجنس - إزالة كلّ هيئة خبيثة في النفس تخطئ حقّ الإعتقاد والعمل، فتنطبق على العصمة الإلهية التي هي صورة علمية نفسانية تحفظ الإنسان من باطل الإعتقاد وسيء العمل(1).
فالقرآن إذن يستخدم الرجس في الدلالة على القذارة المادية, كما يستعملها في الأمور المعنوية أيضاً، فلحم الخنزير هو من مصاديق الرجاسة المادية, والكفر من المصاديق المعنوية أي من مصاديق الرجس والقذارة الباطنية.
ومن الجدير بالذكر أنّ قوله تعالى: (( لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ )) عامٌ شامل في إذهاب الرجس, وذلك لما تفيده (ال) في الرجس من العموم والشمولية, إذ هي إمّا أن تكون للجنس أو للإستغراق.
ولم يتقدم ذكر أو إشارة إلى الرجس في الآيات السابقة حتى تكون (ال) حينئذ عهدية, وهذه الشمولية تعني نفي الرجس عن هؤلاء البررة نفياً عاماً شاملا ً لجميع مستويات الرجس, فكلّ رجس وكلّ قذارة قد أذهبها الله تعالى عن هؤلاء البررة، وهو معنى العصمة.
(1) انظر: تفسير الميزان 16: 312 قوله تعالى: (( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ )).