الشيخ عباس محمد
22-08-2015, 07:50 PM
دلالة آية التطهير على عصمة الأئمة الإثني عشر(عليهم السلام)كيف نثبت عصمة أئمة أهل البيت(عليهم السلام) من خلال آية التطهير، مع العلم أنّها نزلت بأصحاب الكساء الخمسة ولم تشمل باقي الأئمة(عليهم السلام)؟
الجواب:
أولاً: يمكن بيان قاعدة أصولية يذكرها علماء الأصول في كتبهم والمفسرون في تفاسيرهم، وهي: (أنّ المورد لا يخصص الوارد), أو (انّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب), بمعنى أنّ المورد الذي تنزل فيه آية ما فيها حكم معين أو إخبار عن قضية ما أو قاعدة كلّية لا يمنعها - أي المورد - عن العموم أو الشمول لما يمكن أن يدخل تحت عنوانها العام، وإن لم يكن حاضراً ساعة نزول النص, وإلاّ لأقتصرت الأحكام الشرعية أو الأخبار العامّة أو القواعد الكلّية الواردة في أيات القرآن على خصوص المخاطبين بها، وهذا ممّا لا يمكن المصير إليه.
ثانياً: نقول: إنّ عنوان (أهل البيت) شامل حسب أدلة خارجية متظافرة لباقي الأئمة الاثني عشر(عليهم السلام)، الوارد عددهم في الحديث المشهور عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لا يزال هذا الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلّهم من قريش)(1).
ومن تلك الأحاديث, حديث الثقلين المتواتر المشهور, حيث نجد أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يذكر بشكل واضح أنّ التلازم بين القرآن والعترة (أهل البيت) متواصل إلى يوم القيامة, الأمر الذي يعني وجود أئمة غير الخمسة أصحاب الكساء هم من أهل البيت, وداخلون في عنوان أهل البيت المشار إليه في آية التطهير, فقد قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث الثقلين (إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر, كتاب الله وعترتي, فأنظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)(2)، وأيضا قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي, ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي فليوال عليّاً من بعدي, وليوال وليه, وليقتد بالأئمة من بعدي فإنّهم عترتي, خلقوا من طينتي, رزقوا فهمي وعلمي, فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي, القاطعين فيهم صلتي, لا أنالهم الله شفاعتي)(3), وأيضاً ورد عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: (في كلّ خلوف من أمتي عدول من أهل بيتي, ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين, وإنتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, ألا وإنّ أئمتكم وفدكم إلى الله عزّوجلّ, فانظروا بمن تفدون)(4).
ثالثاً: على أنّا لا نحتاج في تشخيص بقية المعصومين إلى أكثر من معصوم واحد يكون لنا المرجع في تعيين غيره, لأنّ عصمته تعين تنزهه عن المناحي العاطفية, أو الخطأ في التطبيق، كما هو واضح, ويكفينا من آية التطهير إثبات عصمة الخمسة الذين ضمّهم كساء رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالفعل, وهم بدورهم يعينون لنا المعصومين من بعدهم, وهذا ما حدث بالفعل فقد جاءت مئات النصوص عن المعصومين بعضهم عن بعض في تعيين الإمام السابق للإمام اللاحق من بعده, فهنالك أحاديث نبوية ذكرها علماء العامة في كتبهم كـ(ينابيع المودة), و(تذكرة الخواص) بالإضافة إلى المجاميع الحديثية عند الشيعة الإمامية التي ذكرت هذا الأمر بكلّ وضوح, وعلى سبيل المثال يمكن مراجعة كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد، و(أعلام الورى) للطبرسي، لتطلع على جملة من هذه الأحاديث.
(1) صحيح مسلم 6: 4 كتاب الإمارة، باب ((الناس تبع لقريش والخلافة في قريش)).
(2) مستدرك الصحيحين 3: 109 ((وصية النبيّ في كتاب الله وعترة رسوله)).
(3) كنز العمال 12: 103 الباب الخامس ((في فضل أهل البيت، الفصل الأوّل)).
(4) ذخائر العقبى: 17 ((ذكر أخباره (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّهم سيلقون بعده أثرة)).
الجواب:
أولاً: يمكن بيان قاعدة أصولية يذكرها علماء الأصول في كتبهم والمفسرون في تفاسيرهم، وهي: (أنّ المورد لا يخصص الوارد), أو (انّ العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب), بمعنى أنّ المورد الذي تنزل فيه آية ما فيها حكم معين أو إخبار عن قضية ما أو قاعدة كلّية لا يمنعها - أي المورد - عن العموم أو الشمول لما يمكن أن يدخل تحت عنوانها العام، وإن لم يكن حاضراً ساعة نزول النص, وإلاّ لأقتصرت الأحكام الشرعية أو الأخبار العامّة أو القواعد الكلّية الواردة في أيات القرآن على خصوص المخاطبين بها، وهذا ممّا لا يمكن المصير إليه.
ثانياً: نقول: إنّ عنوان (أهل البيت) شامل حسب أدلة خارجية متظافرة لباقي الأئمة الاثني عشر(عليهم السلام)، الوارد عددهم في الحديث المشهور عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لا يزال هذا الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلّهم من قريش)(1).
ومن تلك الأحاديث, حديث الثقلين المتواتر المشهور, حيث نجد أنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يذكر بشكل واضح أنّ التلازم بين القرآن والعترة (أهل البيت) متواصل إلى يوم القيامة, الأمر الذي يعني وجود أئمة غير الخمسة أصحاب الكساء هم من أهل البيت, وداخلون في عنوان أهل البيت المشار إليه في آية التطهير, فقد قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في حديث الثقلين (إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر, كتاب الله وعترتي, فأنظروا كيف تخلفوني فيهما فإنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)(2)، وأيضا قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي, ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي فليوال عليّاً من بعدي, وليوال وليه, وليقتد بالأئمة من بعدي فإنّهم عترتي, خلقوا من طينتي, رزقوا فهمي وعلمي, فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي, القاطعين فيهم صلتي, لا أنالهم الله شفاعتي)(3), وأيضاً ورد عن النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: (في كلّ خلوف من أمتي عدول من أهل بيتي, ينفون عن هذا الدين تحريف الغالين, وإنتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, ألا وإنّ أئمتكم وفدكم إلى الله عزّوجلّ, فانظروا بمن تفدون)(4).
ثالثاً: على أنّا لا نحتاج في تشخيص بقية المعصومين إلى أكثر من معصوم واحد يكون لنا المرجع في تعيين غيره, لأنّ عصمته تعين تنزهه عن المناحي العاطفية, أو الخطأ في التطبيق، كما هو واضح, ويكفينا من آية التطهير إثبات عصمة الخمسة الذين ضمّهم كساء رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالفعل, وهم بدورهم يعينون لنا المعصومين من بعدهم, وهذا ما حدث بالفعل فقد جاءت مئات النصوص عن المعصومين بعضهم عن بعض في تعيين الإمام السابق للإمام اللاحق من بعده, فهنالك أحاديث نبوية ذكرها علماء العامة في كتبهم كـ(ينابيع المودة), و(تذكرة الخواص) بالإضافة إلى المجاميع الحديثية عند الشيعة الإمامية التي ذكرت هذا الأمر بكلّ وضوح, وعلى سبيل المثال يمكن مراجعة كتاب (الإرشاد) للشيخ المفيد، و(أعلام الورى) للطبرسي، لتطلع على جملة من هذه الأحاديث.
(1) صحيح مسلم 6: 4 كتاب الإمارة، باب ((الناس تبع لقريش والخلافة في قريش)).
(2) مستدرك الصحيحين 3: 109 ((وصية النبيّ في كتاب الله وعترة رسوله)).
(3) كنز العمال 12: 103 الباب الخامس ((في فضل أهل البيت، الفصل الأوّل)).
(4) ذخائر العقبى: 17 ((ذكر أخباره (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّهم سيلقون بعده أثرة)).