الشيخ عباس محمد
22-08-2015, 11:35 PM
الخصائص الذهنية والنفسية للمراهقين
إن التغييرات التي تحصل في مرحلة المراهقة واسعة وتشمل جميع أبعاد حياة الشخص . ويعيش المراهق في هذه الفترة حالة نفسية قلقة تتماوج في داخله على أثرها مختلف الأفكار والخواطر والميول.
وتخطر في بال الفتى أو الفتاة قضايا لا يجد لها تفسيرا مقنعا، ويفقد القدرة على التفكير السليم ، وعلى التمييز بين ما هو صائب أو خاطئ من مشاعره ورغباته وميوله . وبحسب رأي أحد العلماء ، فإنه يعاني خلال هذه الفترة من نوع من البلادة والحيرة ، تقلقه شخصيا وتدفع المحيطين به الى وصمه بالجهل والغباء.
القدرات العقلية
بخلاف التصورات القائمة حول تنازل مستوى الذكاء لدى أفراد فئة المراهقين ، فإنهم ، وطبقا للإختبارات الجارية يتمتعون بدرجات عالية من الذكاء خلال هذه المرحلة . لقد أطلق بعض العلماء أحكاما متسرعة في هذا المجال بقولهم أن الإختلال الفكري ، خلال فترة المراهقة حالة عامة تشمل جميع المجتمعات.
إن ما يعتبره هؤلاء إختلالا فكريا لدى المراهقين ، ناتج في واقع الحال عن تعارض أفعال وسلوك المراهقين مع رغبات الكبار.
فالثابت لدينا بالملاحظة هو أن الأبناء ينزعون ، في هذه المرحلة ، الى التمرد والعصيان ، ونجدهم أحيانا يتظاهرون بالجهل والغباء بهدف التحرر من اوامر ونواهي أولياء الأمور ، والا فإنهم يمتازون بدرجات عالية من الذكاء والفطنة في الموارد التي تنسجم مع ميولهم.
42
الأبعاد الذهنية الأخرى
تفيد الدراسات والبحوث حول أفراد هذه الفئة بحصول بعض الإختلالات الذهنية لديهم ، ومبعث ذلك يعود الى إنشغالاتهم الذهنية بالمسائل الجانبية ، وليس لضعف في الذاكرة.
إن قوة الذاكرة تبلغ ذروتها في سن 13 ـ 16 ، وتتفوق الإناث على الذكور في سن الرابعة عشر ، في فهم وحفظ المعلومات (1)، كما وتمتاز الإناث أيضا بخصوبة الخيال ، وبشدة التفاعل العاطفي مع الأشياء.
وبقصارى الكلام ، فإن العقل متوثب ، في هذه المرحلة من العمر ، والذاكرة نشطة ، وقابلية الإستلام والحفظ موجودة بالتمام والكمال ، الا أن ما يعيق معامله ويعرقله ، في بعض الحالات ، هو الإنشغال الذهني وتشتت الحواس.
النمو الذهني
خلافا للرأي القائل بأن النمو العضوي في مرحلة المراهقة يرافقه ضمور في معامل الذاكرة ، وفي القابلية على الفهم ، فإننا نعتقد أن هذه الفترة بالذات هي فترة التوقد الذهني التي تبرز فيها الفوارق الفردية بين الأشخاص.
الا أن النمو الذهني لدى المراهق قلق وغير مستقر على وتيرة واحدة حيث يتوقف أو يتراجع في بعض الحالات ، مما يتطلب القيام بعملية حث وتحفيز للشخص في سبيل إستئناف نشاطه الذهني وإستمرار تناميه نحو المراحل الأعلى.
البعد الفكري
إن من الصحيح علميا القول بأن المراهق قد إجتاز من الناحية الفكرية،
(1) تحقيقات المؤلف حول فئة من المراهقين.
المرحلة الإنضمامية ، وهو الآن على مشارف المرحلة الإنتزاعية . الا أنه يجب أن لا تغيب عن البال حقيقة أن التطرف العاطفي ، والإستدلال الخاطيء ، وقلة التجربة ، هي أشياء من شأنها أن تقولب تفكير المراهق على نحو قد لا يكون سليما.
على أية حال ، يبلغ الفتى أو الفتاة ، خلال هذه المرحلة درجة لا بأس بها من النمو الفكري ، ويحاول أن يكون له كيانا ورؤية مستقلين في الحياة ، كما ويتولد لدى المراهق في فترة لاحقة حافز الى مناقشة افكار وأفعال الآخرين.
إن ميل المراهق الى مناقشة كل مايثير فضوله من آراء وأفكار ، هو حالة طبيعية تفرضها المرحلة ، وينبغي على أولياء الأمور والمربين تقبلها والتعامل معها برحابة صدر . وبالمناسبة فإن ميل المراهق الى الإستدلال والمنطق هو فرصة طيبة يمكن إستثمارها في إرشاده وتوجيهه بنفس المنطق الذي يطالب به !
نزعة التحرر
سعى المراهق الى التحرر من الحالة الطفولية ، والى أن تكون له حياة مستقلة عن وصاية الغير ... أنه يدعي أن بإستطاعته الإعتماد على نفسه في شؤونه والإستغناء عن مساعدة الآخرين . وهذه الحالة ليست مضرة بذاتها ، ومن شأنها أن تكون جسرا للعبور نحو مزيد من التطور والنضوج ، شريطة أن ترافقها عملية إرشاد وتوجيه واعية من قبل أولياء الأمور والمربين.
إن ميل المراهق الى التحرر من القيود ونزوعه الى الإستقلال التام بحياته في هذه المرحلة أشبه ما يكون بحال حمامة صغيرة تحاول الطيران قبل أن يطلع لها ريش وتصبح قادرة على ذلك . إن السماح بالطيران قبل أوانه يعد نوعا من التشجيع على السقوط ، وينبغي حساب عواقبه الخطيرة.
فمن الناحية المبدئية يعد الميل لدى المراهق الى الإعتماد على النفس والإستقلال بالشخصية شيء حسن ومقبول ، ينبغي تشجيعه وتثمينه ، الا أنه في الوقت ذاته يجب على أولياء الأمور والمربين إعمال الرقابة والإشراف عليه ، وتوجيهه بالشكل الصحيح ، لئلا يخرج عن الضوابط الشرعية ويتجه الى سلوك مسالك منحرفة.
إن التغييرات التي تحصل في مرحلة المراهقة واسعة وتشمل جميع أبعاد حياة الشخص . ويعيش المراهق في هذه الفترة حالة نفسية قلقة تتماوج في داخله على أثرها مختلف الأفكار والخواطر والميول.
وتخطر في بال الفتى أو الفتاة قضايا لا يجد لها تفسيرا مقنعا، ويفقد القدرة على التفكير السليم ، وعلى التمييز بين ما هو صائب أو خاطئ من مشاعره ورغباته وميوله . وبحسب رأي أحد العلماء ، فإنه يعاني خلال هذه الفترة من نوع من البلادة والحيرة ، تقلقه شخصيا وتدفع المحيطين به الى وصمه بالجهل والغباء.
القدرات العقلية
بخلاف التصورات القائمة حول تنازل مستوى الذكاء لدى أفراد فئة المراهقين ، فإنهم ، وطبقا للإختبارات الجارية يتمتعون بدرجات عالية من الذكاء خلال هذه المرحلة . لقد أطلق بعض العلماء أحكاما متسرعة في هذا المجال بقولهم أن الإختلال الفكري ، خلال فترة المراهقة حالة عامة تشمل جميع المجتمعات.
إن ما يعتبره هؤلاء إختلالا فكريا لدى المراهقين ، ناتج في واقع الحال عن تعارض أفعال وسلوك المراهقين مع رغبات الكبار.
فالثابت لدينا بالملاحظة هو أن الأبناء ينزعون ، في هذه المرحلة ، الى التمرد والعصيان ، ونجدهم أحيانا يتظاهرون بالجهل والغباء بهدف التحرر من اوامر ونواهي أولياء الأمور ، والا فإنهم يمتازون بدرجات عالية من الذكاء والفطنة في الموارد التي تنسجم مع ميولهم.
42
الأبعاد الذهنية الأخرى
تفيد الدراسات والبحوث حول أفراد هذه الفئة بحصول بعض الإختلالات الذهنية لديهم ، ومبعث ذلك يعود الى إنشغالاتهم الذهنية بالمسائل الجانبية ، وليس لضعف في الذاكرة.
إن قوة الذاكرة تبلغ ذروتها في سن 13 ـ 16 ، وتتفوق الإناث على الذكور في سن الرابعة عشر ، في فهم وحفظ المعلومات (1)، كما وتمتاز الإناث أيضا بخصوبة الخيال ، وبشدة التفاعل العاطفي مع الأشياء.
وبقصارى الكلام ، فإن العقل متوثب ، في هذه المرحلة من العمر ، والذاكرة نشطة ، وقابلية الإستلام والحفظ موجودة بالتمام والكمال ، الا أن ما يعيق معامله ويعرقله ، في بعض الحالات ، هو الإنشغال الذهني وتشتت الحواس.
النمو الذهني
خلافا للرأي القائل بأن النمو العضوي في مرحلة المراهقة يرافقه ضمور في معامل الذاكرة ، وفي القابلية على الفهم ، فإننا نعتقد أن هذه الفترة بالذات هي فترة التوقد الذهني التي تبرز فيها الفوارق الفردية بين الأشخاص.
الا أن النمو الذهني لدى المراهق قلق وغير مستقر على وتيرة واحدة حيث يتوقف أو يتراجع في بعض الحالات ، مما يتطلب القيام بعملية حث وتحفيز للشخص في سبيل إستئناف نشاطه الذهني وإستمرار تناميه نحو المراحل الأعلى.
البعد الفكري
إن من الصحيح علميا القول بأن المراهق قد إجتاز من الناحية الفكرية،
(1) تحقيقات المؤلف حول فئة من المراهقين.
المرحلة الإنضمامية ، وهو الآن على مشارف المرحلة الإنتزاعية . الا أنه يجب أن لا تغيب عن البال حقيقة أن التطرف العاطفي ، والإستدلال الخاطيء ، وقلة التجربة ، هي أشياء من شأنها أن تقولب تفكير المراهق على نحو قد لا يكون سليما.
على أية حال ، يبلغ الفتى أو الفتاة ، خلال هذه المرحلة درجة لا بأس بها من النمو الفكري ، ويحاول أن يكون له كيانا ورؤية مستقلين في الحياة ، كما ويتولد لدى المراهق في فترة لاحقة حافز الى مناقشة افكار وأفعال الآخرين.
إن ميل المراهق الى مناقشة كل مايثير فضوله من آراء وأفكار ، هو حالة طبيعية تفرضها المرحلة ، وينبغي على أولياء الأمور والمربين تقبلها والتعامل معها برحابة صدر . وبالمناسبة فإن ميل المراهق الى الإستدلال والمنطق هو فرصة طيبة يمكن إستثمارها في إرشاده وتوجيهه بنفس المنطق الذي يطالب به !
نزعة التحرر
سعى المراهق الى التحرر من الحالة الطفولية ، والى أن تكون له حياة مستقلة عن وصاية الغير ... أنه يدعي أن بإستطاعته الإعتماد على نفسه في شؤونه والإستغناء عن مساعدة الآخرين . وهذه الحالة ليست مضرة بذاتها ، ومن شأنها أن تكون جسرا للعبور نحو مزيد من التطور والنضوج ، شريطة أن ترافقها عملية إرشاد وتوجيه واعية من قبل أولياء الأمور والمربين.
إن ميل المراهق الى التحرر من القيود ونزوعه الى الإستقلال التام بحياته في هذه المرحلة أشبه ما يكون بحال حمامة صغيرة تحاول الطيران قبل أن يطلع لها ريش وتصبح قادرة على ذلك . إن السماح بالطيران قبل أوانه يعد نوعا من التشجيع على السقوط ، وينبغي حساب عواقبه الخطيرة.
فمن الناحية المبدئية يعد الميل لدى المراهق الى الإعتماد على النفس والإستقلال بالشخصية شيء حسن ومقبول ، ينبغي تشجيعه وتثمينه ، الا أنه في الوقت ذاته يجب على أولياء الأمور والمربين إعمال الرقابة والإشراف عليه ، وتوجيهه بالشكل الصحيح ، لئلا يخرج عن الضوابط الشرعية ويتجه الى سلوك مسالك منحرفة.