الشيخ عباس محمد
23-08-2015, 08:42 PM
الخصائص الذهنية والسلوكية
تتولد لدى الفتيات خلال سني المراهقة حالة من الوعي والتوثب الذهني ، يسعين على أثرها الى إكتشاف وإكتساب ما هو جديد في عالم الفكر ، وتخطر في بالهن أسئلة يبحثن لها عن أجوبة ، من قبيل : من أنا ؟ ما قيمتي ؟ ماذا أريد ؟ و ما هي القدرات التي أمتلكها ؟ وكيف يمكن تحقيقها ؟
وبحسب تعبير أحد العلماء ، فإنهن يحاولن تقييم شخصياتهن ، ويشعرن أنهن بحاجة الى أجوبة حول طبيعة ومعنى الوجود الإنساني . وبطبيعة الحال ، فإن تقييماتهن حول أنفسهن قد تكون مخالفة للواقع بمعنى أن يعدن أنفسهن أصغر مما هن عليه حينا أو أكبر في غالب الأحيان.
نظرتهن الى الحياة
تتغير في هذه المرحلة من العمر نظرة الفتياة الى الحياة ، حيث يبدو لهن أن هناك أشياء جديدة جميلة وممتعة في الحياة تستحق السعي من أجل بلوغها.ومن هنا ، وبحسب تعبير سوزان برونه ، يعتبرن حاضرهن شيئا تافها ، ويتطلعن بفارغ الصبر الى المستقبل ... إنهن يعشن حالة من القلق والإضطراب ويتطلعن الى الحب والغرام والى التعبير عن حالاته.
وفي الجانب الفكري تميل الفتيات في بدايات سن المراهقة الى الأخذ بالقضايا التجريبية أكثر من ميلهن الى المسائل النظرية المجردة . وبشكل عام ، فإنهن يركزن في ملاحظاتهن على الجوانب المادية التي تحيط بهن . كما ويسعين في هذا المجال الى إعادة النظر في أفكارهن وسلوكهن ، وقد يؤدي ذلك الى ان
يرفضن جميع ما كن قد تعلمنه وربين عليه في مرحلة الطفولة.
إن حياة الفتيات ، خلال سني المراهقة ، تتغير وتتنوع بإستمرار . ففي الوقت الذي يلتزمن فيه بمجموعة من التصورات والإعتقادات ويجعلنها منهاجا لهن في الحياة ، قد يبادرن في ذات الوقت الى القيام بأفعال وتصرفات تتنافى وإعتقاداتهن. إن حياتهن تبدو حالمة وخيالية وسطحية في الوهلة الأولى ، لكنها عميقة وحقيقية وجديرة بالبحث والمناقشة في واقع الحال.
أجل ، فإن السائد في عالم الفتيات المراهقات ، من سلوك وتصرفات وأفكار ، قد لا يكون مورد رضى وتأييد أولياء الأمور لكنه على أية حال هو ما يردنه ويهتمن به في حياتهن.
تغيرات السلوك
إن التفاعلات النفسية خلال فترة المراهقة تنعكس في آثارها على سلوك الشخصية في الخارج ، فتبدو عليها تغييرات في المزاج وفي التصرف مع الآخرين ، وقد تبلغ هذه التغييرات من الشدة أحيانا درجة يضيق بها أولياء الأمور ذرعا.
الا أنه لابد من الإعتراف بأن الإناث يختلفن في هذا المجال عن الذكور ، حيث إنهن أكثر تأدبا ووقارا في سلوكهن من الذكور.
ولأن المراهق أو المراهقة يعاني في هذه الأثناء من حالة الإكتئاب والتبدل في المزاج ، لذا فإن المحيطين به من الأصدقاء والزملاء يتصورون أنه شخص حاد الطباع ويحمل روحا عدائية تجاه الآخرين ، وفي الوقت ذاته يذهب والديه الى الإعتقاد بأنه شخص خجول وميال الى الإنزواء والوحدة.
ففي هذه الفترة تتبدل طبائع المراهق أو المراهقة ، وتتغير معها معايير الحب والكراهية لديه . فمن كان يحبه ويرغب في معاشرته الى ما قبل هذه الحالة ، قد
يزهد به الآن ولا يطيق وجوده بالقرب منه ، ومن كان ينفر منه ويضيق به ذرعا قبل ذلك ، قد ينجذب اليه ويهتم بمصاحبته الآن . كل ذلك دون أن يعني أن لديه مبررات معقولة ومنطقية لمواقفه الجديدة وإن كان هو يتصور أن لديه مثل هذه المبررات.
الإعتداد بالنفس
إن مرحلة المراهقة هي فترة حب الذات ، وتبلغ هذه الحالة من الشدة لدى البعض درجة يعجز عن التخلص منها . وهي إيجابية في أحد جوانبها لكونها تساهم في تنمية حس الإعتداد بالنفس والإعتماد على الذات ، وتعد عاملا من عوامل صيانة الفرد من الإنحراف . وفي الوقت ذاته فإن حالات التمرد على أولياء الأمور والتصرفات المنافية للأعراف الإجتماعية ، التي نلاحظ نماذج منها لدى بعض الفتيات ، ترجع في أسبابها الى نفس العامل ، أي حب الذات . وعلى أثر ذلك نجد إن إستدلالاته بشأن آرائه ووجهات نظره تأتي على شكل أوامر... ويعتز بها إعتزاز العالم بأول كشوفاته.
ومن جهة أخرى ، يلاحظ إن الإناث أسرع نموا من الذكور في الجوانب العاطفية . ويتحدثن أحيانا فيما بينهن عن الذكور بشيء من الإثارة ، لكنهن يحرصن على أن يكون الحديث همسا لا يسمعه الآخرون . وبشكل عام فإن هذه الحالات تدلل على السعي الى إثبات الشخصية والى إبراز ميول الأنوثة أو الذكورة.
القلق الفكري
تعيش الفتاة ، خلال فترة المراهقة حالة من القلق والإضطراب الفكري التي تنعكس آثارها على مواقفها وسلوكها . فإنها تقرر اليوم شيئا وتعتقد به ويتغير
موقفها منه غدا فترفضه وتدبر عنه ، وتارة تتصرف كالأطفال ، وأخرى تحاكي الكبار ، وحينا تقلد الذكور في تصرفاتها ، وفي حين آخر تحاول الظهور بمظهر المرأة الناضجة . وبحسب تعبير رانك : أنها تعيش حالة من التيه والحيرة . لا تعرف ما يجب أن تكون ، رجلا أم إمرأة ، صغيرا أم كبيرا ، إن النمو العاطفي يعرضها الى نوع من الإهتزاز النفسي الذي قد يؤدي في بعض الحالات حتى الى أن تقوم حياتها على أساس من الشك . أو أنه ، ما يقول كوتشكوف : قد نوصي الأبناء احيانا بأن يكونوا على النحو الكذائي لكنهم لا يطيعون ، وحجتهم أنهم عاجزون عن ضبط سلوكهم.
إن حالة القلق والإضطراب ، لدى أفراد هذه الفئة تشمل جميع جوانب حياتهم ، ولا يعرفون ما يجب أن يفعلونه ، أو يواصلون تحصيلهم الدراسي ، مثلا ، أم ينقطعون عنه ، يقبلون مشاريع الزواج أم يرفضون؟ يطيعون أوامر وتوجيهات الوالدين أم يتمردون عليها ؟ وهكذا تمتد هذه الحالة لتشمل حتى مجالات العبادة والجرم ، والإنحراف و ...
حالة عابرة
إن ما مر ذكره عن الوضع النفسي لأعضاء هذه الفئة هو حالة عابرة وزائلة ويندر أن تستمر لفترة زمنية طويلة . وتنتهي في الغالب في بحر سنة أو سنتين، وأقصى ما يمكن أن تستمر هي أنها تنتهي مع نهاية فترة المراهقة.
حالة الإضطراب
يعاني المراهق أو المراهقة من نوع من الإضطراب النفسي . وبحسب رأي أحد الأطباء النفسانيين ، فإنه مضطرب وغير مستقر على حال معين ، ويسعى دائما بهذا الإتجاه وذاك ، لعله يجد سبيلا يوصله الى ساحل النجاة وسط أمواج
الإضطراب التي تحيط من كل جانب . القول بأن حياة الإنسان فيها مد وجزر ، ينطبق بشكل كامل على المراهق أو المراهقة ، حيث يمر خلال هذه الفترة بحالات مد وجزر مختلفة من الناحية النفسية فتارة يكون هادئا وأخرى ثائرا ، وفي وقت نجده مبسوطا وفي آخر غاضبا متوترا . وهكذا .
إن هذه الحالة تشمل جميع الجوانب النفسية للشخصية ، وهي سريعة التبدل بطبيعتها . فخلال لحظة واحدة يمكن أن تنقشع غيوم الهم والغم من أفق مزاجها ليحل محلها الفرح والإنبساط ، أو بحسب تعبير سوزان برونه ، فإنها سرعان ما تتمطى وترتخي أعصابها وتبتسم كنجمة مضيئة.
السلوك الديني
إن فترة ما قبل المراهقة ، في حياة الفتاة أو الفتى ، هي فترة الإنجذاب الى الدين والعبادة والتفاعل النفسي مع طقوسه . وقد يطلب في خضم حماسه المعنوي الى والديه أن يساعداه من أجل بلوغ مراتب الكمال الديني.
ومن جهة النظر العلمية ، فإن الإثارات المتأتية من التفاعل مع الوسط البيئي ، تولد في الشخص نوعا من الحماس والشعور المعنوي ... فيتجه الى الزهد والتقوى ، أو يميل في بعض الأحيان الى التشكيك بالعقائد والتعاليم الدينية أو رفضها . وبطبيعة الحال يمكن للمربي الواعي أن يزيل مثل هذه الشكوك ويبدلها باليقين من خلال الإرشاد والتسديد.
فمع ما نجده في الشخص في هذه السن من ميل ورغبة شديدة في الدين الا أنه لا يطيق الأعمال والطقوس الدينية . فعندما يصلي ، مثلا ، يسرع في صلاته وكأن هناك من يلاحقه ، أو خطرا يهدد حياته ، وفي الوقت ذاته يتجه الى العبادة بشكل جاد في بعض الحالات ، خصوصا عندما يلاقي تشجيعا وإشادة من الآخرين في هذا المجال.
خلاصة الآراء
لقد أورد هاروكس في كتابه علم نفس المراهق ، الذي صدر عام 1969 ، خلاصة لآراء العلماء حول المراهق ، نشير الى طائفة منها بحسب الترجمة الفارسية للكتاب .
يقول هاروكس بشأن المراهق :
المراهق في تغير من الناحية العضوية ، وغير ناضج من الناحية العاطفية ، وذو تجربة محدودة ، وتابع للوسط البيئي ثقافيا ، يريد كل شيء ، لكنه لا يعرف ما يريد ، يتصور أنه يعلم كل شيء ، لكنه لا يعلم شيء ، يحسب أنه يملك كل شيء وهو لا يملك شيئا في الواقع . فلا هو يستفيد من إمتيازات الأطفال ، ولا هو يستثمر مزايا الكبار ، يعيش في حلم وخيال بينما هو يتعامل مع الواقع ، إنه ثمل واع ونائم صاح .
إنه بحاجة الى توجيه من الخارج كي يهتدي ، والى جليس ورفيق كي يخرجه من وحدته . ولاشك في أن لأفكار وآراء الأصدقاء أثر بالغ على المراهق ، لكن المشكلة هي أنه يقضي أكثر أوقاته لوحده ويميل الى الإستغراق في أفكاره بعيدا عن الآخرين.
تتولد لدى الفتيات خلال سني المراهقة حالة من الوعي والتوثب الذهني ، يسعين على أثرها الى إكتشاف وإكتساب ما هو جديد في عالم الفكر ، وتخطر في بالهن أسئلة يبحثن لها عن أجوبة ، من قبيل : من أنا ؟ ما قيمتي ؟ ماذا أريد ؟ و ما هي القدرات التي أمتلكها ؟ وكيف يمكن تحقيقها ؟
وبحسب تعبير أحد العلماء ، فإنهن يحاولن تقييم شخصياتهن ، ويشعرن أنهن بحاجة الى أجوبة حول طبيعة ومعنى الوجود الإنساني . وبطبيعة الحال ، فإن تقييماتهن حول أنفسهن قد تكون مخالفة للواقع بمعنى أن يعدن أنفسهن أصغر مما هن عليه حينا أو أكبر في غالب الأحيان.
نظرتهن الى الحياة
تتغير في هذه المرحلة من العمر نظرة الفتياة الى الحياة ، حيث يبدو لهن أن هناك أشياء جديدة جميلة وممتعة في الحياة تستحق السعي من أجل بلوغها.ومن هنا ، وبحسب تعبير سوزان برونه ، يعتبرن حاضرهن شيئا تافها ، ويتطلعن بفارغ الصبر الى المستقبل ... إنهن يعشن حالة من القلق والإضطراب ويتطلعن الى الحب والغرام والى التعبير عن حالاته.
وفي الجانب الفكري تميل الفتيات في بدايات سن المراهقة الى الأخذ بالقضايا التجريبية أكثر من ميلهن الى المسائل النظرية المجردة . وبشكل عام ، فإنهن يركزن في ملاحظاتهن على الجوانب المادية التي تحيط بهن . كما ويسعين في هذا المجال الى إعادة النظر في أفكارهن وسلوكهن ، وقد يؤدي ذلك الى ان
يرفضن جميع ما كن قد تعلمنه وربين عليه في مرحلة الطفولة.
إن حياة الفتيات ، خلال سني المراهقة ، تتغير وتتنوع بإستمرار . ففي الوقت الذي يلتزمن فيه بمجموعة من التصورات والإعتقادات ويجعلنها منهاجا لهن في الحياة ، قد يبادرن في ذات الوقت الى القيام بأفعال وتصرفات تتنافى وإعتقاداتهن. إن حياتهن تبدو حالمة وخيالية وسطحية في الوهلة الأولى ، لكنها عميقة وحقيقية وجديرة بالبحث والمناقشة في واقع الحال.
أجل ، فإن السائد في عالم الفتيات المراهقات ، من سلوك وتصرفات وأفكار ، قد لا يكون مورد رضى وتأييد أولياء الأمور لكنه على أية حال هو ما يردنه ويهتمن به في حياتهن.
تغيرات السلوك
إن التفاعلات النفسية خلال فترة المراهقة تنعكس في آثارها على سلوك الشخصية في الخارج ، فتبدو عليها تغييرات في المزاج وفي التصرف مع الآخرين ، وقد تبلغ هذه التغييرات من الشدة أحيانا درجة يضيق بها أولياء الأمور ذرعا.
الا أنه لابد من الإعتراف بأن الإناث يختلفن في هذا المجال عن الذكور ، حيث إنهن أكثر تأدبا ووقارا في سلوكهن من الذكور.
ولأن المراهق أو المراهقة يعاني في هذه الأثناء من حالة الإكتئاب والتبدل في المزاج ، لذا فإن المحيطين به من الأصدقاء والزملاء يتصورون أنه شخص حاد الطباع ويحمل روحا عدائية تجاه الآخرين ، وفي الوقت ذاته يذهب والديه الى الإعتقاد بأنه شخص خجول وميال الى الإنزواء والوحدة.
ففي هذه الفترة تتبدل طبائع المراهق أو المراهقة ، وتتغير معها معايير الحب والكراهية لديه . فمن كان يحبه ويرغب في معاشرته الى ما قبل هذه الحالة ، قد
يزهد به الآن ولا يطيق وجوده بالقرب منه ، ومن كان ينفر منه ويضيق به ذرعا قبل ذلك ، قد ينجذب اليه ويهتم بمصاحبته الآن . كل ذلك دون أن يعني أن لديه مبررات معقولة ومنطقية لمواقفه الجديدة وإن كان هو يتصور أن لديه مثل هذه المبررات.
الإعتداد بالنفس
إن مرحلة المراهقة هي فترة حب الذات ، وتبلغ هذه الحالة من الشدة لدى البعض درجة يعجز عن التخلص منها . وهي إيجابية في أحد جوانبها لكونها تساهم في تنمية حس الإعتداد بالنفس والإعتماد على الذات ، وتعد عاملا من عوامل صيانة الفرد من الإنحراف . وفي الوقت ذاته فإن حالات التمرد على أولياء الأمور والتصرفات المنافية للأعراف الإجتماعية ، التي نلاحظ نماذج منها لدى بعض الفتيات ، ترجع في أسبابها الى نفس العامل ، أي حب الذات . وعلى أثر ذلك نجد إن إستدلالاته بشأن آرائه ووجهات نظره تأتي على شكل أوامر... ويعتز بها إعتزاز العالم بأول كشوفاته.
ومن جهة أخرى ، يلاحظ إن الإناث أسرع نموا من الذكور في الجوانب العاطفية . ويتحدثن أحيانا فيما بينهن عن الذكور بشيء من الإثارة ، لكنهن يحرصن على أن يكون الحديث همسا لا يسمعه الآخرون . وبشكل عام فإن هذه الحالات تدلل على السعي الى إثبات الشخصية والى إبراز ميول الأنوثة أو الذكورة.
القلق الفكري
تعيش الفتاة ، خلال فترة المراهقة حالة من القلق والإضطراب الفكري التي تنعكس آثارها على مواقفها وسلوكها . فإنها تقرر اليوم شيئا وتعتقد به ويتغير
موقفها منه غدا فترفضه وتدبر عنه ، وتارة تتصرف كالأطفال ، وأخرى تحاكي الكبار ، وحينا تقلد الذكور في تصرفاتها ، وفي حين آخر تحاول الظهور بمظهر المرأة الناضجة . وبحسب تعبير رانك : أنها تعيش حالة من التيه والحيرة . لا تعرف ما يجب أن تكون ، رجلا أم إمرأة ، صغيرا أم كبيرا ، إن النمو العاطفي يعرضها الى نوع من الإهتزاز النفسي الذي قد يؤدي في بعض الحالات حتى الى أن تقوم حياتها على أساس من الشك . أو أنه ، ما يقول كوتشكوف : قد نوصي الأبناء احيانا بأن يكونوا على النحو الكذائي لكنهم لا يطيعون ، وحجتهم أنهم عاجزون عن ضبط سلوكهم.
إن حالة القلق والإضطراب ، لدى أفراد هذه الفئة تشمل جميع جوانب حياتهم ، ولا يعرفون ما يجب أن يفعلونه ، أو يواصلون تحصيلهم الدراسي ، مثلا ، أم ينقطعون عنه ، يقبلون مشاريع الزواج أم يرفضون؟ يطيعون أوامر وتوجيهات الوالدين أم يتمردون عليها ؟ وهكذا تمتد هذه الحالة لتشمل حتى مجالات العبادة والجرم ، والإنحراف و ...
حالة عابرة
إن ما مر ذكره عن الوضع النفسي لأعضاء هذه الفئة هو حالة عابرة وزائلة ويندر أن تستمر لفترة زمنية طويلة . وتنتهي في الغالب في بحر سنة أو سنتين، وأقصى ما يمكن أن تستمر هي أنها تنتهي مع نهاية فترة المراهقة.
حالة الإضطراب
يعاني المراهق أو المراهقة من نوع من الإضطراب النفسي . وبحسب رأي أحد الأطباء النفسانيين ، فإنه مضطرب وغير مستقر على حال معين ، ويسعى دائما بهذا الإتجاه وذاك ، لعله يجد سبيلا يوصله الى ساحل النجاة وسط أمواج
الإضطراب التي تحيط من كل جانب . القول بأن حياة الإنسان فيها مد وجزر ، ينطبق بشكل كامل على المراهق أو المراهقة ، حيث يمر خلال هذه الفترة بحالات مد وجزر مختلفة من الناحية النفسية فتارة يكون هادئا وأخرى ثائرا ، وفي وقت نجده مبسوطا وفي آخر غاضبا متوترا . وهكذا .
إن هذه الحالة تشمل جميع الجوانب النفسية للشخصية ، وهي سريعة التبدل بطبيعتها . فخلال لحظة واحدة يمكن أن تنقشع غيوم الهم والغم من أفق مزاجها ليحل محلها الفرح والإنبساط ، أو بحسب تعبير سوزان برونه ، فإنها سرعان ما تتمطى وترتخي أعصابها وتبتسم كنجمة مضيئة.
السلوك الديني
إن فترة ما قبل المراهقة ، في حياة الفتاة أو الفتى ، هي فترة الإنجذاب الى الدين والعبادة والتفاعل النفسي مع طقوسه . وقد يطلب في خضم حماسه المعنوي الى والديه أن يساعداه من أجل بلوغ مراتب الكمال الديني.
ومن جهة النظر العلمية ، فإن الإثارات المتأتية من التفاعل مع الوسط البيئي ، تولد في الشخص نوعا من الحماس والشعور المعنوي ... فيتجه الى الزهد والتقوى ، أو يميل في بعض الأحيان الى التشكيك بالعقائد والتعاليم الدينية أو رفضها . وبطبيعة الحال يمكن للمربي الواعي أن يزيل مثل هذه الشكوك ويبدلها باليقين من خلال الإرشاد والتسديد.
فمع ما نجده في الشخص في هذه السن من ميل ورغبة شديدة في الدين الا أنه لا يطيق الأعمال والطقوس الدينية . فعندما يصلي ، مثلا ، يسرع في صلاته وكأن هناك من يلاحقه ، أو خطرا يهدد حياته ، وفي الوقت ذاته يتجه الى العبادة بشكل جاد في بعض الحالات ، خصوصا عندما يلاقي تشجيعا وإشادة من الآخرين في هذا المجال.
خلاصة الآراء
لقد أورد هاروكس في كتابه علم نفس المراهق ، الذي صدر عام 1969 ، خلاصة لآراء العلماء حول المراهق ، نشير الى طائفة منها بحسب الترجمة الفارسية للكتاب .
يقول هاروكس بشأن المراهق :
المراهق في تغير من الناحية العضوية ، وغير ناضج من الناحية العاطفية ، وذو تجربة محدودة ، وتابع للوسط البيئي ثقافيا ، يريد كل شيء ، لكنه لا يعرف ما يريد ، يتصور أنه يعلم كل شيء ، لكنه لا يعلم شيء ، يحسب أنه يملك كل شيء وهو لا يملك شيئا في الواقع . فلا هو يستفيد من إمتيازات الأطفال ، ولا هو يستثمر مزايا الكبار ، يعيش في حلم وخيال بينما هو يتعامل مع الواقع ، إنه ثمل واع ونائم صاح .
إنه بحاجة الى توجيه من الخارج كي يهتدي ، والى جليس ورفيق كي يخرجه من وحدته . ولاشك في أن لأفكار وآراء الأصدقاء أثر بالغ على المراهق ، لكن المشكلة هي أنه يقضي أكثر أوقاته لوحده ويميل الى الإستغراق في أفكاره بعيدا عن الآخرين.