الشيخ عباس محمد
23-08-2015, 08:45 PM
الإختلالات العاطفية
توصف فترة المراهقة بمرحلة الإثارة والتجاذب العاطفي . ويشمل ذلك جميع أبعاد حياة الفرد بما فيها جانب الغريزة الجنسية . فعلى أثر التغيرات التي تحصل في المزاج وفي الوضع النفسي , تتغير ميول وإهتمامات الأشخاص ، ويتجه تفكير البعض نحو الحياة الخاصة حيث الزواج وتشكيل الأسرة.
ويمكن أن تحمل التغيرات الحاصلة في هذا المجال أخطارا أو مضارا عديدة للأشخاص في بعض الحالات . يقول أحد العلماء : إن مرحلة المراهقة ، بما تنطوي عليه من الام نفسية ، وضغوط عاطفية ، وقلق وخوف وإضطراب وشعور بالذنب ، قد تكون اشد مراحل الحياة صعوبة . وهو الأمر الذي يتغير على أثره طبيعة وسلوك الأحداث بشكل يثير إستغراب وإستفهام أولياء الأمور.
التنوع العاطفي
أن العاطفة لدى المراهقين ، والفتيات منهم على وجه الخصوص ، متنوعة وسريعة التبدل . فقد يكون المراهق فرحا ومسرورا الآن وبعد لحظة تتبدل حالته الى هم وحزن ثقيلين ، أو أن يكون متفائلا وسرعان ما ينقلب تفاؤله الى يأس وقنوط ، أي أن العاطفة لدى المراهق ، بخلاف العاطفة المتزنة لدى الكبار ، تتميز بالتطرف وبسرعة التبدل من حالة الى أخرى معاكسة.
تتميز الفتاة المراهقة بدرجة من الرقة والشفافية بحيث قد يخلق لديها رؤية عدد من الأزهار البرية عالما من المرح والنشاط ... ويحرك لديها قوة الإبتكار والإبداع . كما ومن شأن رؤية طرف نملة أو سقوط طائر من عشه أن يدفعها الى البكاء.
إنها مستغرقة في عالم آخر هوعالم العواطف والإثارة ، عالم من الأفراح والأتراح حقيقي وحتى خيالي . ويمكن إرجاع بعض هذه الحالات الى دوافع جنسية ومن الحب ، والكراهية ، والحسد ، والشعور بالذنب ، والخوف ، والإضطراب ، والحزن والفرح . وقد تندفع الفتاة بنحو آخر الى التطرف في هذه المجالات . ولهذا فإنها تتصور أن الكبار غير مكترثين بأحاسيسها من جهة ، والكبار أيضا من جهتهم قد يصفونها بالجنون والشذوذ ويغيرون مواقفهم منها .
الإضطرابات
إن فترة المراهقة هي مرحلة بروز مختلف حالات القلق والإضطراب التي تؤدي بدورها الى الإصابة بمختلف الإعتلالات النفسية والسلوكية كتنفيس عن حالة الإضطراب . ويعاني المراهق خلال ذلك من قلق وإضطراب دائمين تبلغ شدتهما درجة يشعر معها وكأن هناك خطرا يتهدده بين لحظة وأخرى.
إن كل شيء بالنسبة لفئة المراهقين ، في هذه المرحلة ، يدعو الى القلق والإضطراب ، الحياة الأسرية والحياة المدرسية ، والعلاقات ، والصداقات ، والتفكير بالمستقبل الوظيفي ، والأبعاد المرتبطة بالنمو والبلوغ و ... وقد تتجلى حالة الإضطراب والقلق على شكل الخوف ، والكآبة ، والوسواس وحتى الهستيريا احيانا.
وتعود حالة الإضطراب لدى المراهقين في جذورها الى مرحلة الطفولة ، ويرجع سببها في الغاللب لطريقة تعامل الأم مع الشخص في مرحلة الطفولة ، وهي نتيجة للمخاوف المنتقلة اليه عن طريق الأم .
كما ويمكن أيضا إرجاع الإضطراب في أسبابه الى تناقض الوالدين في تعاملهما مع الأبناء ، حيث اللين تارة والخشونة ــ في اخرى ، الأمر الذي يفقدهم الثقة بأولياء الأمور في غالب الأحيان ، ويتعرضون ، على أثر الإعتمالات
85
النفسية ، التي لا يستطيعون الإعلان عنها ، الى الإصابة بالقلق والإضطراب . وكذلك يمكن العثور على جذور هذه الحالة في السنوات الأولى للحياة ، وحتى في الشهر الأول من الولادة الذي يتميز فيه الرضيع بحساسية إستثنائية تجاه الأفعال والتصرفات ، والضوضاء والشجار . وتتفاقم هذه الحالة بالتدرج إذا لاحظ الشخص في سنوات لاحقة من عمره حالات من قبيل التمييز بين الأبناء ، أو الشجار بين الأبوين ، أو مسالة الطلاق والإنفصال في أوساط الأسرة.
الخوف لدى المراهق
ليس واضحا على وجه الدقة سبب تعرض الكثير من المراهقين ، خلال هذه المرحلة من العمر ، الى الإصابة بالخوف . فالتجارب والشواهد الحياتية اليومية تدل على أن المراهقين ، وفئة الإناث منهم على الأخص ، يعانون من حالة الخوف ، وغالبا ما تكون هذه المخاوف غير مبررة ، مثل الخشية من الصراصر أو الفئران أو الظلام و ...
المعروف أن فرق الخوف عن الإضطراب هو أن للخوف موضوع مشخص ، في حين يوصف الإضطراب بالخوف من خطر لم يقع أو لا وجود له في الواقع الموضوعي .إن هذه الحالة تزول بالتدرج شيئا فشيئا ، ويكتسب الخوف معنى ولونا آخر عند المراهق أو المراهقة . لكنها على أية حال تعد مشكلة للكثير من العوائل في الوقت الحاضر ، ونلاحظ منها خشية الفتاة من وضعها ، ومن أنوثتها ، ومن المفاجآت غير السارة ، ومن إحتمالات الإنحراف ... واغلب هذه الحالات ممزوجة بالإضطراب الى درجة يصعب تفكيكها.
التوترات النفسية
إن حياة المراهقة ، خصوصا لدى الفتيات ، تنطوي دائما على ازمات
وإثارات عصبية . وتبلغ هذه الحالة من الشدة بحيث تنسلب من المراهقين القدرة على حل المشاكل والصعاب التي يواجهونها . ويقول أحد المتخصصين إن المراهقة حتى في أبسط أشكالها ، تعد أزمة عاطفية قريبة الى المرض النفسي في أغلب الحالات.
وبطبيعة الحال ، فإن الإناث أكثر عرضة لإيحاءات التوترات النفسية نسبةً الى الذكور . ويعد ضعف الجنس اللطيف في المقاومة أمام الإثارات في الظاهر حالة طبيعية ذاتية وليست إكتسابية.
وفيما يخص منشأ وجذور هذه التوترات ، يمكن الإشارة ، فضلا عن الأبعاد الذاتية أو الناتجة عن ظروف النمو ، الى الضغوط النفسية المباشرة وغير المباشرة . وكذلك التشدد في أعمال الرقابة من قبل الوالدين والمربين خصوصا في فترة الطفولة . ومن هنا يمكن القول أن الذين تعرضوا ـ أو ما يزالون ـ الى التشدد من قبل أولياء الأمور خلال مرحلة الطفولة ، نادرا ما يستطيع أحدهم حفظ توازنه في هذا المجال.
المهم هو أن هذه التوترات وخصوصا الإضطرابات النفسية ، ترافقها في الغالب تغييرات فسيولوجية من قبيل زيادة التعرق ، والإجهاد العضلي ، وزيادة دقات القلب ، والتعب الشديد ... وقد تؤدي هذه الحالة الة مضاعفات خطيرة على الشخص يصعب علاجها في مراحل لاحقة.
المشاعر
تتصف هذه الفئة بمشاعر حادة ومتناقضة , فهي شفافة ورقيقة بشدة من جهة ، وقاسية وخشنة من جهة أخرى . وبعبارة أخرى إن التطرف لديها ظاهر في كلا الإتجاهين ويمازجه إضطرابات عاطفية شديدة.
إن هؤلاء يشعرون أحيانا أنهم بلداء لا يستوعبون المسائل وطرق حلها،
أو يتصورون أنهم أشخاص مرفوضون من قبل أسرهم والآخرون ، ولذا فإنهم يسعون الى الفات نظر الآخرين وجذبهم اليهم بشتى الوسائل ، وقد يندفعون في هذا السبيل الى القيام بأفعال وتصرفات خاطئة.
وقد يتعلق افراد هذه الفئة بزملائهم الى حد الهيام بهم . يقول أحد العلماء : إن الفتيات ، شأنهن شأن الفتيان ، يضعن في بعض الأوقات رؤسهن على أكتاف صديقاتهن بشكل لا إرادي ، الا أن هذه الحاجة الى الحنان هي حاجة شخصية تبرز عادة بأشكال مختلفة ، وقد تؤدي هذه الحالة في بعض الموارد الى الإنحراف والجنوح.
جذور الإختلالات
إن الإختلالات العضوية كثيرة ، ومنها الصداع ، وسوء الهضم ، والإسهال ، والمرض ، والإنقباض النفسي ، والرجفة ، والضعف ، والإجهاد ، وكلها تعود في جذورها الى الإعتلالات والتوترات العاطفية والنفسية . كما وقد لوحظ أن القلق والخوف في مرحلة الطفولة ، وخصوصا الحرمان من حنان الأم ، أدى ببعض أفراد هذه الفئة الى أن يستصغروا شأنهم ويفقدوا ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم ، والى أن يعجزوا عن تعويض هذا النقص في المراحل اللاحقة من حياتهم.
يرى أحد العلماء أن الدوافع الجنسية في مرحلة الطفولة ، تولد في مرحلة المراهقة إضطرابات وتوترات نفسية ذات إتجاهات مخربة وعدائية . وقد يبلغ ذلك في بعض الحالات حدودا لا تطاق . ولا بد أن نضيف هنا هذه المسالة وهي أن الكثير من التوترات العصبية لدى المراهق تنتج من الكآبة والإضطراب.
فقد تولد الإختلالات العاطفية ، في حال إستفحالها ، اخطارا ومضارا عديدة للمراهق والأسرة . وقد يؤدي التشوش الذهني والقنوط بالمراهق ، طبقا لبعض الآراء ، الى التفكير بالإنتحار ، ومن حسن الحظ فإن اعمال اللهو والتسلية تحول دون الإمعان في السوداوية والتفكير بالإنتحار.
توصف فترة المراهقة بمرحلة الإثارة والتجاذب العاطفي . ويشمل ذلك جميع أبعاد حياة الفرد بما فيها جانب الغريزة الجنسية . فعلى أثر التغيرات التي تحصل في المزاج وفي الوضع النفسي , تتغير ميول وإهتمامات الأشخاص ، ويتجه تفكير البعض نحو الحياة الخاصة حيث الزواج وتشكيل الأسرة.
ويمكن أن تحمل التغيرات الحاصلة في هذا المجال أخطارا أو مضارا عديدة للأشخاص في بعض الحالات . يقول أحد العلماء : إن مرحلة المراهقة ، بما تنطوي عليه من الام نفسية ، وضغوط عاطفية ، وقلق وخوف وإضطراب وشعور بالذنب ، قد تكون اشد مراحل الحياة صعوبة . وهو الأمر الذي يتغير على أثره طبيعة وسلوك الأحداث بشكل يثير إستغراب وإستفهام أولياء الأمور.
التنوع العاطفي
أن العاطفة لدى المراهقين ، والفتيات منهم على وجه الخصوص ، متنوعة وسريعة التبدل . فقد يكون المراهق فرحا ومسرورا الآن وبعد لحظة تتبدل حالته الى هم وحزن ثقيلين ، أو أن يكون متفائلا وسرعان ما ينقلب تفاؤله الى يأس وقنوط ، أي أن العاطفة لدى المراهق ، بخلاف العاطفة المتزنة لدى الكبار ، تتميز بالتطرف وبسرعة التبدل من حالة الى أخرى معاكسة.
تتميز الفتاة المراهقة بدرجة من الرقة والشفافية بحيث قد يخلق لديها رؤية عدد من الأزهار البرية عالما من المرح والنشاط ... ويحرك لديها قوة الإبتكار والإبداع . كما ومن شأن رؤية طرف نملة أو سقوط طائر من عشه أن يدفعها الى البكاء.
إنها مستغرقة في عالم آخر هوعالم العواطف والإثارة ، عالم من الأفراح والأتراح حقيقي وحتى خيالي . ويمكن إرجاع بعض هذه الحالات الى دوافع جنسية ومن الحب ، والكراهية ، والحسد ، والشعور بالذنب ، والخوف ، والإضطراب ، والحزن والفرح . وقد تندفع الفتاة بنحو آخر الى التطرف في هذه المجالات . ولهذا فإنها تتصور أن الكبار غير مكترثين بأحاسيسها من جهة ، والكبار أيضا من جهتهم قد يصفونها بالجنون والشذوذ ويغيرون مواقفهم منها .
الإضطرابات
إن فترة المراهقة هي مرحلة بروز مختلف حالات القلق والإضطراب التي تؤدي بدورها الى الإصابة بمختلف الإعتلالات النفسية والسلوكية كتنفيس عن حالة الإضطراب . ويعاني المراهق خلال ذلك من قلق وإضطراب دائمين تبلغ شدتهما درجة يشعر معها وكأن هناك خطرا يتهدده بين لحظة وأخرى.
إن كل شيء بالنسبة لفئة المراهقين ، في هذه المرحلة ، يدعو الى القلق والإضطراب ، الحياة الأسرية والحياة المدرسية ، والعلاقات ، والصداقات ، والتفكير بالمستقبل الوظيفي ، والأبعاد المرتبطة بالنمو والبلوغ و ... وقد تتجلى حالة الإضطراب والقلق على شكل الخوف ، والكآبة ، والوسواس وحتى الهستيريا احيانا.
وتعود حالة الإضطراب لدى المراهقين في جذورها الى مرحلة الطفولة ، ويرجع سببها في الغاللب لطريقة تعامل الأم مع الشخص في مرحلة الطفولة ، وهي نتيجة للمخاوف المنتقلة اليه عن طريق الأم .
كما ويمكن أيضا إرجاع الإضطراب في أسبابه الى تناقض الوالدين في تعاملهما مع الأبناء ، حيث اللين تارة والخشونة ــ في اخرى ، الأمر الذي يفقدهم الثقة بأولياء الأمور في غالب الأحيان ، ويتعرضون ، على أثر الإعتمالات
85
النفسية ، التي لا يستطيعون الإعلان عنها ، الى الإصابة بالقلق والإضطراب . وكذلك يمكن العثور على جذور هذه الحالة في السنوات الأولى للحياة ، وحتى في الشهر الأول من الولادة الذي يتميز فيه الرضيع بحساسية إستثنائية تجاه الأفعال والتصرفات ، والضوضاء والشجار . وتتفاقم هذه الحالة بالتدرج إذا لاحظ الشخص في سنوات لاحقة من عمره حالات من قبيل التمييز بين الأبناء ، أو الشجار بين الأبوين ، أو مسالة الطلاق والإنفصال في أوساط الأسرة.
الخوف لدى المراهق
ليس واضحا على وجه الدقة سبب تعرض الكثير من المراهقين ، خلال هذه المرحلة من العمر ، الى الإصابة بالخوف . فالتجارب والشواهد الحياتية اليومية تدل على أن المراهقين ، وفئة الإناث منهم على الأخص ، يعانون من حالة الخوف ، وغالبا ما تكون هذه المخاوف غير مبررة ، مثل الخشية من الصراصر أو الفئران أو الظلام و ...
المعروف أن فرق الخوف عن الإضطراب هو أن للخوف موضوع مشخص ، في حين يوصف الإضطراب بالخوف من خطر لم يقع أو لا وجود له في الواقع الموضوعي .إن هذه الحالة تزول بالتدرج شيئا فشيئا ، ويكتسب الخوف معنى ولونا آخر عند المراهق أو المراهقة . لكنها على أية حال تعد مشكلة للكثير من العوائل في الوقت الحاضر ، ونلاحظ منها خشية الفتاة من وضعها ، ومن أنوثتها ، ومن المفاجآت غير السارة ، ومن إحتمالات الإنحراف ... واغلب هذه الحالات ممزوجة بالإضطراب الى درجة يصعب تفكيكها.
التوترات النفسية
إن حياة المراهقة ، خصوصا لدى الفتيات ، تنطوي دائما على ازمات
وإثارات عصبية . وتبلغ هذه الحالة من الشدة بحيث تنسلب من المراهقين القدرة على حل المشاكل والصعاب التي يواجهونها . ويقول أحد المتخصصين إن المراهقة حتى في أبسط أشكالها ، تعد أزمة عاطفية قريبة الى المرض النفسي في أغلب الحالات.
وبطبيعة الحال ، فإن الإناث أكثر عرضة لإيحاءات التوترات النفسية نسبةً الى الذكور . ويعد ضعف الجنس اللطيف في المقاومة أمام الإثارات في الظاهر حالة طبيعية ذاتية وليست إكتسابية.
وفيما يخص منشأ وجذور هذه التوترات ، يمكن الإشارة ، فضلا عن الأبعاد الذاتية أو الناتجة عن ظروف النمو ، الى الضغوط النفسية المباشرة وغير المباشرة . وكذلك التشدد في أعمال الرقابة من قبل الوالدين والمربين خصوصا في فترة الطفولة . ومن هنا يمكن القول أن الذين تعرضوا ـ أو ما يزالون ـ الى التشدد من قبل أولياء الأمور خلال مرحلة الطفولة ، نادرا ما يستطيع أحدهم حفظ توازنه في هذا المجال.
المهم هو أن هذه التوترات وخصوصا الإضطرابات النفسية ، ترافقها في الغالب تغييرات فسيولوجية من قبيل زيادة التعرق ، والإجهاد العضلي ، وزيادة دقات القلب ، والتعب الشديد ... وقد تؤدي هذه الحالة الة مضاعفات خطيرة على الشخص يصعب علاجها في مراحل لاحقة.
المشاعر
تتصف هذه الفئة بمشاعر حادة ومتناقضة , فهي شفافة ورقيقة بشدة من جهة ، وقاسية وخشنة من جهة أخرى . وبعبارة أخرى إن التطرف لديها ظاهر في كلا الإتجاهين ويمازجه إضطرابات عاطفية شديدة.
إن هؤلاء يشعرون أحيانا أنهم بلداء لا يستوعبون المسائل وطرق حلها،
أو يتصورون أنهم أشخاص مرفوضون من قبل أسرهم والآخرون ، ولذا فإنهم يسعون الى الفات نظر الآخرين وجذبهم اليهم بشتى الوسائل ، وقد يندفعون في هذا السبيل الى القيام بأفعال وتصرفات خاطئة.
وقد يتعلق افراد هذه الفئة بزملائهم الى حد الهيام بهم . يقول أحد العلماء : إن الفتيات ، شأنهن شأن الفتيان ، يضعن في بعض الأوقات رؤسهن على أكتاف صديقاتهن بشكل لا إرادي ، الا أن هذه الحاجة الى الحنان هي حاجة شخصية تبرز عادة بأشكال مختلفة ، وقد تؤدي هذه الحالة في بعض الموارد الى الإنحراف والجنوح.
جذور الإختلالات
إن الإختلالات العضوية كثيرة ، ومنها الصداع ، وسوء الهضم ، والإسهال ، والمرض ، والإنقباض النفسي ، والرجفة ، والضعف ، والإجهاد ، وكلها تعود في جذورها الى الإعتلالات والتوترات العاطفية والنفسية . كما وقد لوحظ أن القلق والخوف في مرحلة الطفولة ، وخصوصا الحرمان من حنان الأم ، أدى ببعض أفراد هذه الفئة الى أن يستصغروا شأنهم ويفقدوا ثقتهم بأنفسهم وبقدراتهم ، والى أن يعجزوا عن تعويض هذا النقص في المراحل اللاحقة من حياتهم.
يرى أحد العلماء أن الدوافع الجنسية في مرحلة الطفولة ، تولد في مرحلة المراهقة إضطرابات وتوترات نفسية ذات إتجاهات مخربة وعدائية . وقد يبلغ ذلك في بعض الحالات حدودا لا تطاق . ولا بد أن نضيف هنا هذه المسالة وهي أن الكثير من التوترات العصبية لدى المراهق تنتج من الكآبة والإضطراب.
فقد تولد الإختلالات العاطفية ، في حال إستفحالها ، اخطارا ومضارا عديدة للمراهق والأسرة . وقد يؤدي التشوش الذهني والقنوط بالمراهق ، طبقا لبعض الآراء ، الى التفكير بالإنتحار ، ومن حسن الحظ فإن اعمال اللهو والتسلية تحول دون الإمعان في السوداوية والتفكير بالإنتحار.