المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حالات الجنوح والإنحراف لدى المراهقين


الشيخ عباس محمد
23-08-2015, 08:53 PM
حالات الجنوح والإنحراف لدى المراهقين








يتعرض المراهقون ، خلال فترة البلوغ ، لتغييرات وتقلبات سيكولوجية عديدة تخل بتوازناتهم النفسية وتولد لديهم حالات عديدة من القلق والإضطراب . وخلال سعيهم من أجل التنفيس عن إحتقانات القلق والإضطراب وتسكين الامهم النفسية ، قد يندفعون أحيانا الى الجنوح وسلوك مسالك منحرفة.
وكما قال أحد العلماء ، فإن التطورات العضوية والنفسية الجنسية ، التي تبرز بشكل مفاجئ خلال فترة المراهقة ، تولد لدى الفتى أو الفتاة طائفة من الميول والعواطف المقلقة . ويكمن خطر الجنوح في طريق هكذا أشخاص في هذه الحالة إذا لم يكونوا محصنين من الناحية التربوية ، وتزداد إحتمالات الإنحرافات السلوكية عند معاشرة رفاق السوء والإنحراف الخلقي.
العلاقات غير البريئة





إن اساس الكثير من حالات الإنحراف ، خصوصا ما يتعلق منها بالجوانب الجنسية ، يعود الى العلاقات غير البريئة التي تنشأ بين الفئات المتقاربة في السن فحيث يشعر المراهق خلال بدايات فترة المراهقة ، بالحاجة الى من يجعله موضع أسراره من الزملاء والأصدقاء فيحاوره ويستشيره حول ما يحصل لديه من تغييرات عضوية ونفسية وتزداد إحتمالات تطور هذه الأمور الى علاقات جنسية غير شرعية.
إن علاقات الصداقة تتطور أحيانا الى علاقات محرمة ، فيصبح على أثره احد الطرفين خادعا والآخر مخدوعا ، ولايمكن تعيين الشخص المسبب بدقة






في مثل هذه الحالات ، الا أن ما يمكن قوله بشكل عام هو أنه لولا تشجيع احد الطرفين لا يمعن الطرف الاخر في فعله وسرعان ما ينصرف ويتركه لحاله ، لكن الواقع هو أن الإنصراف لا يحصل في الغالب ، لأن الطرفين يرغبان نفسيا في مثل هذه العلاقة.
أجل فنتيجة لتشابه الميول العاطفية لدى المراهقين ، يلاحظ أنهم يندفعون ، في علاقاتهم بعض ببعض ، وراء مختلف الإيحاءات الجنسية الإنحرافية. وعلى الرغم من أن هذه الحالة تثير لديهم المخاوف في معظم الأحيان ، الا أنهم يعجزون عن الإنصراف عنها كليا أو ضبط أنفسهم تجاهها.
الإنحراف الجنسي





تتولد لدى الأحداث ، خلال فترة المراهقة ، دوافع جنسية إنحرافية عديدة مثل : العادة السرية ، والميل الى نفس الجنس ، واللعب بالأعضاء الجنسية الى درجة الشذوذ .
وفي بعض الأحيان يشعر المراهقون أنهم أحرار وبإمكانهم ممارسة الجنس وإرضاء غرائزهم كما يشاؤون . لكنهم يخشون في نفس الوقت من هذه العملية لكونها تنطوي على إحتمالات الحمل ، وأحيانا أخرى يلجأون الى إرضاء أنفسهم عن طريق ممارسة الإستمناء أو ما يسمى بالعادة السرية.
فطبقا للتحقيقات التي أجراها كينزي حول فئة المراهقين ، تبين أن 30 ـ 70 % من الفتيات و 70 ـ 90 % من الفتيان في البلدان الغربية يمارسون العادة السرية . وبالطبع فإن هذه النسبة تقل في المجتمعات الإسلامية نتيجة تحريم الدين الإسلامي لذلك.
وتشير الدراسات والبحوث العلمية حول هذا النوع من الإنحراف الى أنه قديم ومزمن في أوساط المراهقين ، لكنه لم يكن بهذه الدرجة من الشيوع التي






نلاحظها اليوم في المجتمعات المعاصرة . ويعود السبب في ذلك الى تأخر سن الزواج من جهة ، ولعوامل الإثارة المتزايدة في عصرنا الحاضر من جهة أخرى .
وفضلا عما مر ، يمكن أن يكون هذا الإنحراف ناشئا من عقد نفسية تعود في جذورها الى ملابسات سنوات الطفولة ، ويسعى الشخص في مرحلة المراهقة الى التنفيس عنها عن طريق ممارسة العادة السرية.
الإنحراف المتعمد





بعض المراهقين يندفعون وراء الأفعال المنحرفة عن عمد وسابق إصرار رغم علمهم بخطأ ما يرتكبون . إن الميل الى النزاهة والورع والخضوع الى الخطيئة والرغبة بها في ذات الوقت ، من شأنه أن يولد تناقضات نفسية ذات عواقب وخيمة على الأشخاص.
إن مثل هؤلاء الأشخاص يعانون من القلق والإضطراب ، ويسعون ، من خلال افعالهم وتصرفاتهم الخاطئة ، الى التنفيس عن الضغوط النفسية التي تعتمل في صدورهم بهدف الوصول الى حالة الهدوء النفسي ، لكنهم يندمون على أفعالهم فيما بعد، فيشتد قلقهم وإضطرابهم . ولأن الإضطراب الجديد بحاجة الى تنفيس جديد ، لذا فإنه يسوقهم الى إرتكاب مزيد من الخطايا والذنوب ، وهكذا تستمر الحالة الى أن تبلغ مديات خطيرة.
إتساع الإنحراف





قد يتسع الإنحراف ويتنوع عند المراهق . فنوع منه يتمثل في الإنحراف الغريزي ، وهو بدوره ينقسم الى أنواع ، ويدل على إعتلالات نفسية يعاني منها الشخص في هذا المجال وتحتاج الى رعاية تربوية خاصة . ويميل بعض أفراد هذه الفئة الى مطالعة الكتب والصور التي تحتوي على معلومات ولقطات تثير الغريزة الجنسية.






إن هدفهم من الإندفاع وراء المثيرات العاطفية يتمثل في محاولة التنفيس عن الإحتقانات النفسية التي تضغط عليهم وتقلقهم بشدة ، ولذا يلاحظ أنهم يلهثون أحيانا وراء مختلف الإثارات الجنسية والعاطفية بهدف الحصول على المتعة الآنية التي تسكن إضطراباتهم النفسية المختلفة مؤقتا.
العواطف والرغبات





أن العواطف والرغبات تشتد في مرحلة المراهقة الى درجة تتغلب على معايير العقل والإتزان الشخصي لدى المراهقين . ومن هنا يلاحظ أن بعض المراهقين يندفعون وراء إشباع حاجاتهم ورغباتهم العاطفية ، عن طرق خاطئة ويمكن القول أن عواطف ورغبات أعضاء فئة المراهقين تتجاذبها مشاعر حياة الطفولة من جهة ، ومتطلبات حياة الكبار من جهة أخرى ، وبالفعل فإن هذه الفترة بالنسبة لهم هي فترة إنتقالية ، ينتقلون خلالها من الطفولة الى مرحلة الشباب والنضوج . ومن الطبيعي أن يرافق هذه المرحلة الإنتقالية من حياتهم حالات من الخوف والقلق والإضطراب الى جانب الرغبة بالحياة الجديدة.
وبطبيعة الحال ، يولي المراهقون ، أناثا وذكورا ، في هذه المرحلة من أعمارهم اهمية متزايدة لآراء الآخرين بشأن ميولهم وعواطفهم . وهذه الحالة تعد أرضية مناسبة لتوجيه ميولهم ورغباتهم بالإتجاه الصحيح.
وبعبارة أخرى إذا كان الأشخاص الذين يتأثر بهم المراهق ويحسب أهمية لرغباتهم أناس شرفاء ومؤدبون يميل هو الآخر الى الالتزام والتأدب بآدابهم في الحياة ، وبالعكس إذا كانوا أشخاص متهتكون وفاسدون ينساق هو الآخر وراءهم نحو الإنغماس في الرذيلة والإنحراف.






تنوع المشاعر





يتميز المراهقون بأحاسيس ومشاعر متنوعة وحتى متناقضة ومضرة في بعض الحالات . فمثلا يشعر المراهق أحيانا أن جسمه غير جميل ويثير الضحك والسخرية ، والآخرون ينظرون اليه بإستصغار ، الأمر الذي يحزنه ويقلقه ويدفعه أما الى التغلب عليه بالظهور بمختلف الأشكال ، أو الى الإنزواء والإنطواء على النفس.
ويمكن إرجاع بواعث الكثير من حالات المبالغة في التظاهر بمختلف الأشكال الى نفس هذه الهواجس والمشاعر . وتلاحظ هذه الحالة في الغالب لدى الأشخاص الذين يعانون من ما يسمى بحب الشباب في وجوههم أو يعانون من نقص عضوي في اجسامهم أو يشعرون أن مثل هذا النقص موجود في شخصياتهم .
ومع أن أعضاء فئة المراهقين ما يزالون في مقتبل أعمارهم ، الا أنه تصدر من بعضهم أحيانا حركات وتصرفات مثيرة وذات دوافع ومغاز جنسية . ويمكن معالجة هذه الحالة وتطويقها في الأسرة بواسطة الإرشاد والتوجيه.
المخاوف الغريزية





قلنا أننا نتفق مع رأي موريس دبس حول الغريزة والقضايا الجنسية . لقد كتب دبس قبل خمسين عاما : من المبالغة الأخذ بجميع آراء فرويد حول القضايا الجنسية ، الا أن بعضها صحيح ويحصل في أواخر سن المراهقة فمع ما يبدو على المراهق من شوق ورغبة لخوض التجارب العاطفية في هذه المرحلة ، يلاحظ أيضا أنه أثر تراوده في نفس الوقت مخاوف من ميوله الجنسية.
إن الكثير من حالات الجنوح والإنحراف لدى أعضاء هذه الفئة تنشأ من الرغبة في إثبات الذات وبهدف التدليل على النضوج وعلى التحرر من القيود ، او






بدافع تسكين الإضطرابات النفسية . إذن ليست المسالة دائما كما يقول فرويد.
ولا تقتصر حالات الإختلال والخوف والقلق على الجانب الغريزي وحسب. فهناك جوانب وحالات أخرى أيضا يواجه فيها المراهق العديد من المشاكل