الشيخ عباس محمد
23-08-2015, 08:55 PM
مشكلات المراهقين
إن إجتياز مرحلة الطفولة والدخول في مرحلة المراهقة والنضوج ليس بالأمر الهين ، بل أنه ينطوي على صعوبات ومشكلات كثيرة . وقد يستغرق تجاوز هذه المرحلة في بعض الحالات سنوات عديدة.
ومن المشكلات التي يتعرض لها المراهقون في هذه الأثناء ، التشوشات الذهنية والإختلال في الجوانب الفكرية . ويعود السبب في ذلك الى انهم يواجهون في حياتهم الجديدة قضايا متشعبة وواسعة يعانون صعوبات في كيفية التعامل معها وإتخاذ القرار المناسب بشأنها ، وفي الوقت ذاته لا يسمح لهم إعتدادهم بأنفسهم وغرورهم طلب العون والإرشاد من الآخرين في سبيل حل مشاكلهم.
ليس خطأ أن نتوقع من المراهقين أن تكون لهم حياة هادئة ويواصلون العيش الطبيعي كالكبار ، لكن مثل هذا التوقع مبالغ به ، ويتعارض مع الظروف الحساسة التي يمرون بها خلال فترة المراهقة.
ففي بعض الموارد ، نلاحظ المراهقين وهم يعانون من حالة الإعتلال والمرض ، ومن طائفة من الإختلالات العضوية والنفسية التي أشرنا الى بعضها في الفصول السابقة ، ومن هذه الإختلالات حالة السمنة.
تشير التحقيقات حول المصابين بالسمنة الى انهم كانوا يعانون من الحالات الآتية وطبقا للنسب المثبتة : 63 % منهم كانوا يعانون من توقف عملية النمو ، و 62 % منهم مصابون بالوسواس ، و43 % منهم يعانون من الشك والتردد ، و40% منهم منطوون على أنفسهم ، و 34 % منهم حادو المزاج ، و 22 % منهم يشعرون بالكبت ، و 17 % منهم ضعاف الأعصاب ... وهكذا الى آخر الحالات في
116
هذا المجال.
ولابد أن نضيف هنا أن هؤلاء لا يتمتعون بأوضاع طبيعية في البيت أحيانا ، لكنهم يتمتعون بأوضاع طبيعية وهادئة في المدرسة . وبعبارة أخرى فإن لظروف الوسط والبيئة دورا مؤثرا في أطباعهم النفسية.
المشكلات الفكرية
يعاني الكثير من المراهقين ن خلال هذه المرحلة من الحياة ، من مشكلات فكرية متنوعة ، غير أن أغلب هذه المشكلات التي تبدو فكرية في ظاهر الحال ، لا تعدو في الواقع سوى تصورات وأوهام من نسج الخيال.
فنجدهم أحيانا ينسجون خططا لمستقبلهم في خيالهم ويتمثلون تحققها في الواقع العملي ، ولما يشعرون بإستحالتها بعد حين يعتبرونها مشكلة حقيقية ويتمنون يحققها في الواقع الخارجي . لكنهم في الوقت ذاته يعانون من مشاكل وإبهامات فكرية حقيقية ايضا ناشئة في الغالب عن قلة التجربة وفقر المعلومات عن ظروف وطبيعة الحياة وهي ثغرات يفترض بأولياء الأمور والمربين أن يملؤها قبل هذا الوقت بالإرشاد والتوجيه في سبيل تحصين الشخص فكريا وثقافيا.
المشكلات النفسية
وكذلك يكون المراهقون ن خلال هذه المرحلة عرضة للمشكلات النفسية المختلفة التي قد تتطور الى عقد وأمراض نفسية مستفحلة . ومن هذه المشاكل يمكن الإشارة الى الرغبة بالإستقواء ، وإستخدام القوة ، وإبراز العضلاتن والشعور بالتفاهة في بعض الحالات ، والتناقض في السلوك ، وضعف الإرادة ، والميل الى التحرر والعجز عن تحقيق ذلك ، وأحيانا فقدان الشجاعة و ...
وفي بعض الحالات يشعر هؤلاء عند التعامل معهم أن الآخرين تجاوزوا
على حقوقهم ولم يحترموهم . وحتى يتصورون أن أولياء امورهم لا يدركونهم ولا يجيدون كيفية التعامل معهم ،وهذه الأخيرة تصدق على الكثير من الفتيات وتظهر من خلال كثرة شكاواهن في هذا المجال. ومن أعراض المشكلات النفسية حالات التمرد على أوامر وتوجهات أولياء الأمور والمربين ، وسرعة الغضب ، والإعتداء على الآخرين ، وعدم الإنتظام ، والإدبار عن الإهتمام بالدراسة ، وقضاء الأوقات بالعبث.
المشكلات الثقافية
من المشكلات الثقافية لهذه الفئة من الناس جهلهم بفلسفة الحياة ،وقلة إطلاعهم على القضايا الفكرية ، والثقافية التي تشكل منطلقات في حياتهم الشخصية والإجتماعية ، وسطحية مستوياتهم من النواحي العلمية الأخرى.
لكنهم في الوقت ذاته يمتازون بدرجة كبيرة من الفضول العلمي ، وإذا حصل وأن توصلوا الى مسالة معينة خلال قراءاتهم أو تجاربهم ، فإنهم يتحدثون عنها بلون من الحماس وكأنهم قد توصلوا الى كشف عظيم.
كما تتولد لديهم ، في ناحية الإهتمام الأدبي ، حالة من الرومانسية تجعلهم على أثرها حساسين وشفافين جدا. وتارة نجدهم متزمتين تجاه الأعراف والقيم والالتزام به ، وتارة أخرى يكونون غير مكترثين بشيء من هذه الأمور الى درجة التمرد والإستهتار.
المشكلات الإجتماعية
تبدو حالة الفتيات في مثل هذه السن وكأنهن يبحثن عن ضالة لهن ، ولا يعرفن أين ينبغي العثور عليها، ومن هنا فأنهن يتصرفن تصرفات تبدو غريبة ومتنافية مع الأعراف والقيم الإجتماعية وتدعو الى إستنكار وإحتجاج الكبار.
ويلاحظ في الغالب ، أن الفتيات المراهقات يتجهن في حياتهن الى تقليد الممثلات ونجمات السينما ، اللاتي يتأثرن بهن ، في طريقة العيش والملبس وفي
العلاقات الإجتماعية . ولاشك في أن السلب ,الإيجاب في هذه الإندفاعات يتوقف على نوع الشخصيات التي تكون موردا للإهتمام من قبل المراهقات ، فإذا كانت رزينة وإيجابية تكون مؤثرة بالإتجاه الإيجابي ، وإذا كانت متهتكة وسلبية ، فإنها تجر نحو الرذيلة والإنحراف.
تتنوع المشكلات الإجتماعية لدى المراهقات ، وتشمل في قسم منها ، حالات من قبيل عدم الإنضباط في السلوك والجنوح ، والإضطراب ، وعدم المواظبة على تحضير الدروس والحضور الى المدرسة ،والإنشغال الذهني والكآبة ، والضجر من الحياة ، والتهور في السياقة ، والتمرد على الضوابط الإجتماعية التي لا تتعارض مع نفسياتهن.
وبشكل عام ، فإن مرحلة المراهقة ، تعد من المراحل التي يواجه فيها الشخص صعوبات كثيرة في التطابق والإنسجام مع شروط الحياة الإجتماعية . وتتطلب عملية الإرشاد والتوجيه التربوي فيها مزيدا من الوعي والتحمل من قبل أولياء الأمور والمربين.
طبيعة حياة المراهقين
إن نمط حياة المراهقين وطبيعة الظروف التي يعيشونها داخل أسرهم ، تعكس آثارها بإطراد على نفسياتهم ، فإذا كانت حياة هادئة وطبيعية يكونون هادئي الطباع وموزونين من الناحية النفسية والسلوكية ، والعكس ايضا هو الصحيح ، إذا كانت متشنجة ومضطربة تكون ظروفهم بالتبع كذلك.
ومن العوامل التي تؤدي الى بروز المشكلات النفسية والإجتماعية في مرحلة المراهقة ، يمكن الإشارة الى فقدان الحنان والرعاية ، والفقر المادي ، والضغوط النفسية ، والتجارب والكوارث المريرة أثناء مرحلة الطفولة . لكن المشكلات لدى فئة المراهقين لا تعود أسبابها دائما الى خلفيات سابقة ، فقد تكون وليدة عوامل آنية ترتبط بالوضع النفسي للشخص خلال فترة المراهقة.
إن إجتياز مرحلة الطفولة والدخول في مرحلة المراهقة والنضوج ليس بالأمر الهين ، بل أنه ينطوي على صعوبات ومشكلات كثيرة . وقد يستغرق تجاوز هذه المرحلة في بعض الحالات سنوات عديدة.
ومن المشكلات التي يتعرض لها المراهقون في هذه الأثناء ، التشوشات الذهنية والإختلال في الجوانب الفكرية . ويعود السبب في ذلك الى انهم يواجهون في حياتهم الجديدة قضايا متشعبة وواسعة يعانون صعوبات في كيفية التعامل معها وإتخاذ القرار المناسب بشأنها ، وفي الوقت ذاته لا يسمح لهم إعتدادهم بأنفسهم وغرورهم طلب العون والإرشاد من الآخرين في سبيل حل مشاكلهم.
ليس خطأ أن نتوقع من المراهقين أن تكون لهم حياة هادئة ويواصلون العيش الطبيعي كالكبار ، لكن مثل هذا التوقع مبالغ به ، ويتعارض مع الظروف الحساسة التي يمرون بها خلال فترة المراهقة.
ففي بعض الموارد ، نلاحظ المراهقين وهم يعانون من حالة الإعتلال والمرض ، ومن طائفة من الإختلالات العضوية والنفسية التي أشرنا الى بعضها في الفصول السابقة ، ومن هذه الإختلالات حالة السمنة.
تشير التحقيقات حول المصابين بالسمنة الى انهم كانوا يعانون من الحالات الآتية وطبقا للنسب المثبتة : 63 % منهم كانوا يعانون من توقف عملية النمو ، و 62 % منهم مصابون بالوسواس ، و43 % منهم يعانون من الشك والتردد ، و40% منهم منطوون على أنفسهم ، و 34 % منهم حادو المزاج ، و 22 % منهم يشعرون بالكبت ، و 17 % منهم ضعاف الأعصاب ... وهكذا الى آخر الحالات في
116
هذا المجال.
ولابد أن نضيف هنا أن هؤلاء لا يتمتعون بأوضاع طبيعية في البيت أحيانا ، لكنهم يتمتعون بأوضاع طبيعية وهادئة في المدرسة . وبعبارة أخرى فإن لظروف الوسط والبيئة دورا مؤثرا في أطباعهم النفسية.
المشكلات الفكرية
يعاني الكثير من المراهقين ن خلال هذه المرحلة من الحياة ، من مشكلات فكرية متنوعة ، غير أن أغلب هذه المشكلات التي تبدو فكرية في ظاهر الحال ، لا تعدو في الواقع سوى تصورات وأوهام من نسج الخيال.
فنجدهم أحيانا ينسجون خططا لمستقبلهم في خيالهم ويتمثلون تحققها في الواقع العملي ، ولما يشعرون بإستحالتها بعد حين يعتبرونها مشكلة حقيقية ويتمنون يحققها في الواقع الخارجي . لكنهم في الوقت ذاته يعانون من مشاكل وإبهامات فكرية حقيقية ايضا ناشئة في الغالب عن قلة التجربة وفقر المعلومات عن ظروف وطبيعة الحياة وهي ثغرات يفترض بأولياء الأمور والمربين أن يملؤها قبل هذا الوقت بالإرشاد والتوجيه في سبيل تحصين الشخص فكريا وثقافيا.
المشكلات النفسية
وكذلك يكون المراهقون ن خلال هذه المرحلة عرضة للمشكلات النفسية المختلفة التي قد تتطور الى عقد وأمراض نفسية مستفحلة . ومن هذه المشاكل يمكن الإشارة الى الرغبة بالإستقواء ، وإستخدام القوة ، وإبراز العضلاتن والشعور بالتفاهة في بعض الحالات ، والتناقض في السلوك ، وضعف الإرادة ، والميل الى التحرر والعجز عن تحقيق ذلك ، وأحيانا فقدان الشجاعة و ...
وفي بعض الحالات يشعر هؤلاء عند التعامل معهم أن الآخرين تجاوزوا
على حقوقهم ولم يحترموهم . وحتى يتصورون أن أولياء امورهم لا يدركونهم ولا يجيدون كيفية التعامل معهم ،وهذه الأخيرة تصدق على الكثير من الفتيات وتظهر من خلال كثرة شكاواهن في هذا المجال. ومن أعراض المشكلات النفسية حالات التمرد على أوامر وتوجهات أولياء الأمور والمربين ، وسرعة الغضب ، والإعتداء على الآخرين ، وعدم الإنتظام ، والإدبار عن الإهتمام بالدراسة ، وقضاء الأوقات بالعبث.
المشكلات الثقافية
من المشكلات الثقافية لهذه الفئة من الناس جهلهم بفلسفة الحياة ،وقلة إطلاعهم على القضايا الفكرية ، والثقافية التي تشكل منطلقات في حياتهم الشخصية والإجتماعية ، وسطحية مستوياتهم من النواحي العلمية الأخرى.
لكنهم في الوقت ذاته يمتازون بدرجة كبيرة من الفضول العلمي ، وإذا حصل وأن توصلوا الى مسالة معينة خلال قراءاتهم أو تجاربهم ، فإنهم يتحدثون عنها بلون من الحماس وكأنهم قد توصلوا الى كشف عظيم.
كما تتولد لديهم ، في ناحية الإهتمام الأدبي ، حالة من الرومانسية تجعلهم على أثرها حساسين وشفافين جدا. وتارة نجدهم متزمتين تجاه الأعراف والقيم والالتزام به ، وتارة أخرى يكونون غير مكترثين بشيء من هذه الأمور الى درجة التمرد والإستهتار.
المشكلات الإجتماعية
تبدو حالة الفتيات في مثل هذه السن وكأنهن يبحثن عن ضالة لهن ، ولا يعرفن أين ينبغي العثور عليها، ومن هنا فأنهن يتصرفن تصرفات تبدو غريبة ومتنافية مع الأعراف والقيم الإجتماعية وتدعو الى إستنكار وإحتجاج الكبار.
ويلاحظ في الغالب ، أن الفتيات المراهقات يتجهن في حياتهن الى تقليد الممثلات ونجمات السينما ، اللاتي يتأثرن بهن ، في طريقة العيش والملبس وفي
العلاقات الإجتماعية . ولاشك في أن السلب ,الإيجاب في هذه الإندفاعات يتوقف على نوع الشخصيات التي تكون موردا للإهتمام من قبل المراهقات ، فإذا كانت رزينة وإيجابية تكون مؤثرة بالإتجاه الإيجابي ، وإذا كانت متهتكة وسلبية ، فإنها تجر نحو الرذيلة والإنحراف.
تتنوع المشكلات الإجتماعية لدى المراهقات ، وتشمل في قسم منها ، حالات من قبيل عدم الإنضباط في السلوك والجنوح ، والإضطراب ، وعدم المواظبة على تحضير الدروس والحضور الى المدرسة ،والإنشغال الذهني والكآبة ، والضجر من الحياة ، والتهور في السياقة ، والتمرد على الضوابط الإجتماعية التي لا تتعارض مع نفسياتهن.
وبشكل عام ، فإن مرحلة المراهقة ، تعد من المراحل التي يواجه فيها الشخص صعوبات كثيرة في التطابق والإنسجام مع شروط الحياة الإجتماعية . وتتطلب عملية الإرشاد والتوجيه التربوي فيها مزيدا من الوعي والتحمل من قبل أولياء الأمور والمربين.
طبيعة حياة المراهقين
إن نمط حياة المراهقين وطبيعة الظروف التي يعيشونها داخل أسرهم ، تعكس آثارها بإطراد على نفسياتهم ، فإذا كانت حياة هادئة وطبيعية يكونون هادئي الطباع وموزونين من الناحية النفسية والسلوكية ، والعكس ايضا هو الصحيح ، إذا كانت متشنجة ومضطربة تكون ظروفهم بالتبع كذلك.
ومن العوامل التي تؤدي الى بروز المشكلات النفسية والإجتماعية في مرحلة المراهقة ، يمكن الإشارة الى فقدان الحنان والرعاية ، والفقر المادي ، والضغوط النفسية ، والتجارب والكوارث المريرة أثناء مرحلة الطفولة . لكن المشكلات لدى فئة المراهقين لا تعود أسبابها دائما الى خلفيات سابقة ، فقد تكون وليدة عوامل آنية ترتبط بالوضع النفسي للشخص خلال فترة المراهقة.