الشيخ عباس محمد
23-08-2015, 09:01 PM
التحولات العاطفية
مع بدء مرحلة المراهقة تشرع العواطف لدى الفتيات في النشاط ، وتتجه بإيقاع متسارع نحو النضوج والتكامل الى أن تبلغ في نهاية المطاف حالة من الإستقرار والإستقلال في مجالات الحب والبغض أو الإقبال والإدبار . كما وذهب علماء النفس الى أنه يمكن تشخيص هذه الحالة من خلال ما يحصل من تغيرات عاطفية ونفسية بالتزامن مع التطورات العضوية.
فخلال هذه المرحلة ، بخلاف سني الطفولة ، تواجه الفتيات مشكلات عاطفية وإجتماعية وأخلاقية عديدة ، كحالات الخجل ، والحسد ، والحساسية المفرطة ، والغضب ، والشعور بالذنب أحيانا و ... وبالطبع فإن الحالات المذكورة تقتصر على بعض أفراد هذه الفئة في هذه السن وليس جميعهم . وبعبارة واحدة كلما كانت القوائم التربوية الأساسية مهزوزة والمشكلات الأسرية متزايدة أثناء وبعد مرحلة الطفولة ن كلما تفاقمت هذه الحالات وتزايدت تعقيداتها ، والعكس ايضا صحيح.
الإهتمامات الجديدة
تستجد لدى الفتيات ، في هذه المرحلة من العمر ، إهتمامات من نوع آخر ، تختلف تماما عن إهتمامات الطفولة ، حيث الميل والإهتمام بقضايا الأكل والشرب وتنصب هذه الإهتمامات في الغالب على الأشخاص .
إن النمو العضوي والنفسي لدى الفتيات ، خلال ملاحلة المراهقة ، يولد لديهن ميلا وإندفاعا بهذا الإتجاه ، بحيث نجدهن احيانا يبدين إهتماما متزايدا
154
بزميلاتهن أو معلماتهن ، وحتى لقد يندفعن في أحايين أخرى الى إنتخاب بعض الصور ، التي تبدو جميلة وجذابة في نظرهن ، فيبادرن الى الصاقها في غرفهن الخاصة من أجل الإستمتاع بالنظر اليها . كما وقد تكون هذه الصور ، في بعض الحالات ، سببا لأن تندفع الفتيات لمقايسة أنفسهن بها من حيث الهيئة والشكل وأن يؤدي ذلك بالنتيجة الى تعرضهن لتشوشات ذهنية وإختلالات نفسية ، أو أن يتخذنها مثل يقتدين بها في نوع التوجهات في الحياة وفي الزي والزينة وما شاكل.
وكذلك نلاحظ ويلاحظ أولياء الأمور والمربين بوضوح تغير طريقة إبراز العواطف والمشاعر تجاه الآخرين لدى الفتيات في هذه السن ، خصوصا تجاه الزميلات والصديقات الصميمات ،ويتغير تبعا لها نوعوطريقة المعانقة . والتقبيل والماساة وما الى ذلك في علاقاتهن ببعض.
سرعة التأثر
فعند التأمل في أوضاع الفتيات في سن المراهقة نجد أنهن يتميزن بحالتين متناقضتين تماما ، فمن جهة ينزعن نحو التمرد وعصيان الأوامر والنواهي ، ويبدين من المقاومة في هذا المجال درجة تدعو الى الإعتقاد بأنهن قد تحولن الى كتل صلدة من الرفض والمقاومة ، ومن جهة أخرى نجدهن أحيانا سريعات التأثر وتنهار أعصابهن عند أدنى إثارة أو مسالة تتعارض مع رغباتهن وميولهن . ويشعرن غالبا بالإستياء من الأخوة والأخوات ، ومن الآباء والأمهات ن لتصورهن بأنهم يستهدفون إزعاجهن والحاق الأذى بهن.
إن الحساسية تبلغ لدى الفتيات درجة من الشدة أحيانا بحيث يفسرن كل حركة أو تصرف تجاههن بأنها تستهدف إزعاجهن أو الإستهزاء بهن . فإذا فقدن
عزيزا أو ابعدن من عضوية مجموعة ينتمين اليها في المدرسة ، مثلا سرعان ما تتغير أحوالهن وينخرطن في البكاء ، وحتى لقد يبادرن الى الإقدام على الإنتحار أو التظاهر بذلك.
رومانسية المشاعر والكتابة
إن بروز وتغلب المشاعر العاطفية على الفتيات خلال سني المراهقة ينعكس على نوع الكتابات لديهن حيث تتميز كتاباتهن بصيغة عاطفية ورومانسية غلى جانب ميلهن الى الرسم والشعر والموسيقى وما الى ذلك من الإتجاهات الظريفة . وتعود بواعث ذلك الى اسباب عديدة منها جاذبية القضايا الرقيقة وإنشدادهن القوي لمعايير الجمال وحالاته المختلفة . ويمكن ملاحظة طغيان الحالة الشعورية والعاطفية لدى أعضاء هذه الفئة من الفتيات من خلال ما يسطرنه في مفكراتهن اليومية من أشعار وخواطر أو مايسجلنه فيها من ملاحظات حول صديقاتهن ومعلماتهن أو حول نجوم الفن والسينما و ... فكلها أو معظمها كتابات حالمة وموغلة في الخيال والرومانسية.
الحاجة الى الحنان
خلال مرحلة المراهقة تنمو الفتيات وتطول قاماتهن الى حد ما ، فينصرف بعض الآباء والأمهات عن إبداء العطف والحنان تجاههن بتصور إنهن قد كبرن ولم يعدن بحاجة الى مثل هذه الأشياء أو تحول دون مبادرتهم الى تقبيلهن أو المسح على رؤوسهن أحيانا دواعي الخجل من مثل هذه الأشياء ، في حين أن المراهقات يكن خلال هذه المرحلة بالذات بأمس الحاجة الى تلقي العطف والحنان والإهتمام بشؤونهن من قبل أولياء الأمور ، ويسعين بمختلف الوسائل من أجل الفات نظرهم وصولا الى غشباع حاجاتهن من الحب والحنان.
وبطبيعة الحال يارفق الميل الى تلقي الحنان لدى الفتيات ، في مطالع فترة المراهقة ، نوع من الخجل والحياء الذي يحول دون إبرازهن لهذه الحاجة بشكل صريح ، لكنه ينعكس بوضوح على إيحاءات سلوكهن وتصرفاتهن في مختلف المناسبات.
مخاوف المراهقة
تتولد لدى الفتيات خلال مرحلة المراهقة مجموعة من المخاوف نشير الى أهمها كما يلي :
ــ المخاوف المدرسية في مجالات تحضير الدروس وأداء الإمتحانات وما الىذلك .
ــ المخاوف الصحية من قبيل الخوف من التعرض لنقص عضوي ، أو الإصابة بالأمراض ، ومن الموت و ...
ــ المخاوف الأسرية كالخوف من تعرض الوالدين للأمراض ، ومن المشاجرات والمشاحنات التي تحصل بين الأبوين أحيانا في البيت.
ــ المخاوف الإقتصادية ، مثل الخشية من الفقر ، والبطالة ، وتنازل المستوى الإقتصادي والمعيشي للأسرة و ...
ــ المخاوف الأخلاقية ، كالخشية من إحتمالات الجنوح والإنحراف ، ومن الوقوع في الأخطاء و ...
المخاوف الإجتماعية ، كالخشية من الإحتكاك بالشخاص الفوضويين أو الإنفتاح على الذين يمتازون بالمزاح والأريحية في طباعهم و ...
ــ المخاوف الجنسية الناتجة من التطورات العضوية وبروز الصفات الأولية والثانوية و ...
فكما هو ملاحظ ، فإن الكثير من هذه المخاوف هي مخاوف طفولية ولا تستند الى مبررات منطقية ، لكنها حقيقية وجادة بالنسبة لهن . ومن هنا فمن الحكمة التعامل مع هذه الحالات بمزيد من الهدوء وسعة الصدر . وبالطبع فإن أغلب هذه المخاوف تزول لوحدها بمرور الوقت ، فيما تبقى إحتمالات أن تظل بعضها قائمة الىىخر العمر وتترك آثارا سيئة على طبيعة حياة الفتيات.
مرحلة القلق
إن مرحلة المراهقة تعتبر من وجوه عديدة مرحلة بروز دواعي القلق والإضطراب والتشوش الذهني بمختلف درجاتها ومستوياتها . وبواعث ذلك تعود تارة الى جهل الفتيات بظروف وطبيعة المرحلة التي يعشنها ، وتارة أخرى الى تغيرات نفسية مجهولة السباب في غالب الأحيان.
إن أكثر الشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بدرجات حادة خلال فترة المراهقة ، يلاحظ عند دراسة أوضاعهم أنهم كانوا قد واجهوا صعوبات في أوقات سابقة من حياتهم ، من قبيل تشدد الوالدين معهم في شؤون التربية والدراسة . أو الطلب اليهم مسائل يعجزون عن تحقيقها ومحاسبتهم بغلظة وعدم التسامح معهم .
وبالطبع ، فإن لمقدمات نشاط الغدد وإفرازها لبعض الهرمونات في الدم ، في مطالع مرحلة المراهقة ، دورها المؤثر ايضا في إثارة دواعي القلق والإضطراب لدى الفتيات ، وهي ليست حالة مرضية وتزول بالتدريج بسكون وزوال حالة الفوران العاطفي التي تولدها مفاعيل الإفراز الهرموني.
حالة الإفتتان بالآخرين
إن واحدة من الحالات الإستثنائية التي قد تستجد لدى الفتيات في سن المراهقة ، هي حالة الهيام والإفتتان ببعض الشخاص ممن يعتبرنهم مُثلاً
للشخصية النموذجية المتكاملة في الحياة.
فقد تهيم بعض هؤلاء بنجمات السينما ، لكن هذا الهيام يختلف تماما عن حالة الهيام والحب لدى الكبار ، وهو لا يعدو في واقعه سوى محاولة لتجريب أو تمثل حالة الهيام الحقيقي وإيهام النفس بذلك كما وقد تتجه هذه الحالة نحو بعض المعلمات فيعجبن بها ويحببنها بشدة بإعتبارها الشخصية المثلى التي يرغبن الإقتداء بها.
إن من شأن الفقر المعلوماتي في المجال الجنسي ، والجهل بعواقب الأمور ، أن يشكلا أخطارا حقيقية في طريق الفتيات خلال هذه الفترةمن العمر ، أو أن يصبحا موانع تحول دون نموهن بشكل طبيعي من النواحي العاطفية والنفسية ، الا أنه في الوقت نفسه بإمكان أولياء الأمور ، خصوصا الأمهات ، تطويق إحتمالات الخطر والحد من التأثيرات النفسية السيئة لهذه المرحلة ، بواسطة مزيد من الإنفتاح على الفتيات ، وإبداء الإهتمام الجاد بشؤونهن ، والتواصل الإيجابي معهن في إبداء المشورة والتوجيه والإرشاد اللازمين في مختلف القضايا.
حالة الغرور
من الخصائص التي تمز سلوك الفتيات خلال مرحلة المراهقة ، حالة الغرور والإعتداد بالنفس بشكل متطرف الى درجة يشعر معها المرء أحيانا أنهن يتحركن في أفعالهن وتصرفاتهن بأيدي خالية واعين معصوبة بإتجاه المجهول من المستقبل.
إنهذه الحالة مفيدة وإيجابية من جهة لكونها تساهم في صقل الشخصية وصيانتها ، وتحول دون إنسياقها وراء الإيحاءات والميول والرغبات الخاطئة، ومضرة وسلبية من جهة أخرى ، لكونها تحمل في طياتها إحتمالات تجاهل آراء
الآخرين ، وعدم الإكتراث بإرشادات وتوجيهات أوليا الأمور ، وإساءة الظن بنصائح الكبار وتفسيرها على أنها تستبطن العداء أو إضمار الحقد والكراهية لهم دون مبرر.
اليأس والإحباط
قد تصاب بعض الفتيات ، خلال فترة المراهقة ، بحالات كاليأس والإحباط والإكتءاب ، وإعتلالات نفسية أخرى ، يمكن إرجاعها جميعا الىالشعور بالكبت والعجز عن تحقيق الآمال والرغبات .. ويمكن أن يندفعن على أثرها غلى التفكير الجاد بالإنتحار ، ما يتطلب من أولياء الأمور والمربين الإنتباه اليها والمبادرة الى علاجها . ويمكن البحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تعرض بعض الفتيات لمثل هذه الحالة ، التي تبدو خطيرة ومضرة على حياتهن وعلى مستوياتهن الدراسية والعمية ، في مجالين ، الأول في مجال الوراثة حيث يمكن أن تكون قضية وراثية منقولة من الآباء والأمهات ، و الثاني في مجال الظرف الخاص لمرحلة المراهقة الذي يعد جديدا على هؤلاء بمفاجأته وتطوراته العاطفية المختلفة ، ولا يبعد ان تكون للحالة مقدماتها الناتجة عن الظرف غير الطبيعية داخل السرة منذ سني الطفولة.
مع بدء مرحلة المراهقة تشرع العواطف لدى الفتيات في النشاط ، وتتجه بإيقاع متسارع نحو النضوج والتكامل الى أن تبلغ في نهاية المطاف حالة من الإستقرار والإستقلال في مجالات الحب والبغض أو الإقبال والإدبار . كما وذهب علماء النفس الى أنه يمكن تشخيص هذه الحالة من خلال ما يحصل من تغيرات عاطفية ونفسية بالتزامن مع التطورات العضوية.
فخلال هذه المرحلة ، بخلاف سني الطفولة ، تواجه الفتيات مشكلات عاطفية وإجتماعية وأخلاقية عديدة ، كحالات الخجل ، والحسد ، والحساسية المفرطة ، والغضب ، والشعور بالذنب أحيانا و ... وبالطبع فإن الحالات المذكورة تقتصر على بعض أفراد هذه الفئة في هذه السن وليس جميعهم . وبعبارة واحدة كلما كانت القوائم التربوية الأساسية مهزوزة والمشكلات الأسرية متزايدة أثناء وبعد مرحلة الطفولة ن كلما تفاقمت هذه الحالات وتزايدت تعقيداتها ، والعكس ايضا صحيح.
الإهتمامات الجديدة
تستجد لدى الفتيات ، في هذه المرحلة من العمر ، إهتمامات من نوع آخر ، تختلف تماما عن إهتمامات الطفولة ، حيث الميل والإهتمام بقضايا الأكل والشرب وتنصب هذه الإهتمامات في الغالب على الأشخاص .
إن النمو العضوي والنفسي لدى الفتيات ، خلال ملاحلة المراهقة ، يولد لديهن ميلا وإندفاعا بهذا الإتجاه ، بحيث نجدهن احيانا يبدين إهتماما متزايدا
154
بزميلاتهن أو معلماتهن ، وحتى لقد يندفعن في أحايين أخرى الى إنتخاب بعض الصور ، التي تبدو جميلة وجذابة في نظرهن ، فيبادرن الى الصاقها في غرفهن الخاصة من أجل الإستمتاع بالنظر اليها . كما وقد تكون هذه الصور ، في بعض الحالات ، سببا لأن تندفع الفتيات لمقايسة أنفسهن بها من حيث الهيئة والشكل وأن يؤدي ذلك بالنتيجة الى تعرضهن لتشوشات ذهنية وإختلالات نفسية ، أو أن يتخذنها مثل يقتدين بها في نوع التوجهات في الحياة وفي الزي والزينة وما شاكل.
وكذلك نلاحظ ويلاحظ أولياء الأمور والمربين بوضوح تغير طريقة إبراز العواطف والمشاعر تجاه الآخرين لدى الفتيات في هذه السن ، خصوصا تجاه الزميلات والصديقات الصميمات ،ويتغير تبعا لها نوعوطريقة المعانقة . والتقبيل والماساة وما الى ذلك في علاقاتهن ببعض.
سرعة التأثر
فعند التأمل في أوضاع الفتيات في سن المراهقة نجد أنهن يتميزن بحالتين متناقضتين تماما ، فمن جهة ينزعن نحو التمرد وعصيان الأوامر والنواهي ، ويبدين من المقاومة في هذا المجال درجة تدعو الى الإعتقاد بأنهن قد تحولن الى كتل صلدة من الرفض والمقاومة ، ومن جهة أخرى نجدهن أحيانا سريعات التأثر وتنهار أعصابهن عند أدنى إثارة أو مسالة تتعارض مع رغباتهن وميولهن . ويشعرن غالبا بالإستياء من الأخوة والأخوات ، ومن الآباء والأمهات ن لتصورهن بأنهم يستهدفون إزعاجهن والحاق الأذى بهن.
إن الحساسية تبلغ لدى الفتيات درجة من الشدة أحيانا بحيث يفسرن كل حركة أو تصرف تجاههن بأنها تستهدف إزعاجهن أو الإستهزاء بهن . فإذا فقدن
عزيزا أو ابعدن من عضوية مجموعة ينتمين اليها في المدرسة ، مثلا سرعان ما تتغير أحوالهن وينخرطن في البكاء ، وحتى لقد يبادرن الى الإقدام على الإنتحار أو التظاهر بذلك.
رومانسية المشاعر والكتابة
إن بروز وتغلب المشاعر العاطفية على الفتيات خلال سني المراهقة ينعكس على نوع الكتابات لديهن حيث تتميز كتاباتهن بصيغة عاطفية ورومانسية غلى جانب ميلهن الى الرسم والشعر والموسيقى وما الى ذلك من الإتجاهات الظريفة . وتعود بواعث ذلك الى اسباب عديدة منها جاذبية القضايا الرقيقة وإنشدادهن القوي لمعايير الجمال وحالاته المختلفة . ويمكن ملاحظة طغيان الحالة الشعورية والعاطفية لدى أعضاء هذه الفئة من الفتيات من خلال ما يسطرنه في مفكراتهن اليومية من أشعار وخواطر أو مايسجلنه فيها من ملاحظات حول صديقاتهن ومعلماتهن أو حول نجوم الفن والسينما و ... فكلها أو معظمها كتابات حالمة وموغلة في الخيال والرومانسية.
الحاجة الى الحنان
خلال مرحلة المراهقة تنمو الفتيات وتطول قاماتهن الى حد ما ، فينصرف بعض الآباء والأمهات عن إبداء العطف والحنان تجاههن بتصور إنهن قد كبرن ولم يعدن بحاجة الى مثل هذه الأشياء أو تحول دون مبادرتهم الى تقبيلهن أو المسح على رؤوسهن أحيانا دواعي الخجل من مثل هذه الأشياء ، في حين أن المراهقات يكن خلال هذه المرحلة بالذات بأمس الحاجة الى تلقي العطف والحنان والإهتمام بشؤونهن من قبل أولياء الأمور ، ويسعين بمختلف الوسائل من أجل الفات نظرهم وصولا الى غشباع حاجاتهن من الحب والحنان.
وبطبيعة الحال يارفق الميل الى تلقي الحنان لدى الفتيات ، في مطالع فترة المراهقة ، نوع من الخجل والحياء الذي يحول دون إبرازهن لهذه الحاجة بشكل صريح ، لكنه ينعكس بوضوح على إيحاءات سلوكهن وتصرفاتهن في مختلف المناسبات.
مخاوف المراهقة
تتولد لدى الفتيات خلال مرحلة المراهقة مجموعة من المخاوف نشير الى أهمها كما يلي :
ــ المخاوف المدرسية في مجالات تحضير الدروس وأداء الإمتحانات وما الىذلك .
ــ المخاوف الصحية من قبيل الخوف من التعرض لنقص عضوي ، أو الإصابة بالأمراض ، ومن الموت و ...
ــ المخاوف الأسرية كالخوف من تعرض الوالدين للأمراض ، ومن المشاجرات والمشاحنات التي تحصل بين الأبوين أحيانا في البيت.
ــ المخاوف الإقتصادية ، مثل الخشية من الفقر ، والبطالة ، وتنازل المستوى الإقتصادي والمعيشي للأسرة و ...
ــ المخاوف الأخلاقية ، كالخشية من إحتمالات الجنوح والإنحراف ، ومن الوقوع في الأخطاء و ...
المخاوف الإجتماعية ، كالخشية من الإحتكاك بالشخاص الفوضويين أو الإنفتاح على الذين يمتازون بالمزاح والأريحية في طباعهم و ...
ــ المخاوف الجنسية الناتجة من التطورات العضوية وبروز الصفات الأولية والثانوية و ...
فكما هو ملاحظ ، فإن الكثير من هذه المخاوف هي مخاوف طفولية ولا تستند الى مبررات منطقية ، لكنها حقيقية وجادة بالنسبة لهن . ومن هنا فمن الحكمة التعامل مع هذه الحالات بمزيد من الهدوء وسعة الصدر . وبالطبع فإن أغلب هذه المخاوف تزول لوحدها بمرور الوقت ، فيما تبقى إحتمالات أن تظل بعضها قائمة الىىخر العمر وتترك آثارا سيئة على طبيعة حياة الفتيات.
مرحلة القلق
إن مرحلة المراهقة تعتبر من وجوه عديدة مرحلة بروز دواعي القلق والإضطراب والتشوش الذهني بمختلف درجاتها ومستوياتها . وبواعث ذلك تعود تارة الى جهل الفتيات بظروف وطبيعة المرحلة التي يعشنها ، وتارة أخرى الى تغيرات نفسية مجهولة السباب في غالب الأحيان.
إن أكثر الشخاص الذين يعانون من هذه الحالة بدرجات حادة خلال فترة المراهقة ، يلاحظ عند دراسة أوضاعهم أنهم كانوا قد واجهوا صعوبات في أوقات سابقة من حياتهم ، من قبيل تشدد الوالدين معهم في شؤون التربية والدراسة . أو الطلب اليهم مسائل يعجزون عن تحقيقها ومحاسبتهم بغلظة وعدم التسامح معهم .
وبالطبع ، فإن لمقدمات نشاط الغدد وإفرازها لبعض الهرمونات في الدم ، في مطالع مرحلة المراهقة ، دورها المؤثر ايضا في إثارة دواعي القلق والإضطراب لدى الفتيات ، وهي ليست حالة مرضية وتزول بالتدريج بسكون وزوال حالة الفوران العاطفي التي تولدها مفاعيل الإفراز الهرموني.
حالة الإفتتان بالآخرين
إن واحدة من الحالات الإستثنائية التي قد تستجد لدى الفتيات في سن المراهقة ، هي حالة الهيام والإفتتان ببعض الشخاص ممن يعتبرنهم مُثلاً
للشخصية النموذجية المتكاملة في الحياة.
فقد تهيم بعض هؤلاء بنجمات السينما ، لكن هذا الهيام يختلف تماما عن حالة الهيام والحب لدى الكبار ، وهو لا يعدو في واقعه سوى محاولة لتجريب أو تمثل حالة الهيام الحقيقي وإيهام النفس بذلك كما وقد تتجه هذه الحالة نحو بعض المعلمات فيعجبن بها ويحببنها بشدة بإعتبارها الشخصية المثلى التي يرغبن الإقتداء بها.
إن من شأن الفقر المعلوماتي في المجال الجنسي ، والجهل بعواقب الأمور ، أن يشكلا أخطارا حقيقية في طريق الفتيات خلال هذه الفترةمن العمر ، أو أن يصبحا موانع تحول دون نموهن بشكل طبيعي من النواحي العاطفية والنفسية ، الا أنه في الوقت نفسه بإمكان أولياء الأمور ، خصوصا الأمهات ، تطويق إحتمالات الخطر والحد من التأثيرات النفسية السيئة لهذه المرحلة ، بواسطة مزيد من الإنفتاح على الفتيات ، وإبداء الإهتمام الجاد بشؤونهن ، والتواصل الإيجابي معهن في إبداء المشورة والتوجيه والإرشاد اللازمين في مختلف القضايا.
حالة الغرور
من الخصائص التي تمز سلوك الفتيات خلال مرحلة المراهقة ، حالة الغرور والإعتداد بالنفس بشكل متطرف الى درجة يشعر معها المرء أحيانا أنهن يتحركن في أفعالهن وتصرفاتهن بأيدي خالية واعين معصوبة بإتجاه المجهول من المستقبل.
إنهذه الحالة مفيدة وإيجابية من جهة لكونها تساهم في صقل الشخصية وصيانتها ، وتحول دون إنسياقها وراء الإيحاءات والميول والرغبات الخاطئة، ومضرة وسلبية من جهة أخرى ، لكونها تحمل في طياتها إحتمالات تجاهل آراء
الآخرين ، وعدم الإكتراث بإرشادات وتوجيهات أوليا الأمور ، وإساءة الظن بنصائح الكبار وتفسيرها على أنها تستبطن العداء أو إضمار الحقد والكراهية لهم دون مبرر.
اليأس والإحباط
قد تصاب بعض الفتيات ، خلال فترة المراهقة ، بحالات كاليأس والإحباط والإكتءاب ، وإعتلالات نفسية أخرى ، يمكن إرجاعها جميعا الىالشعور بالكبت والعجز عن تحقيق الآمال والرغبات .. ويمكن أن يندفعن على أثرها غلى التفكير الجاد بالإنتحار ، ما يتطلب من أولياء الأمور والمربين الإنتباه اليها والمبادرة الى علاجها . ويمكن البحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تعرض بعض الفتيات لمثل هذه الحالة ، التي تبدو خطيرة ومضرة على حياتهن وعلى مستوياتهن الدراسية والعمية ، في مجالين ، الأول في مجال الوراثة حيث يمكن أن تكون قضية وراثية منقولة من الآباء والأمهات ، و الثاني في مجال الظرف الخاص لمرحلة المراهقة الذي يعد جديدا على هؤلاء بمفاجأته وتطوراته العاطفية المختلفة ، ولا يبعد ان تكون للحالة مقدماتها الناتجة عن الظرف غير الطبيعية داخل السرة منذ سني الطفولة.