الصحيفةالسجادية
07-09-2015, 11:07 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
هناك ايات في القران الكريم ظاهرها العموم الا ان هناك ايات اخرى تخصص ذلك العموم والقران الكريم كما صح عن النبي صلى الله عليه واله يصدق بعضه بعضاً
قال (إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه) {1}
قال الله عز وجل
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الاية ظاهرها العموم وهي تشمل كل اهل الارض الا انها قطعاً لا تشمل الملحدين ولا المنافقين و لا المشركين فهناك اية قرانية اخرى تخصص هذا العموم قال الله سبحانه وتعالى
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
فالاستغفار للمؤمنين وليس عام لجميع من في الارض
ايات كريمة اخرى
فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ
ظاهر الاية العموم لكن هناك اية اخرى تخصص هذا العموم قال الله عز وجل
وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ
اية كريمة اخرى
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ
هذه الاية ظاهرها العموم لكن هناك اية كريمة اخرى تخصص هذا العموم قال الله جل اسمه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
فليس كل مطلقة عليها عدة فالتي لم يلمسها زوجها ليس عليها عدة كما هو واضح من الاية الكريمة
اية كريمة اخرى
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
ظاهر الاية ايضاً العموم لكن هناك اية اخرى تخصص هذا العموم قال الله عز وجل قَالَ
فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ
من يتبع الشيطان هو من يدخل جهنم اما المؤمنين الذين يعملون الصالحات فالاية لا تشملهم قال الله تقدس ذكره
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا
اذاً يتبين لك ايها المسلم من خلال هذه الايات الكريمة ان هناك ايات في القران الكريم ظاهرها العموم لكن هناك ايات كريمة اخرى تخصص ذلك العموم
ايات ظاهرها العموم
قال الله جل اسمه
لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
وقال ايضاً
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
هذه الايات الكريمة وان كان ظاهرها العموم الا ان هناك ايات كريمة اخرى تخصص هذا العموم قال الله جل اسمه
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
فالرضا و التوبة انما لاهل الايمان وليس خاص بالجميع والدليل قول الله عز وجل في اصحاب بيعة الشجرة
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا
فكان الرضا للمؤمنين فقط ولم يشمل جميع المهاجرين والانصار
اية كريمة اخرى
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
هذه الاية ايضاً ظاهرها العموم لكن هناك اية اخرى تخصص هذا العموم قال الله عز وجل
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
فالصادق هو المؤمن كما هو واضح من الاية وليس الجميع لان هذه الاية خصصت الصادقين باهل الايمان فقط ولم تشمل جميع المهاجرين
اشكال ورد
قال الله عز وجل في كتابه الكريم
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
هذه الاية ذكرت المؤمنين والمهاجرين ولم تخصص اهل الايمان فقط
الجواب
تقول الاية الكريمة انهم يرجون رحمة الله عز وجل والذي يرجو رحمة الله يتبع سنة رسول الله صلى الله عليه واله في حياته وبعد مماته قال الله عز وجل
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
لا ان يحرف ويبدل سنته ويحكم بغير ما انزل الله فذلك ليس من صفات المؤمنين لانهم صادقين ولا يبدلون ولا يحرفون قال الله جل اسمه
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
فهولاء هم الذين يشملهم الرضوان الالهي لانهم صدقوا في عهدهم قال الله عز وجل
قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وهولاء هم من يثبتهم الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا وفي الاخرة
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ
اما من يبدل ويحرف ويحكم بغير ما انزل الله فهذ تولي عن طاعة النبي صلى الله عليه واله ورب العاليمن يخرج من يفعل ذلك من دائرة الايمان كما قال في كتابه الكريم
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
فلا يصح ان نسميهم بالمؤمنين بعد ان اخرجهم رب العالمين سبحانه وتعالى من دائرة الايمان بسبب توليهم
عن النبي صلى الله عليه واله وتبديلهم وتحريفهم للدين وحكمهم بغير ما انزل الله عز وجل فافهم ايها المسلم
-----------------------------
{1} مسند أحمد - مسند المكثرين من الصحابة - مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما
يتبع
اللهم صل على محمد وال محمد
هناك ايات في القران الكريم ظاهرها العموم الا ان هناك ايات اخرى تخصص ذلك العموم والقران الكريم كما صح عن النبي صلى الله عليه واله يصدق بعضه بعضاً
قال (إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا بل يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه) {1}
قال الله عز وجل
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
الاية ظاهرها العموم وهي تشمل كل اهل الارض الا انها قطعاً لا تشمل الملحدين ولا المنافقين و لا المشركين فهناك اية قرانية اخرى تخصص هذا العموم قال الله سبحانه وتعالى
الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ
فالاستغفار للمؤمنين وليس عام لجميع من في الارض
ايات كريمة اخرى
فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ
ظاهر الاية العموم لكن هناك اية اخرى تخصص هذا العموم قال الله عز وجل
وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ
اية كريمة اخرى
وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ
هذه الاية ظاهرها العموم لكن هناك اية كريمة اخرى تخصص هذا العموم قال الله جل اسمه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
فليس كل مطلقة عليها عدة فالتي لم يلمسها زوجها ليس عليها عدة كما هو واضح من الاية الكريمة
اية كريمة اخرى
وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
ظاهر الاية ايضاً العموم لكن هناك اية اخرى تخصص هذا العموم قال الله عز وجل قَالَ
فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ
من يتبع الشيطان هو من يدخل جهنم اما المؤمنين الذين يعملون الصالحات فالاية لا تشملهم قال الله تقدس ذكره
وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا
اذاً يتبين لك ايها المسلم من خلال هذه الايات الكريمة ان هناك ايات في القران الكريم ظاهرها العموم لكن هناك ايات كريمة اخرى تخصص ذلك العموم
ايات ظاهرها العموم
قال الله جل اسمه
لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ
وقال ايضاً
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
هذه الايات الكريمة وان كان ظاهرها العموم الا ان هناك ايات كريمة اخرى تخصص هذا العموم قال الله جل اسمه
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (7) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
فالرضا و التوبة انما لاهل الايمان وليس خاص بالجميع والدليل قول الله عز وجل في اصحاب بيعة الشجرة
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا
فكان الرضا للمؤمنين فقط ولم يشمل جميع المهاجرين والانصار
اية كريمة اخرى
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
هذه الاية ايضاً ظاهرها العموم لكن هناك اية اخرى تخصص هذا العموم قال الله عز وجل
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
فالصادق هو المؤمن كما هو واضح من الاية وليس الجميع لان هذه الاية خصصت الصادقين باهل الايمان فقط ولم تشمل جميع المهاجرين
اشكال ورد
قال الله عز وجل في كتابه الكريم
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
هذه الاية ذكرت المؤمنين والمهاجرين ولم تخصص اهل الايمان فقط
الجواب
تقول الاية الكريمة انهم يرجون رحمة الله عز وجل والذي يرجو رحمة الله يتبع سنة رسول الله صلى الله عليه واله في حياته وبعد مماته قال الله عز وجل
لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا
لا ان يحرف ويبدل سنته ويحكم بغير ما انزل الله فذلك ليس من صفات المؤمنين لانهم صادقين ولا يبدلون ولا يحرفون قال الله جل اسمه
مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا
فهولاء هم الذين يشملهم الرضوان الالهي لانهم صدقوا في عهدهم قال الله عز وجل
قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وهولاء هم من يثبتهم الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا وفي الاخرة
يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ
اما من يبدل ويحرف ويحكم بغير ما انزل الله فهذ تولي عن طاعة النبي صلى الله عليه واله ورب العاليمن يخرج من يفعل ذلك من دائرة الايمان كما قال في كتابه الكريم
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
فلا يصح ان نسميهم بالمؤمنين بعد ان اخرجهم رب العالمين سبحانه وتعالى من دائرة الايمان بسبب توليهم
عن النبي صلى الله عليه واله وتبديلهم وتحريفهم للدين وحكمهم بغير ما انزل الله عز وجل فافهم ايها المسلم
-----------------------------
{1} مسند أحمد - مسند المكثرين من الصحابة - مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما
يتبع