الباحث الطائي
17-09-2015, 02:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
-----------------------------------
مقايسة / مقارنة بين مقام الخاتمية وأولي العزم من الرسل
لكل مقام يصله العبد في القرب من الله تعالى له آثار تنعكس في سلوك العبد
ومن لطائف ودقائق القران التي تحتاج الى تأمل كي يستظهر قيمتها هو ما يلي
1- فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ( الشعراء )
2- إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( التوبة )
ترى في الاية رقم 1 اعلاه في قصة الرسول موسى ع لمّا لحق به فرعون وجيشه وكادوا ان يصلوا اليهم وشعر قومه واصحابه بانهم مُدرَكون ، قال لهم نبي الله واحد اولي العزم من الرسل ، كليمه موسى ع العبارة التالية :
قَالَ كَلَّا ( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي ) سَيَهْدِينِ ، فهنا مَعيَ جائت قبل ربي ويمكن ان يستقيم الكلام ايضا لو قال موسى ع ( قَالَ كَلَّا إِنَّ رَبِّي مَعــيَ سَيَهْدِينِ )
بينما ترى في الاية رقم 2 اعلاه ، ان الرسول الخاتم محمد ص في قصّة الغار لمّا رأى الجزع والحزن من صاحبه ، قال له التالي :
لاَ تَحْزَنْ ( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) ، ويمكن ان يستقيم الكلام ايضا لو قال سيد الرسل والانبياء ( لاَ تَحْزَنْ إِنَّ مَعَنَا الله ) اي كموسى لمّا قدّم "معي" على "الله "
الفرق في المعنى الظاهري قد لا يوجد ، او لا ينتبَه اليه ، ولكن هناك فرق حقيقي كبير يسجّله القرآن ويثبته الاعجاز ودقّت الوصف التي تناسب المقام والحال ،
(( الفرق بين التعبيرين هو نابع من مقام القرب الإلهي ، وما يترتب عليه في وجود الانسان ))
فهذا الذي هو خاتم الرسل والانبياء وخاتم مراتب القرب الى الله ، وصاحب مقام قاب قوسين او ادنى ومظهر اسم الله الاعظم وواسطة الفيض الإلهي لعالم الامكان وغيرها كثير من مراتب القرب والفضل التي لا تُعد ولا تحصى ،
فهذا كله له اثره في ذلك الموجود النوراني المقدّس الذي يرى الله في كل شيء ( أو لا يرى إلا الله - كما في فلسفة التوحيد الفاعلي ) وهو منفني الذات في الله ، فبالتاكيد لا يرى لنفسه شيء ولا يرى شيء الا بالله ولله ومع الله وفي الله ، ويكون لسان حاله ومنطقه لمّا يتكلم ان يقدم اسم " الله " على " معنا او معي " وليس صدفتاً او دون قصد كما يتوهمه او لم يحسه المتلقي من هذا التعبير ، بل وحاشا الله ان يكون كتابه المبين كذلك بل هو الحق الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .*
ولكن لا يعني هذا الامر في درجة ومقام ادنى من مقام الخاتمية المحمدية ان يكون مقام الرسول موسى ع وتعبيره ( ان معي ربي ) فيه مؤاخذة على الرسول المعصوم والمصطفى من الله ولقد علمنا من سياق الاية ان موسى ع كان قد وصل الى اعلى مراتب الايمان والثبات بالله ولذلك لمّا خشى قومه ان يدركهم فرعون وجنده وقد ضاقت بهم السبل وشارفوا الى حد البحر ، كان موسى ع واثقاً من رحمة ولطف الله به وبقومه ، وكان تعبيره عن هذا قد اكّده القرآن ليكون عبرةً وآيةً لمن بعده ، إلا انه لكونه لم يصل لما وصله الرسول الخاتم محمد ص كان الاثر والتعبير مختلف ومتناسب مع المقام ، فتأمّل*
والله اعلم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
-----------------------------------
مقايسة / مقارنة بين مقام الخاتمية وأولي العزم من الرسل
لكل مقام يصله العبد في القرب من الله تعالى له آثار تنعكس في سلوك العبد
ومن لطائف ودقائق القران التي تحتاج الى تأمل كي يستظهر قيمتها هو ما يلي
1- فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ( الشعراء )
2- إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ( التوبة )
ترى في الاية رقم 1 اعلاه في قصة الرسول موسى ع لمّا لحق به فرعون وجيشه وكادوا ان يصلوا اليهم وشعر قومه واصحابه بانهم مُدرَكون ، قال لهم نبي الله واحد اولي العزم من الرسل ، كليمه موسى ع العبارة التالية :
قَالَ كَلَّا ( إِنَّ مَعِيَ رَبِّي ) سَيَهْدِينِ ، فهنا مَعيَ جائت قبل ربي ويمكن ان يستقيم الكلام ايضا لو قال موسى ع ( قَالَ كَلَّا إِنَّ رَبِّي مَعــيَ سَيَهْدِينِ )
بينما ترى في الاية رقم 2 اعلاه ، ان الرسول الخاتم محمد ص في قصّة الغار لمّا رأى الجزع والحزن من صاحبه ، قال له التالي :
لاَ تَحْزَنْ ( إِنَّ اللّهَ مَعَنَا ) ، ويمكن ان يستقيم الكلام ايضا لو قال سيد الرسل والانبياء ( لاَ تَحْزَنْ إِنَّ مَعَنَا الله ) اي كموسى لمّا قدّم "معي" على "الله "
الفرق في المعنى الظاهري قد لا يوجد ، او لا ينتبَه اليه ، ولكن هناك فرق حقيقي كبير يسجّله القرآن ويثبته الاعجاز ودقّت الوصف التي تناسب المقام والحال ،
(( الفرق بين التعبيرين هو نابع من مقام القرب الإلهي ، وما يترتب عليه في وجود الانسان ))
فهذا الذي هو خاتم الرسل والانبياء وخاتم مراتب القرب الى الله ، وصاحب مقام قاب قوسين او ادنى ومظهر اسم الله الاعظم وواسطة الفيض الإلهي لعالم الامكان وغيرها كثير من مراتب القرب والفضل التي لا تُعد ولا تحصى ،
فهذا كله له اثره في ذلك الموجود النوراني المقدّس الذي يرى الله في كل شيء ( أو لا يرى إلا الله - كما في فلسفة التوحيد الفاعلي ) وهو منفني الذات في الله ، فبالتاكيد لا يرى لنفسه شيء ولا يرى شيء الا بالله ولله ومع الله وفي الله ، ويكون لسان حاله ومنطقه لمّا يتكلم ان يقدم اسم " الله " على " معنا او معي " وليس صدفتاً او دون قصد كما يتوهمه او لم يحسه المتلقي من هذا التعبير ، بل وحاشا الله ان يكون كتابه المبين كذلك بل هو الحق الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .*
ولكن لا يعني هذا الامر في درجة ومقام ادنى من مقام الخاتمية المحمدية ان يكون مقام الرسول موسى ع وتعبيره ( ان معي ربي ) فيه مؤاخذة على الرسول المعصوم والمصطفى من الله ولقد علمنا من سياق الاية ان موسى ع كان قد وصل الى اعلى مراتب الايمان والثبات بالله ولذلك لمّا خشى قومه ان يدركهم فرعون وجنده وقد ضاقت بهم السبل وشارفوا الى حد البحر ، كان موسى ع واثقاً من رحمة ولطف الله به وبقومه ، وكان تعبيره عن هذا قد اكّده القرآن ليكون عبرةً وآيةً لمن بعده ، إلا انه لكونه لم يصل لما وصله الرسول الخاتم محمد ص كان الاثر والتعبير مختلف ومتناسب مع المقام ، فتأمّل*
والله اعلم
الباحث الطائي