الباحث الطائي
25-09-2015, 02:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم ، وثبتنا على الحق وافرغ علينا صبرا
--------------------------------------------------------------------------
أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب ، عن أبيه ، عن القاسم بن هشام ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم الكرخي قال عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وكان عنده إبراهيم الكرخي جالساً إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) وهو غلام ، ( فقام إليه إبراهيم فقبله وجلس ) فقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) :
يا إبراهيم أما إنه لصاحبك من بعدي ، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد فيه آخرون ، فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب أما ليُخرِجَنَّ الله من صلبه خير أهل الارض في زمانه ، سَميّ جده ، ووارث علمه وأحكامه وفضائله ، و معدن الإمامة ، ورأس الحكمة ، يقتله جبار بني فلان ، بعد عجائب طريفة حسداً له ، ولكن الله عزوجل بالغ أمره ولو كره المشركون .
يُخرِج الله من صُلبه تكملة إثني عشر إماماً مهدياً ، إختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه المُنْتَظِر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذب عنه .
قال إبراهيم الكرخي :
فدخل رجل من موالي بني أُمية ، فإنقطع الكلام فعُدتُ إلى أبي عبد الله (عليه السلام) إحدى عشرة مرة أُريد منه أن يستتم الكلام فما قدرتُ على ذلك فلما كان قابل السنة الثانية دخلتُ عليه وهو جالس فقال (عليه السلام) :
يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضَنَكٍ شديد ، وبلاء طويل ، وجوع وخوف ، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان . حسبك يا إبراهيم .
قال إبراهيم : فما رجعتُ بشئ أَسَرَ من هذا لقلبي ولا أَقَرَ لعيني . ( عن بحار الانوار )
--------------------------- انتهى --------------------------------
اقـــول : الرواية الشريفة اعلاه فيها نقاط / مضامين مهمة نعرض عليها ان شاء الله وبتوفيقه ،
المقطع الاول : ( ويخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديا ، اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يديه ، بل كالشاهر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله يذب عنه )
اقول : هذه كرامة عالية يتشرّف بها شيعتهم المنتظرين الصابرين في غيبته عليه السلام ، ممن يحمل هذا الفهم والايمان ويعمل اليه . ويظهر من استدراك الامام ع بـ ( بل ) هو تمييز مراتبي لفضائل المنتظرين الصابرين ، ولا يُخفى على إنّ مدحهم ومساواتهم مع اصحاب رسول الله ص في زمن رسالته لهو من اشرف الكرامات والفضل ويعكس اهمية مقام المنتظر الصابر التي لولا مثل هذه المضامين لما خطر ببال احد عظيم مقامها . بل ويميز الامام حتى في هذا المقام بخصوصية تذييله بالقول ( يَذبْ عَـنه ) ، فتامل
المقطع الثاني : ( يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد ، وبلاء طويل ، وجوع ، وخوف) .
اقول ،
1- الكَرْبُ : الحُزْنُ والغمُّ ( والمَشقّة ) يأْخذ بالنَّفْس .
2- الضَنَكْ : الضعف او الضيق ، واذا اطلقت بلا تخصيص تفيد عموم او اكثر ضروف حال صاحبه المضنوك .
3- البَـلاء : المصائب والمصاعِب والجهد الشديد في الامر .
وعليه - يصور الامام ع حال شيعته في زمن غيبته ع ( مع الاخذ بالاعتبار بأنّ الممدوح منهم هو المنتظر الصابر الثابت ) ويلخّص شتّى انواع المصاعب والمحن ، وهذه كلّها داخلة ومنتجة لحالة الكَرْب التي سيفرّجها عن شيعته الامام الحجة ع بظهور المبارك .
ومن اهم مصائب اهل زمان الغيبة ولعله بالاخص اهل زمان الظهور ووقت اشتداد الفتن هي :
الضنك الشديد - أيْ الضعف والضيق الشديد الذي يشمل جميع حالهم من ضروف المعيشة وتحمل المشاق والصبر والثبات عليها خوفاً من الانحراف .
ومنها البلاء الطويل - أيْ المصائب والمصاعب والجهد الشديد الذي يصيبهم على ايدي اعدائهم ويستمر عليهم لزمان طويل .
ومنها الجوع والخوف - أيْ جوع عن فقر او حرمان وخوف من عدو متربص ومنقض عليهم على طول طويل فترة بلائهم .
المقطع الثالث : ( فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان )
اقول : هذا من لطائف الربط بين الظاهر والباطن ، وعمق نظرته للباطن والذي يواسي به الامام ع اهل الصبر والثبات من منتظري امامهم وخاصة جيل عصر الظهور ،
فتراه عليه السلام يكشف حقيقة تَحمّـلهم للكرب والضنك والبلاء والجوع والخوف التي هي عند الله مقام عالي وشرف غالي يتميز به المُمتحن الصابر الثابت على ولايتهم وكلا بحسبه .
المقطع الرابع : ( حسبك ياإبراهيم )
اقول : كأنّ الامام يريد ان يقول له ماذا اكثر من هذا تريد وصفاً لصعوبة لحالهم ، وعظيم مقامهم ، ومنه ايضا يستشف علامة لضروف شيعتهم من اهل عصر الظهور .
الخلاصة والفكرة : وهي كما تعلمون نعيش زمان خاص ، وضرف خاص على شيعة ال البيت ، بالخصوص شيعة العراق ، ومعه نعيش حوادث مهمة احتملنا منها وتحت الاختبار والمتابعة على اننا قد نكون جيل عصر الظهور الموصوف وهذه مقدمات العلامات الكبرى والقريبة من الفرج ،،، وبالتالي بينكم وبين الله كأنكم لمّا تقرأون هذه الكلمات والوصف وتطبقوه على مايجري على شيعة العراق تجدوها متطابقة بالتمام من كرب وشدة وبلاء طويل وجوع وخوف وما الى غيرها من مصائب . ومعها يبشر الامام ع هذه الناس وهذه الشيعة بالبشرى الكبيرة بقرب الفرج والمقام الكبير الرفيع للمنتظر في هذه الغيبة .
ولعل رد فعل إبراهيم رض على خاتمة قول المعصوم ع تبين كبير الايجابية الروحية التي صنعها الامام ع من وسط شدة الضرف على شيعته وكما في المقطع الاخير التالي ( قال إبراهيم : فما رجعتُ بشئ أَسَرَ من هذا لقلبي ولا أَقَرَ لعيني )
والله اعلم
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم ، وثبتنا على الحق وافرغ علينا صبرا
--------------------------------------------------------------------------
أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب ، عن أبيه ، عن القاسم بن هشام ، عن ابن محبوب ، عن إبراهيم الكرخي قال عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وكان عنده إبراهيم الكرخي جالساً إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) وهو غلام ، ( فقام إليه إبراهيم فقبله وجلس ) فقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام) :
يا إبراهيم أما إنه لصاحبك من بعدي ، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد فيه آخرون ، فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب أما ليُخرِجَنَّ الله من صلبه خير أهل الارض في زمانه ، سَميّ جده ، ووارث علمه وأحكامه وفضائله ، و معدن الإمامة ، ورأس الحكمة ، يقتله جبار بني فلان ، بعد عجائب طريفة حسداً له ، ولكن الله عزوجل بالغ أمره ولو كره المشركون .
يُخرِج الله من صُلبه تكملة إثني عشر إماماً مهدياً ، إختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه المُنْتَظِر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذب عنه .
قال إبراهيم الكرخي :
فدخل رجل من موالي بني أُمية ، فإنقطع الكلام فعُدتُ إلى أبي عبد الله (عليه السلام) إحدى عشرة مرة أُريد منه أن يستتم الكلام فما قدرتُ على ذلك فلما كان قابل السنة الثانية دخلتُ عليه وهو جالس فقال (عليه السلام) :
يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضَنَكٍ شديد ، وبلاء طويل ، وجوع وخوف ، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان . حسبك يا إبراهيم .
قال إبراهيم : فما رجعتُ بشئ أَسَرَ من هذا لقلبي ولا أَقَرَ لعيني . ( عن بحار الانوار )
--------------------------- انتهى --------------------------------
اقـــول : الرواية الشريفة اعلاه فيها نقاط / مضامين مهمة نعرض عليها ان شاء الله وبتوفيقه ،
المقطع الاول : ( ويخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديا ، اختصهم الله بكرامته وأحلهم دار قدسه المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يديه ، بل كالشاهر بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله يذب عنه )
اقول : هذه كرامة عالية يتشرّف بها شيعتهم المنتظرين الصابرين في غيبته عليه السلام ، ممن يحمل هذا الفهم والايمان ويعمل اليه . ويظهر من استدراك الامام ع بـ ( بل ) هو تمييز مراتبي لفضائل المنتظرين الصابرين ، ولا يُخفى على إنّ مدحهم ومساواتهم مع اصحاب رسول الله ص في زمن رسالته لهو من اشرف الكرامات والفضل ويعكس اهمية مقام المنتظر الصابر التي لولا مثل هذه المضامين لما خطر ببال احد عظيم مقامها . بل ويميز الامام حتى في هذا المقام بخصوصية تذييله بالقول ( يَذبْ عَـنه ) ، فتامل
المقطع الثاني : ( يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد ، وبلاء طويل ، وجوع ، وخوف) .
اقول ،
1- الكَرْبُ : الحُزْنُ والغمُّ ( والمَشقّة ) يأْخذ بالنَّفْس .
2- الضَنَكْ : الضعف او الضيق ، واذا اطلقت بلا تخصيص تفيد عموم او اكثر ضروف حال صاحبه المضنوك .
3- البَـلاء : المصائب والمصاعِب والجهد الشديد في الامر .
وعليه - يصور الامام ع حال شيعته في زمن غيبته ع ( مع الاخذ بالاعتبار بأنّ الممدوح منهم هو المنتظر الصابر الثابت ) ويلخّص شتّى انواع المصاعب والمحن ، وهذه كلّها داخلة ومنتجة لحالة الكَرْب التي سيفرّجها عن شيعته الامام الحجة ع بظهور المبارك .
ومن اهم مصائب اهل زمان الغيبة ولعله بالاخص اهل زمان الظهور ووقت اشتداد الفتن هي :
الضنك الشديد - أيْ الضعف والضيق الشديد الذي يشمل جميع حالهم من ضروف المعيشة وتحمل المشاق والصبر والثبات عليها خوفاً من الانحراف .
ومنها البلاء الطويل - أيْ المصائب والمصاعب والجهد الشديد الذي يصيبهم على ايدي اعدائهم ويستمر عليهم لزمان طويل .
ومنها الجوع والخوف - أيْ جوع عن فقر او حرمان وخوف من عدو متربص ومنقض عليهم على طول طويل فترة بلائهم .
المقطع الثالث : ( فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان )
اقول : هذا من لطائف الربط بين الظاهر والباطن ، وعمق نظرته للباطن والذي يواسي به الامام ع اهل الصبر والثبات من منتظري امامهم وخاصة جيل عصر الظهور ،
فتراه عليه السلام يكشف حقيقة تَحمّـلهم للكرب والضنك والبلاء والجوع والخوف التي هي عند الله مقام عالي وشرف غالي يتميز به المُمتحن الصابر الثابت على ولايتهم وكلا بحسبه .
المقطع الرابع : ( حسبك ياإبراهيم )
اقول : كأنّ الامام يريد ان يقول له ماذا اكثر من هذا تريد وصفاً لصعوبة لحالهم ، وعظيم مقامهم ، ومنه ايضا يستشف علامة لضروف شيعتهم من اهل عصر الظهور .
الخلاصة والفكرة : وهي كما تعلمون نعيش زمان خاص ، وضرف خاص على شيعة ال البيت ، بالخصوص شيعة العراق ، ومعه نعيش حوادث مهمة احتملنا منها وتحت الاختبار والمتابعة على اننا قد نكون جيل عصر الظهور الموصوف وهذه مقدمات العلامات الكبرى والقريبة من الفرج ،،، وبالتالي بينكم وبين الله كأنكم لمّا تقرأون هذه الكلمات والوصف وتطبقوه على مايجري على شيعة العراق تجدوها متطابقة بالتمام من كرب وشدة وبلاء طويل وجوع وخوف وما الى غيرها من مصائب . ومعها يبشر الامام ع هذه الناس وهذه الشيعة بالبشرى الكبيرة بقرب الفرج والمقام الكبير الرفيع للمنتظر في هذه الغيبة .
ولعل رد فعل إبراهيم رض على خاتمة قول المعصوم ع تبين كبير الايجابية الروحية التي صنعها الامام ع من وسط شدة الضرف على شيعته وكما في المقطع الاخير التالي ( قال إبراهيم : فما رجعتُ بشئ أَسَرَ من هذا لقلبي ولا أَقَرَ لعيني )
والله اعلم
والحمد لله رب العالمين
والسلام عليكم
الباحث الطائي