الطالب313
03-10-2015, 04:59 AM
{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }[1].
مااجمله من وسام رباني لسان الحق ينطق بالصدق ويعلنها صراحه ان امير الموحدين-ع- نفس الصادق الأمين والقول من الحق المبين رب اله العالمين - الله عزوجل
نبدا بالحديث الوارد في مسلم عندهم
روى مسلم في (صحيحه) عن عامر بن سعد بن أبي وقَّاص عن أبيه قال: ( أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟ قال: أمَّا ما ذكرت ثلاثاً قالهنَّ رسول الله (ص) فلن أسبَّه، لإنْ يكون لي واحدة منهنَّ أحبّ إليَّ من حمر النعم، سمعت رسول الله (ص) يقول حين خلَّفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله خلَّفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله (ص): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبي بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يُحبّ الله ورسوله ويُحبُّه اللهُ ورسولُه، قال فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً فأُتي به أرمد العين فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله على يده، ولما نزلت هذه الآية ﴿فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ﴾ دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: اللهمَّ هؤلاء أهل بيتي )
وأيضا بين النبي-ص- القول بهذا
ما رواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين بسنده عن عبد الرحمن بن عوف أنَّ رسول الله (ص) قال: ( ...والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتون الزكاة أو لأبعثنَّ عليكم رجلاً مني أو كنفسي فليضربنَّ أعناق مقاتليهم وليسبينَّ ذراريهم، قال: فرأى الناس أنَّه يعني أبا بكر أو عمر فأخذ بيد علي فقال: هذا )[3].
قال الحاكم النيسابوري: ( هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه )
فهذا الاعتراف من النبي-ص- ان عليا نفسه جعله محل نفسه المقدسه صلوات الله عليه
وهنا نشير لامر مهم حقيقه كلام قرائته وعجبني ان اضعه
قد يقال أنَّ المراد من ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ هو خصوص النبي (ص)، وإن مجيء الآية بصيغة الجمع للتعظيم، وهذا خاطئ جداً، وذلك للإجماع بأنَّ علياً كان ضمن مَن باهل بهم النبي (ص) وهو ليس من النساء ولا من الأبناء، فما الذي حدا برسول الله (ص) أن يجعله ضمن مَن باهل بهم؟ وهذا لا يحتمل سوى وجهين، إما أن يكون علي (ع) هو المعنيُّ ضمناً أو تعييناً بقوله: ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ وهو الذي ندَّعيه، وإما أن يكون النبي (ص) قد دعاه ولم يكن مأموراً من قبل الله تعالى بذلك، وحينئذٍ يتحتم السؤال عن منشأ دعوته إيَّاه رغم عدم أمر الله تعالى له بذاك هل هو تجاوز لله تعالى؟ فإن كان كذلك فهو القول بعدم عصمة النبي (ص) وتصحيح ارتكابه للمعصية وإنْ كان استدراكاً لما ينبغي أن يأمر به الله، ولكنه لم يأمر به فذلك أسوأ لاستلزامه نفي الحكمة عن الله جلَّ وعلا. وإن كان منشأ دعوته إيَّاه هو المحاباة والاستئثار نظراً لقرابته منه فذلك ما لا يقبله مسلم على رسول الله (ص) لأنَّه لا يفعل ولا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى. فتعيَّن أن تكون دعوته إيَّاه نشأت عن أمر الله جلَّ وعلا، وبذلك يثبت المطلوب.
ثم إنَّ دعوى إرادة خصوص نفس النبي (ص) من قوله: ﴿وَأَنفُسَنَا﴾ منافٍ لمقتضى الظهور العرفي، إذ إنَّ الإنسان لا يدعو نفسه، فتعيَّن أن يكون المدعو هو غيره لكنَّه نزَّله منزلة نفسه.
يتبع
الطالب313
03-10-2015, 05:01 AM
والان اعتراف علمائهم بالافضليه والمراد به
المنح المكية
في شرح الهمزية
لابن حجر الهيتمي
http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=4812 (http://www.alshiaclubs.net/upload/)
ص539
ودليل الاول اعني-السيادة من حيث النسب الذي هو اشرف الانساب
اية المباهلــــــــــــــــــــــة
قال بعض محققي المفسرين فيها لادليل اقوى من هذا على فضل
فاظمة وعلي وابنيهما
اي لانها لمانزلت دعاهم-ص- فأحتضن الحسيـــــــــــــــــن واخذ بيد الحسن ومشت فامة خلفه وعلي خلفها فعلم انهم المراد من الاية
وان اولاد فاطمة وذريتهم يسمون ابناءه وينسبون اليه نسبة حقيقه نافعه في الدنيا والاخره
والوثيقه
http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11448 (http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11448)
http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11449 (http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11449)
كتاب معرفه علوم الحديث-تصنيف الامام الحاكم النيسابوري-ص50
وقال الحاكم
وقد تواترت الاخبار
في التفاسير عن عبد الله بن عباي وغيره ان رسول الله (ص)اخذيوم المباهله
بيد علي وحسن وحسين وجعل افاطمه وراءهم ثم قال
هؤلاء ابنائنا وانفسنا ونسائنا فهلمواانفسكم وابنائكم ونسائكم ثم بنتهل فنجعل لعنته الله على الكاذبين
http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11450 (http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11450)
روح المعاني للعلامة الالوسي البغدادي الجزءالثالث-ص189
مبحث ايه المباهله
يقول بعدالشرح يقول هذه الجمله الجميله عناهل البيت-ع- عليهم السلام
ودلالتها على فضل ألــــــــــ الله ورسوله -ص- مما لايمتري فيها مؤمن
http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11451 (http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11451)
فهنا نجد اعتراف عالمهم الهيثمي فان هذا لادليل اقوى منه لفضيله من اتى بهم واودر الحكام التواتر بالخبر وأيضا بين الالوسي انهم ال الله ورسوله
لذلك جهد منافقي العلماء ان يحاولوا ان يحرفوا اصل الحديث لعلمه بدلالالته وهاكم نموذجين
تفسير القران العظيم
لمحمد بن صالح العثيمين
سورةال عمران
ص358
اختلف المفسرون في ذلك، فقال بعض المفسرين: المراد بقوله: { {أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} }، المراد بأبنائنا الحسن والحسين، { {وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ} }، المراد بنسائنا فاطمة بنت الرسول صلّى الله عليه وسلّم { {وَأَنْفُسَنَا} } المراد بالأنفس علي بن أبي طالب، فيكون العدد أربعة { {أَبْنَاءَنَا} } الحسن والحسين، { {وَنِسَاءَنَا} } فاطمة، { {وَأَنْفُسَنَا} } علي بن أبي طالب، أما هؤلاء النفر الوافدون فليس معهم نساء وليس معهم أولاد، كلهم رجال بالغون عاقلون، إما أربعة عشر أو اثنان، المهم أنهم رجال ليس معهم أحد. وقال بعض أهل العلم: المراد ندع نحن المسلمين أبناءنا، يعني أبناء المسلمين، يعني ننتخب طائفة منا تأتي هي وأبناؤها ونساؤها وأنتم كذلك تنتخبون جماعة يأتون بأبنائهم ونسائهم وأنفسهم نجتمع ونبتهل. وهذا القول لا شك أنه موافق تماماً لظاهر الآية؛ لأن الآية بصيغة الجمع، والعادة جرت بأن التباهل وكذلك التفاخر وغيره يكون بين جماعات. وقد ذهب إلى هذا محمد رشيد رضا في «تفسيره» وهو لا شك تفسير مطابق لظاهر الآية تماماً، لكن أكثر المفسرين يختارون القول الأول أن المراد بأبنائنا الحسن والحسين، ونسائنا فاطمة، وأنفسنا علي بن أبي طالب؛ لحديث ورد في ذلك، والمسألة لا توافق ظاهر الآية، يعني هذا القول لا يوافق ظاهر الآية، أولاً: أن أبناء جمع ونساء جمع، وإذا قلنا: الحسن والحسين صار اثنين، ابنان لجمع أو لواحد؟ لواحد، أيضاً النساء لم يرد في اللغة العربية أن المراد بالنساء: البنات، المراد بالنساء في اللغة العربية الزوجات، وأيضاً أنفسنا كيف يعبر الرسول عليه الصلاة والسلام عن علي بن أبي طالب بنفسه ولا يعبر عن الحسن والحسين بنفسه، أيهما أقرب؟ الحسن والحسين حتى إن الحسن سماه الرسول ابنه فقال: «إن ابني هذا سيد» [(153)] ولهذا ظاهر الآية لا يطابق هذا التفسير، وقد زعم محمد رشيد رضا أن تفسيرها بالأربعة من تفسير الرافضة، وقال: إن الآية لا تنطبق عليهم، لكن الحديث الوارد في ذلك يدل على أن لها أصلاً، ولا شك أن آل البيت يدخل فيهم هؤلاء الأربعة، لكن انطباقه على الآية في النفس منه شيء.
على كل حال المسألة انتهت، لكن ما المراد بالأنفس والأبناء والنساء؟ المراد أنهم يريدون أن يجمعوا جماعة معهم أبناؤهم ونساؤهم وأنفسهم، وهذا أعز ما يكون عند الإنسان في الدنيا، هذا أعز ما يكون، نفسه، أبناؤه، زوجاته يحضرون، ويحضر الخصم أيضاً نفسه وأبناؤه ونساؤه.
http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11453 (http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11453)
http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11452 (http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11452)
فلو لم يكن هذا الأثر يبين افضليه الامام علي -ع- على البقيه وسطوع نجمه وافول غيره فلذلك يقول العثيمين انه في النفس منه شي من هذا الحديث يعني
وحتى ابن القيم حذف اسم الامام علي-ع- تابعوا
جلاء الافهام
في فضل الصلاه والسلام على خير الانام
تاليف الامام ابي عبد الله ابن قيم الجوزي
تحقيق زائد بن احمد النشيري
تمويل مؤسسه سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيريه
ص299
ولماانزل الله سبحانه وتعالى ايه المباهله(فمن حاجك فيه من بعد ماجاءك من العلم فقل تعالواندع ابناءناوابناءكم)
دعا النبي فاطمه وحسنا وحسينا وخرج للمباهله
وهنا عالمهم الاخر
الوهابي نبيل العوضي يحرف آية المباهلة و يحذف كلمة وانفسنا وانفسكم من الاية الكريمة بغضا لرسول الله والامام علي عليه السلام لان المقصود من نفس النبي هو علي ابن ابي طالب عليه الصلاة والسلام
http://www.sibtayn.com/ar/index.php?option=com_hwdmediashare&view=mediaitem& id=4885:ar-jazzab-wahabi-nabil-alawazi-tahrif-ayah-mubahelah&Itemid=4635 (http://www.sibtayn.com/ar/index.php?option=com_hwdmediashare&view=mediaitem&id=4885:ar-jazzab-wahabi-nabil-alawazi-tahrif-ayah-mubahelah&Itemid=4635)
فهذا اعتراف منهم بافضليه وهذه الافضليه أتت من الله سبحانه وتعالى وتابعوا بقيه الامور
الطالب313
03-10-2015, 05:03 AM
اما اذا استدل الوهابيه بهذه الايه الكريمه
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم
فلو قال قائلكم ان النبي هنا من الله كنفس الناس نجيب لا فهذه تفاسيركم
تفسير القرطبي
الجامع لأحكام القرآن » سورة براءة » قوله تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم
قوله تعالى من أنفسكم يقتضي مدحا لنسب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من صميم العرب وخالصها . وفي صحيح مسلم عن واثلة بن الأسقع قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=9&ayano=12 8#docu (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=9&ayano=128#docu)
تفسير ابن كثير
وقال تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) أي : منكم وبلغتكم ، كما قال جعفر بن أبي طالب للنجاشي ، والمغيرة بن شعبة لرسول كسرى : إن الله بعث فينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصفته ، ومدخله ومخرجه ، وصدقه وأمانته ، وذكر الحديث .
تفسير الطبري
( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ) قال : جعله الله من أنفسهم ، فلا يحسدونه على ما أعطاه الله من النبوة والكرامة .
تفسير البغوي
قوله تعالى : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم ) تعرفون نسبه وحسبه ، قال السدي : من العرب ، من بني إسماعيل . قال ابن عباس : ليس من العرب قبيل إلا وقد ولدت النبي صلى الله عليه وسلم ، وله فيهم نسب .
وقال جعفر بن محمد الصادق : لم يصبه شيء من ولاد الجاهلية من زمان آدم عليه السلام .
التفسير الكبير المسمى البحر المحيط
وقوله ( من أنفسكم ) يقتضي مدحا لنسب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من صميم العرب وأشرفها
فهنا تبين ان تكلم احد على هذه الايه -نقول له من تفاسيركم تبين ان انتساب الرسول للناس يختلف عن ان ينسب المرء لرسول الله-ص- فتنبهوا ومن هنا ايضا نبين معنى واضح من كتبكم ذكرتموه
الدر المصون-الجزءالسادس-ص141
-28-قوله تعالى-من انفسكم-صفه لرسول الله اي من صميم العرب وقرا ابن عباس وابو العاليه والضحاك وابن محيصن ومحبوب عن ابي عمرو وعبد الله بن قسيط المكي ويعقوب من بعض طرقه وهي قرأءه رسول الله وفاطمه وعائشه بفتح الفاء اي من أشرفكم ,من النفاسة
http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11454 (http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11454)
--
مختصر في شواذ القران -لابن خالويه-ص60
من انفسكم بفتح الفاء -النبي-ص- وفاطمه رضي الله عنها وابن عباس رحمه الله
http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11455 (http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=11455)
تفسير القرطبي
الجامع لأحكام القرآن » سورة براءة » قوله تعالى لقد جاءكم رسول من أنفسكم
وقرأ عبد الله بن قسيط المكي من " أنفسكم " بفتح الفاء من النفاسة ; ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن [ ص: 218 ] فاطمة رضي الله عنها أي جاءكم رسول من أشرفكم وأفضلكم من قولك : شيء نفيس إذا كان مرغوبا فيه . وقيل : من أنفسكم أي أكثركم طاعة .
فهنا تبين انه من انفسكم يعني من الشي النفيس او انه من صميم العرب فلا يمكن ان تستدلوا بهذه الايه علينا وتقايسونها مع تلك الايه المباركه
والان مالفرق بين--انفسنـــــــــــــــــــــــــا في المباهله --وانفســـــــــــــــــــكم في التوبه
ما ورد في جملة من الآيات لفظ (( مِّن أَنفُسِهِم )) أو لفظ (( مِن أَنفُسِكُم )) الموهمة بالتشابه أو انطباق المعنى بينها وبين (( أَنفُسَنَا )) وجدانياً.
ونحسب أنّ هناك فرقاً بين الاثنين, بين أن يُنسب المرء لنفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) والموحي بالمساواة والتطابق وهو المراد هنا, وبين أن يُنسب الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) لنفوس الآخرين, حيث أنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) في نسبتهِ للغير يتبادر إلى الذهن المساواة في السنخية من جهة الخلق والتكوين, ولذلك يصح أن يخاطب الإنسانية جمعاء بأنّ الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) من أنفسكم يعني بشراً مثلكم، ويعضده قوله تعالى: (( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثلُكُم )) (الكهف:110), وليس معنى هذا التساوي بكافة الخصائص والملكات والرتب وإن ثبت مساواته لهم من جهة السنخية.
ولا يعزب عن العاقل، أنّ المؤمنين أنفسهم لا يمكن القول بتساويهم بعضهم مع بعض, لحتمية الإختلاف بينهم, فمنهم المطيع والعاصي، والمؤمن والمنافق، والمجاهد والمتخلّف عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، والمخلص والمتآمر، فكيف فرض القرآن كونهم نفس واحدة!
نعم، يكون هذا مقبولاً على ما ذهبنا إليه من التساوي في السنخية والإنضمام للآدمية, فالسنخية دليل الإنضمام كما يقولون.
إذن النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) مثلهم من هذه الجهة, ولكن يجب أن نعرف أنهُ مثلهم وزيادة, ولا نقصد بالزيادة الخروج عن الآدمية, وإنّما هو فوقهم من جهة الرتب والدرجات والملكات والخصائص الذي يمتنع فيها المساواة بها معهم.
أمّا قوله: (( أَنفُسَنَا ))، مع وجود شخص آخر غير النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) مقصود بهذا الجمع، فمعناه؛ أنّه أي الآخر كنفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) حتى من جهة الخصائص والرتب العليا والممتنعة على الغير.ولا نغفل في المقام! مجيء كلمة (( أَنفُسَنَا )) بصيغة الجمع، ولا يمكن أن يكون المقصود بها نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) لامتناع دعوة الإنسان نفسه, ولا نغفل أننا ذهبنا لكون المقصود بها أمير المؤمنين(عليه السلام) لقرينة خروجه بمفردهِ مع النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلّم) للمباهلة، ومن الطبيعي القول: أنّ لا أحد يقول بأنّ قوله تعالى: (( مِن أَنفُسِكُم )), تعني المساواة بين رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وباقي الناس, فللرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) امتيازات خاصة لا يبلغها أحد قط, وحتى نحن عندما نقول بأنّ عليّاً مساوٍ لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) إنّما نقصد مساواته(عليه السلام) له(صلى الله عليه وآله وسلّم) بالملكات والمراتب العليا دون النبوّة المشَرّفَة، فهي من إختصاصاته(صلى الله عليه وآله وسلّم) دون غيره من الخلق.
فهذه الآية: (( لَقَد جَاءكُم رَسُولٌ مِّن أَنفُسِكُم عَزِيزٌ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصٌ عَلَيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )) (التوبة:128)، موهمة للمستدل أنّه إن قال في آية المباهلة بالتساوي فيلزم هنا القول به أيضاً, وعليه فلا فضيلة للتساوي في المباهلة لتحققه للغير مع رسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) في آية أخرى, أو للإستدلال بأنّه لا يراد بها التساوي وإنّما يراد بها الإشتراك بنحو ما، كالجنس أو الذكورة أو الأخوة في الدين وغير ذلك ممّا لا يعني وجود فضيلة للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام) في آية المباهلة، لأنّ الجميع مشتركون مع رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) بهذه الأنماط من الروابط, فيتحقق مراده (أي المستدلّ) من عدم المساواة في آية المباهلة.
الثانية: الردّ بالآيات القرآنية المباركة الموجبة للتفريق بين النفس والأهل، بحيث لا تأتي كلمة أنفسنا بمعنى أهلنا أو الأقارب، أي: الختن أو الصهر وما شابه، وإنّما تعني النفس بما هي ذات المرء وحقيقته.
فقد ورد في كتاب (نفحات الأزهار) للسيد علي الميلاني في مقام الردّ على ابن تيمية: ((لكن ماذا يقول ابن تيمية في الآيات التي وقع فيها المقابلة بين (النفس) و(الأقرباء) كما في قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُم وَأَهلِيكُم نَاراً )) (التحريم:6), وقوله: (( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم وَأَهلِيهِم )) (الزمر:15), فكذلك آية المباهلة، غير أنّ النفس في الآيتين المذكورتين مستعملة في نفس الإنسان على وجه الحقيقة.أما في آية المباهلة فهي مستعملة - لتعذر الحقيقة - على وجه المجاز لمن نُزّل بمنزل النفس, وهو عليّ(عليه السلام) للحديث القطعي الوارد في القضية))(2).
فلو كانت النفس تعني الأهل والأقارب لاستغنى القرآن عن ذكرهم في الآيتين واكتفى بذكر (أنفسكم) أو (أنفسهم)؛ لأنّها متضمنة لهم، أي: للأهلين.
(2) نفحات الأزهار 20: 277 الآيات الدالّة على الإمامة.
للعلم ان الفرق بين انفسنا وانفسكم اقتبسته من مركز الابحاث العقائديه
اتوقع انتهى الامر
فالسلام على من قرنه مع النبي-ص- ووسمه بوسام الافضليه المطلقه بعد الرسول والنبي الخاتم-ص-