المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار حسيني مع الشیخ الاصفی مضى عليه 23 سنه


حسين البهبهاني
25-10-2015, 04:06 PM
الشيخ ابو تقى يسأل والعلامة الراحل
الشيخ الاصفي ( قدس سره ) يجيب .
حوار مضى عليه 23 سنة
لأول مرة ينشر في مواقع
التواصل الاجتماعي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام
على محمد واله الطاهرين
التفسيرالحسيني للتاريخ
حوار شامل مع العلامة الراحل
اية الله المفكر الاسلامي المعروف
الشيخ محمد مهدي الاصفي ( قدس سره )
بعد رحيل استاذنا الشيخ الاصفي
( رحمة الله عليه ) امرولي امر المسلمين اية الله العظمى السيد علي الخامنئي (دام ظله)
بتأسيس (( مؤسسة حفظ ونشر اثار العلامة الشيخ الاصفي )) إستجابة لهذا الأمر المبارك اتمنى على هذه المؤسسة ان تعتمد هذا الحوار كوثيقة رسمية مسجلة يستفيد منه الجيل الحاضر والاجيال المستقبلية انشاء الله
لقد نشرت هذا الحوار في نشرتي (( حوارات العدد الرابع الصادر 15 محرم 1414 )) واعيد نشره في مواقع التواصل الاجتماعية تعميما للفائدة .
مقدمة الحوار :
إذا أطلقت عليه العلامة , أو المفكر , أو الاستاذ , أو حتى اية الله , فهي جديرة به , ولكن وقبل ان يبدأ الحوار قال :
(( لا تزيد على كلمة الشيخ الاصفي ))
يالها من موعظة .
إنه متواضع وزاهد وعابد
الى الحد الذي ينسيك أنك تحاور
رجلا له موقع الصدارة في
الساحات الجهادية والفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية
وحتى العرفانية والفقهية .
جلست أحاوره فلم يقل : ( نشرتكم متواضعة , وذات امكانات بسيطة ومحدودة التداول ) بل تعامل معنا وكأن اشهر المجلات العالمية تحاورة , فأعطانا من وقته الثمين أكثر من اربع ساعات أثمرت هذا الحوار الذي ارجو من اخواني قبل ان ندخل في صلب الحوار نقرأ جميعا سورة الفاتحة لروح شيخي الاستاذ الاصفي ( رزقنا الله شفاعته )
ابوتقى :
يعتقد البعض أن الامام الحسين (عليه السلام ) كان يطلب الشهادة , فيما يرى البعض الاخر أنه اراد استرجاع حقه الطبيعي في الخلافة التي نص الله بها على أهل البيت ( عليهم السلام ) وعليه .
بين هذين القولين أين نضع الشيخ الاصفي ...؟
وهل لسماحته رأي خاص في هذا المجال ...؟
الشيخ الاصفي ( قدس سره ) :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وسلام على عباده الذين اصطفى
, بعد الشكر لكم على اتاحة هذه الفرصة. للتحدث مع القراء الكرام ,
بأمكاني أن اطرح السؤال بالشكل التالي :
هل كانت غاية الامام الحسين ( عليه السلام ) من حركته الشهيرة المأساوية
في الطف غاية حركية ...؟
أم كانت غايته سياسية عسكرية
للأستيلاء على الحكم ...؟
هل كانت غايته حركية يقصد بها تحرير ارادة الامة من سلطان بني أمية وسلب الشرعية من الحكم الاموي ...؟
أم كانت غاية الامام ( سلام الله عليه ) غاية سياسية عسكرية تتلخص في الاستيلاء على النصاب الشرعي ...؟
في البدء أقول : إن كلا الهدفين مشروعين للامام الحسين ( عليه السلام ) , الهدف الاول مشروع والهدف الثاني مشروع ايضا فمن حق ابي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) أن يفكر بالطريقة الاولى في تحرير إرادة الامة وأنقاذ أرادتها التي أستولى عليها بنو أمية وتمكنوا من تضليلها , ومن حق الامام الحسين ( عليه السلام ) أن يفكر ويخطط بالطريقة الثانية , فيخطط للاستيلاء على الحكم وانقاذه من يد بني أمية الحاكمين في الشام , وأقامة دولة اسلامية وحكم اسلامي يتولاه بالنصاب الشرعي وعلى النصاب الشرعي ايضا , ومن أولى منه وهو أبن رسول الله ( صلوات الله عليه ) وأبن علي ( عليه السلام ) , ولكن هل كان الامام الحسين ( عليه السلام ) يفكر بالطريقة الاولى أوكان يفكر بالطريقة الثانية , وهل كانت غايته في الخروج على الطاغية يزيد بن معاوية ( عليه اللعنة ) غاية سياسية , وهنا لابد لي ان اقول أن الغاية الحركية تختلف عن الغاية السياسية العسكرية في العمل الحركي , قائد الحركة لايقصد بالحركة اسقاط النظام بل يقصد بالحركة تحرير أرادة الأمة التي تفقد ارادتها احيانا في التأريخ , نتيجة قوة عوامل التضليل , وعوامل الاغراء , وعوامل الارهاب , تفقد اردتها أو تضعف ارادتها , تفقد وعيها أو يضف وعيها , تحتاج الى انتفاضة قوية وحركة قوية حتى
تستعيد اردتها وتستعيد وعيها هذا معنى الحركة إعادة الارادة المسلوبة الى الامة وإعادة الوعي المسلوب الى الامة وحكام بنو أمية كانوا يعملون ضمن منهج علمي مخطط له معا , لسلب ارادة الامة ولسلب وعيها , والذي يقرأ التأريخ , يعجب كيف أن بني إمية وفي ذلك التاريخ إي قبل الف وثلاثمئة سنة كانوا يفكرون بطريقة علمية في سلب إرادة الامة , والسيطرة عليها , وفي سلب وعي الامة والتحكم به , وهذا معنى الحركية , إما الشرط الثاني والمنهج الثاني أن تكون ثورة الامام الحسين
(عليه السلام ) لغايات سياسية , وليست لغايات حركية والغاية السياسية واضحة إذ تتمثل في إسقاط النظام وإرجاع الحق الشرعي في الحكم وهو حق مشروع
للامام الحسين ( عليه السلام )
بلا كلام ومن دون مناقشة .
ابو تقى :
وهل كان الامام الحسين ( عليه السلام ) يفكر بالطريقة الاولى , أو يفكر بالطريقة الثانية ...؟
الشيخ الاصفي ( قدس سره ) :
تلك مسألة أخرى غير مسألة شرعية هذا المنهج أو ذلك المنهج , هذا المنهج وذلك المنهج منهجان شرعيان , إما أن الامام الحسين
( عليه السلام ) يريد أي منهما
يرتبط بالظروف والامكانات المتاحة لامام صلوات الله عليه في ذلك الوقت ,
الثورة التي تهدف الى إنقلاب في النظام والاطاحة به ليست أمنية ولا شعار , أي ليس كل من يتمنى إسقاط نظام فاسد ويرغب في الاطاحة به ويرفع الشعار يملك إمكانات الأطاحة بذلك النظام , الثورة التي تهدف لإسقاط نظام فاسد والاطاحة به ليست إمنية ولا رغبة , بل الامر يحتاج الى رصيد حقيقي من الامكانات .
ابو تقى :
هل كان الامام الحسين ( عليه السلام ) يملك هذا الرصيد البشري والعسكري والمالي والاعلامي والسياسي الذي يمكنه من إسقاط النظام الاموي والاطاحته به ...؟
(( الجواب في القسم الثاني من الحوار انشاء الله ))